الأحد، 29 ديسمبر 2013

رحـــيـــل


كنا دائما ما نتشاجر من اجل اسباب تافهة جداا .. فاليوم لم اجهز له ما يريد فى الوقت المناسب و امس تحدثت معه بنبرة ممزوجة بالغضب .. واول امس كنا ..... لا اذكر .. ربما تحدثنا عن العمل و ما زال يرفض الموافقة على عملى ...

تتعدد الاسباب و النتيجة واحدة ... شجار ...

تتعالى اصواتنا و صراخنا .. ودائما ما يصب جم غضبه علىّ و يصرخ بوجهى بكلمات جارحة تدمع لها الاعين و يصدر لها القلب دقاات عنيفة يسمع صداها فى الاذن بوضوح ..

يقول ما يقول و بعد ذلك اسمع صوت انغلاق الباب او ارتطامه نظرا لغضبه الشديد ..

بعدها اجلس بجوار النافذة لابكى .. اظل ابكى وابكى حتى تجف الدموع على وجهى ...


اسرح قليلا فيما مضى من عمرنا .. فقد كانت سنة مليئة بالاحدااث .. و ما اكثر خلافتنا بها ..

و لكن ما قبلها كان رائعااا ..


تذكرت اللحظات الاولى بحبنا .. ول نظرة تتلاقى بها اعيننا .. اول لمسه تمس قلبى و تجعل قلبى يرتجف خوفاا .. ليس خوفا منك بل خوفا عليك ... خوفا من ان افقدك .. خوفا من ان تبتعد عنى فى ايه لحظة .. فقد كنت اريد ان اظل متمسكة بك كـ طفلة صغيرة تخشى الابتعاد عن حضن والدتها ...

زواجنا كان سريعا حتى انى لا اتذكر كيف تم .. و لا اتذكر ايام خطوبتنا فلم نحظى بايام خطوبة كالاخرين .. بل تم الزواج سريعا ..

كنت اريد ان اعيش تلك الايام .. ايام الخطوبة .. فهى ايام رائعة بلا شك .. Days To Remember ... و لكنك رفضت بالفعل اطالة فترة الخطوبة ... و كنت دائما ما تعلل ذلك باننا يمكن ان نعيش تلك اللحظات بعد زواجنا .. ولكن ذلك لم يتحقق .


فترة الخطوبة دائما ما تكون للتعرف على شريك حياتك . صفاته و عيوبه .. ردود افعاله و ما الى ذلك ..

و الان انا ارى كل تلك الافعال و ردودها فى الواقع ... فى حياتنا الزوجية التى لا يمكن فيها تعديل تلك السلوكيات .. فمن المؤكد انك لن تغير طباعك الان .. و ايضا لا يمكننا التراجع عن زواجنا ..

افيق من تلك الخيالات و الافكاار على صوت صرير مزعج يأتى من الباب .. فقد جأت كعادتك بعد ان شبعت من انفاس السجائر و حرقت اكثر من علبه سجائر ...

تقف عند باب الشقة وتنظر الىّ وانا جالسة على طرف الشباك ثم تدير لى ظهرك وتتجه الى الغرفة .. تغير ملابسك وتنام حتى الصباح غير مبال بى ... كأننى فراغ حولك لا تراه و لا تشعر به الا حينما يأتيك مزاجك بذلك ..

و هكذا حياتنا .. صراعات بيننا تنتهى دائما ببكائى و رحيلك ..

امعنت النظر كثيرا فى ملامحك .. فانت لم تعد انت ... لست الشخص الحنون الذى وافقت على الزواج به .. تغير كل ما بك .. تصرفاتك , كلماتك , نبرة صوتك حتى ملامحك .. فأرتسم عليها الغضب الشديد الممزوج بالتشاؤم ..

سئمت تلك الحيااه المملة الغاضبة الصارخة بمشااعر الكره و البغض تجاه افعالك .. فأنا لا اكرهك البته ولكنى احبك .. احببت شخصا لم يعد موجود الان بل تبدل بشخص اخر ..

و انا اكره ذلك الشخص الذى تحولت اليه ..

ترددت كثيرا قبل الحديث معك و مصارحتك بمشااعرى .. ولكن كفى ... كفى عذاب فى قلبى لا يشعر به قلبك ولا تراه عيناك .. كفى صريخا يطن فى اذنى كلما تذمرت على شئ .. كفى عنادا تتلقاه مشاعرى بسبب كبريائك و رفضك الاعتذار يوما

استجمعت قواى و قررت مصارحتك بكل ذلك .. اخبارك انى اصبحت اخافك و اخاف افعالك

تدق الساعة التاسعة ... و اسمع صوت سيارتك امام الباب .. ينتفض قلبى خوفا و لكنى احاول استجماع شجاعتى و قوتى ..


تدلف من الباب و انا مازلت ثابتة فى مكاانى عند تلك النافذة .. تنظر الىّ باستغراب شديد وانا ما زلت صامتة .. ارتجف قلبى ...

كسرت انت حاجز الصمت و سالتنى

- ما بك ؟؟

و جدت نفسى اجيبك سريعا

- ومنذ متى تسال ما بى ؟؟ ... فانت دائما لا تبالى ولا تهتم لامى

- ما هذه الحماقة ؟!! .. تحركى لتعدى لى العشاء

- لا .. لن اتحرك ولن اعد لك شيئا .. سوف تستمع الى ّ ...

و قفت متحدية ايااه و انا صامدة .. فلا اعلم من اين اتت تلك القوة لاواجهه ؟؟

- استمع الى ماذا ؟؟؟.. ليس هناك ما يقال .. ام انك تريدين ان تبدأ خلافاتنا مبكرا اليوم ؟؟؟

- بالضبط .. خلافاتنا ... تلك هى المشكلة .. لما كل تلك الخلافات بيننا .. لم اصبح التعامل روتينيا مميتا .. تاتى من العمل تتناول العشاء ثم تبدأ فى الخناق معى ... لما كل ذلك .؟؟؟ لما تلك القسوة التى تشع من عيناك ؟؟.. انت لست ذلك الشخص الذى تزوجت به .. فقد اصبحت شخصاا مختلفا جداا ... شخص اصبحت اخاافه و اخاف افعاله وتصرفاته ... شخصاا كنت احبه و الان اصبحت اكرهه جداا ...

- تكرهينه

- نعمم اكرهك .. و اكره كل ما تفعله ..

- وماذا تريدين الان ؟؟؟

- اريد ان ينتهى كل ذلك ... نبتعد عن بعضنا

- ننفصل ؟

- اجل .. ننفصل عن بعضنا ...

( لا اعلم كيبف نطقت تلك الكلمات .. فالبعد يعنى الانفصال كما قال .. و لكنى لم اكن اريد\ الطلاق .. بل كنت اريد التغيير فى علاقتنا قليلا ... و هو كمن انتظر ان انطق تلك الكلمة ليصدق عليها و يمضى بالموافقة ... )

رد علىّّ بعد لحظات من الصمت ..

- اذن تريدين الطلاق ؟؟

- ...........................

-لما الصمت .. اتعلمين .. كل مرة اغادر فيها وانسحب من الخلاف اعود فى اخر الليل ..اعود آملا ان تكتشفى انك مخطأة و انك من يتصف بالبرود .. اتمنى ان تشعرى بى يوما و بما افعله من اجلك .. ان تشعرى بتعبى وشقائى من اجلك .. .كم تمنيت ان أأتى يوما من عملى فألقى بنفسى فى احضانك .. ان اعود يوما و تمسكين بيدى و تجبريننى على اصطحابك الى مطعم لتناول عشاءا رومانسيا .. لنعوض فترة خطوبتنا كما اتفقنا يوما ...

و لكن ذلك لم يحدث قط .. فقد تحولتى من المرأة الرقيقة التى تزوجتها الى ست البيت .. و كنت دائما ارفض عملك حتى لا يزيد البعد بيننا ...

ان رحلت الان .. لن اعود ابداا ... سيكون رحيلى ابدياا ... فأمعنى التفكير مرة اخرى .. و كالعادة سانسحب لاتركك تفكرين مليا عند تلك النافذة . فربما تكتشفى انك من يجب ان يغيير من اساليبه .. و ساكون مختبأ عند تلك الشجرة اراقبك مثل كل مرة اغادر فيها .. لاتركك تهدأين حتى لا يصل بيننا الامر الى ما هو اسوأ .. فان اردتى ان اغادر ولا اعود مرة اخرى فقط اغلقى تلك الستارة السوداء حتى اعجز عن رؤيتك و حتى لا ترى دموعى نازفة من اجلك ...

سأرحل و اتركك حتى تقررين .........


بقلم \ حنان محمد