الحلقة الثانية
* * * * * *
بعد مرور اسبوع بدون اى اخبار عن تلك المسابقة , كنا نجلس فى شقة داليا , ومعنا بعض الاصدقاء , وجاءت مكالمة مفاجئة , فى بدايتها ارتسمت ملامح السرور على وجه داليا , ثم اختفت ابتسامتها تدريجيا , و اخذت اسئلتها تتكاثر بعد ان كانت مستمعه فقط و تجيب بـ " yes " ..
بعد ذلك جلست فى ذهول و قصت علينا ما حدث , قالت انه تم قبولها فى المسابقة , و لكن يجب ان تكون " Single " وهذا هو التحدى الاول , ان تنهى عقد زواجها مؤقتا ...
كانت ملامح الصدمة ما زالت مرتسمة على وجهها الجميل , لم تتخيل ان ذلك سيكون تحديها الاول , فهى لن تنسحب من البداية , ولكنها بالطبع لا تريد ان تنفصل عنى , ولكن ما كان يشغل بالها ما العمل ؟! , كيف يمكنها ان تظل فى المسابقة و تظل على ذمتى ايضا ؟!!
مروان : داليا ؟! , ايه قرارك ؟!
داليا : مش عارفة يا مروان , انا مش قادرة افكر , انا مكنتش متوقعة حاجة زى دى , و كان هدفى انى اكون عملت كل حاجة انا عايزاها قبل ما نتجوز , مش اننا نتطلق !!
مروان : طيب خلاص اهدى بس , وما تفكريش ف حاجة دلوقتى .
كريس : مروان عنده حق يا داليا , انتى لازم تهدى , المسابقة دى مش نهاية العالم يعنى ؟! , صح ؟!
داليا : اه , انتى عندك حق .
كريس : احنا هنسيبك دلوقتى تهدى شوية مع نفسك , حاولى تنامى انتى شكلك تعبانة .
بعد مرور اسبوع بدون اى اخبار عن تلك المسابقة , كنا نجلس فى شقة داليا , ومعنا بعض الاصدقاء , وجاءت مكالمة مفاجئة , فى بدايتها ارتسمت ملامح السرور على وجه داليا , ثم اختفت ابتسامتها تدريجيا , و اخذت اسئلتها تتكاثر بعد ان كانت مستمعه فقط و تجيب بـ " yes " ..
بعد ذلك جلست فى ذهول و قصت علينا ما حدث , قالت انه تم قبولها فى المسابقة , و لكن يجب ان تكون " Single " وهذا هو التحدى الاول , ان تنهى عقد زواجها مؤقتا ...
كانت ملامح الصدمة ما زالت مرتسمة على وجهها الجميل , لم تتخيل ان ذلك سيكون تحديها الاول , فهى لن تنسحب من البداية , ولكنها بالطبع لا تريد ان تنفصل عنى , ولكن ما كان يشغل بالها ما العمل ؟! , كيف يمكنها ان تظل فى المسابقة و تظل على ذمتى ايضا ؟!!
مروان : داليا ؟! , ايه قرارك ؟!
داليا : مش عارفة يا مروان , انا مش قادرة افكر , انا مكنتش متوقعة حاجة زى دى , و كان هدفى انى اكون عملت كل حاجة انا عايزاها قبل ما نتجوز , مش اننا نتطلق !!
مروان : طيب خلاص اهدى بس , وما تفكريش ف حاجة دلوقتى .
كريس : مروان عنده حق يا داليا , انتى لازم تهدى , المسابقة دى مش نهاية العالم يعنى ؟! , صح ؟!
داليا : اه , انتى عندك حق .
كريس : احنا هنسيبك دلوقتى تهدى شوية مع نفسك , حاولى تنامى انتى شكلك تعبانة .
ينسحب الجميع من الشقة وابقي انا مع داليا لبعض الوقت , اجلس بجوارها فى صمت , و بالرغم من الصراع القوى داخلها كانت تحاول الحفاظ على هدوءها الخارجى , فظلت متماسكة لبعض الوقت , حتى نظرت الى نظرة مطولة كانها تحاول نحت صورة لى فى مخيلتها .
داليا : انت قلقان ؟!
مروان : من ايه ؟! , من انك تقررى اننا ننفصل مؤقتا ؟! , لا الموضوع ده مش قالقنى , عشان زى ما قالوا ده مؤقتا واكيد احنا مش هنعمل حاجة مش عايزينها , بس خوفى من اللى جاى لو قررتى تشتركى واتفقنا اننا نلغى عقد زواجنا مــؤقــتــا , ده اول تحدى ! , طيب اللى بعد كدة هيكون ازاى ؟! , وخايف لو انتى قررتى ما تشتركيش ف المسابقة وترفضى التحدى تندمى انك ما حققتيش كل اللى بتتمنيه وانا وعدتك انى هخليكى تعملى كل الى انتى عايزاه طول ما احنا مع بعض .
داليا : انا ما بصتش للموضوع كدة ! , ممكن اكلم مروان صاحبى مش جوزى
مروان : اكيد .. خلينا نلغى للحظة السنة الى فاتت دى كلها , انا وانتى اصحاب , اقرب اتنين لبعض , و قوليلى كل حاجة جواكى , انتى عايزة ايه ؟! , من غير ما تفكرى ف اى حد تانى .
داليا : مش عارفة , انا بفكر ليه التحدى ده بالذات ؟ ليه دلوقتى لما قررنا انتا خلاص بعد الفترة دى هنتجوز ؟! , ايه لسه فى حاجة ماشوفتهاش او ما عشتهاش و ده وقتها ؟
مروان : ممكن , بس خايف ده يبعدنا عن بعض .
داليا : وانا عمرى ما هبعد عنك , دا انت الايد اللى سندتنى ف عز حاجتى و ضعفى , ازاى اسيبك احنا ارتبطنا عشان نكمل بعض , احنا كل حاجة بالنسبة لبعض و ما كانش ناقصنا غير اننا نتجوز .
مروان : وافقى يا داليا , كصديقك واجب عليا اقولك وافقى , وافقى عشان نفسك و بس انتى محتاجة التحدى ده , انا واثق فيكى .
داليا : بس .. انت عارف ده معناه ايه ؟
مروان : عارف , انا بكرة هروح السفارة و الغى عقد الزواج مؤقتا . احنا هنفضل زى ما احنا كل الحكاية اننا بس هنقطع الورقة اللى بينا , ومش الورقة دى هيا الى هتقولنا نعرف بعض او لا !!
داليا : انت متاكد من انك مش معترض على الموضوع ده ؟
مروان : لا يا حبيبتى , مش معترض , بس بقولك ايه , انا مش هسمحلك تبعدى عنى مهما حصل , ومش هسمح ان يجى يوم ما نكونش عارفين فيه بعض .
قفزت فى تلك اللحظة الى حضنى , وضمتنى بقوة , و همست الىّ " بحبك " , لم تكن علاقتنا ببعضنا كهذا فى السابق ., بل حتى حديثنا لم يتعد الصداقة بعد , فلا تردد الىّ كلمة احبك او اشتاق اليك ولا اى من كلام الحب و الغزل , و لا اتذكر انها نادتنى مرة بـ " حبيبى " او شيئا كهذا , فهل ذلك الانفصال المؤقت يجعلها تقترب اكثر الىّ ؟! هل ذلك فى صالحنا ؟! , هل ادركت انها لا تستطيع ان تبتعد عنى فعلا وتحاول ان تعبر عن كل ما بداخلها الان ؟! , ام انها تحاول ان تطمئننى مؤقتا , كانفصالنا المؤقت ؟! , هل تحاول ان تكسبنى فى صفهاالان حتى لا تفقد الزوج و الصديق فى آن واحد .
هناك شيئا فى الطب يدور حول اكثر لحظات النشاط و الذروة و النشوة للحياه , وهى فترة قصيرة تأتى بعد الغيبوبة التى يعتقد البعض ان لا امل بها وان المريض سيموت فى نهاية المطاف , و فجأة و بعد فقدان الامل يفيق المريض ليتعامل كانه لم يكن مريضا ابدا , ولكن ليس ذلك ما يقلقنى , ولكن ما يحدث فى غرفة العناية المركزة بعد ذلك ان المريض يموت حقاَ , ولكنه يكون كمن قرر ان لا يموت مريضا ولكن يشعر فى لحظاته الاخيره انه فى افضل حالاته , كمنحنى بيانى يجب ان تصعد مؤشراته الى اقصى درجة حتى تهبط الى اسفل نقطة , فكنت اخشى ان تكون تلك التصرفات هى مجرد فيضان ما قبل الركود , و بعد ذلك ينتهى كل شئ بيننا .
------------
فى كواليس البرنامج ..
مايكل : انتى ليش قولتى لهاى المتسابقة انها تطلق ؟
مايا : مشان انا بدى ياها ف المسابقة
مايكل : بس ليش ؟ , اشمعنى هاى البنت بالذات ؟
مايا : ليك فكر فيها , هاى البنت عربية , دكتورة جراحة مقيمة بلندن , شو القصة وراء هاد , وليش بعد ما اتزوجت هاد الشاب , فى شى عم يمنعها , و فى شى وراء هروبها من مصر بلا عيلتها , يعنى هى شخصية ناجحة كتير , شو اللى يدفعها انها تترك كل شى وراها و تيجى لهون , شو سر خوفها من مصر , يمكن خوفها انها ما تنجح هناك , يعنى خوفها من الفشل ؟!
مايكل : طب حتى واذا كان خوفها من الفشل , هاد ما خوف حقيقى , يعنى لشو بدنا نتحداها ؟ , نتحداها لتفشل ؟
مايا : ايه , بالضبط هيك , نتحداها لتعمل كل شى حتى ما تفشل , و الشى الى توقعته صح حتى علاقتها ياللى دامت عشر سنين تقريبا كسرتها , لانها كانت خايفة من انها تخسر التحدى الاول , مشان هيك خبرتها انه تحديها الاول . , هاى شخصية كتير ذكية وما تقبل ان يكون فى شى مستحيل بالنسبالها .
-----------------------
بعد مقابلات عديدة و اختبارت و تجارب لاكتشاف مخاوف داليا من اى شئ , ظهر خوفها من الارتفاعات , يومها جاءت الىّ و اخبرتنى ان التحدى القادم هو تسلق قمة جبل ثم القفز من اعلى و استخدام المظلات , صرخت بوجهها , كيف تقبلين هذا , قد تموتين او يصيبك اى شئ , فخوفك من الارتفاعات قد يكون تحدى مناسب ولكنه تحدى الموت يا داليا , هل ستتحدين خوفك الى هذا الحد ؟ . انا لن اسمح لك بذلك .
بالطبع لا يسعنى شئ امام اصرارها سوى الموافقة , بالرغم من محاولاتى انا وكريس لاقناعها للعدول عن ذلك , ولكنها كانت عنيدة جدا , كفتاه فى الثالثة من عمرها تأبى ان تستسلم فى ان تترك لعبتها , ولكن هذه المرة ليست لعبة يا داليا ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق