الحلقة الثالثة :
* * * * * * *
بعد مقابلات عديدة و اختبارت و تجارب لاكتشاف مخاوف داليا من اى شئ , ظهر خوفها من الارتفاعات , يومها جاءت الىّ و اخبرتنى ان التحدى القادم هو تسلق قمة جبل ثم القفز من اعلى و استخدام المظلات , صرخت بوجهها , كيف تقبلين هذا , قد تموتين او يصيبك اى شئ , فخوفك من الارتفاعات قد يكون تحدى مناسب ولكنه تحدى الموت يا داليا , هل ستتحدين خوفك الى هذا الحد ؟ . انا لن اسمح لك بذلك .
بالطبع لا يسعنى شئ امام اصرارها سوى الموافقة , بالرغم من محاولاتى انا وكريس لاقناعها للعدول عن ذلك , ولكنها كانت عنيدة جدا , كفتاه فى الثالثة من عمرها تأبى ان تستسلم فى ان تترك لعبتها , ولكن هذه المرة ليست لعبة يا داليا ...
بعد اسبوع من التدريبات الشاقة على رياضة تسلق الجبال و آليات استخدام المظلات وكل ذلك , لم يكن مكان التحدى معروف بعد , فكل خطوة ولها وقتها , فى ذلك اليوم ذهبت داليا وحدها الى مكان المسابقة , اخبرتها " مايا " انها لا يجب ان تقابل اصدقائها ولا تتحدث معهم حتى موعد المسابقة والذى يكون بعد يومين , اعترضت داليا على ذلك واخبرتهم انه كان يجب اخبارها بذلك قبل بدأ التحدى , وانها لم تخبر حتى "مروان" وبالطبع سيقلق عليها , فطلبت منهم على الاقل ان تقابله ذلك اليوم فقط , وافقت "مايا" بعد الحاح شديد من "داليا" .
وجدتها تتصلت بى وتخبرنى انها ستظل فى موقع التدريب يومين دون ان تتحدث اليّ او ترانى , وان ذلك من قوانين التحدى , ولكنها ستخبرنى بالمكان التى تسافر اليه لتسلق الجبال قبلصعودها على الطائة مباشرة , لان ذلك الوقت الذى سيكون متاح لها ان تتحدث فى الهاتف و سينتهى الحظر على هاتفها , لا اعلم الى اين تأخذنا تلك المسابقة يا "داليا" ؟ , فكل مدى تزاد غرابة وسوءاً .
كنت قلقا جدا عليها , لا اعلم عنها شيئا ولم اعتد على ذلك منذ ان تقابلنا , كل يوم تزداد المسافات بيننا , اصبحت اخاف حقا من تلك المسابقة التى اجتاحت حياتنا لتشعلها بنار الفراق بعد ان كانت هادئة جدا .
اتذكر جيدا ذلك اليوم , كنت احمل هاتفى منذ ان استيقظت , كنت اعلم انه ستتصل بى , فاليوم موعد التحدى , ترى لماذا تاخرت فى الاتصال بى ؟ , هلى يمكن ان تكون صعدت الى الطائرة وبدأت التحدى دون ان تتصل بى ؟ , اخذتنى رنة هاتفى من شرود تفكيرى لاعودة مرة اخرى الى ارض الواقع , كانت هى تتصل بى , وكنت انا متلهف جدا لاسمع صوتها .
مروان : حبيبتى ..
داليا : وحشتنى اووى .
مروان : وانتى كمان وحشتينى جدا , عاملة ايه ؟
داليا : انا كويسة الحمدلله , بس مفيش وقت للكلام دلوقتى , انا كنت ببلغك بمكان التحدى , جبل مون بلون على الحدود بين ايطاليا وفرنسا .
مروان : انتى مجنونة , تسلق الجبل ده اشبه بالانتحار يا داليا , ليه بتعملى ف نفسك كدة ؟
داليا : انا لازم اقفل دلوقتى , هشوفك بعدها .. سلام ...
مروان : داليا .. الو .. الو ..
كنت كالمجنون بعد تلك المكالمة , لا اعلم ماذا افعل , كيف يمكننى منعها ؟؟ , بعد ان هدأت قليلا حملت هاتفى واتصلت بالمطار , وحجزت على الرحلة التالية بعد نصف ساعة , ركضت الى المطار وانا لا افكر الا بها .
-----
فى الجانب الاخر على الطائرة المتجه الى جبل مون بلون (Mont Blanc) , تحاول داليا اغماض عينيها حتى لا ترى الارض تحتها , تاتى " مايا " تجلس بجوارها , و تخبرها بالتفاصيل , و من سيكون معها من المتسابقين و ان هناك فريقا طبيا سيكون معهم , و تخبرها ان التحدى ليس فى سرعة الوصول او التسلق التام , ولكن فى تحدى خوفها من الارتفاع فيجب ان تنظر حولها و تلتقط صورة للارض كل 100 متر , و التحدى سيكون باكبر عدد من الصور اى اقصى ارتفاع يمكن ان تصل اليه , و سيكون معهم فريق مدرب جيدا سيتسلق الى جوارهم حتى يضمنوا سرعة الوصول لها فى حالة حدوث اى شئ .
كل ذلك هدأ قليلا من روعتها, فتنفست الصعداء واعادت ظهرها الى الخلف و اغمضت عينيها قليلا , تلك المرة لم يكن خوفا من ان ترى الطائرة محلقة ف الجو , ولكنه كان تعبيرا عن راحتها نوعا ما , وتفكيرها بـ كل ما حدث وما سيحدث بعد ذلك .
تهبط الطائرة بمكان بعيد عن الجبل , و يسير المتسابقون وفريق العمل الى موقع التسلق , و يتم اخبارهم انهم سيخيمون تلك الليلة هناك لان الشمس على وشك الغروب وسيكون من الصعب التسلق ليلا , يبدأ المتسابقون بنصب خيامهم , ثم يتجمعون جميعا حول حلقة من النار , و لكن كل متسابق يجلس برفقة شخص من فريق العمل ليتم عمل اختبار اخر و طرح عدة اسئلة لتحديد المستوى القادم من التحدى .
تبدأ "مايا" بتوزيع فريق العمل على المتسابقين وتختار هى ان تتحدث الى "داليا" وتعلل ذلك انها فتاه عربية و سيكون الحديث بينهم بالعربية , كمان انها تريد ان تسألها عن مواضيع معينة لتحديد المستوى القادم من التحدى و الذى سيكون مختلفا لكل شخص منهم , ولن يشترك متسابقين بنفس التحدى .
فى تلك الاثناء يهبط "مروان" من الطائرة , يحمل هاتفه سريعا و يتصل بــ "داليا" , يخبرها انه وصل الى ايطاليا , وانه سياتى اليها , ولكنها تخبرها ان لا ياتى , وانها ستلقاه فى الغد بالفندق , وجعلتها يوعدها انه لن يحاول ان يراها الا بعد ان تنتهى من ذلك التحدى , لم يكن بيده شيئا سوى الموافقه على كلامها , وجعلها تعده ان تحافظ على نفسها وان لا تحمل نفسها ما لا طاقة لها به .
تجلس "مايا" مع "داليا" وتحمل فى يدها كاميرا لتسجل كل كلمة بينهما ..
مايا : ايه .. داليا .. خبرينى امتى اجيتى عـ انجلترا ؟
داليا : من تسع سنين تقريبا .
مايا : و تركتى اهلك بمصر ؟
داليا : والدى توفى وانا عندى 9 سنين , و بعدها والدتى اتجوزت وكملت حياتها , ومكنش عندها اعتراض انى اعيش ف انجلترا .
مايا : عندك اخوات هناك ؟
داليا : عندى اخ واحد من والدتى ..
مايا : و لشو اجيتى عـ اوروبا ؟
داليا : لما اتخرجت حبيت اكمل دراستى برا مصر مش اكتر .
مايا : متاكدة ان هاى هوالسبب الوحيد الى خلاكى تتركى مصر وتيجى لهون ؟! , يعنى ليش ما رجعتى عـ مصر بعدها ولا مرة ؟ , اللى بعرفه ان امك هى اللى اجت عـ اوروبا حتى تشوفك , انتى ولا مرة سافرتى عـ مصر من تسع سنين .
داليا : هرجع مصر ليه ؟ , انا شوفت والدتى وهيا بتيجى لندن وبقابلها .
مايا : ايه .. بس ليش ف هاد الوقت بالذات اجيتى على اوروبا ؟ .. يعنى انا بعرف انك اجيتى بعد تخرجك و بعد ما بدأتى تعملى بمستشفى بالقاهرة .. ليش ف هاى الوقت بالذات ؟
داليا : عادى , انا مكنش فى حاجة ف مصر عشان افضل عشانها .
مايا : ما كان عندك حبيب هناك ؟
داليا : ... ايه ... لا ... ممكن نغير الموضوع ده ؟
مايا : لا .. ما بنغيره .. بدى اعرف كل شئ عن سر هروبك من مصر ؟
داليا : انا ما هربتش من مصر .. اللى بيهرب بيسافر من غير ما حد يعرف وانا اهلى عارفين انى هسافر .
مايا : بس هربتى من شى تانى ؟ ,, مو قصدى هربتى من اهلك , بس هربتى من وضعك ؟ , او هربتى من حبك ؟ .. خبرينى . كان عندك حبيب هناك ؟
داليا : .. ااه .. كان عندى ..
مايا : خبرينى كل التفاصيل ؟
داليا : ده موضوع قديم اوى , وعدى من زمان , ليه عايزة تعرفيه دلوقتى ؟
مايا : بندردش مع بعضنا شو فيها ؟
داليا : بس انا مش حابة اتكلم ف الموضوع ده ..
مايا : طيب خلينا ما نتكلم على الموضوع نفسه .. هو مروان يعرف هاى الموضوع ؟
داليا : اه .. عارفه .
مايا : يعنى انتى حكيتيله ياه بعد ما ارتبطوا ؟
داليا : لا من اول ما عرفنا بعض , بصى .. من الاخر .. مروان ساعدنى كتير انى ارجع طبيعية تانى , انا كنت جاية فعلا متدمرة بسبب حب قديم , مروان عرفنى وانا تايهة و هو اللى وصلنى للطريق الصح , ساعدنى ووقف جمبى , وكان كل حاجة بالنسبالى . الصديق و الاب و الاخ وكل حاجة ..
مايا : وليش مو الحبيب ؟
داليا : انا مكنتش بفكر ف مروان بطريقة الحب ابدا , دايما واثقة فيه اكتر من نفسى بتعامل معاه وانا مش خايفه انه يفهمنى غلط , كان صاحبى بجد
مايا : انتى بتحبيه لمروان ؟\
داليا : اكيد , اينعم انا عارفة ان الصداقة هى اللى غالبة على علاقتنا بس انا فعلا ما اقدرش اعيش من غيره . حبنا من نوع تانى , نوع اتبنى عالاحترام والثقة من غير اى مقابل .
مايا : طب احكيلى عن هاى الشخص بمصر .. حبيبك الاولانى .. ليش تركتوا بعضكن ؟
بعد مقابلات عديدة و اختبارت و تجارب لاكتشاف مخاوف داليا من اى شئ , ظهر خوفها من الارتفاعات , يومها جاءت الىّ و اخبرتنى ان التحدى القادم هو تسلق قمة جبل ثم القفز من اعلى و استخدام المظلات , صرخت بوجهها , كيف تقبلين هذا , قد تموتين او يصيبك اى شئ , فخوفك من الارتفاعات قد يكون تحدى مناسب ولكنه تحدى الموت يا داليا , هل ستتحدين خوفك الى هذا الحد ؟ . انا لن اسمح لك بذلك .
بالطبع لا يسعنى شئ امام اصرارها سوى الموافقة , بالرغم من محاولاتى انا وكريس لاقناعها للعدول عن ذلك , ولكنها كانت عنيدة جدا , كفتاه فى الثالثة من عمرها تأبى ان تستسلم فى ان تترك لعبتها , ولكن هذه المرة ليست لعبة يا داليا ...
بعد اسبوع من التدريبات الشاقة على رياضة تسلق الجبال و آليات استخدام المظلات وكل ذلك , لم يكن مكان التحدى معروف بعد , فكل خطوة ولها وقتها , فى ذلك اليوم ذهبت داليا وحدها الى مكان المسابقة , اخبرتها " مايا " انها لا يجب ان تقابل اصدقائها ولا تتحدث معهم حتى موعد المسابقة والذى يكون بعد يومين , اعترضت داليا على ذلك واخبرتهم انه كان يجب اخبارها بذلك قبل بدأ التحدى , وانها لم تخبر حتى "مروان" وبالطبع سيقلق عليها , فطلبت منهم على الاقل ان تقابله ذلك اليوم فقط , وافقت "مايا" بعد الحاح شديد من "داليا" .
وجدتها تتصلت بى وتخبرنى انها ستظل فى موقع التدريب يومين دون ان تتحدث اليّ او ترانى , وان ذلك من قوانين التحدى , ولكنها ستخبرنى بالمكان التى تسافر اليه لتسلق الجبال قبلصعودها على الطائة مباشرة , لان ذلك الوقت الذى سيكون متاح لها ان تتحدث فى الهاتف و سينتهى الحظر على هاتفها , لا اعلم الى اين تأخذنا تلك المسابقة يا "داليا" ؟ , فكل مدى تزاد غرابة وسوءاً .
كنت قلقا جدا عليها , لا اعلم عنها شيئا ولم اعتد على ذلك منذ ان تقابلنا , كل يوم تزداد المسافات بيننا , اصبحت اخاف حقا من تلك المسابقة التى اجتاحت حياتنا لتشعلها بنار الفراق بعد ان كانت هادئة جدا .
اتذكر جيدا ذلك اليوم , كنت احمل هاتفى منذ ان استيقظت , كنت اعلم انه ستتصل بى , فاليوم موعد التحدى , ترى لماذا تاخرت فى الاتصال بى ؟ , هلى يمكن ان تكون صعدت الى الطائرة وبدأت التحدى دون ان تتصل بى ؟ , اخذتنى رنة هاتفى من شرود تفكيرى لاعودة مرة اخرى الى ارض الواقع , كانت هى تتصل بى , وكنت انا متلهف جدا لاسمع صوتها .
مروان : حبيبتى ..
داليا : وحشتنى اووى .
مروان : وانتى كمان وحشتينى جدا , عاملة ايه ؟
داليا : انا كويسة الحمدلله , بس مفيش وقت للكلام دلوقتى , انا كنت ببلغك بمكان التحدى , جبل مون بلون على الحدود بين ايطاليا وفرنسا .
مروان : انتى مجنونة , تسلق الجبل ده اشبه بالانتحار يا داليا , ليه بتعملى ف نفسك كدة ؟
داليا : انا لازم اقفل دلوقتى , هشوفك بعدها .. سلام ...
مروان : داليا .. الو .. الو ..
كنت كالمجنون بعد تلك المكالمة , لا اعلم ماذا افعل , كيف يمكننى منعها ؟؟ , بعد ان هدأت قليلا حملت هاتفى واتصلت بالمطار , وحجزت على الرحلة التالية بعد نصف ساعة , ركضت الى المطار وانا لا افكر الا بها .
-----
فى الجانب الاخر على الطائرة المتجه الى جبل مون بلون (Mont Blanc) , تحاول داليا اغماض عينيها حتى لا ترى الارض تحتها , تاتى " مايا " تجلس بجوارها , و تخبرها بالتفاصيل , و من سيكون معها من المتسابقين و ان هناك فريقا طبيا سيكون معهم , و تخبرها ان التحدى ليس فى سرعة الوصول او التسلق التام , ولكن فى تحدى خوفها من الارتفاع فيجب ان تنظر حولها و تلتقط صورة للارض كل 100 متر , و التحدى سيكون باكبر عدد من الصور اى اقصى ارتفاع يمكن ان تصل اليه , و سيكون معهم فريق مدرب جيدا سيتسلق الى جوارهم حتى يضمنوا سرعة الوصول لها فى حالة حدوث اى شئ .
كل ذلك هدأ قليلا من روعتها, فتنفست الصعداء واعادت ظهرها الى الخلف و اغمضت عينيها قليلا , تلك المرة لم يكن خوفا من ان ترى الطائرة محلقة ف الجو , ولكنه كان تعبيرا عن راحتها نوعا ما , وتفكيرها بـ كل ما حدث وما سيحدث بعد ذلك .
تهبط الطائرة بمكان بعيد عن الجبل , و يسير المتسابقون وفريق العمل الى موقع التسلق , و يتم اخبارهم انهم سيخيمون تلك الليلة هناك لان الشمس على وشك الغروب وسيكون من الصعب التسلق ليلا , يبدأ المتسابقون بنصب خيامهم , ثم يتجمعون جميعا حول حلقة من النار , و لكن كل متسابق يجلس برفقة شخص من فريق العمل ليتم عمل اختبار اخر و طرح عدة اسئلة لتحديد المستوى القادم من التحدى .
تبدأ "مايا" بتوزيع فريق العمل على المتسابقين وتختار هى ان تتحدث الى "داليا" وتعلل ذلك انها فتاه عربية و سيكون الحديث بينهم بالعربية , كمان انها تريد ان تسألها عن مواضيع معينة لتحديد المستوى القادم من التحدى و الذى سيكون مختلفا لكل شخص منهم , ولن يشترك متسابقين بنفس التحدى .
فى تلك الاثناء يهبط "مروان" من الطائرة , يحمل هاتفه سريعا و يتصل بــ "داليا" , يخبرها انه وصل الى ايطاليا , وانه سياتى اليها , ولكنها تخبرها ان لا ياتى , وانها ستلقاه فى الغد بالفندق , وجعلتها يوعدها انه لن يحاول ان يراها الا بعد ان تنتهى من ذلك التحدى , لم يكن بيده شيئا سوى الموافقه على كلامها , وجعلها تعده ان تحافظ على نفسها وان لا تحمل نفسها ما لا طاقة لها به .
تجلس "مايا" مع "داليا" وتحمل فى يدها كاميرا لتسجل كل كلمة بينهما ..
مايا : ايه .. داليا .. خبرينى امتى اجيتى عـ انجلترا ؟
داليا : من تسع سنين تقريبا .
مايا : و تركتى اهلك بمصر ؟
داليا : والدى توفى وانا عندى 9 سنين , و بعدها والدتى اتجوزت وكملت حياتها , ومكنش عندها اعتراض انى اعيش ف انجلترا .
مايا : عندك اخوات هناك ؟
داليا : عندى اخ واحد من والدتى ..
مايا : و لشو اجيتى عـ اوروبا ؟
داليا : لما اتخرجت حبيت اكمل دراستى برا مصر مش اكتر .
مايا : متاكدة ان هاى هوالسبب الوحيد الى خلاكى تتركى مصر وتيجى لهون ؟! , يعنى ليش ما رجعتى عـ مصر بعدها ولا مرة ؟ , اللى بعرفه ان امك هى اللى اجت عـ اوروبا حتى تشوفك , انتى ولا مرة سافرتى عـ مصر من تسع سنين .
داليا : هرجع مصر ليه ؟ , انا شوفت والدتى وهيا بتيجى لندن وبقابلها .
مايا : ايه .. بس ليش ف هاد الوقت بالذات اجيتى على اوروبا ؟ .. يعنى انا بعرف انك اجيتى بعد تخرجك و بعد ما بدأتى تعملى بمستشفى بالقاهرة .. ليش ف هاى الوقت بالذات ؟
داليا : عادى , انا مكنش فى حاجة ف مصر عشان افضل عشانها .
مايا : ما كان عندك حبيب هناك ؟
داليا : ... ايه ... لا ... ممكن نغير الموضوع ده ؟
مايا : لا .. ما بنغيره .. بدى اعرف كل شئ عن سر هروبك من مصر ؟
داليا : انا ما هربتش من مصر .. اللى بيهرب بيسافر من غير ما حد يعرف وانا اهلى عارفين انى هسافر .
مايا : بس هربتى من شى تانى ؟ ,, مو قصدى هربتى من اهلك , بس هربتى من وضعك ؟ , او هربتى من حبك ؟ .. خبرينى . كان عندك حبيب هناك ؟
داليا : .. ااه .. كان عندى ..
مايا : خبرينى كل التفاصيل ؟
داليا : ده موضوع قديم اوى , وعدى من زمان , ليه عايزة تعرفيه دلوقتى ؟
مايا : بندردش مع بعضنا شو فيها ؟
داليا : بس انا مش حابة اتكلم ف الموضوع ده ..
مايا : طيب خلينا ما نتكلم على الموضوع نفسه .. هو مروان يعرف هاى الموضوع ؟
داليا : اه .. عارفه .
مايا : يعنى انتى حكيتيله ياه بعد ما ارتبطوا ؟
داليا : لا من اول ما عرفنا بعض , بصى .. من الاخر .. مروان ساعدنى كتير انى ارجع طبيعية تانى , انا كنت جاية فعلا متدمرة بسبب حب قديم , مروان عرفنى وانا تايهة و هو اللى وصلنى للطريق الصح , ساعدنى ووقف جمبى , وكان كل حاجة بالنسبالى . الصديق و الاب و الاخ وكل حاجة ..
مايا : وليش مو الحبيب ؟
داليا : انا مكنتش بفكر ف مروان بطريقة الحب ابدا , دايما واثقة فيه اكتر من نفسى بتعامل معاه وانا مش خايفه انه يفهمنى غلط , كان صاحبى بجد
مايا : انتى بتحبيه لمروان ؟\
داليا : اكيد , اينعم انا عارفة ان الصداقة هى اللى غالبة على علاقتنا بس انا فعلا ما اقدرش اعيش من غيره . حبنا من نوع تانى , نوع اتبنى عالاحترام والثقة من غير اى مقابل .
مايا : طب احكيلى عن هاى الشخص بمصر .. حبيبك الاولانى .. ليش تركتوا بعضكن ؟
.
-------------------
جلست فى تلك الليلة بالفندق اتمنى ان يمر البوقت سريعا حتى ينتهى ذلك التحدى وتعود "داليا" الى احضانى مرة اخرى , كنت خائف من التحدى القادم . اخاف ان يكون التحدى القادم هو الفراق , فانا اعلم انه اكبر خوفها , وانا لن اتحمل ان يحدث هذا , لا اريد ان افارقها يوما ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق