الأربعاء، 5 فبراير 2014

لا تتركنى #11

الحلقة الحادية عشر 
************
تصل نهى الى المانيا و بعد ان تستقر فى الفندق تتصل بـ خالد ..
خالد : حمدلله على السلامة , عاملة ايه ؟
نهى : الله يسلمك , الحمدلله تمام 
خالد : ده رقمك ؟
نهى : ده رقم الفندق , كلمنى عليه وانا اول ما اجيب خط هكلمك منه 
خالد : تمام . اتفقنا , استريحى انتى دلوقتى , وانا هبقى اكلمك تانى .
نهى : ماشى 
خالد : خدى بالك من نفسك 
نهى : حاضر وانتا كمان , مع السلامة
خالد : مع السلامة . 
لا تعلم نهى لما اتصلت به اول شئ , فهى لم تفكر حتى ان تتصل باهلها لتخبرهم بوصولها , و لكنها شعرت بدافع قوى لتتصل به اولا , قربما كانت تريد ان تشعر بالراحة , فهو دائما ما يطمئنها و لا يشعرها انها وحيدة فى ذلك العالم .

                                    * * * * * * * * * * * 
بعد ايام من الوحدة التى عانت منها ياسمينة فى منزلها , بالرغم انها لم تكن تشعر بالوحدة اطلاقا و لكن ذلك ما ظنته والدتها , تعود واالدتها الى القاهرة و يعود معها " فريد " , بالطبع يسعد ذلك الخبر ياسمينة , فتستقر فى المنزل لمدة اربعة ايام وهى الايام التى قضاها فريد فى القاهرة , و بالطبع تتصل بمراد وتخبره بذلك . 

كانت العلاقة بينهم تطورت كثيرا , فكانا يذهبان سويا الى الجامعة و يعودان سويا , و فى معظم الاحيان كانا يذهبان الى مكان بعد الجامعة , حتى عندما عاد مراد الى شقته كان يمر عليها كل يوم ليصطحبها الى الجامعة . 

و لكن بسبب تلك الاجازة التى قررتها ياسمينة لم يتقابلا ... و بعد رحيل فريد مرة اخرى تذهب نجلاء الى الاسكندرية لمدة يومين لتزور احد اقاربها , وبالطبع لا تسافر ياسمينة معها . 

تذهب الى الجامعة فى اليوم التالى لتفاجأ مراد , ولكنها لا تجده فى ذلك اليوم فى الجامعة , فتتصل به و تتفق معه ان يتقابلا فى اليوم التالى . 

كانت فى تلك الفترة قد عاد زوج هند لذلك لم تكن تقابلها كثيرا و لم يكونا يتحدثان الا نادرا 
تعود ادراجها الى المنزل و بعد ان تدلف الى الشقة , ترتاح قليلا و تستيقظ على صوت طرقات تعلو الباب , تنتفض من مكانها و تذهب فى اتجاه الباب سريعا , تفتح الباب دون ان تفكر  , ولكنها تجد رجالا ضخام البنية مفتولى العضلات , تصدر منها صرخة عالية حينما يمد احدهم يده ليسحبها بقوة و يكمم فمها . 

                             * * * * * * * * * * * * 

ايام صعبة جدا تمر على نهى و هى فى المانيا , و بعد ان حُجز مؤمن فى المستشفى لاربعة ايام قبل اجراء  العملية كانت تقضى هى تلك الايام متجولة بين المستشفى وبين الفندق , كانت غالبا تتصل بـ خالد فى الصباح و يتصل هو بها فى المساء , كانت تستمد منه قوتها حتى اتت اللحظة المنتظرة , فيدخل مؤمن الى غرفة العمليات لاجراء تلك العملية و تجلس نهى فى قلق شديد امام الغرفة , اخذت تدعو الله و تصلى من اجله , ست ساعات و لم يخرج بعد من غرفة العمليات , تظل تدعو الله حتى يخرج من غرفة العمليات على ذلك السرير المتحرك , تتحدث نهى مع الدكتور و تساله عن حالت اخيها , ولكنه يطمئنها انه سيكون بخير و لكنه سيحتاج الى فترة من العلاج الطبيعى حتى يعود كما كان . 

                        * * * * ** * * ** 
آهات و انين يصدر من ياسمينة المكبلة فى كرسى بشقتها و امامها هند مقيدة الى كرسى اخر , تنظر حولها فتجد ذلك الرجل الذى رأته فى شقة هند منذ فترة , وهو الشخص الذى اصابها بجرح فى يدها , كان هناك رجلان آخران يجلسان فى جانب اخر بعيد عنهما . 
تحاول ياسمينة النهوض ولكنها كانت مقيدة جيدا الى الكرسى , كانت هند فاقدة الوعى لا تدرى بشيئا , فحاولت ياسمينة ان تتحرك حتى ترى ما بها , و لكن بلا جدوى . 

طرقات على الباب مرة اخرى ولكن تلك المرة لا يمكن ان يكون احد من اولئك الرجال , فهم انتفضوا من مكانهم لانهم لم يتوقعوا قدوم احد فى ذلك التوقيت , يختبأون خلف الباب بينما يفتح احدهم , وكان الطارق شخص غير متوقع بالنسبة لياسمينة , فقد كان مراد الذى اتى ليفاجأها و كان قد طرق على باب هند اولا لكنه لم يجدها , لذلك طرق على باب ياسمينة .

يسحبه اؤلئك الرجال الى الشقة عنوة و يكممون فمه . فقد كانوا ينتظرون ايهاب زوج هند , الذى من الواضح ان له " حساب تقيل " مع اولئك الرجال , تمر ساعة لا يحدث بها شئ سوى نظرات متبادلة بين ياسمينة و مراد ثم تتحول نظراتهم الى هند التى ما زالت مغشيا عليها , يقطع ذلك اتصالا هاتفيا ...
كان ذلك الاتصال من ايهاب و الذى اتصل به احد الرجال واخبره انهم يحتجزون زوجته لذلك فقد خافان يعود الى المنزل , اتصل بهم " يساومهم " على ما يريدون , كان ذلك واضحا من كلامهم حيث سمعت ياسمينة احدهم يذكر انهم سيتركونهم بعد ان يحضر لهم ايهاب الاوراق التى يريدونها . 
تبدأ هند فى التحرك رويدا رويدا , فقد كان ذلك الالم فى رأسها يمنعها من الحركة , فقد تآوت و تألمت حينما تحركت قليلا لترفع رأسها , كانت مكممة هى ايضا ,  فاخذت تنظر حولها فى حركات بطيئة . 
بعد لحظات يأتى رجل ما كانوا يتوقعون قدومه , فيحضر لهم ظرفا ما يحوى اوراقا , يتفحصون ما بذلك الظرف ثم يذهبون فى اتجاه هند و يقول لها احد الرجال 
(  قولى للمحروس جوزك يبعد عنطريقنا بعد كدة و اللى نقول عليه يتنفذ , وباقى الاوراق تكون عندنا و الا يقول عليكى وعليه يا رحمن يا رحيم , سامعانى ؟؟ ) 

يرحل الرجال ويغلقون باب الشقة و يتركونهم مقيدون , يحاول مراد ان يتحرك من مكانه  و لكنه كان مقيد جيدا فأخذ يرجع الى الوراء حتى تحرك الكرسى معه , ظل يحاول حتى فك قيده من الكرسى , تحرك سريعا و قام بحل وثاقهن ايضا , و سألهن ان كن بخير , و لكن وقعت هند على الارض بمجرد ان تحركت من على الكرسى , صرخت ياسمينة صرخة مدوية ( هندددددددد ) , نقلها مراد سريعا الى المستشفى , و لكن الخبر الذى لم يكن جيدا انها كانت حامل وقد اجهضت الطفل نتيجة لضربة قوية تلقتها من الرجال حينما تهجموا عليها . 
جاء ايهاب وهم بالمستشفى بعد ان اخبره بواب العمارة بذلك , و بمجرد ان رآه مراد عنفه فى قسوة و أمره بالرحيل , اخذت اصواتهم تتعالى قليلا و لكن وبختهم ياسمينة .
ياسمينة : بس  بقى كفاياكوا , المهم نطمن على هند دلوقتى , اللى انتوا بتعملوه ده مش حل , كفاية بقى , لو مش هتسكتوا امشوا انتوا الاتنين . 
نظر مراد الى ايهاب ...
مراد اتفضل امشى من هنا , وجودك مالهوش لازمة , واوعا تقرب من اختى مرة تانية ان كنت فاكر ان مالهاش حد يحميها و يدافع عنها فانتا غلطان ومتنساش انها تعتبر اختى و مش هسمح لاى حد انه يأذيها وانتا أذيتها بما فيه الكفاية , اتفضل امشى من هنا حالا بدل ما اطلبلك الامن . 
 يرمقه ايهاب نظرة حاقدة غاضبة و يغادر المستشفى .

                          * * ** * * * * *  *
جلس مراد فى حجرته يتذكر لحظاته مع نهى , فأخذ يبحث فى اغراضه القديمه , فتح صفحات الانترنت و اخذ يقرأ فى رسائله القديمة , و بحث عن اسمها فى كل الرسائل ..

مراد , مش عارفة اقولك ايه بقى عشان الكلام كله خلص فيك امبارح , ولا اقولك , انا هقولك بحبك , لالا بموت فيك , هتوحشنى اوووى , مش عايزاك تسافر اصلا بس ده مستقبلك , ترجعلى بالسلاة يا روح قلبى , و خد بالك من نفسك , انا هكلمك كل يوم و هصدعك , و اوعى تعاكس اى وحدة هناك هتكون ليلك سودا , عايزة اقولك هتوحشنى اووووووى اوووووووووووووى ,, بحبك 
23/5/2005 

نهى . انا راجع مصر بكرة , وحشتينى اوووووووى , هروح الكلية اول حاجة عشان اشوفك يا روحى , انا اصلا مش قادر استنا نفسى اخدك ف حضنى و اضمك جامد , بس خايف تضربينى بقا , المهم انى هشوفك ومش مهم اى حاجة تانية , بحبك اووووووووى , خدى بالك من نفسك . 
3/6/2005 

اخذ يقلب بين الرسائل , ليأتى بالرسائل الاولى بينهم ..

مراد : انا لازم اقابلك بكرة , هستناكى الصبح ف الكلية , و اول ما توصلى كلمينى .
نهى : طيب قولى فى ايه ؟ , قلقتنى ؟
مراد : لا ما تقلقيش يا حبيبتى , مش حاجة وحشة , دى مفاجأة
نهى : طيب , انا هروح انام بقى 
مراد : وانا كمان , تصبحى على خير يا عمرى 
نهى : وانت من اهله يا روحى 
28/4/2005
دمعت عيناه حينما قرأ كل تلك الرسائل , فأغلق الصفحة و القى بنفسه على السرير .

                         * * * * * * * * *  *

كان مؤمن يتحسن , فقد نجحت العملية و كانت جلسات العلاج تسير على ما يرام , كانت بالطبع كل تلك التمارين و الجلسات ترهق مؤمن كثيرا , و لكن كان لديه ذلك الحافز ان يستمر فى تلك الجلسات حتى يعود مصر كما كان قبل الحادثة , لم يكن الامر سهلا على الاطلاق , ولكنه يتحمل الوضع الجديد . 

بعد اسبوع يعود مؤمن ونهى معا الى مصر , يصلان الى مطار القاهرة ويستقبلهما حسن  يحمل اغراضهم الى السيارة وينقلهما الى المنزل , و يكون الاستقبال حافلا خاصة من دينا التى حاولت ان تكبت مشاعرها و سعادتها العارمة , ليس بعودة ابن عمها كما يتوقع الكل و لكن بعودة حبيبها .

                              * * * * * * * * * * * *
تجلس ياسمينة مع هند فى المستشفى , تحاول ان تخفف عنها بعد ان انهارت فى البكاء بعد ان علمت بانها فقدت جنينها , تسال هند على ايهاب الذى لم تراه منذ ان هجم عليهم الرجال فى الشقة ... فيقف مراد وياسمينة يتبادلا النظرات دون ان يجيبا على سؤالها ....

                             * * * * * * *** * * *
تمر اول ليلة لـ نهى فى مصر بعد عودتها , و فى الصباح الباكر تغادر المنزل لتذهب الى عملها , و بعد ان تذهب الى المكتب لتسال على اخبار العمل يخبرها احدهم ان سخصا قد سأل عليها و قد ترك هاتفه , تأخذ رقم الهاتف و تغادر المكتب و هى مستغربه جدا تحاول ان تتوقع من يكون ذلك الشخص الذى أبى ان يترك اسمه . 

تسير فى الشارع و تكون فى طريقها الى ذلك المقهى التى اتفقت مع خالد ان تقابله هناك , فلم تكن المسافة بعيدة جدا من محل عملها لذلك فضلت ان تسير تلك المسافة على قدميها , و فى منتصف الطريق , تتفاجأ بـ مرا الذى ظهر امامها فجأة .... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق