الحلقة الثانية عشر
************
تمر اول ليلة لـ نهى فى مصر بعد عودتها , و فى الصباح الباكر تغادر المنزل لتذهب الى عملها , و بعد ان تذهب الى المكتب لتسال على اخبار العمل يخبرها احدهم ان شخصا قد سأل عليها و قد ترك هاتفه , تأخذ رقم الهاتف و تغادر المكتب و هى مستغربه جدا تحاول ان تتوقع من يكون ذلك الشخص الذى أبى ان يترك اسمه . تسير فى الشارع و تكون فى طريقها الى ذلك المقهى الذى اتفقت مع خالد ان تقابله هناك , فلم تكن المسافة بعيدة جدا من محل عملها لذلك فضلت ان تسير تلك المسافة على قدميها , و فى منتصف الطريق , تتفاجأ بـ مراد الذى ظهر امامها فجأة ..
مراد : نهى ....
تقف نهى وكأن الصاعقة اصابتها .
نهى : مراد .. أأ
مراد : عاملة ايه ؟؟
نهى : الحمدلله , تمام , انتا عامل ايه ؟
مراد : الحمدلله , البقاء لله , انا عرفت متاخر , و بعدها سالت عليكى كتير ف الجريدة و قالوا انك كنتى مسافرة .
نهى : ااه كنت ف المانيا , انتا اللى كنت سايب رقمك صح ؟
مراد : ااه , كنت اتمنى انك تكلمينى بس الحمدلله انى شوفتك صدفة دلوقتى , ايه اخبارك ؟
نهى : تمام , كويسة
مراد : انتى كنتى رايحة ف حتة ولا ايه ؟ , يعنى ممكن نقعد نشرب حاجة مع بعض ؟
نهى : معلش مش هينفع , انا عندى معاد دلوقتى , ولازم امشى صراحة .
مراد : ممممم تمام , هنتقابل تانى ؟
نهى : ربنا يسهل .
مراد : ان شاء الله , هبقا اكلمك على رقمك القديم .
نهى : تمام , عن اذنك .
تسير نهى مبتعدة عنه , وفى عقلها الف فكرة تتصارع , ما الذى اعاده اليوم ؟؟ , لما تذكرها و حاول ان يتصل بها ؟ , لما وافقته ان يتصل بها على رقمها القديم ؟ , ومع كل تلك الافكار كانت تسير هائمة لا تعلم الى اين تذهب , فقد مرت امام المقهى الذى تقصده ولم تنتبه له , و رآها خالد فخرج من المقهى بسرعة و سار خطوتين ورائها و امسك يدها ...
انتفضت نهى و التفتت ورائها بسرعة .
خالد : نهى , مالك ؟
نهى : مفيش حاجة بس اتخضيت شوية ..
خالد : انا بنادى عليكى من بدرى وانتى مش سامعانى خالص , معش انى مسكت ايدك كدة .
نهى : ولا يهمك , انا بس كنت سرحانة شوية .
خالد : طيب تعالى نقعد ف الكافيه ..
و ذهبا معا الى الكافيه الذى يبعد خطوات عنهما , جلسا و مازالت نهى مشردة الفكر .
خالد : مالك ؟
نهى : هااه ؟
خالد : لا انتى مش معايا خالص .
نهى : لا معاك اهو . معلش
خالد : انتى كويسة ؟؟
نهى : ممممم تمام
خالد : حمدلله عالسلامة .
نهى : الله يسلمك , انتا عامل ايه بقى ؟
خالد : تمام , ومبسوط جدا انى شوفتك طبعا .
نهى : وانا كمان , مش عارفة اقولك ايه بجد على كل اللى انتا عملته معايا , يعنى انا مش عارفة من غيرك كنت عملت ايه
خالد : هوا احنا فيه بينا الكلام ده ؟ .. مش اتفقنا اننا اصحاب و لا انتى غيرتى رايك بقى؟؟
نهى : لا طبعا مغيرتش رايي , بس ...
خالد : من غير بس , و يا ريت بقى مش كل شوية لازم تحسسينى انى غريب ماشى ؟ .. يالا بقى اعزمينى على حاجة اشربها
نهى : هههههههههه من عنيا , تشرب ايه ؟؟
خالد : لا اختارى انتى نشرب ايه و انا موافق على اللى انتى هتقوليه
خالد : لا اختارى انتى نشرب ايه و انا موافق على اللى انتى هتقوليه
نهى : مممممممم طيب تشرب قهوة ؟ .. عشان انا وحشتنى القهوة بتاعتنا هنا .
خالد : ممممم تمام , قهوتك ايه ؟
نهى : مظبوطة
و قام خالد بطلب فنجانيين من القهوة , و اخذ يتحدث هو و نهى مرة اخرى .
خالد : مؤمن عامل ايه دلوقتى ؟
نهى : اهو الحمدلله كويس , بس لسة طبعا مستمر ف العلاج الطبيعى , انا عارفة انه استحمل كتير بس لازم العلاج الطبيعى ده .
خالد : ربنا يقويه , عارف ان الوضع صعب , و انتى طبعا تعبتى كتير اووى معااه , انا عايز اتعرف عليه بجد يعنى من كتر كلامك عليه حسيت انى خلاص عارفه كويس .
نهى : ان شاء الله تتعرف عليه قريب .
خالد : ان شاء الله .
* * * * * * * * * *
هند : ايهاب فين يا مراد ؟ , مش بترد عليا ليه ؟؟
مراد : ارتاحى يا هند دلوقتى , مش وقت الكلام ده .
هند : هوا كويس ؟ . جراله حاجة ؟
ياسمينة : لا يا هند الحمدلله هوا كويس , ده حتى كان هنا من شوية ما تقلقيش .
هند : طيب هوا راح فين ؟ , سابنى ليه لوحدى ؟
ياسمينة : هو انتى كدة لوحدك ؟ , احنا مش ماليين عينك بقى ولا ايه ؟
هند : مش قاصدى يا ياسمينة والله , انتى كتر خيرك اصلا , انتى كل مرة تتأذى بسببى .
ياسمينة : بطلى بقى الهبل ده احنا اخوات ولا ايه ؟
هند : اكيد طبعا .
مراد : يالا حاولى تنامى , انتى لازم تستريحى ماشى , انا هوصل ياسمينة البيت وهجيلك تانى ماشى
هند : ماشى , وكلم ايهاب خليه يجى ماشى ؟
مراد : حاضر , بس استريحى انتى .
ياسمينة : مع السلامة يا حبيبتى , ارتاحى انتى وانا هجيلك الصبح ان شاء الله .
تغادر ياسمينة مع مراد , وكانت رأسها تؤلمها جدا ولكنها لم ذكر ذلك , فقد انشغلت بما حدث لـ هند و لم تكن تريد ان تزيد من المشكله .
فى السيارة مع مراد ..
مراد : انتى كويسة ؟
ياسمينة : ااه الحمدلله , انتا جيت ف وقت غلط خالص
مراد : الحمدلله انى جيت ولا ايه ؟
ياسمينة : ااه ..
و هنا تألمت ياسمينة من اثر الخبطة فى دماغها , و التى آلمتها حينما سندت برأسها الى زجاج السيارة .
مراد : ايه ؟ , مالك ؟
ياسمينة : مفيش حاجة ..
مراد : لا فيه حاجة , مالك بقى ؟؟
ياسمينة : صدقنى مفيش حاجة .
و توقفت السيارة فجأة .. ونظر مراد الى ياسمينة , ثم امسك برأسها .
مراد : راسك بتوجعك صح ؟ .
ياسمينة : شوية ., بس عادى ..
مراد : انتى متعورة ...
ياسمينة : خدش بسيط يا مراد مفيش حاجة .
مراد : طيب تعالى نروح اى صيدلية تطهرلك الجرح , انا مش عارف ما قولتيش ليه واحنا ف المستشفى ؟
ياسمينة : خلاص يا مراد والله انا كويسة ومفيش حاجة يعنى .
مراد : بردو هنروح الصيدلية .
و لم يكن بيد ياسمينة شئ تفعله فاستسلمت للامر الواقع و ذهبت معه الى الصيدلية , قامت بتطييب الجرح و غادرت مع مراد , اوصلها الى المنزل و صعد معها حتى باب الشقة ليطمئن عليها .
مراد : خدى بالك من نفسك بقى .
ياسمينة : حاضر .
مراد : لو اى حد خبط عالباب اوعى تفتحى , ولو فى اى حاجة كلمينى وانا هاجيلك على طول , ماشى ؟
ياسمينة : طيب .
اقترب منها و طبع قبلة على جبينها بقرب الجرح , و غادر .
وقفت ياسمينة مبتسمة و قد وضعت اصابعها على جبينها و بالاخص على القبلة , دلفت الى الشقة وهى ف سعادة عارمة , القت بنفسها الى السرير و لم تشعر بنفسها سوى فى الصباح الباكر .
* * * * * * * ** * * *
تمر ايام و مؤمن يتابع علاجه الطبيعى , كان يسير مستندا الى عكاز , و قد ارهقه ذلك , فكانت جلسات العلاج الطبيعى تذكره بتلك الحادثة الاليمة , و ربما كانت تزيد من شقاءه , و فى يوم كان يجب ان يسير فى الشقة كما امره الطبيب , وكانت دينا ونهى يساعدانه , وكان الامر صعبا جدا عليه ان يسير بدون تلك العصا التى يستند عليها , و فجأة القى بنفسه الى الارض واخذ يبكى و يصرخ ...
مؤمن : كفاية بقى , انا تعبت , تعبت و مش قادر استحمل اكتر من كدة , كل يوم تمارين و دكتور وعلاج , انا زهقت , كل ده بيحسسنى بعجزى مش اكتر , خلاص انا مش عايز اتعالج ولا عايز ارجع زى الاول , حرام بقا كفاية , كفاااية ..
جلست نهى بجانبه تبكى ...
نهى : بس يا مؤمن , ما تعملش ف نفسك كدة يا روحى , ان شاء الله هترجع زى الاول بس لازم تتعب شوية , لازم تستحمل شوية يا حبيبى .
مؤمن : خلاص مش قادر يا نهى , تعبت مش قادر استحمل .
دينا : معلش يا حبيبى , يا ريتنى كنت مكانك .
مؤمن : بعد الشر عليكى يا عمرى . انا بجد مش عارف من غيركوا كنت هعمل ايه , بس انتوا اكيد حاسيين بيا , انا تعبت بجد ..
نهى : عارفين يا حبيبى , خلاص بلاش تمارين دلوقتى , تعالى استريح .
ساعدته نهى و دينا على النهوض ونقلاه الى الغرفة , ثم يرن هاتف نهى فتتركهم فى الغرفة وتذهب الى غرفتها .
مراد : الو ... ازيك يا نهى ؟
نهى : مراد ؟؟؟ ....
مراد : ااه , عاملة ايه ؟
نهى : تمام الحمدلله .
مراد : مالك ؟
نهى : مفيش حاجة .
مراد : صوتك متغير اووى ليه ؟
نهى : لا عادى مفيش حاجة ..
و فى تلك اللحظة تسمع صوت نغمة بسيطة فى الموبايل , تنظر الى الشاشة ويكون اسم خالد مكتوب عليها , فقد كان Waiting ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق