الاثنين، 3 فبراير 2014

لا تتركنى #9

الحلقة  التاسعة 
**********
و تخرج دينا من الغرفة وهى تمسح دموعها و تحاول ان تبدو طبيعية , و تقابلها " ماجدة " عند باب الغرفة فترتبك دينا ..........
ماجدة : بتعيطى ليه ؟؟ , ابنى كويس ؟ 
و بعد ان تمالكت دينا رباطة جأشها و حاولت مسح دموعها . 
دينا : الحمدلله يا طنط هوا كويس . 
ماجدة : طيب بتعيطى ليه دلوقتى ؟
دينا : مفيش حاجة يا طنط , بس كان مؤمن بيحكيلى عن اخر لحظات لحمدى و عشان كدة عيطت 
ماجدة : الله يرحمه , ادعيله يا حبيبتى , حمدى عمره ما أذى حد و كان اطيب واحد ف الدنيا , ربنا يكتبله الجنة يا رب 
دينا : يا رب 

كانت تلك الكلمات التى ذكرتها دينا مجرد هروب من حقيقة علاقتها بـ مؤمن , كأنها وجدت سبيلا للهرب من سؤال " ماجدة " و لكنها حقا لم تنسى " حمدى " و لكنها تريد ان تخفى احساسها بفقدان اخيها فى عيون حبيبها , كما ان علاقة حمدى ومؤمن القوية جعلت دينا ترى جزء من شخصية حمدى متمثلة فى مؤمن , و كما يقال دائما للحبيب بانه يصبح الحبيب و الزوج والاخ و الصديق وكل ذلك , فاتخذت دينا من مؤمن كل ما تفتقده فى الحياه .

تذهب دينا الى غرفة نهى , فتجدها محملة بالهموم و الاثقال و كأن الشيب أصابها من شدة همومها .
اقتربت منها و ضغطت على كتفها .
دينا : مالك يا نهى ؟؟ 
نهى : مفيش حاجة يا حبيبتى , مؤمن عامل ايه ؟
دينا : كويس الحمدلله , بس انتى مش كويسة خالص , مالك ؟
نهى : مش عارفة خايفة الفلوس ما تكفيش للعملية 
دينا : ليه كدة ؟ , انتى سألتى على تكليفات العملية والسفر ؟
نهى : ااه , و انا اتصرفت ف الفلوس دى , بس المشكلة انه لازم يبقا ف المستشفى قبلها كام يوم عشان التحاليل و الاشعة وكدة , ومش عارفة بقى التكلفة هتكون كام 
دينا : طيب انتى قولتى لعمى توفيق ؟ , يعنى هوا ممكن يتصرف ف الباقى 
نهى : بابا مش ف الدنيا اساسا , تحسى انه مش حاسس باى حاجة , صعب اوى انه يشوف ابنه كدة قدامه , ده حتى ما سألش عن العملية هتبقا امتى و السفر ازاى ولا اى حاجة , و انا الحمل كله عليا , حاسة انى مش قادرة استحمل كل ده , بس هبقا اقوى من كدة , كله عشان مؤمن , ده مهما كان اخويا .
دينا : يااه يا نهى , كل ده شايلاه لوحدك , طيب ما بتتكلميش ليه ؟
نهى : اتكلم اقول ايه ؟ , هما مش ناقصيين , انا مش عايزة ازود الحمل عليهم , انا حجزت التذاكر على يوم الاتنين , و اتفقت مع المستشفى انه هيكون هناك يوم الثلاثاء ان شاء الله 
دينا : طيب وهتعملى ايه ؟ , و جبتى الفلوس منين اصلا يا نهى ؟
نهى : الفلوس دى انا كنت شايلاها ف البنك , و فلوس جهازى اللى بابا كان دايما بيديهانى , الحمدلله انى مكنتش بجيب حاجة وكنت بشيلهم كلهم ف البنك و قولت لما ابقا اتخطب ابى اجيب كل حاجة مرة واحدة 
دينا : هتصرفى فلوس جهازك يا نهى ؟
نهى : و انا يعنى هعمل ايه بالفلوس دى ؟ , ما انتى عارفة اللى فيها , والفلوس مالهاش قيمة اصلا طول ما انا شايفة اخويا كدة 
دينا : طيب جربى تقولى لعمى او بابا عشان لازم يبقا معاكى فلوس زيادة 
نهى : لا يا دينا , اوعى تقوليلهم انا مش عايزة اشيلهم هم 
دينا : امال هتشيلى انتى كل ده لوحدك , ده حتى يبقا حرام عليكى نفسك 
نهى : عادى يا دينا , انا متعودة على كدة , المهم انتى و مؤمن عاملين ايه مع بعض ؟
دينا : الحمدلله كلمنى تانى زى الاول بعد ما كنت حاسة انه اتغير معايا . 
نهى : طيب الحمدلله , ربنا يخليكوا لبعض يا حبيبتى 
دينا : كان فى حاجة عايزة اقولهالك يا نهى 
نهى : خير يا حبيبتى ؟
دينا : انا مش عارفة اقولهالك ازاى بس ....
نهى : فى ايه ما تقلقنيش ؟ ...
دينا : انا عايزة اتجوز مؤمن ....
قالت دينا تلك الكلمة و وقفت سريعا و هى تدير ظهرها لـ نهى , فربما خجلت من نفسها , كيف تطلب ذلك , فمن المعتاد ان الرجل هو من يطلب المرأة للزواج و ليس العكس , او ربما كان ذلك لانها تقول تلك الكلمات الى نهى تحديدا و التى لم تتزوج حتى الان , فربما أخطأت دينا بتلك الكلمات التى تعلم جيدا انها ربما تجرح مشاعر نهى , و لكنها ارادت حقا الزواج من مؤمن , كأنها تريد ان تثبت له انها ستكون معه حتى قبل اجراء العملية , ولكن للاسف التوقيت خاطئ . 
وكانت الكلمة بالنسبة لـ نهى غير متوقعة تماما , فلم يمض على موت حمدى سوى ايام , ولكنها تعلم ان ذلك القرار كان من اجل مؤمن , و ان دينا لم تفكر باى شئ سوى مؤمن فى تلك الاشياء .
و هنا كان ردها غريب جدا و غير متوقع بالمرة . 
نهى : دينا, انا عارفة انك  بتعملى كل ده عشان مؤمن , و انك عايزة تكونى جمبه ف الوقت ده بالذات , بس فكرى باحساس باباكى و احساس مؤمن كمان , انتى قولتيله حاجة عن الجواز ؟
دينا : لا , انا ما اتكلمتش فى اى حاجة معاه , بس انا خايفة جدا يا نهى , خايفة يسيبنى , انا حسيت ف كلامه انه خايف يظلمنى . 
نهى : ده طبيعى يا حبيبة قلبي , ما تنسيش انه فاقد اللمل ف انه يخف و يرجع زى الاول 
دينا : عارفة يا نهى , وعشان كدة عايزة اكون جمبه , لازم يبقا عنده دافع انه يرجع زى الاول . 
نهى : فاهمة اللى انتى بتتكلمى عليه بس هنعمل ايه بقا , دى مهمتك انتى , حسسيه بكدة , اديله الدافع انه يرجع زى الاول . 
دينا : هحاول , بس محتاجة مساعدتك بقا 
نهى : اكيد يا روحى , يالا بقى نامى عشان انتى شكلك تعبانة , تصبحى على خير يا روحى . 
دينا : وانتى من اهله  . 
                                * * * * * * * * * 

و بعد ان اغلقت باب الشقة امسك مراد بهاتفها و سجل رقمه عندها بعد ان أخذ رقمها , ثم اخذ الهاتف و ذهب يطرق بابها ....
تفتح ياسمينة باب الشقة و هى متوجسة الخوف من جديد , ولكنها تطمئن بعد ان تسمع صوت مراد .
ياسمينة : ميرسى جدا .
مراد :  العفو , هتلاقى رقمى عندك , رنى عليا الصبح اول ما تصحى و هننزل الكلية سوا . 
ياسمينة : بس .....
مراد : تصبحى على خير يا ياسمينة , مش هنزل قبل ما تكلمينى . 
ياسمينة : و انتا من اهله , حاضر 
تغلق الباب , و تنهيدة قوية توصف كل ما بها , كأنها فراشة صغيرة تطير بين الورود , قلبها يرفرف كعلم ابيض فوق سماء ارض خضراء يكللها الورد الاحمر , انه احساس الحب , والاجمل انه احساس الاهتمام , فهى تشعر باهتمام مراد الغير متوقع , فهى لم تتخيل يوما ان تتعرف على مراد بذلك الشكل , ان يتدثان و يسهران معا , حتى ان تحصل على رقم هاتفه شئ رائع , و احساس ينم على اهتمامه به و ربما الاعجاب المتبادل بينهما . 
تنام و فى عقلها الف فكرة , افكار تنتج من قلبها لا عقلها ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق