الأحد، 2 فبراير 2014

لا تتركنى #7

الحلقة السابعة 
*********
ياسمينة فى غرفتها كـ عادتها صوت الاغانى عالى جدا ..

و فجأة تسمع طرقات على الباب , فى سرعة بديهية توقف الاغانى و تحاول ان تتنبأ بمن يطرق بابها , ربما انتابها الخوف بعض الشئ , تذهب و تحاول ان تسترق السمع ولكن لا يوجد صوت بالخارج , تلتفت و تعود ادراجها وقبل ان تبتعد خطوة تسمع جرس الباب مرة اخرى فتنتفض فى خوف شديد , تقترب مرة اخرى بأنها الى الباب فتسمع صوت جارتها " هند " و هى تتحدث مع شخصا ما , تطمئن قليلا و تفتح الباب .

و بمجرد ان تفتح الباب تجد امامها هند و مراد ...
مراد , و هند ؟؟... كيف ذلك ؟ , ايعرفان بعضهما او تربطهما صلة قرابة , و لكن شكلى بشع جدا الان , كيف يرانى على تلك الحالة , و لكن لما طرقا بابى , اهناك شيئا ؟., او ربما كان يعمل مع زوجها , او انه من تلك العصابة التى هجمت على هند بالامس , لا , لا يعقل ابدا , ولكن ما أتى به الى هنا ...


يقطع شرود ياسمينة صوت جارتها و هى تذكر اسمها , فقد كانت فى عالم اخر , فالتفكير الذى خالجها لم يسمح لها برؤية او سمااع اى شئ سوى صوت عقلها .

هند : ياسمينة ؟؟!!!
ياسمينة : هااه ؟؟؟
و فاقت هنا من غيبتها و نظرت بتعجب و دهشة مممزوجة بالصدمة .
هند : مالك ؟ , انتى مش معانا خالص ؟
ياسمينة : سورى يا هند , سرحت شوية , خير فى حاجة ؟؟
هند : انا كنت .......
و يقطع كلامها صوت مراد الذى تدخل فجأة فى الحديث
مراد : ازيك يا ياسمينة ؟ ,, عاملة ايه ؟.
ياسمينة : تمام , حضرتك عامل ايه .؟
و تحولت نظرات هند بيننا ...
هند : انتوا تعرفوا بعض ؟
ياسمينة : اكيد , استاذ مراد معيد عندنا فى الكلية
هند : اخ ,, تصدقى كنت ناسية انه معيد فى كلية أعلام .
مراد : و ده من سوء حظى يا هند
و التفت الى ياسمينة , و قد امعن النظر فى يدها المجروحة .
مراد : انتى كويسة دلوقتى ؟ , ايدك ليه بتوجعك ؟
ياسمينة : لا حسن كتير الحمدلله .
هند : ياسمينة هيا اللى انقذتنى يا مراد
مراد : اه ما انا دلوقتى فهمت كل حاجة , بس مكنتش اتخيل اننا نطلع معرفة , و صدفة حلوة اوى انى شوفك دلوقتى .
ياسمينة : مممممم , انتى كنتى عايزانى ف حاجة يا هند ؟
هند : ااه , كنت هنسى والله , احنا هنجيب اكل من برا شوفى لو عايزة اى حاجة نجيبهالك معانا ؟
ياسمينة : ميرسى جدا يا هند , انا بطلب دليفيرى لما بحتاج اى حاجة .
هند : يا بنتى مراد رايح يجيب اكل , وانتى من الاخر كدة هتتعشى معانا , ومش هقبل بكلمة " لا " سامعة , هتاكلى ايه بقا ؟؟
ياسمينة : ربنا يخليكى يا هند , مش عايزة اتعبكوا معايا
مراد : تتعبينا معاكى ؟؟ , يا ستى شكرا , بس انتى شكلك بقا مش عايزة تاكلى معانا , و احنا بقا مش هنسمع كلامك , انا هجيبلك أكل معايا وهتاليه بقا غصب عنك , ماشى ؟؟
ياسمينة : بس ....
مراد : من غير بس .. انا نازل , سلام .

                    * * * * * * * * * * * * *

دينا و مؤمن .. علاقة حب بين طرفين لا نعلم ان كانت ستستمر ام لا , فمؤمن لم يعد كالسابق , فهو الان شخص عاجز لا يمكنه الوقوف على قدميه , بالطبع هناك امل ان تنجح العملية التى ستجرى له فى المانيا , و لكن ماذا ان لم تنجح تلك العملية ؟؟ هل ستستمر تلك العلاقة ؟؟
ودينا ايضا .. فهى لم تعد كالسابق , فالحزن الذى يسود وجهها وقلبها اكبر مما يتخيله احد , فهى دائما ما تكون فى عالم اخر , احيانا تذهب بتفكيرها بعيدا , فتتذكر ايام طفولتها , والدتها و اخيها و اشخاص لم يعودوا معها بعد الان , و لكن التفكير الاصعب هو مؤمن , فهو لم يتحدث معها بعد , ولم يتحدث الى احد سوى نهى و لكن لا احد يعلم ذلك حتى الان , احيانا يراودها التفكير ماذا سيحدث ان لم تنجح العملية ؟؟ .. هل ستستمر تلك العلاقة ؟؟ , هل سيأتى يوما و يتزوجا كما كانا يحلمان يوما ؟؟ .

يأتى المساء , و يطرق رجلا غريب على باب المنزل ......

كان خالد , اتى بعد ان اخبر حسن انه يريد ان يعزى اهل البيت ,

                  ********************

كانت ياسمينة تتذكر ما حدث فى الثلاث اشهر الماضية و تبكى .. حتى تذكرت ما هو سبب كل ذلك البكاء
ياسمين و مراد يتحدثان بساحة الكلية ...
ياسمين : انتا قولت انك كنت بتحبنى .. صح ؟؟
مراد : ولسة بحبك ..
ياسمين : كداب .. كفاة بقي كدب .. كفاية تفتكر انى عبيطة وهتفضل تضحك عليا
مراد : ياسمين انا فعلا بحبك
ياسمين : وانا خلاص زهقت .. و انا قربت اكرهك
مراد : انا اسف يا ياسمين .. بجد انا مكنش قصدى ان كل ده يحصل .. انا مكنتش مخطط لاى حاجة .. بس الحب مش بميعاد و انتى عارفة كدة كويس ..احنا كل حاجة بينا جت بسرعة اووى .. امتى عرفتك ؟؟ وامتى حبيتك ؟؟ مش فاكر .. كل اللى فاكره انى بحبك
ياسمين : ااه الحب مش بميعاد .. بس افتكر كويس اووى يا دكتور كلامى لما قابلتك .. ما تشغلش قلبك بحاجة مش صح عشان لو جه الشخص اللى المفروض يكون ف قلبك و قلبك كان مشغول هتندم لانه هيبعد عشان مش هيلاقى مكان ف حياتك
مراد : انا .. بس .....
ياسمين : بس ايه ؟؟.. خلاص مفيش كلام تانى ممكن يتقال . انا هبعد .. هبعد عشانك مش عشانى ..
مراد : عشانى ؟؟
ياسمين : ااه عشانك .. عشان اريحك من الاحساس بالذنب ده ..
مراد : طيب وانتى ؟
ياسمين : مالكش دعوة بقي بيا .. انا حرة ف نفسى ... ان شاالله اموت حتى .. مالكش دعوة بيا ولا باحساسى
مراد : بعد الشر عليكى
ياسمين : الموت ف حالتى راحة مش شر ... انا هبعد ويا ريت ما نتقابلش تانى
مراد : انتى كدة بتحكمى علينا بالموت
ياسمين : علاقتنا من الاول كانت غلط .. جريمة وكان لازم يتحكم عليها بالاعدام
مراد : يعنى مش هنتكلم تانى
ياسمين : ده الحل الوحيد ... لازم نبعد
مراد : وهتقدرى تبعدى ؟؟
ياسمين : هقدر .. انا اقوى مما تتخيل ..
مراد : انا مستعد ابعد بس اوعدينى انك مش هتتعبى و انتى لوحدك .. انا عارف انك قدامى هتبينى انك قوية ..
ياسمين : ..................
مراد : ساكتة ليه ؟؟... اوعدينى .. وانا هبعد خالص
ياسمين : مش هقدر اوعدك بحاجة زى دى .. لانى عارفة انى هتعب .. بس دى مشكلتى انا ..
مراد : و انا مش هقدر اسامح نفسى وانا شايف ف عنيكى الحزن و التعب
ياسمين : مش هتقدر تسامح نفسك ؟؟؟ طيب وبعدين ؟؟
مراد : انتى ليه بتعملى كدة يا ياسمين ؟؟.. ليه مصرة تعذبينى معاكى
ياسمين : انا مش بعمل حاجة خالص .. انتا اللى بتعمل ده ف نفسك
مراد : بس انا مش هقدر ابعد عنك
ياسمين : انتا قولتلى قبل كدة لو حسيت ف يوم انى تعبانة بسببك هتعمل اى حاجة .. انا تعبانة بسببك .. هتعمل ايه ؟؟
مراد : .............
ياسمين : سكت ليه ؟؟...كنت عارفة .. مفيش حاجة ف ايدك تقدر تعملها .. انا عارفة انك ما وعدتنيش بحاجة .. بس الحب لوحده مجرد وعد ., كلمة بحبك اللى انتا جيت و قلتهالى بنفسك دى اكبر وعد ... بحبك يعنى هفضل معاكى .. بحبك يعنى عمرى ما هفكر ازعلك .. بحبك يعنى احنا بقينا واحد ... بس الظاهر انك ما تعرفش حاجة عن الحب يا دكتور .. عن اذنك

و تبدأ ياسمين ف اخذ الخطوة الاولى فى الابتعاد عن مراد و لكنه يسارع فى الامساك بيدها وجذبها نحوه

مراد : ياسمين ..............
ياسمين : سيب ايدى يا مراد ... احنا كل اللى بينا انتهى

تنفض يده بعيدا عن يدها .. وتكمل طريقها مبتعده عن الشخص الوحيد الذى احبته من كل قلبها .. الشخص الذى رأت العالم فى عيناه , شعرت بالحياه فى لمسة يده ..



ابتعدت و قد قررت ان لا تعود مرة اخرى ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق