السبت، 8 فبراير 2014

لا تتركنى #14

الحلقة الرابعة عشر 
************

يستيقظ مؤمن و تكون دينا قابعة بجواره على كرسى .. يذكر اسمها فتستيقظ ..
دينا : ايه يا حبيبى ؟؟ ., محتاج حاجة ؟
مؤمن : انتى قاعدة جمبى من ساعتها ؟ , روحى نامى يا حبيبتى ف اوضة نهى , بلاش تروحى دلوقتى الساعة بقت 2
دينا : حاضر يا حبيبى , بس هستنا تاخد الدواء و بعدين هقوم .
مؤمن : ما تقلقيش نهى بتكون ظبطة المنبه على المعاد
دينا : ما هى نهى مش هنا ..
مؤمن : ايه ؟؟ .. امال نهى فين ؟؟؟
دينا : آآآ ... قصدى يعنى انها نايمة حرام نصحيها . 
مؤمن : دينا ....... فيه ايه ؟؟؟ 
دينا : يا حبيبى مفيش حاجة 
مؤمن : دينا ... مش هسال تانى .. 
نظر لها مؤمن نظرة غاضبة جدا , فهى لا تستطيع ان تكذب عليه , فهو دائما ما يكتشف كذبتها بمجرد ان ينظر الى عينيها . 
دينا : صراحة هما فى المستشفى ..
مؤمن : مستشفى ؟؟ , هما مين ؟؟ , نهى جرالها حاجة ؟؟
دينا : لا , طنط تعبت شوية و نهى راحت معاها المستشفى . 
مؤمن : ايه ؟؟ ... ماما حصلها ايه ؟
دينا : اهدى يا حبيبى , هيا كويسة الحمدلله , بس ضغطها كان واطى شوية و مفيش قلق عليها , اهدى انتا بس . 
مؤمن : انا لازم اروحلها حالا . 
دينا : يا مؤمن انتا تعبان ولازم تستريح , و كمانوجودك دلوقتى هناك مالهوش لازمة , خلينا والصبح بدرى نروحلها , هيا اكيد نايمة دلوقتى .
مؤمن : هيا راحت المستشفى من بدرى ؟
دينا : نهى كلمتنى من تلت ساعات كدة . 
مؤمن : و ما صحيتنيش ليه يا دينا ؟؟؟ . محدش قالى ليه ؟؟؟ ,, ايه خلاص شايفينى عاجز ومش هقدر اقف جمبكوا وقت ما تحتاجونى ؟؟ .. ولا ايه ؟؟ 
انهار مؤمن فأخذ يصرخ و يبكى و هوا يتحدث بكلمات كثيرة جدا , فالوضع صعب احيانا حينما تشعر بالعجز , و خاصة بالنسبة لـ مؤمن فقد كان كل يوم يشعر بعجزه اكثر من اليوم الذى يسبقه , ولم تستطيع دينا ان تحتوى كل ذلك , فلم تعلم ماذا تفعل حتى يهدأ من روعه , فقد كالثور الغاضب , اخذ يكسر و يصرخ و لا يتوقف حتى قام بدفع دينا فأرتطم رأسها فى " الكومود " و اخذ رأسها ينزف , لم يلاحظ مؤمن ذلك و حتى هى لم تضعه فى الاعتبار , فقط وضعت يدها على رأسها و رأت الدم و لكنها اخذت تهدأه مرة اخرى . 
دينا : خلاص يا مؤمن , عشان خاطرى خلاص . 
و فى تلك اللحظة سقطت قطرة دم على يده فانتبه الى جرحها , انتفض سريعا من مكانه و ادرك خطأه , كانت نظرته مليئة بالخوف والحنان و الندم ..
مؤمن : انا اسف ,,اسف ,, 
اخذ يبكى و هو يمسح جبهتها من الدماء , و يردد كلمة "اسف"
دينا : خلاص يا حبيبى محصلش حاجة , المهم انتا اهدا بس .
مؤمن : ما اخدتش بالى يا روحى , سامحينى , انا ....
دينا : خلاص يا حبيبى , مفيش حاجة .. 
مؤمن : تعالى معايا نروح اى عيادة عشان الجرج ده ؟
دينا : يا حبيبى انا كويسة خلاص محصلش حاجة 
مؤمن : هننزل انشالله الصيدلية اللى جمبنا , الجرح شكله كبير . 
دينا : طيب يا روحى .
و ذهبا معا الى الصيدلية المجاورة للمنزل , فقد كانت مفتوحة 24 ساعة و كان ذلك من حظهم , كان الجرح كبيرا فعلا و احتاج الى " خياطة " , و بعد ان انتهوا من تطييب الجرح , صعد معها مؤمن الى المنزل , و قد ادرك انه لا يستطيع ترك دينا وحدها فى الشقة ويذهب الى المستشفى لذلك اتصل بـ نهى ليطمئن على والدته . 
ثم جلس مع دينا و هو فى اشد حالات الندم , امسك يدها و وضعها بين يديه و اخذ يربت عليها بشدة ..
كانت دينا تتألم جدا و لكنها لم تكن تريد ان تشعره بالذنب , ولا تريد ان تحمله هموما فوق همه , فيكفى والدته المريضة و هو ايضا لا يتحمل فيكفى تعبه بسبب العلاج الطبيعى و التدريبات المرهقة التى يقوم بها .. 
مؤمن : انا اسف يا روحى , انا مش عارف عملت كدة ازااى .
دينا : حصل خير , المهم انتا كويس ؟ 
مؤمن : انا كويس , المهم عندى انتى ؟؟ 
دينا : ما تقلقش عليا .. 
ضمها مؤمن الى حضنه و احاطها بيده حتى استقر رأسها على كتفه و استسلمت للنوم فى احضانه , فأسند رأسه على راسها و نام هو الاخر . 

                          * * * * * * * * * * *
فى المستشفى .. 
خالد ونهى يجلسان معا بعد رحيل مراد .. 
خالد : انا كنت عارف انى هلاقيكى تعبانة كدة , انتى لازم تستريحى , تعالى اوصلك البيت و انا هفضل ف المستشفى .
نهى : لأ .. انا هبقى مرتاحة كدة .
خالد : طيب حاولى تنامى شوية ..
نهى : طيب , روح انتا اكيد عندك شغل الصبح .
خالد : لا عادى , مش هروح و اسيبك لوحدك ابدا .
نظرت له نهى نظرة اطمئنان ..
خالد : صحيح مين اللى كان معاكى لما جيت ده ؟؟ .. مراد تقريبا ؟؟
نهى : مراد .. آآ .. ده يبقا ... 
خالد : خلاص يا نهى , لو مش عايزة تقولى خلاص بلاش . 
نهى : مش قصدى و الله , بس .. يعنى ... 
خالد : نهى .... اتنفسى ... اهدى .. بس خلاص انا مش عايز اعرف . 
لحظات صمت بينهما كانت تنظر نهى الى الارضية ولم تكن تتواجه عيناهما , و كسرت نهى حاجز الصمت حينما تحدثت فى نوع من التوهم كأنها كانت تتذكر ما حدث . 
نهى : دكتور مراد .. 
خالد : ايه ؟ 
نهى : اسمه مراد المغربى , دكتور فى كلية الاعلام 
عادت بظهرها الى الوراء و سنت برأسها الى الكرسى و استطردت كلامها .. 
نهى : كنت عارفاه من ايام ما كنت طالبة , كان لسة معيد , كانت اول سنة ليه كـ معيد و اول سنة ليا كـ طالبة , عدت اول سنة و احنا ما نعرفش حاجة خالص عن بعض , كأن كل واحد فى عالم تانى منفصل عن التانى , لحد ما جه يوم وكانوا طالبين متطوعيين من الطلاب عشان تنظيم مؤتمرات للكلية , كنت انا من ضمن الطلاب و كان هوا معانا , قربنا اكتر من بعض , كنا اصحاب مع بعض على طول , و نتكلم ف التليفون و ننزل سوا وكل حاجة , كل ده واحنا بنقرب من بعض اكتر واكتر , بقى وجودنا مع بعض شئ اساسى فى يومنا , حبيته ... 
خالد : انتى مش مضطره تقولىلى كل ده يا نهى , لو هيضايقك خلاص . 
نهى : لا , انا عايزة احكيلك , انا كنت هقولك على فكرة , يعنى لولا كل اللى حصل ده انا كنت هقولك لما نتقابل الصبح . 
خالد : طيب انا مش هسالك فى الماضى , بس انتى بتحبيه ؟ 
نهى : لا .. مش بحبه , حبه انتهى من زمان اووى . 
خالد : طيب ايه اللى فكره بيكى دلوقتى ؟ 
نهى : مش عارفة ؟؟ , فاكر لما كنا مع بعض ف الكافيه و انا كنت لسة راجعة من السفر , يومها قابلته , عرفت انه راح الجريدة وسأل عليا , مش عارفة ليه سأل عليا بس ... مش عارفة .. 
خالد : ده اللى كان مخليكى متلغبطة يومها صح ؟ 
نهى : تقريبا , بس انا مكنتش متوقعة خالص انى اشوفه اصلا , اتصل بيا بعدها و انا رديت عليه , و انتا ساعتها رنيت عليا و لقيت نفسى بقفل معاه عشان ارد عليك 
خالد : قالك ايه ؟ 
نهى : ما قالش حاجة اصلا , انا مالحقتش اكلمه اصلا , وانا مكنتش عايزة اكلمه بس ... 
خالد : جت بظروفها , مكنتيش متوقعة كل ده عشان كدة مكنتيش عاملة حسابه انه يحصل ف يوم من الايام ..
نهى : بالظبط .. 
خالد : هوا كان بيحبك ؟ 
نهى : احنا كنا شبه مرتبطين .. 
خالد : فى حاجة اسمها شبه مرتبطين ؟ 
نهى : ااه , كنا زى المرتبطيين بس مكناش معترفين بده , كنا بنكابر ,  زى ما نكون مش عايزين نعترف اننا بنحب بعض ..
خالد : وايه اللى حصل بعد كدة ؟ 
نهى : هوا كان خاطب وقتها , انا معرفش حبيته ازاى , بس كنت بحاول ابعد نفسى لان علاقتنا كانت اكيد مستحيلة , كانت دايما فى مشاكل بينه وبين خطيبته , و كان دايما بيحكيلى ده ... 
                        ---------------------------
نهى : مالك يا مراد ؟؟ 
مراد : مالى ؟ , ما انا كويس اهو . 
نهى : ممممم لا مش كويس خالص , فى حاجة و انتا مخبيها عليا , هاه فيه ايه بقى ؟ 
مراد : يا بنت ما انا كويس اهو , و الله العظيم كويس . 
نهى : طيب , اكدب على نفسك , فاكر انى مش عارفاك يعنى , ااه بتضحك و تهزر وكل حاجة , بس فى حاجة مخبيها , و لو مش عايز تقول براحتك , بس ما تخليش اى حاجة مهما كانت تأثر عليك , مفيش حاجة تستاهل . 
مراد : انتى ازاى بتعرفى اللى فيا كدة من غير ما اتكلم . 
نهى : مممممم عادى بقى , هتقول مالك ولا امشى انا . 
مراد : عادى يا نهى المشاكل العادية , ضغط الشغل و كمان مشاكل مع هدى . 
نهى : كل ده وتقولى كويس ومفيش حاجة , طيب يا سيدى عالعموم انتا لازم تكبر دماغك مفيش اى حاجة تستاهل اصلا  . 
خالد : ياريت الدنيا كانت سهلة كدة زى كلامك . 
نهى : هيا سهلة بس انتا اللى بتصعبها على نفسك , يالا بقى قوم وصلنى عشان انا اتاخرت . 
خالد : طيب يالا بينا .. 
                             ------------------------ 
نهى : كنت عارفة انه مش بيحبها بس كنت دايما بحاول اخفف عنه واقوله انه بس عشان على طول مشغول او انها معاه عشان كدة مش حاسس انها مهمة ف حياته , بس كان كل مدى بيثبتلى انه مش بيحبها . 
                             ------------------------
مراد : تعبت ... 
نهى : من ايه ؟ 
مراد : من كل حاجة .. حاسس انى عايز اختفى 
نهى : طالما انتا مش بتحبها ليه خطبتها من الاول ؟
مراد : عشان والدتى .. وعشان هتجوزها .. 
نهى : بص انا قولتهالك بل كدة  اكتر من مره الدنيا ما تنفعش من غير حب , سيب قلبك يحبها , حاول تحبها عشان مش هتقدر تعيش فى العذاب ده طول عمرك , هيا كويسة جدا على فكرة امورة ومثقفة و بتحبك , فاضل  انك تحبها و بس .
مراد : مش عايز احبها , عشان قولتلك انى هتجوزها , و عمر الحب و الجواز ما بيتفقوا . 
نهى : انتا غلطان على فكرة , عمرك ما هتقدر تعيش من غير حب , لازم تحبها . 
مراد : عادى بقى , و يبقى الوضع على ما هو عليه زى ما بيقولوا نهى : ممممممم , بتحبطنى كل ما اتكلم معاك .
مراد : ههههههههههههه لالا خلاص , انا هسكت اهو . 
نهى : طيب خلاص بقى , انا اصلا عايزاك تتكلم عادى قول اللى انتا عايزه . 
                                -----------------------
خالد : هوا ايه اللى يجبره صح انه يعيش مع واحدة مش بيحبها ؟ 
نهى : كان معجب بيها و مامته عايزة تجوزهاله , خطبها بس عمره ما حبها , كان فاكر ان الحب مش موجود و كان دايما يبرر كلامه بانه مش عايز يحبها عشان هيتجوزها و ان الحب هيجى بعد الجواز . 
خالد : و طبعا بعد ما قابلك عرف ان الحب موجود . 

يقطع حديثهما اتصالا على تليفون نهى , فقد كان مؤمن يطمئن على والدته , وقد اخبرها انه سياتى لها فى الصباح الباكر . 
و بعد ان انهت المكالمة و اطمئنت على اخيها , استطردت كلامها . 
                           --------------------------
كان مراد ونهى فى السيارة و لم يكن الصوت واضحا جدا , بسبب ذلك الهواء المندفع من النافذة .. 

نهى : انتا عمرك ما حبيت بجد يا مراد ؟ 
مراد : ممممممممممم , لا حبيتك ...
نهى : حبيت , مين بقا .؟؟
مراد : حبيتك .. 
نهى : ايوة تمام ,, حبيت ,, مين بقى ؟؟
مراد : ااه حبيت .. بحبك انتى يا نهى ... 
و تنهيده دون كلام , و صمت يسود تلك اللحظة , كانها كانت متوقعة ذلك ولكنها كانت تقنع نفسها كثيرا انه لن يقولها ابدا ...
لم تكن تعلم ماذا تفعل , فقد كانت ضربات قلبها متصارعة و اخذت صوت انفاسها تعلو ... 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق