الأربعاء، 21 يناير 2015

The Challenge #1

الحلقة الاولى :
* * * * * * *
امرأة و رجل فى منتصف الثلاثينات , تجلس امامه فى هدوء تام كـ لحظات الغروب على ضفتى نهر النيل , و لكن الفرق ان المكان لم يكن فى مصر , بل كان فى لندن عاصمة انجلترا .

داليا : عشان خاطرى .. انا مش عايزة اعمل حاجة انت مش راضى عنها ؟
مروان : ......

و عادت مرة اخرى لاستنزاف مشاعرى بتلك النظرة البريئة التى لطالما عشقتها , حين تضم شفتيها فى حركات رقيقة لتبدأ بالعض على شفتها السفلى كفراشة صغيرة لا يسعها سوى ان تنظر إلىّ فى براءة لتحاول اقناعى بـ اى شيء .. و لا يسعنى سوى ان اضعف امام رقتها واصبح طوع يديها , فهى طفلتى المدللة التى لا يمكننى ان ارفض لها شئ .. فلا افعل شيئاً سوى ان ارجوها ان تتوقف عن تلك النظرات , ان تتوقف عن اثارة احساسى و تحفيز قلبي على ان ينبض حبا لهاً .. فـ كفى يا حبيبتى لا يمكننى تحمل ذلك الجمال و البراءة التى ترتسم على وجهك .. سأفعل ما تشائين ..

مروان : خلاص , موافق .

.

نسمع دائما عن تلك المسابقات التى يكون بها نوعا من المنافسة , فهى برامج يتم عرضها لجمع الاموال والارباح لالنها غالبا ما تكون ذات نسبة مشاهدة عالية , و لكن تلك المرة لم يكن تحدى حيث يتنافس المشاركون للوصول الى خط النهاية , ولكنه كان تحدى للنفس , تحدى للوصول الى اقصى درجات الثقة وتحدى الخوف من اى شئ .

عندما علمت "داليا" بذلك البرنامج اللبنانى و انه سيقوم بعمل اختبارات للتقديم فى بريطانيا الاسبوع القادم , جاءت ترجونى ان اوافق على ذهابها , كنا مرتبطين جدا ببعضنا , فلم اكن زوجها فقط , بل كنت الصديق قبل كل شئ , كنت انا المسئول عنها هنا فى لندن , على الرغم من عدم اكتمال زواجنا , فكان كل منا يعيش فى شقته الخاصة , ولكنها اصرت على اتمام عقد الزواج ليصبح مقبولا بالنسبة لها ان نلتقى فى اى وقت دون خوف , على الرغم من وجودها بأوروبا الا ان قلبها و عاداتها مازالت متعلقة بمصر , حينما جاءت والدتها منذ ثلاث اشهر اصرت داليا على الذهاب الى السفارة المصرية لعقد زواجنا , ثم فى الاجازة القادمة نجز لعرس كبير حتى يحضره كل اقاربنا , فلم ترد ان تتزوج وحيدة فى بلاد غريبة عنها .

.

فى كافيتريا باحد ارجاء لندن , تجلس داليا ومعها مروان , وامامها فنجانيين من القهوة , و المطر يهطل خلف ذلك الجدار الزجاجى , و تضع داليا اصبعها حول الفنجان وتستمر فى حركته عند الحافة فى حركات دائرية , وتحمل فى يدها الاخرى الهاتف ..

داليا : Kris , Where Are U ؟
كريس : خلاص انا ف لوتن ( مدينة شمال لندن ) , ما تقلقيش هكون معاكى النهاردة انا خلاص قربت اوصل لندن , ووعدتك انى هروح معاكى بكرة .
داليا : Okay , هستاكى فى الشقة . Bye .

.

داليا : بتقول انها ف لوتُن , و هتوصل وتطلع على الشقة عندى .
مروان : انتى قلقانة ليه ؟ , لسة التقديم بكرة , و بعدين انا مش فاهم ليه المسابقة دى مهمة اوى بالنسبالك ؟
داليا : عشان عايزة اتاكد انى عملت كل حاجة انا عايزاها , مش عايزة تعدى عليا لحظة اندم ان فى حاجة ماجربتهاش , و فكرة البرنامج ده عجبتنى , حسيت انها جت دلوقتى عشان تقولى فوقى لنفسك , و اخرجى من القوقعة دى , عايزة اجرب حاجة جديدة , خلاص كلها شهرين ونتجوز , هبقي معاك على طول , انت ليه خايف دلوقتى انى اشترك ف المسابقة دى ؟
مروان : انا مش خايف عشان المسابقة , بس خايف وانتى بتدورى على نفسك تضيعى منى .
داليا : مش هيحصل , اطمن , انا لازم امشى دلوقتى , اتاخرت على المستشفى , انت مش هتروح المستشفى النهاردة ؟
مروان : هروح بس مش دلوقتى , معنديش عمليات قبل الساعة 6 .
داليا : Ok .. انا همشى , Bye.

.

كنا جراحين , هى فى جراحة العظام وانا فى جراحة المخ والاعصاب , التقينا منذ تسع سنوات بباريس , كانت سنتى الاولى بعد الحصول على الدكتوراه فى جراحة المخ و الاعصاب , وكانت هى متدربة حديثة فى الجراحة , اصبحنا صديقين , لم تكن كما هي الان , بل جاءت الى اوروبا هاربة من مشاكلها بمصر , كانت محطمة نفسيا , ولكن ارادتها قوية جدا للنجاح واثبات مكانتها , اكملت دراسات الجراحة فى فرنسا , ثم جاءت الى لندن للاقامة الدائمة , و شاء القدر ان نعمل معا فى نفس المشفى , كنا دائما معا " صديقين الى الابد " اخبرتنى عن ادق تفاصيل حياتها و عائلتها , كنا صديقين بحاجة الى بعضنا فى كل شئ , و بعد صداقة دامت ثمان سنوات , قررنا ان يكمل كل مننا الاخر بالزواج , فلم نكن بحاجة الى ادخال شخص اخر بيننا , بل كنت انا وهي لا ينقصنا شيئا سوى الزواج , و بدلا من التعرف على اشخاص جدد قررنا ان نتزوج , ولا انكر اننى احببتها اكثر من مجرد صديقة و تمنين فى يوم من الايام ان تكون زوجتى .

اما عن " Kristina " او كما ندعوها " Kris " فهى صديقتنا الثالثة , التقينا بها منذ سبع سنوات فى مؤتمر للجراحين وكانت هى تغطى اخبار ذلك المؤتمر , فهى اعلامية ناجحة جدا , جاءت من لبنان الى شفيلد ( مدينة فى منتصف انجلترا ) مع عائلتها , ثم انتقلت الى لندن العاصمة بعد عملها بالاعلام , فهى تسكن انجلترا منذ ان كانت فى التاسعة من عمرها , لذلك اعتادت على العيش فى اوروبا و اعتبرتها موطنها الاصلى .

.

وجاء اليوم الذى انتظرته " داليا " التقديم للمسابقة , كانت الاختبارات غريبة جدا , ليست كاى مسابقة , فكان شرطا وجود اقرب الاشخاص الى " المتسابق " , و لم تكن الاختبارات تدور حول المتسابق فقط بل كانت تخص رفاقه اكثر منه , فجلست داليا فى غرفة منفصلة و جلست انا و كريس فى غرفة اخرى ليتم مناقشاتنا و طرح اسئلة عديدة عن " داليا " .. ماذا تحب ؟ , وماذا تكره ؟ , حياتها ؟ , خوفها ؟ , وكل شئ . حتى عن طبيعة علاقتنا معها ؟.

بعد انقضاء ذلك اليوم , عادت "داليا" منهمكة جدا الى شقتها , فنامت و هى تتمنى ان تستيقظ فى مكان آخر , بعد مرور اسبوع بدون اى اخبار عن تلك المسابقة , كنا نجلس فى شقة داليا , ومعنا بعض الاصدقاء , وجاءت مكالمة مفاجئة , فى بدايتها ارتسمت ملامح السرور على وجه داليا , ثم اختفت ابتسامتها تدريجيا , و اخذت اسئلتها تتكاثر بعد ان كانت مستمعه فقط و تجيب بـ " yes " ..

بعد ذلك جلست فى ذهول و هى قصت علينا ما حدث , قالت انه تم قبولها فى المسابقة , و لكن يجب ان تكون " Single " وهذا هو التحدى الاول , ان تنهى عقد زواجها مؤقتا ....

* * * * * * 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق