السبت، 4 أكتوبر 2014

مس جنون

مس جنون ....
* * * * * * 
كانت تلك المرة الاولى التى تحمل الىّ ازهارا , باقة من الورود الحمراء و البيضاء تماما كما احبها انا , كنت تعبر الطريق نظرت فى الجهة المقابلة و جدتها هى , فتاتك التى كُتبت على اسمك , و فجأة تحول كل شئ امامى الى سواد قاتم , أخر ما جاءت عليه عيناى هو مشهد الدم الذى سال من حولك و كنت غارقا به , وقعت مغشيا علىّ , و لا أعلم ما الذى حدث لك ..

الحب بيننا ,, شئ صادق مختلف تماماً , و كانت الحياه بيننا اشبه بالجنون , احبك و تحبنى و لكن لا نعترف بذلك علناً و هى ايضا تحبك و انت تحبها و لكن المجتمع يعترف بعلاقتكما , دائرة الحب الثلاثية التى لطالما اعتدنا عليها فى الروايات , و لا اعلم كنت انا المظلومة ام انا الفتاه التى ظلمتك بحبها لك . , لا اعلم شيئا سوى اننى احبك بل اعشقك , قبلت بذلك الوضع لانه معك انت , أخفيت ما بقلبى و قبلت ان نصبح اصدقاء .

أصدقاء ؟!! , و لكن كيف يتحول الامر فجأة بيننا ؟! , كلما تقابلنا ننسى اننا مجرد أصدقاء , و كأن روحنا عالقة بلحظات أخرى , كأن الزمن توقف عند تلك اللحظة التى تجمعنا , و كأننا نلتقى فى عالم آخر , عالم انت فيه مِلكى أنا وحدى , لا أحد يشاركنى بك , كان ذلك عالمى المفضل , لذلك كنت دائما اتشوق رؤيتك لزيارة ذلك العالم الذى تحوم به روحنا .

أصبت بالجنون , كنت فى المشفى تائهة لا ادرى فى اى زمن نحن و  لا حتى فى اى مكان , كلما سمعت اسمك أصب جم تركيزى على الكلام و اتحدث بكلمات غير مفهومة , كنت اذكر مواقف اخرى من حياتنا , كأننى انفض من عقلى مشهد الدم و حقيقة انك انت من كان مغطى بدمائه امامى .

يوم أتى الىّ صديقك ليخبرنى انك فى حالة خطرة كنت اتفوه بكلمات مبهمة ..

حسام .. اين هو ؟ , لما لم ياتى لزيارتى ؟ . كيف يعلم اننى مريضة ولم يسال علىّ , ربما كان منشغلا , او ربما قد اتته سفرية مفاجئة , و لكن اجازته بدأت امس من المفترض ان يقضى ذلك الشهر فى اجازته معى , او مشتتا بينى و بينها , و لكن لما لم يتصل بى ؟ , اهو بخير ؟

و كان رد صديقك على اسألتى المتلاحقة ايماء الشفاه و تبادل نظرات الشفقة بينه و بين الطبيب الذى يتابع حالتى , أصبت بالجنون , صدمة عصبية حادة نتيجة لرفضى الواقع الذى يجتاح حياتنا الان , فعقلى يأبى ان  يعترف بحقيقة انك مصاب بأى أذى , فقد كنا امس سويا و اليوم تفرقنا الطرقات .

افقت انت من غيبوبة دامت خمسة ايام و كسور منتشرة فى انحاء جسدك لم تتعافى بعد , لم تتحدث الى احد فقط ذكرت اسمى و لم تذكر معه اى تفسير , فقط كنت تردد اسمى بالرغم من انك لم تكن فى كامل وعيك و لكن ربما كان قلبك هو من يتحدث لانه ان تحدث عقلك سيخبرك ان تسال عليها هى و ليس عنى انا .

عندما جاءك صديقك سالته عنى و كررت السؤال اكثر من مرة

" اين هى ؟ , هل حدث شئ لها ؟! . . كيف تعلم اننى فى هذا الوضع ملقى بالمشفى و لم تاتى لزيارتى ؟؟!! كيف تعلم اننى بحاجة لها ولا تأتى الىّ ؟! , اعتادت ان تشعر بى دون ان اتحدث , لا تغفل عيناها و انا مستيقظ ابدا , لا تفعل شيئا إلا و أخبرتنى به , و لا تنقضى اجازة إلا و كانت هى الوحيدة التى اتتوق شوقا لرؤيتها , كانت هى روحى التى تنبض فى تلك الحياه , هل حدث شيئا لها ؟ , هل هى بخير ؟ , اجبنى ؟ "

عندما علمت انه اصابنى مس الجنون اخذت تصرخ , كنت مُصر على ان ترانى , اردت ان تاتى الىّ , كنت تتحدث فى همجيه شديدة تصرخ بكل من حولك و لا تستمع لاحد , اما انا فقد رفضت ذلك الواقع و عدت للخلف بذاكرتى و حذفت مشهد الدم منها , كنت انتظرك ان تاتى من اجازتك فاستقبلك بباقة الورد و قطع الحلوة التى اعدتها خصيصا لك , كنت انتظر ان تضغط على يدى و تحتضنها كانك تخبرنى انك بخير و تطلب منى ان اعتنى بنفسى فى غيابك , كانت لمستك لاصابعى اخر مرة منذ ثلاثة اشهر تقريبا , قبل ان تسافر مباشرة كنت اودعك فى موقف الاتوبيس , حملت يدى بين كفيك و ضغطت عليها و انت تنظر فى عينى , اخبرتنى انك تحبنى , اخبرتك انى ساظل احادثك حتى تصل الى موقع عملك كنت تطلب منى ان اذهب الى النوم و لكن كيف انام و انت ما زلت مستيقظ , كيف ينام جسدى و روحى معلقة بك ؟

فى اليوم التالى جائنى صديقك , اخبرنى انك بحاجة لرؤيتى , اخبرنى انك فى المشفى , لم اصدقه , اخذت اصرخ و اصرخ , وضعت يدى على اذنى و انتفض جسدى فى فزع شديد , كنت اردد كلمات ارعبتنى و جعلت دموعى تنهمر بغزارة .

" انه بخير , لم يحدث له شيئا ,  و لكننى رايته و هو غارق فى دمائه , لا لم يصبه شيئاً ! , هو بخير , لا ليس بخير ,  كيف يعلم اننى هنا مريضة و لم يأت لزيارتى , لم يتصل حتى بىّ ؟ , كيف ؟؟!! , اعتدنا ان نتصل ببعضنا يوميا , حتى حينما يكون منشغلا جدا يرسل إلىّ رسالة نصية يخبرنى انه بخير,  مر اسبوع و لم يتصل بىّ , اصابه مكره .. من المؤكد اصابه مكروه . لا لا , لم يحدث له شيئا . "

أخذت أصرخ و أصرخ و لا أعلم ما اتفوه به , هل انت بخير و خيالى هو من نسج مشهد الدم , أم ان ذلك حقيقة و عقلى يرفض أن يصدقها , قلبى لا يتحمل حقيقة انك بعيد عنه .

اصطحبنى صديقك و ابى اليك , أخبرونى انك تنتظرنى فى نفس المكان عند موقف الاتوبيس , و لكنهم اخذونى الى مستشفى , بمجرد ان وصلنا الى تلك المستشفى تيبس جسدى , وقفت و ارتعش جسدى " لما يحملانى إلى هنا ؟! , فأنت تنتظرنى , من المؤكد انك وصلت الى القاهرة الأن " , اخذت أصرخ و انا اتشبث بذراع والدى , اخبرنى انك بخير و لكنك تريد رؤيتى , كنت كالتائهة , وجدت والدتك تقف أمامى , أخذت تنظر إلىّ متعجبة من تصرفاتى , كنت غريبة الاطوار , عندما سَألتنى عن احوالى لم اجبها كما يجب , قلت لها " حسام سياتى اليوم , تحدث معى صباحا و اخبرنى انه على وشك الوصول الى القاهرة , ساذهب لانتظاره , اريد ان اكون اول من يراه " .

و بعدما اخبرها صديقك بما حدث لى و ان الجنون اصابنى انهمرت دموعها على حالى و حالك , لم تكن تتوقع اننا نحب بعضنا الى هذا الحد , كنا نكابر و نقول اننا مجرد صديقين فقط و ما تخفيه قلوبنا يختلف تمام عن واقعنا كان كل منا يملك حياه خاصه به , انا مع وحدتى و دراستى و حياتى و انت بين عملك خارج القاهرة و خطيبتك و عائلتك , و كنا اصدقاء , فقط اصدقاء و لم يعترف اى منا بحبه للاخر , و لكن عندما تحدث القلب تحدث بما لا تهواه العقول .

حملت نفسى و دخلت الى غرفتك , كنت نائماً و هناك انابيب صغيره شفافة متصلة باوردتك , اقتربت اكثر , لا اعلم كيف شعرت بوجودى فنظرت الىّ و ابتسمت , وجدتنى القى بفسى فى احضانك , اخذت ابكى و انا اتفوه بكلمات غير واضحة , رفعت راسى و وضعت يدك على فمى , اخبرتنى ان اصمت , لا حاجة للكلام الان فقلوبنا وعيوننا تتحدث , تحسست وجهك كاننى أراك للمرة الأولى , ثم ساد الصمت بيننا , فقط تلك النظرات التى تعبر عن كل شئ , و الدموع التى تنهمر من عينانا كأنها تخبرنا انها مجرد لحظة و ستنتهى عاجلاً ام آجلاً .

ما أصعب الحب حين يصبح الاعتراف به شيئا مستحيلا , و لكن ربما تعترف القلوب بما لا تهوى العقول  
مرت ايام و تعافيت انت و اعدت انا الى صوابى , اخبرتك ان كل شئ يجب ان يعود كما كان , انت تعود الى حياتك و انا اعود الى حياتى , و نعتبر ما حدث مجرد مس جنون ..

فهذه هى حياه الواقع التى نعيشها , و انا لن ارضى ان اظلمها معى و لن اظلمك , نعم احبك و ربما تكون المرة الاولى و الاخيرة التى ساعترف لك باننى اعشقك,  و لكن الحب لا يعنى الانانية , يكفينى ان اراك سعيدا و مرتاحا فى حياتك و ساكون سعيدة .


هكذا هيا حياتنا مجرد لحظات جنون , لقاءنا جنون و قربنا جنون و حبنا جنون , حتى فراقنا مجرد مس جنون 

حنان محمد

الجمعة، 3 أكتوبر 2014

كل سنة و انتوا طيبيين ^_^ ^_^ ..
عيد سعيد عليكوا

حبة الفراولة #الاخيرة

الحلقة الاخيرة
* * * * * * *
ماجد : خلاص يا احمد .. سيبهم مع بعض و ماتقلقش .. هيا هتبقي كويسة
احمد : ماشى يا حسناء : هجيلك الصبح .. ولو حصلت اى حاجة كلمينى ..
يغادر ماجد و احمد المستشفى و تجلس حسناء بجوار حسن حبيبها و زوجها .. ليفكرا فى كل ما حدث .....
حسن : انتى بجد مراتى ؟ .. احنا اتجوزنا صح ؟؟!! .. يعنى انا مش مت ودى الجنة ؟
حسناء : لا يا حبيبى انا مراتك .. وبعدين بلاش سيرة الموت دلوقتى بقى
حسن : بحبك .. بحبكككككككككككك
حسناء : بس يا مجنون احنا ف مستشفى
حسن : تعالى نامى جمبى
حسناء : ازاى يعنى ؟ .. ما ينفعش
حسن : ينفع .. تعالى بس ..
تسايره حسناء فتستلقى  بجواره .. يتحدثان طويلا عما مضى ...

* * * * * * * 

يغادر ماجد المشفى و يفكر مليا هل يتصل بهالة ليطمأنها ام لا ... فهى تستحق ان تعلم انه بخير و لكن كيف يخبرها انه تزوج من حسناء حب حياته .. فكر ان يتصل بها يطمأنها عليه دون ان يخبرها بما حدث
ماجد : الو .. هالة
هالة : ماجد .. مستنية تليفونك من بدرى .. خير طمنى ؟؟
ماجد : هو كويس الحمدلله ..
هالة : هو جمبك ؟.. عايزة اكلمه ؟؟
ماجد : هو مش معايا دلوقتى .. بس اتطمنى و الله هو كويس
هالة : هو كان فين ؟؟ .. انت في حاجة مخبيها عليا ؟؟
ماجد : لا ....  هو ف اسكندرية
هالة : اسكندرية ! .. مع حسناء ؟
ماجد : آآه ... انا مش عارف اقول ايه يا هالة بس ...
هالة : ما تقولش حاجة .. هو ده المكان اللى المفروض يكون موجود فيه .. المهم انه كويس
ماجد : انتى كنتى عارفة ؟؟
هالة : كنت حاسة , استحالة يسيب حسناء تتجوز و تظلم نفسها
ماجد : انا اسف يا هالة
هاالة : انت ذنبك ايه ؟؟ .. ولا هو كمان ليه ولا حسناء .. ده قدرنا بقي هنعمل ايه ؟ .. الحمدلله .. انا هقفل دلوقتى  عشان حسن بيعيط ... شكرا يا ماجد على اهتمامك ..
ماجد : العفو يا هالة .. انا هبقي اكلمك اطمنك على طول
هالة : يا ريت .. شكرا .. مع السلامة

* * * * * * * * 

تغلق هالة سماعة الهاتف و تبتسم ابتسامة قد تظنها ابتسامة خجل و لكنها كانت ابتسامة فرحة من القدر ..
تذكرت هالة حديثها مع حسناء فى النادى .. و الذى حدث اثره مواقف كثيرة جدا تثبت حب حسن لحسناء .. لقاءات المشفى ، تركه المنزل , غضبه منها , ذهابه الان الى حسناء بالاسكندرية , و غيرها من المواقف .. و لكن البداية بالنسبة لهالة كانت فى ذلك اليوم .. فى النادى ...
هالة : انتى بتحبيه .. صح ؟
حسناء : ايه ؟!.. انتى قصدك ايه ؟؟
هالة : حسن .. بتحبيه ؟!
حسناء : ايه الكلام اللى بتقوليه ده يا هالة !!! .. لا طبعاا .. ده
هالة : بلاش تكدبى يا حسناء .. انا معاكى والله مش ضدك .. بلاش تخبى جواكى كل ده
حسناء : بس يا هالة اللى انتى بتقوليه ده .. انا و حسن مجرد اصحاب مش اكتر ..
هالة : اصحاب .. مش اخوات يا حسناء .. يعنى مش حرام ان انتوا تتجوزوا ..
حسناء : هالة انتى واخدة بالك انتى بتقولى ايه ؟؟ .. ده جوزك ..
هالة : عارفة والله انه جوزى .. بس انتى مش واخدة بالك انه حبيبك .. و الانسان اللى انتى عمرك ما هتعرفى تعيشى من غيره ..
حسناء : انا مش بحب حسن .. شيلى الفكرة دى من دماغك ..
هالة : احكيلك على حاجة .. انا كنت بحب واحد و هو كمان بيحبنى جداا . مكنش يقدر يعيش لحظة بعيد عنى .. وانا كابرت و اتجوزت حسن .. كنت خايفة من الحب اووى , كنت خايفة اتجرح عشان اخترت اللى بحبه .. حسن كان بيحبنى و انا حبيت حبه ده .. مع ان محمد كان بيحبنى اوى اوى بعدنا عشان مكنتش قادرة اقول لحسن انى بنى حبيت واحد تانى وانا معاه .. عارفة يعنى ايه امنع نفسى من انى احبه .. كل اللى انا فيه مع حسن ده مجرد رد الدين .. اهو كل واحد فينا عايش نفس الوضع كلنا بنكون مع الشخص الصح ف الوقت الغلط .. انا عارفة ان اول معرفتك بحسن كانت بعد خطوبتنا و انا مقدرة مشاعرك دى حاجة غصب عنك .. و انا بردو قابلت محمد بعد ما اتخطبت لـ حسن .. صعبة صح ؟؟؟ .. و الاصعب ان محمد ساب البلد كلها عشانى بعد ما اتجوزت ووالدته هتموت عليه لانه قطع علاقته تقريبا بكل الناس و مش بيكلم حد .. انا مش عايزه حسن يوصل لنفس الحالة ولا انتى ..
حسناء : انتى .. انا ... ازاى ؟؟!! . انا مش فاهمة حاجة .. انا ...
هالة : انتى بتحبيه .. انا كنت بحب محمد و دلوقتى بوفى وعدى .. انا هحب حسن و هديله كل اللى ف قلبي و هعيشه ف سعادة طول ما انا عايشة حتى لو هاجى على نفسى عشانه .. يعنى كل اللى انا بعمله دلوقتى مجرد وعد بوفيه .. وعد وعدته لمحمد وهو بيموت ف المستشفى .. مات .. مات وخلانى اوعده انى اكون سعيدة واسعد جوزى .. مات عشان بعدنا عن بعض .. كان بيفكر ف آخر كلام قولته و عمل حادثة ومات .. ايه احساسك لو ده حصل لحسن ؟
حسناء : بعد الشر عليه ... ربنا يخليهولك يا هالة ... الكلام الى انتى بتقوليه ده مش هيغير حاجة .. انا ما انكرش انى حبيت حسن .. بس ده فعل ماضى .. انا نسيت الحب ده ..
هالة : محدش بينسى يا حسناء .. احنا بس بنأجل اللى ف قلبنا او بنخبيه وبنطلعه كله بليل على المخدة .. نفضل نحكيلها بدموعنا اللى ما بتخلصش طول الليل .. بنصبر نفسنا بحلم او فكرة ف دماغنا لما بنسرح .. بس عمرنا ما بننسى .. انتى بتحبيه وهو بيحبك .. و الحب ده عمره ما هيختفى الا بعد الشر بالموت .. اتجوزيه يا حسناء .. هو بيحبك .. صقينى انا هبقي مبسوطة عالاقل واحد فينا هتاخد اللى كانت بتتمناه ..
حسناء : بس يا هالة .. كفاية .. كفااية من فضلك انتى كدة بتقتلينى ...
تنهاار حسناء فى البكاء و هى لا تقوى على الحديث .. تحاول هالة ان تحادثها .. يأتى حسن فى تلك اللحظة ليقف بينهما وهو يسال عما حدث .. تصرخ حسناء " كفى " و تظل تكررها كثيرا .. يسالها ماجد و حسن عما حدث و يصرخ حسن بـ هالة ..
حسن : هالة .. ايه اللى حصل ؟ .. انتى قولتيلها ايه ؟؟
حسناء : كفاية .. بس يا حسن .. خلاص ..
ووقعت حسناء مغشيا عليها ...

 * * * * * * * * * 

حسناء و حسن فى المستشفى ..
حسناء : حبيبى .. كفاية كدة بقي .. انت لازم تنام ..
حسن : مش عايز انام .. عايز افضل اتكلم معاكى كدة .. عايز افضل شايفك قدامى ..
حسناء : يا روحى انا معاك .. يعنى هروح فين ..
حسن : مش عايز انام .. خايف يكون ده اصلا حلم و لما انام كل حاجة تختفى ... انا لسة مش مصدق ان انتى معايا اصلا ..
حسناء : طيب نام .. وانا هفضل جمبك .. هفضل ماسكة ايدك ومش هسيبها .. ماشى
حسن : مش عايز انام يا حياتى .. مش عايز اضيع ولا ثانية وانا معاكى
حسناء : طيب انا تعبانة و عايزة انام .. ممكن بقي تنيمنى ف حضنك ؟
حسن : بس كدة .. طيب تعالى ف حضنى بقي ..
يضمها حسن اليه .. ولا ينامان .. يستمران فى الحديث وهى فى احضانه ..
حسناء : حبيبى .. ممكن اقول حاجة .. بس من غير زعل ..
حسن : ايه يا روحى .. انتى تقولى اللى انتى عايزاه من غير ما تستأذنى ..
حسناء : هالة ..
حسن : مالها ؟؟ .. هيا كلمتك ؟؟
حسناء : لا .. هيا ما كلمتنيش .. بس هيا لازم تعرف .. مش هنخبى عليها اكيد
حسن : ( تنهيدة قوية .. دون كلام )
حسناء : حسن . احنا لازم نقولها .. انا مش هقدر اعيش معاك ف بيت واحد و هيا مش عارفة
حسن : ده ايه علاقته بده ؟؟
حسناء : ليه علاقة يا حسن .. انا مش هقدر اعمل كدة ف هالة .. احنا اتجوزنا من غير هيا ما تعرف .. مش كفاية اصلا احنا هنقولها متاخر و هتبقي آخر من يعلم ..
حسن : حسناء .. انتى غريبة جداا .. واحدة مكانك كانت هتقول بلاش تقولها لحد عالاقل ما نقضى شهر العسل .. انتى ازاى كدة ؟؟
حسناء : انا مش غريبة يا حسن .. بس هالة ما عملتليش اى حاجة وحشة بالعكس ..
حسن : اه ما عملتش اى حاجة وحشة خالص .. و بالنسبة ليوم النادى ؟؟ .. اليوم اللى دخلتى بعده المستشفى فترة طويلة !!
حسناء : انت لو تعرف هيا قالتلى ايه اليوم ده .. مش هتقول الكلام ده ابدا ..
حسن : طيب ما تقوليلى هيا قالتلك ايه ؟؟!! .. ايه الحاجة اللى تخليكى تدخلى ف صدمة كدة ..
حسناء : مش هقولك ..
حسن : هيا بقت كدة يعنى ؟؟
حسناء : حسن .. عشان خاطرى بلاش تسالنى ف الموضوع ده ؟؟
حسن : انتى بتخبى عليا ؟؟ .. مش انا و انتى واحد ولا ايه ؟؟
حسناء : ااه .. انا وانت واحد ف كل حاجة .. بس مش هقولك الموضوع ده خاالص . عشان ما ينفعش اقولهولك اصلا .. بس كل اللى اقدر اوله انها طلبت منى اتجوزك .. عشان هيا عارفة انى بحبك
حسن : هالة قالتلك كدة ؟؟ .. طيب ليه ؟؟ .. انا مش فاهم ..
حسناء : مش لازم تفهم ... المهم انك تحبها زى الاول .. و عمرك ما تزعلها عشان لو ف يوم زعلتها انا اللى هزعل منك .. وكمان لو انا وهالة ف نفس المكان ما تتعاملش معايا على انى مراتك .. هيا بس اللى مراتك .. مااشى
حسن : للدرجادى ؟؟!!
حسناء : آآه ... للدرجادى ..
حسن : انا هبتدى اغير على فكرة
حسناء : يا حبيبى هيا حاجة وانت حاجة .. بس لازم تعرف انى مش هغير من هالة .. بالعكس هيا بردو مراتك الاولى
حسن : و انتى حبيبتى و حياتى و روحى ..
حسناء : ربنا يخليك ليا يا روحى
حسن : و يخليك ليا يا عمرى

* * * * ** *  **

يمر اليوم و يغادر حسن المشفى فى اليوم التالى ..
يتصل بهالة ويخبرها بما حدث .. وكيف ان حالة جنون سيطرت عليه مما دفعه الى خطف حسناء . و ذهابه الى المشفى و زواجه من حسناء .. و استغرب حسن كثيرا من رد فعل هالة .. حيث اخبرته ان يظل مع حسناء تلك الفترة .. فهو من حقها ان تقضى شهر عسلها مع زوجها بعيدا عن اى شئ .. و اخبرته انها ستعتنى بـ حسن الصغير و لن تتصل به حتى يعود من اجاازته ..

 * * ** * * * *

يسافر حسن وحسناء الى الغردقة لقضاء شهر العسل ..
حسن : بحبك ...
حسناء : لا انا بحبك اكتر .. و بموووت فيك
حسن : انا بقي مش بموت فيكى .. انا بعيش فيكى ..و بعيش ليكى و بعيش بيكى ..
حسناء : ايوة . انا بعيش بيك و ليك .. ربنا يخليك ليا يا حبيبى ..
حسن : و يخليكى ليا يا حياتى .. يا لهوووى يا ناااس .. حبيبتى معايا و ف حضنى .. مش مصدق نفسى
حسناء : بس يا مجنون ...
حسن : بحبك .. بمووت فيكى .. بعشقك
حسناء : و انا كماااان .. بحبك و بموت فيك و بعشقك ..
حسن : عايز اعيش طول عمرى معاكى .. عايز اعيش ف حضنك
حسناء : وانا عايزه استخباا جوا حضنك وما طلعش ابدااا ..
حسن : بس كدة .. طيب تعالى ف حضنى بقي ..
حسناء : انا عندى فكرة .. تعالا نهرب ..
حسن : نهرب على فين ؟؟
حسناء : اى حتة .. تعالا اخطفك و نروح اى مكان ..
حسن : عندك حق اى مكان نروحه .. اصلا اى مكان يعتبر بيتى طالما ف حضنك ..
حسناء : بحبك ..

* * * * * * * * * *


تنتهى الاجازة و يعود حسن وحسناء الى القاهرة .. كانا يخططان ان يذهب الى بيت حسناء الذى ورثته عن والدتها و والدها .. الى ان ينتهيان من تجهيز المنزل الاخر لحسن فى نفس العمارة التى تقطن بها هالة ..
بمجرد وصولهما .. تطلب منه حسناء ان يذهب الى هالة .. فلا يجد امامه شيئا سوى ان يطيع اصرارها عليه .. فيقبلها و يغادر المنزل ...
بمجرد ان يصل الى هالة .. يحتضنها و يضم حسن الى صدره و يقبله كثيرا .. تقترب هالة و تطمئن عليه ..
هالة : انت اكيد تعبان اوى من السفر .. انا جهزتلك الحمام ..ادخل خد شاور على ما احضرلك العشاء
حسن : عندك حق و الله .. انا تعبان اوى .. هدخل استحمى احسن
هالة : ماشى يا حبيى ..
حسن : هالة ....
هالة : ايه يا روحى ؟
حسن : زعلانة منى ؟؟!
هالة : مستحيل ازعل منك .. ادخل استحمى يا حسن وما تفكرش ف كدة تانى

* * * * * * *** * 

بعد ان يغادر حسن شقة حسناء .. تذهب لتستحم .. يرن هاتفها ..
حسناء : الو ..
هالة : الحقينى يا حسناء .. حسن تعبان اووى ..
حسناء : ايه ؟؟ .. طيب انا جاية حالا ..

 * * * * * ** * *

تذهب حسناء سريعا الى منزل حسن .. و لكنها تجد هالة عند مدخل العمارة و تجد معها ماجد و احمد اخيها و زوجته وفاء وابنته حسناء.. يأخذوها و يصعدون الى سيارة ماجد .. الذى يأخذهم الى شقته ..
تصعد هالة مرة اخرى الى شقتها .. و يكون حسن مازال فى الحمام .. بمجرد ان يخرج يجدها تحمل البدلة بين يديها و تخبره انها تريد ان يذهبان سويا الى عشاءً رومانسيا .. و ان يرتدى بدلته كيوم زفافهما ..  يتذكر ما قالته حسناء وما تفعله هالة لاجله .. ف لا يرفض لها طلبا ..
حسن : حاضر يا هالة .. عشان خاطرك بس ..
يغادران المنزل سويا وتصر هالة على الذهاب الى النيل .. حيث المراكب و اليخوت الكبيرة ..
و بمجرد ان يصلان الى هناك .. يجد حسناء تقف امامه بفستانها الابيض .. و الاهل و الاصدقاء حولها .. و يجد هالة تمسك يده و تذهب به الى حسناء حتى تضع يده بيدها ..
هالة : انتى من حقك يتعملك احسن فرح يا حسناء .. ربنا يسعدكوا
حسناء : انا مش عارفة اقولك ايه يا هالة .. بعد ما ماجد قالى اللى انتى عملتيه مش عارفة اشكرك ازاى .. ربنا يخليكى ليا يا اجمل اخت ف الدنيا
حسن : انا مش فاهم حاجة ..
ماجد : ايه هيا يعنى يا حسن . مش عايز تعمل فرح ولا ايه ؟؟؟ .. احنا بقالنا اسبوعين بننظم للفرح ه على فكرة .. و هالة هيا اللى جابت الفستان وانا حجزت اليخت و وظبطه عشان يبقي اجمل فرح ف الدنيا ..

 * * * * ** ** * *

صورة جماعية .. تجمع بين حسناء و حسن وهالة و حسن الصغيرة و احمد اخو هالة و زوجته وابنته و ماجد
صورة تحملها طفلة لا تتعدى الخامسة عشر من عمرها .. وهى تجلس الى جانب هالة .. كانت تلك الفتاه هى " حسناء حسن " .. ابنه حسناء ..
هالة : شوفتى بقي يا حسناء ماما كانت حلوة ازاى ؟؟
حسناء : ايوة .. جميلة اوى ... بابا دايما يقولى انها كانت شبه الفراولة .. مش عارفة ازاى يعنى .. بس هو مقتنع بكدة .. عارفة يا ماما هالة .. انا كان نفسى تبقي ماما عايشة .. كان نفسى اشوفها و انام ف حضنها .. بعد كل اللى انتى و بابا بتقوله اكييد ماما كانت اطيب انسانة ف الدنيا ..
هالة : ايوة يا حبيبتى كانت اجمل و احن وااحدة ف الدنيا
حسناء : زيك بالظبط يا ماما .. انتى اديتينى حنان مش زى اى حد .. و حتى حسن و ابراهيم اخواتى .. بحس انك بتحبينى اكتر منهم ..
هالة : ايوة بحبك اكتر منهم .. عشان انتى بنتى الى كنت بتمناها من الدنيا و ربنا عوضنى بيكى .. انا بشوف فيكى حسناء .. اختى و صاحبتى
حسناء : و ضرتك ؟؟!!
هالة : حسناء عمرها ما كانت ضرتى اصلا  .. دى اختى .. اينعم كانت مرات جوزى .. بس انا عمرى ما حسيت بده ..
يدخل حسن بينما هما يتحدثان ..
حسن : بتعملوا ايه ؟؟
حسناء : شوفت يا بابا .. ماما هالة اديتنى صورة الفرح بتاعتك انت وماما .. و عملتهالى برواز كبير هعلقه ف الاوضه
ينظر حسن الى الصورة و يبتسم قليلا .. كانها بسمة اشتياق
هالة : طيب انا هسيبكوا لوحدكوا شوية ..
و تغادر هالة الغرفة ..
حسن : تعرفى انها وحشتنى اوى ..  الدكاترة قالوا ان قلبها ضعيف و تعبان و ما تقدرش تعيش اكتر من كدة .. بعد ما ولدتك بسنتين .. ماتت .. بس انا مش مقتنع بكلام الدكاترة .. ازاى قلبها ضعيف و تعبان و هيا اصلا اللى علمتنى ازاى احب !؟ .. قلبها ضعيف مع انها كان عندها طاقة حب جامدة جدا ..
حسناء : كنت بتحبها يا بابا ؟؟
حسن : و لسة بحبها و هفضل احبها طول عمرى
حسناء : للدرجاى يا بابا ؟
حسن : كنت حاسس ان ربنا هيبعدها عنى .. ازاى يعنى ابقي عايش مع واحدة بالنسبالى كل حاجة واحدة بالدنيا كلها وما فيها .. الدنيا مش ابيض و بس .. الدنيا لازم يكون فيها الحلو و الوحش .. و بالنسبالى اتاخد منى الحلو ..
حسناء : كانت حلوة اووى يا بابا صح ؟
حسن : اجمل انسانة ف الدنيا .. حبة فراولة ... لما تتكسف وشها يبقي احمر .. و لما تزعل بردو يبقي وشها احمر .. و هيا اللى حببتنى ف الفراولة .. عشان كدة كنت بقولها فراولة ..
حسناء : حبة الفراولة ... اسم غريب .. بس اكيد كان مميز اوى بينكوااا ..
حسن .. اكييد ..
وتسمع حسناء صوت هالة فى المطبخ .. فتستأذن والدها لتذهب اليها .. تغادر الغرفة فيقف حسن امام الصورة و تدمع عيناه ..
حسن : وحشتينى اووووى يا حبة الفراولة .. وحشتينى يا اجمل انسانة ف حياتى ..

تمت ........


حنان محمد