الجمعة، 27 يونيو 2014

حبة الفراولة #7


الحلقة السابعة
* * * * * * *

تذهب حسناء الى عملها و بمجرد ان تدخل الى الشركة يقابلها حسن الذى تبدو عليه آثار التعب و الارهاق و الغضب الشديد .. تفكر ان تذهب لتعرف ما به , و لكنها تتردد , و قبل ان تفكر حتى يأتى هو فى اتجاهها ...
حسن : ازيك يا حسناء عاملة ايه ؟؟
حسناء : تمام الحمدلله , انت عامل ايه ؟؟
حسن : مش كويس خالص زى ما انتى شايفة ..
حسناء : اه واضح عليك , مالك ؟؟ .. ايه اللى حصل ؟؟
حسن : طيب ممكن نتكلم بعدين , فترة الغدا نطلع ناكل سوا و نتكلم , تمام
حسناء : تمام .

و فى فترة اللغداء , ذهبت حسناء مع حسن الى مطعم قريب من الشركة , و جلسا يتحدثان .
حسناء : هاه بقي , مالك ؟
حسن : مشااكل مش بتخلص , كل يوم خناق و قرف , اتخنقت من كل حاجة
حسناء : ليه كدة بس ؟
حسن : هو انا انانى ؟؟!!
حسناء : انانى !!! , ايه الى بيخليك تقول كدة ؟؟
حسن : هالة امبارح اتخانقت معايا , و بتقول انى انانى , كل ده عشان حاجة تافهة جدا , انا مش لازم يعنى اقضى معاها الـ 24 ساعة عشان تتأكد انى بحبها . كل يوم خناق .. انت مش بتقعد معايا , احنا مش بنتكلم .. احنا ....
حسناء : بس بس ... اهدى شوية .. ممكن ؟؟ .. و بعدين انت متتعصب كدة ليه ؟؟ ,, مفيش حاجة بتتحل بالزعيق على فكرة
حسن : اعمل ايه يا حسناء , ما هى كلامها مستفز , يعنى ايه مش عايزانى انزل شغل بليل و كفاية عليا شغل الشركة
حسناء : ماشى ,, بس براحة بردو .. انت المفروض تتكلم معاها بهدوء عشان تعرفوا تحلوا مشاكلكوا , و موضوع الشغل ده اكيد هيبقي مؤقت لحد ما تتجوزوا صح ؟
حسن : لا طبعا , انا مش هسيب شغلى ابداا , انا مش عايز اوقف حياتى عشان تبقي هيا مرتاحة , المفروض انها كمان تدور على راحتى ولا ايه ؟
حسناء : عندك حق بس بردو مفيش حاجة بتيجى مرة واحدة , انت لازم توضح لها وجهة نظرك و رايك , تخليها هيا الى تطلب منك الى انت عايزه بنفسها .
حسن : انتى طيبة اوى يا حسناء , مفيش بنت هتطلب من الراجل اللى هو عايزه
حسناء : لا فى , لما بكلامك تحسسها ان الافضل انها تكون راضيةى عن اللى انت بتعمله و ساعتها هيا الى هتوقف جمبك عشان تحقق الى انت عايزه , و لا ايه ؟
حسن : لا ....
حسناء : انت مش بتقول انها بتحبك ؟
حسن : ااه .. ده ايه علاقته
حسناء : هتكلمك , الى بيحب بيشوف راحته ف راحه اللى بيحبه , و طالما انت وضحتلها انك مرتاح ف الشغل ده يبقي هيا كمان هترتاح عشانك .
حسن : مش بقولك طيبة اووى , انتى عايشة ف عالم تانى يا بنتى , اللى انتى بتقوليه ده ف الافلام وبس .
حسناء : انت حر , انت الى مش عارف تقنعها .
حسن : ما علينا , ممكن نغير كلام ف الموضوع ده عشان انا مش قادر بجد .
حسناء : تمام , براحتك . احنا اصلا خلاص هنرجع الشركة عشان وقت الغدا خلص
حسن : يالا بينا .


كانت المشاكل كثيرة جدا بين حسن و هالة آنذاك , هى لا تتفهم موقفه , و هو لا يحاول ان يشرح لها . و انا كنت المشتته بينهما , فقد اصبحت انا و حسن صديقين مقربين جدا , حتى اننى تعرفت على صديقه ماجد و اصبح ثلاثتهم اصدقاء مقربين جدا

حتى جاءت اللحظة التى قلبت كل شئ رأسا على عقب .. 
حين يتدخل الحب فى الصداقة يتحول مجرى الامور من الثقة الى الخوف , ليس الخوف من اشخاص و لا عدم الثقة فى اشخاص . و لكنه خوف من مواقف شتى , عدم الثقة فى اللحظة , الخوف من الموقف الذى تقف فيه امام شخص تقدره و تكن له الاحترام و ترى فى عينيه الحب , و الاغرب من ذلك ان تكن له نفس الشعور .. الحب .. 

* * * * * * 

حسناء : و انا هقدر اعيش من غيرك , بس مش هقدر اعيش وانا حاسة بالذنب تجاه هالة , هيا ذنبها ايه ؟؟
حسن : هيا مالهاش ذنب , هيا لو بتحبنى بجد ربع الحب اللى انتى بتحبيهولى هتفهم , هتقدر وضعنا , هتعرف اننا ما ينفعش نعيش بعيد عن بعض تانى , كفاية انى كنت مستحمل كل ده عشانك انتى , عشان وعدتك ف يوم انى هحبها و اخلص لها , بس .. بس كان فى حاجة ف قلبي كل ما اقرب منها بتقولى مش هيا دى اللى انت بتحبها , مش هى دى اللى دقات قلبي بترقص وانا معاها . كان دايما فى حاجة ناقصة .. كل حاجة بتكمل معاكى انتى وبس , انا وانتى بنكمل بعض , و انا مش قادر اعيش خلاص بنصف قلب و نصف عقل , و نصف روح ...
حسناء : بس يا حسن , كفاية عشان خاطرى , ليه مصر كل مرة انك تمسك خنجر وتفضل تطعن ف قلبي , ليه مصر تعذبنى , ليه بتحرق قلبي و تدمع عيونى ؟؟
حسن : انا اسف , مش قصدى انى اجرحك , بس انا عايز ارتاح معاكى , انا وانتى عمرنا ما هنشوف الراحة غير ف حضن بعض ..
حسناء : ايه اللى انت بتقوله ده ؟؟ !! . انت متجوز .. هالة ما تستاهلش كل ده منك , مش ذنبها انها حبتك ..
حسن : تتجوزينى يا حسناء ؟؟!!
حسناء : .....................
حسن : تتجوزينى ؟؟!!
حسناء : اطلع براا 
حسن : حسنااء عشان خاطرى فكرى فينا لحظة 
حسناء : قولتلك اطلع برا حالا .. مش عايزة اشوفك تانى 
حسن : عشان خاطرى اسمعينى , عشان خاطرى ما تقتليناش تانى , بلاش عناد قلبي خلاص مش مستحمل .. 
حسناء : ابعد عنى بقي .. كفااية كدة .. كفاية ... 

تضع حسناء يدها على اذنيها و تصرخ بصوت عالى و الدموع تنهمر على وجهها , تحول وجهها للون الاحمر , و أمتلأت عيناها بالدموع , اخذت تصرخ حتى ضاع صوتها و شعرت انها ستفقد وعيها , تحركت من مكانها و خرجت من الغرفة حتى امسك حسن يدها و سحبها الى الغرفة مرة اخرى , و قف امامها فى صمت , ثم نظر اليها و الدموع تملأ عيناه ثم حرك رأسه قليلا و ضغط على يدها ..

حسن : خلاص .. انا اللى همشى , مش عايز اشوف دموعك . المهم عندى انك تكونى كويسة .. انا همشى و هسيبك دلوقتى , بس اهدى عشان خاطرى , وحياه كل لحظة حلوة بينا مش عايز اشوف الدموع تانى ف عنيكى 

يغادر حسن الغرفة , تجلس حسناء على طرف السرير و تنهار فى البكاء , تنظر مليا الى باب الحجرة و بعد لحظات يأتى اخاها احمد و وفاء زوجته , و بمجرد رؤيتها يجرى حسن فى اتجاهها , و يجلس بجوارها .. 

احمد : حسناء مالك؟؟ , انتى كويسة ؟؟
حسناء : حسناء انا كويسة , عايزة امشى من المستشفى حالا .. 
احمد : يا حبيبتى , و حشنى صوتك اووووى 
وفاء : حمدلله على سلامتك يا حسناء 
حسناء : الله يسلمك , وفاء من فضلك ساعدينى الم حاجتى من هنا , عايزة انام ف بيتنا النهاردة 
وفاء : حاضر يا حبيبتى , انتى استريحى وانا هلم كل حاجة .. 
احمد : ممكن اعرف طيب بتعيطى ليه ؟؟ , بلاش تقطعى قلبي عليكى 
حسناء : انا كويسة يا احمد و الله , بس اتخنقت اووى من المستشفى 
احمد : طيب يا حبيبتى , المهم انك كويسة , انا هروح اقول للدكتور انك هتروحى معانا و هشوف الاجراءات ايه على ما انتى تجهزى
حسناء : ماشى .. 

يخرج احمد من الغرفة و تبدأ وفاء فى جمع متعلقات حسناء من الغرفة , و تخرج لها من الدولاب بنطلون جينز و بدى ابيض حتى تغير ملابسها , و تدخل حسناء الى الحمام حتى تغير ملابسها , و اثناء ذلك تجد وفاء و رقة ملقاه على الارض فتحملها و تفتحها وتجد بها كلام كثير من المؤكد يخص حسناء , تضعها فى حقيبة حسناء و تكمل جمع الاشياء . بعد ذلك يأتى احمد بصحبة الطبيب الذى اوصى حسناء بالراحة و عدم التعصب او البكاء

يغادرون المستشفى و بمجرد ان تاصل حسناء الى بيتها تدلف الى غرفتها و تلقى بجسدها الى السرير .. 
بعد لحظات تأتى وفاء لتقتحم صمتها ذلك . و تقف عند باب الغرفة طلب منها الاذن ان تدخل 
وفاء : ممكن ادخل ؟؟
حسناء : تعالى يا وفاء .. 
وفاء : بصى انا مش هطول عليكى و لا قصدى انى اتدخل ف حاجة و الله , بس طالما كل ده بسبب الحب يبقي انتى بتحبيه بجد , بلاش تعملى ف نفسك كدة و سيبى نفسك للاحساس ده , و الى عايزه ربنا هيكون 
حسناء : ايه .؟؟ .. حب ايه يا وفاء , انا مفيش حد ف حياتى 

تتحرك وفاء من مكانها و تفتح الحقيبة , و تخرج منها الورقة التى كانت على الارض ..
تفتح حسناء الورقة و تقرأها , و تبكى , فتربت وفاء على كتفها ..
وفاء : انا مكنش قصدى ان انا اقراها , وانا اصلا مش قريتها كلها , انا قريت اول سطرين و بس و بعدها قفلتها  و حطيتها ف شنطتك لما لقيت انها تخصك .
حسناء : انتى لقيتى الورقة دى فين ؟؟
وفاء : لقيتها واقعة عالارض وانا بلم الهدوم ..
حسناء : دى اكيد هالة اللى كتبتها .. انا عايزة انزل دلوقتى ..
وفاء : تنزلى تروحى فين دلوقتى , انتى لازم تستريحى يا حسناء , خليها بكرة وانا هوصلك للمكان اللى انتى عايزاه
حسناء : انا حاسة انى تعبانة اووى و بتخنق , كأن فى حاجة طابقة على نفسى
وفاء : لو مش عايزة تحكيلى بلاش , بس عايزة اقولك بلاش تظلمى نفسك , فكرى ف نفسك شوية يا حسناء عشان ترتاحى , اوعى تقاومى احساسك عشان ما تندميش بعد كدة
حسناء : انا هحكيلك كل حاجة , بس اوعدينى ان احمد ما يعرفش اى حاجة من اللى هقولهالك ..
وفاء : ما تقلقيش يا حسناء , عمره ما هيعرف
و تحمل حسناء الورقة و تمد يدها الى وفاء ...
حسناء : الاول اقرى الورقة دى ..
تحمل وفاء الورقة و تبدأ فى قرائتها ...
" خليك جمبها , انا همشى , بس لازم تعرف ......................... 

يتبع ................






الاثنين، 23 يونيو 2014

حبة الفراولة #6

الحلقة السادسة
* * * * * *  *
بعد مضى نصف ساعة , تأتى الممرضة لتنقلها الى السرير , و لكنها بمجرد ان تلمسها ينتفض جسدها , و تتشبث اكثر بيده , فيشير حسن الى الممرضة بان تتركها هكذا . فتتركهما و تغادر .
تنظر هالة اليه و فى عيناها الدموع التى تحاول اخفائها , تحمل ورقة من شنطتها و تكتب بها شيئا و تقدمها الى حسن , و تغادر محاولة ان تمسك اعصابها .

بعد ساعة تقريبا ينقلها حسن الى السرير و يجلس بجوارها و هو ممسكا يدها , فطبع قبلة على يدها و أخذ ينظر لها و يتذكر ما حدث ..

تتحرك يد حسناء , و تفتح عيناها , و بمجرد ان ترى حسن امامها تعتدل فى جلستها سريعا , و اخذت تلملم شعرها و ملابسها , و نظرت حولها فى نوع من الحيرة , حسن يجلس بجوارها !! , و يحمل يدها بين كفيه ؟!! كيف و متى ؟؟!! .. هى لا تتذكر سوى لقائها بـ هالة و صراخها به , ماذا حدث ؟!!

يلاحظ حسن تشتتها و اتساع عينيها فى نظرات ثاقبة حولها , يقترب منها حتى ينظر مباشرة فى عينيها .
حسن : اهدى يا روحى .. مفيش اى حاجة تستاهل انك تتعبى عشانها , انا اسف .. انا فعلا اسف .....
حسناء : انت ....
حسن : سيبينى اكمل كلامى , فى كلام كتير اوى كان المفروض يتقال من زمان اوى , و ده وقته .. 
حسناء : كلام ايه ؟؟؟ 
حسن : انا اسف , اسف على كل لحظة ضيعتها بعيد عنك , اسف على الجرح اللى سببتهولك كل يوم ف حياتك , اسف على الوعد اللى ما قدرتش اوفى بيه , بس انتى كمان ما وفتيش بوعدك ليا , حياك كلها وقفت عند نقطة و حياتى وقفت معاكى من غير ما احس بكدة .. 

أخذت حسناء تبكى و هى تستمع لكلمات حسن .. اقترب منها و طبع قبلة على جبينها .. 
ثم اخذ يمسح بيده الدموع من عينيها

حسن : مش عايز اشوف الدموع دى ف عينك تانى .. ممكن ؟
حسناء : الكلام ده مالهوش لازمة دلوقتى , انت لازم تمشى حالا
حسن : مش همشى , مش هبعد عنك تانى .. 
حسناء : انت اتجننت صح ؟؟ , انت متجوز , هالة صاحبتى ...
حسن : هالة مش صاحبتك , او ما كانتش صاحبتك , اول ما عرفتك , اول ما حبينا بعض , فاكرة ؟؟
حسناء : مش فاكرة حاجة , و مش عايزة افتكر حاجة 
حسن : انتى فاكرة كل حاجة , كل لحظة مرت علينا واحنا سوا , كل كلمة همستى بيها فى ودنى و احنا مع بعض , كل حاجة محفورة ف قلبك مش ف عقلك , انتى ممكن تكونى مش فاكراها زى ما تقولى , بس انا مش عايزاك تفتكرى اوقات ولا مواقف , انا عايزك تفتكرى الاحساس , اللى انا واثق انك فاكراه كويس جدا , زى ما انا فاكره .. 
حسناء : اطلع برا يا حسن, كفاية بقي .. كفااية ..
حسن : بحبك ومش هقدر اعيش من غيرك , حرام تعذبينا احنا الاتنين 
حسناء : و انا هقدر اعيش من غيرك , بس مش هقدر اعيش وانا حاسة بالذنب تجاه هالة , هيا ذنبها ايه ؟؟
حسن : هيا مالهاش ذنب , هيا لو بتحبنى بجد ربع الحب اللى انتى بتحبيهولى هتفهم , هتقدر وضعنا , هتعرف اننا ما ينفعش نعيش بعيد عن بعض تانى , كفاية انى كنت مستحمل كل ده عشانك انتى , عشان وعدتك ف يوم انى هحبها و اخلص لها , بس .. بس كان فى حاجة ف قلبي كل ما اقرب منها بتقولى مش هيا دى اللى انت بتحبها , مش هى دى اللى دقات قلبي بترقص وانا معاها . كان دايما فى حاجة ناقصة .. كل حاجة بتكمل معاكى انتى وبس , انا وانتى بنكمل بعض , و انا مش قادر اعيش خلاص بنصف قلب و نصف عقل , و نصف روح ... 
حسناء : بس يا حسن , كفاية عشان خاطرى , ليه مصر كل مرة انك تمسك خنجر وتفضل تطعن ف قلبي , ليه مصر تعذبنى , ليه بتحرق قلبي و تدمع عيونى ؟؟
حسن : انا اسف , مش قصدى انى اجرحك , بس انا عايز ارتاح معاكى , انا وانتى عمرنا ما هنشوف الراحة غير ف حضن بعض .. 
حسناء : ايه اللى انت بتقوله ده ؟؟ !! . انت متجوز .. هالة ما تستاهلش كل ده منك , مش ذنبها انها حبتك .. 
حسن : تتجوزينى يا حسناء ؟؟!! 
حسناء : ..................................

* * * * * * * * * * 

فى الحاضر ... 
حسناء تجلس على مائدة الافطار مع اخيها و زوجته و والدتها و حسناء الصغيرة
كلمات قليلة جدا تتناثر بينهم , ينتهون من الطعام و تتحرك حسناء لمساعدة وفاء على تنظيف المائدة , بعد ذلك يدلفان الى المطبخ لاعداد الشاى , و يتبادلان الحديث

وفاء : حسناء انا ... انا ...
حسناء : انتى ايه يا وفاء ؟؟ 
وفاء : انا اسفة ...
تقاطعها حسناء .. 
حسناء : اسفة على ايه ؟؟ ,,لو عايزة تعتذرى عن الموقف اللى حصل زمان فانا نسيته , و لو عايزة تعتذرى عن انك بتحاولى تبعدى حسناء الصغيرة عننا , ف ده من حقك دى بنتك و من حقك تخليها دايما ف حضنك , انا مش شايفة ان فى اى سبب للاعتذار اصلا , انا مش زعلانة منك ولا متضايقة عشان تتاسفى , انتى مرات اخويا يا وفاء يعنى زى اختى و الاخواتما ينفعش يزعلوا من بعض , انتى كلامك كان كله صح , انا فعلا سببت الاذى للناس اللى بحبهم , بس و الله ما كان قصدى , و دى حاجةانا عمرى ما هسامح نفسى عليها , يكفى انى هعيش بالذنب ده طول عمرى , ما بيتهياليش ان فى عقاب اقوى من كدة , صح ؟
وفاء : حسناء انا مش عارفة اقولك ,بس انتى مالكيش ذنب ف حاجة , انا ساعتها اتكلمت معاكى بصوت الزوجة و الام اللى خايفة على جوزها , كانت لحظة غضب مش اكتر , انتى انسانة طيبة جدا يا حسناء و عمرك ما تقدرى تأذى حد , و انا مش عارفة اصلا اشكرك ازاى ؟؟ , انا اللى اتهمتك زمان انك عايزة تبعدى جوزى عنى , بشكرك دلوقتى على كل مرة جوزى يبعد عن حضنى و انتى الى تكونى السبب ف انه يرجعلى تانى , بشكرك لانك بالرغم من المشاكلاللى بينا عمرك ما ف يوم حسستينى انك بتكرهينى او متضايقة منى , بالعكس دايما بتعاملينى على انى اختك , اسفة يا حسناء لان كان عندى قصر نظر , كنت بشوف الناس زى ما عينى عايزة تشوفهم و بس , و عمرى ما شوفتك من جوا
حسناء : خلاص يا وفاء بقي ما تكبريش الموضوع , انا مش متضايقة ولا زعلانة يا ستى , و بعدين يالا بقي نعملهمالشاى انا عايزة انزل اقعد عالبحر شوية
وفاء : ربنا يسعدك يا حسناء
حسناء : و يسعدك دايما

 * * * * * * * * *

تعود حسناء الى القاهرة بعد انقضاء اليوم فى الاسكندرية , تنام دون ان تدرى باى شئ حولها , و تستيقظ مبكرا لتذهب الى عملها .. 

حقيقة لا يمكن انكارها : المرأة قد تستيقظ دون منبه ان كانت تريد حقا الاستيقاظ , فقد يعمل عقلها بشكل تلقائى , كأن هناك آلات تنبيه بداخل عقلها تحثها على الاستيقاظ , و دائما ما تقوم فى الموعد المحدد , اما ان كانت لا تريد الاستيقاظ , كأن عقلها يفرز مادة مخدرة تجعلها تتجاهل كل شئ حولها حتى تانم , على عكس الرجل , الذى غالبا ما تكون تلك المادة المخدرة ممزوجه بدمه طوال الوقت , و ابدا لا يستيقظ باكرا

تذهب حسناء الى عملها و بمجرد ان تدخل الى الشركة يقابلها حسن الذى تبدو عليه آثار التعب و الارهاق و الغضب الشديد .. تفكر ان تذهب لتعرف ما به ,و لكنها تتردد , و قبل ان تفكر حتى يأتى هو فى اتجاهها ...
حسن : ازيك يا حسناء عاملة ايه ؟؟
حسناء : تمام الحمدلله , انت عامل ايه ؟؟
حسن : مش كويس خالص زى ما انتى شايفة .. 
حسناء : اه واضح عليك , مالك ؟؟ .. ايه اللى حصل ؟؟
حسن : ..............

يتبع .....