الحلقة السابعة
* * * * * * *
تذهب حسناء الى عملها و بمجرد ان تدخل الى الشركة يقابلها حسن الذى
تبدو عليه آثار التعب و الارهاق و الغضب الشديد .. تفكر ان تذهب لتعرف ما به , و
لكنها تتردد , و قبل ان تفكر حتى يأتى هو فى اتجاهها ...
حسن : ازيك يا حسناء عاملة ايه ؟؟
حسناء : تمام الحمدلله , انت عامل ايه ؟؟
حسن : مش كويس خالص زى ما انتى شايفة ..
حسناء : اه واضح عليك , مالك ؟؟ .. ايه اللى حصل ؟؟
حسن : طيب ممكن نتكلم بعدين , فترة الغدا نطلع ناكل سوا و نتكلم ,
تمام
حسناء : تمام .
و فى فترة اللغداء , ذهبت حسناء مع حسن الى مطعم قريب من الشركة , و
جلسا يتحدثان .
حسناء : هاه بقي , مالك ؟
حسن : مشااكل مش بتخلص , كل يوم خناق و قرف , اتخنقت من كل حاجة
حسناء : ليه كدة بس ؟
حسن : هو انا انانى ؟؟!!
حسناء : انانى !!! , ايه الى بيخليك تقول كدة ؟؟
حسن : هالة امبارح اتخانقت معايا , و بتقول انى انانى , كل ده عشان
حاجة تافهة جدا , انا مش لازم يعنى اقضى معاها الـ 24 ساعة عشان تتأكد انى بحبها .
كل يوم خناق .. انت مش بتقعد معايا , احنا مش بنتكلم .. احنا ....
حسناء : بس بس ... اهدى شوية .. ممكن ؟؟ .. و بعدين انت متتعصب كدة
ليه ؟؟ ,, مفيش حاجة بتتحل بالزعيق على فكرة
حسن : اعمل ايه يا حسناء , ما هى كلامها مستفز , يعنى ايه مش عايزانى
انزل شغل بليل و كفاية عليا شغل الشركة
حسناء : ماشى ,, بس براحة بردو .. انت المفروض تتكلم معاها بهدوء عشان
تعرفوا تحلوا مشاكلكوا , و موضوع الشغل ده اكيد هيبقي مؤقت لحد ما تتجوزوا صح ؟
حسن : لا طبعا , انا مش هسيب شغلى ابداا , انا مش عايز اوقف حياتى
عشان تبقي هيا مرتاحة , المفروض انها كمان تدور على راحتى ولا ايه ؟
حسناء : عندك حق بس بردو مفيش حاجة بتيجى مرة واحدة , انت لازم توضح
لها وجهة نظرك و رايك , تخليها هيا الى تطلب منك الى انت عايزه بنفسها .
حسن : انتى طيبة اوى يا حسناء , مفيش بنت هتطلب من الراجل اللى هو
عايزه
حسناء : لا فى , لما بكلامك تحسسها ان الافضل انها تكون راضيةى عن
اللى انت بتعمله و ساعتها هيا الى هتوقف جمبك عشان تحقق الى انت عايزه , و لا ايه
؟
حسن : لا
....
حسناء : انت مش بتقول انها بتحبك ؟
حسن : ااه .. ده ايه علاقته
حسناء : هتكلمك , الى بيحب بيشوف راحته ف راحه اللى بيحبه , و طالما
انت وضحتلها انك مرتاح ف الشغل ده يبقي هيا كمان هترتاح عشانك .
حسن : مش بقولك طيبة اووى , انتى عايشة ف عالم تانى يا بنتى , اللى
انتى بتقوليه ده ف الافلام وبس .
حسناء : انت حر , انت الى مش عارف تقنعها .
حسن : ما علينا , ممكن نغير كلام ف الموضوع ده عشان انا مش قادر بجد .
حسناء : تمام , براحتك . احنا اصلا خلاص هنرجع الشركة عشان وقت الغدا
خلص
حسن : يالا بينا .
كانت المشاكل كثيرة جدا بين حسن و هالة آنذاك , هى لا تتفهم موقفه , و
هو لا يحاول ان يشرح لها . و انا كنت المشتته بينهما , فقد اصبحت انا و حسن صديقين
مقربين جدا , حتى اننى تعرفت على صديقه ماجد و اصبح ثلاثتهم اصدقاء مقربين جدا .
حتى جاءت اللحظة التى قلبت كل شئ رأسا على عقب ..
حين يتدخل الحب فى الصداقة يتحول مجرى الامور من الثقة الى الخوف ,
ليس الخوف من اشخاص و لا عدم الثقة فى اشخاص . و لكنه خوف من مواقف شتى , عدم
الثقة فى اللحظة , الخوف من الموقف الذى تقف فيه امام شخص تقدره و تكن له الاحترام
و ترى فى عينيه الحب , و الاغرب من ذلك ان تكن له نفس الشعور .. الحب ..
* * * * * *
حسناء : و انا هقدر اعيش من غيرك , بس مش هقدر اعيش وانا حاسة بالذنب
تجاه هالة , هيا ذنبها ايه ؟؟
حسن : هيا مالهاش ذنب , هيا لو بتحبنى بجد ربع الحب اللى انتى
بتحبيهولى هتفهم , هتقدر وضعنا , هتعرف اننا ما ينفعش نعيش بعيد عن بعض تانى ,
كفاية انى كنت مستحمل كل ده عشانك انتى , عشان وعدتك ف يوم انى هحبها و اخلص لها ,
بس .. بس كان فى حاجة ف قلبي كل ما اقرب منها بتقولى مش هيا دى اللى انت بتحبها , مش
هى دى اللى دقات قلبي بترقص وانا معاها . كان دايما فى حاجة ناقصة .. كل حاجة
بتكمل معاكى انتى وبس , انا وانتى بنكمل بعض , و انا مش قادر اعيش خلاص بنصف قلب و
نصف عقل , و نصف روح
...
حسناء : بس يا حسن , كفاية عشان خاطرى , ليه مصر كل مرة انك تمسك خنجر
وتفضل تطعن ف قلبي , ليه مصر تعذبنى , ليه بتحرق قلبي و تدمع عيونى ؟؟
حسن : انا اسف , مش قصدى انى اجرحك , بس انا عايز ارتاح معاكى , انا
وانتى عمرنا ما هنشوف الراحة غير ف حضن بعض ..
حسناء : ايه اللى انت بتقوله ده ؟؟ !! . انت متجوز .. هالة ما تستاهلش
كل ده منك , مش ذنبها انها حبتك ..
حسن : تتجوزينى يا حسناء ؟؟!!
حسناء
: .....................
حسن : تتجوزينى ؟؟!!
حسناء : اطلع براا
حسن : حسنااء عشان خاطرى فكرى فينا لحظة
حسناء : قولتلك اطلع برا حالا .. مش عايزة اشوفك تانى
حسن : عشان خاطرى اسمعينى , عشان خاطرى ما تقتليناش تانى , بلاش عناد
قلبي خلاص مش مستحمل
..
حسناء : ابعد عنى بقي .. كفااية كدة .. كفاية ...
تضع حسناء يدها على اذنيها و تصرخ بصوت عالى و الدموع تنهمر على وجهها
, تحول وجهها للون الاحمر , و أمتلأت عيناها بالدموع , اخذت تصرخ حتى ضاع صوتها و
شعرت انها ستفقد وعيها , تحركت من مكانها و خرجت من الغرفة حتى امسك حسن يدها و
سحبها الى الغرفة مرة اخرى , و قف امامها فى صمت , ثم نظر اليها و الدموع تملأ
عيناه ثم حرك رأسه قليلا و ضغط على يدها ..
حسن : خلاص .. انا اللى همشى , مش عايز اشوف دموعك . المهم عندى انك
تكونى كويسة .. انا همشى و هسيبك دلوقتى , بس اهدى عشان خاطرى , وحياه كل لحظة
حلوة بينا مش عايز اشوف الدموع تانى ف عنيكى
يغادر حسن الغرفة , تجلس حسناء على طرف السرير و تنهار فى البكاء ,
تنظر مليا الى باب الحجرة و بعد لحظات يأتى اخاها احمد و وفاء زوجته , و بمجرد
رؤيتها يجرى حسن فى اتجاهها , و يجلس بجوارها ..
احمد : حسناء مالك؟؟ , انتى كويسة ؟؟
حسناء : حسناء انا كويسة , عايزة امشى من المستشفى حالا ..
احمد : يا حبيبتى , و حشنى صوتك اووووى
وفاء : حمدلله على سلامتك يا حسناء
حسناء : الله يسلمك , وفاء من فضلك ساعدينى الم حاجتى من هنا , عايزة
انام ف بيتنا النهاردة
وفاء : حاضر يا حبيبتى , انتى استريحى وانا هلم كل حاجة ..
احمد : ممكن اعرف طيب بتعيطى ليه ؟؟ , بلاش تقطعى قلبي عليكى
حسناء : انا كويسة يا احمد و الله , بس اتخنقت اووى من المستشفى
احمد : طيب يا حبيبتى , المهم انك كويسة , انا هروح اقول للدكتور انك
هتروحى معانا و هشوف الاجراءات ايه على ما انتى تجهزى .
حسناء : ماشى ..
يخرج احمد من الغرفة و تبدأ وفاء فى جمع متعلقات حسناء من الغرفة , و
تخرج لها من الدولاب بنطلون جينز و بدى ابيض حتى تغير ملابسها , و تدخل حسناء الى
الحمام حتى تغير ملابسها , و اثناء ذلك تجد وفاء و رقة ملقاه على الارض فتحملها و
تفتحها وتجد بها كلام كثير من المؤكد يخص حسناء , تضعها فى حقيبة حسناء و تكمل جمع
الاشياء . بعد ذلك يأتى احمد بصحبة الطبيب الذى اوصى حسناء بالراحة و عدم التعصب
او البكاء
.
يغادرون المستشفى و بمجرد ان تاصل حسناء الى بيتها تدلف الى غرفتها و
تلقى بجسدها الى السرير
..
بعد لحظات تأتى وفاء لتقتحم صمتها ذلك . و تقف عند باب الغرفة طلب
منها الاذن ان تدخل
وفاء : ممكن ادخل ؟؟
حسناء : تعالى يا وفاء ..
وفاء : بصى انا مش هطول عليكى و لا قصدى انى اتدخل ف حاجة و الله , بس
طالما كل ده بسبب الحب يبقي انتى بتحبيه بجد , بلاش تعملى ف نفسك كدة و سيبى نفسك
للاحساس ده , و الى عايزه ربنا هيكون
حسناء : ايه .؟؟ .. حب ايه يا وفاء , انا مفيش حد ف حياتى
تتحرك وفاء من مكانها و تفتح الحقيبة , و تخرج منها الورقة التى كانت
على الارض
..
تفتح حسناء الورقة و تقرأها , و تبكى
, فتربت وفاء على كتفها ..
وفاء : انا مكنش قصدى ان انا اقراها
, وانا اصلا مش قريتها كلها , انا قريت اول سطرين و بس و بعدها قفلتها و
حطيتها ف شنطتك لما لقيت انها تخصك .
حسناء : انتى لقيتى الورقة دى فين ؟؟
وفاء : لقيتها واقعة عالارض وانا بلم
الهدوم ..
حسناء : دى اكيد هالة اللى كتبتها ..
انا عايزة انزل دلوقتى ..
وفاء : تنزلى تروحى فين دلوقتى ,
انتى لازم تستريحى يا حسناء , خليها بكرة وانا هوصلك للمكان اللى انتى عايزاه
حسناء : انا حاسة انى تعبانة اووى و
بتخنق , كأن فى حاجة طابقة على نفسى
وفاء : لو مش عايزة تحكيلى بلاش , بس
عايزة اقولك بلاش تظلمى نفسك , فكرى ف نفسك شوية يا حسناء عشان ترتاحى , اوعى
تقاومى احساسك عشان ما تندميش بعد كدة
حسناء : انا هحكيلك كل حاجة , بس
اوعدينى ان احمد ما يعرفش اى حاجة من اللى هقولهالك ..
وفاء : ما تقلقيش يا حسناء , عمره ما
هيعرف
و تحمل حسناء الورقة و تمد يدها الى
وفاء ...
حسناء : الاول اقرى الورقة دى ..
تحمل وفاء الورقة و تبدأ فى قرائتها
...
" خليك جمبها , انا همشى , بس
لازم تعرف .........................
يتبع ................