الاثنين، 23 يونيو 2014

حبة الفراولة #6

الحلقة السادسة
* * * * * *  *
بعد مضى نصف ساعة , تأتى الممرضة لتنقلها الى السرير , و لكنها بمجرد ان تلمسها ينتفض جسدها , و تتشبث اكثر بيده , فيشير حسن الى الممرضة بان تتركها هكذا . فتتركهما و تغادر .
تنظر هالة اليه و فى عيناها الدموع التى تحاول اخفائها , تحمل ورقة من شنطتها و تكتب بها شيئا و تقدمها الى حسن , و تغادر محاولة ان تمسك اعصابها .

بعد ساعة تقريبا ينقلها حسن الى السرير و يجلس بجوارها و هو ممسكا يدها , فطبع قبلة على يدها و أخذ ينظر لها و يتذكر ما حدث ..

تتحرك يد حسناء , و تفتح عيناها , و بمجرد ان ترى حسن امامها تعتدل فى جلستها سريعا , و اخذت تلملم شعرها و ملابسها , و نظرت حولها فى نوع من الحيرة , حسن يجلس بجوارها !! , و يحمل يدها بين كفيه ؟!! كيف و متى ؟؟!! .. هى لا تتذكر سوى لقائها بـ هالة و صراخها به , ماذا حدث ؟!!

يلاحظ حسن تشتتها و اتساع عينيها فى نظرات ثاقبة حولها , يقترب منها حتى ينظر مباشرة فى عينيها .
حسن : اهدى يا روحى .. مفيش اى حاجة تستاهل انك تتعبى عشانها , انا اسف .. انا فعلا اسف .....
حسناء : انت ....
حسن : سيبينى اكمل كلامى , فى كلام كتير اوى كان المفروض يتقال من زمان اوى , و ده وقته .. 
حسناء : كلام ايه ؟؟؟ 
حسن : انا اسف , اسف على كل لحظة ضيعتها بعيد عنك , اسف على الجرح اللى سببتهولك كل يوم ف حياتك , اسف على الوعد اللى ما قدرتش اوفى بيه , بس انتى كمان ما وفتيش بوعدك ليا , حياك كلها وقفت عند نقطة و حياتى وقفت معاكى من غير ما احس بكدة .. 

أخذت حسناء تبكى و هى تستمع لكلمات حسن .. اقترب منها و طبع قبلة على جبينها .. 
ثم اخذ يمسح بيده الدموع من عينيها

حسن : مش عايز اشوف الدموع دى ف عينك تانى .. ممكن ؟
حسناء : الكلام ده مالهوش لازمة دلوقتى , انت لازم تمشى حالا
حسن : مش همشى , مش هبعد عنك تانى .. 
حسناء : انت اتجننت صح ؟؟ , انت متجوز , هالة صاحبتى ...
حسن : هالة مش صاحبتك , او ما كانتش صاحبتك , اول ما عرفتك , اول ما حبينا بعض , فاكرة ؟؟
حسناء : مش فاكرة حاجة , و مش عايزة افتكر حاجة 
حسن : انتى فاكرة كل حاجة , كل لحظة مرت علينا واحنا سوا , كل كلمة همستى بيها فى ودنى و احنا مع بعض , كل حاجة محفورة ف قلبك مش ف عقلك , انتى ممكن تكونى مش فاكراها زى ما تقولى , بس انا مش عايزاك تفتكرى اوقات ولا مواقف , انا عايزك تفتكرى الاحساس , اللى انا واثق انك فاكراه كويس جدا , زى ما انا فاكره .. 
حسناء : اطلع برا يا حسن, كفاية بقي .. كفااية ..
حسن : بحبك ومش هقدر اعيش من غيرك , حرام تعذبينا احنا الاتنين 
حسناء : و انا هقدر اعيش من غيرك , بس مش هقدر اعيش وانا حاسة بالذنب تجاه هالة , هيا ذنبها ايه ؟؟
حسن : هيا مالهاش ذنب , هيا لو بتحبنى بجد ربع الحب اللى انتى بتحبيهولى هتفهم , هتقدر وضعنا , هتعرف اننا ما ينفعش نعيش بعيد عن بعض تانى , كفاية انى كنت مستحمل كل ده عشانك انتى , عشان وعدتك ف يوم انى هحبها و اخلص لها , بس .. بس كان فى حاجة ف قلبي كل ما اقرب منها بتقولى مش هيا دى اللى انت بتحبها , مش هى دى اللى دقات قلبي بترقص وانا معاها . كان دايما فى حاجة ناقصة .. كل حاجة بتكمل معاكى انتى وبس , انا وانتى بنكمل بعض , و انا مش قادر اعيش خلاص بنصف قلب و نصف عقل , و نصف روح ... 
حسناء : بس يا حسن , كفاية عشان خاطرى , ليه مصر كل مرة انك تمسك خنجر وتفضل تطعن ف قلبي , ليه مصر تعذبنى , ليه بتحرق قلبي و تدمع عيونى ؟؟
حسن : انا اسف , مش قصدى انى اجرحك , بس انا عايز ارتاح معاكى , انا وانتى عمرنا ما هنشوف الراحة غير ف حضن بعض .. 
حسناء : ايه اللى انت بتقوله ده ؟؟ !! . انت متجوز .. هالة ما تستاهلش كل ده منك , مش ذنبها انها حبتك .. 
حسن : تتجوزينى يا حسناء ؟؟!! 
حسناء : ..................................

* * * * * * * * * * 

فى الحاضر ... 
حسناء تجلس على مائدة الافطار مع اخيها و زوجته و والدتها و حسناء الصغيرة
كلمات قليلة جدا تتناثر بينهم , ينتهون من الطعام و تتحرك حسناء لمساعدة وفاء على تنظيف المائدة , بعد ذلك يدلفان الى المطبخ لاعداد الشاى , و يتبادلان الحديث

وفاء : حسناء انا ... انا ...
حسناء : انتى ايه يا وفاء ؟؟ 
وفاء : انا اسفة ...
تقاطعها حسناء .. 
حسناء : اسفة على ايه ؟؟ ,,لو عايزة تعتذرى عن الموقف اللى حصل زمان فانا نسيته , و لو عايزة تعتذرى عن انك بتحاولى تبعدى حسناء الصغيرة عننا , ف ده من حقك دى بنتك و من حقك تخليها دايما ف حضنك , انا مش شايفة ان فى اى سبب للاعتذار اصلا , انا مش زعلانة منك ولا متضايقة عشان تتاسفى , انتى مرات اخويا يا وفاء يعنى زى اختى و الاخواتما ينفعش يزعلوا من بعض , انتى كلامك كان كله صح , انا فعلا سببت الاذى للناس اللى بحبهم , بس و الله ما كان قصدى , و دى حاجةانا عمرى ما هسامح نفسى عليها , يكفى انى هعيش بالذنب ده طول عمرى , ما بيتهياليش ان فى عقاب اقوى من كدة , صح ؟
وفاء : حسناء انا مش عارفة اقولك ,بس انتى مالكيش ذنب ف حاجة , انا ساعتها اتكلمت معاكى بصوت الزوجة و الام اللى خايفة على جوزها , كانت لحظة غضب مش اكتر , انتى انسانة طيبة جدا يا حسناء و عمرك ما تقدرى تأذى حد , و انا مش عارفة اصلا اشكرك ازاى ؟؟ , انا اللى اتهمتك زمان انك عايزة تبعدى جوزى عنى , بشكرك دلوقتى على كل مرة جوزى يبعد عن حضنى و انتى الى تكونى السبب ف انه يرجعلى تانى , بشكرك لانك بالرغم من المشاكلاللى بينا عمرك ما ف يوم حسستينى انك بتكرهينى او متضايقة منى , بالعكس دايما بتعاملينى على انى اختك , اسفة يا حسناء لان كان عندى قصر نظر , كنت بشوف الناس زى ما عينى عايزة تشوفهم و بس , و عمرى ما شوفتك من جوا
حسناء : خلاص يا وفاء بقي ما تكبريش الموضوع , انا مش متضايقة ولا زعلانة يا ستى , و بعدين يالا بقي نعملهمالشاى انا عايزة انزل اقعد عالبحر شوية
وفاء : ربنا يسعدك يا حسناء
حسناء : و يسعدك دايما

 * * * * * * * * *

تعود حسناء الى القاهرة بعد انقضاء اليوم فى الاسكندرية , تنام دون ان تدرى باى شئ حولها , و تستيقظ مبكرا لتذهب الى عملها .. 

حقيقة لا يمكن انكارها : المرأة قد تستيقظ دون منبه ان كانت تريد حقا الاستيقاظ , فقد يعمل عقلها بشكل تلقائى , كأن هناك آلات تنبيه بداخل عقلها تحثها على الاستيقاظ , و دائما ما تقوم فى الموعد المحدد , اما ان كانت لا تريد الاستيقاظ , كأن عقلها يفرز مادة مخدرة تجعلها تتجاهل كل شئ حولها حتى تانم , على عكس الرجل , الذى غالبا ما تكون تلك المادة المخدرة ممزوجه بدمه طوال الوقت , و ابدا لا يستيقظ باكرا

تذهب حسناء الى عملها و بمجرد ان تدخل الى الشركة يقابلها حسن الذى تبدو عليه آثار التعب و الارهاق و الغضب الشديد .. تفكر ان تذهب لتعرف ما به ,و لكنها تتردد , و قبل ان تفكر حتى يأتى هو فى اتجاهها ...
حسن : ازيك يا حسناء عاملة ايه ؟؟
حسناء : تمام الحمدلله , انت عامل ايه ؟؟
حسن : مش كويس خالص زى ما انتى شايفة .. 
حسناء : اه واضح عليك , مالك ؟؟ .. ايه اللى حصل ؟؟
حسن : ..............

يتبع .....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق