الحلقة السادسة
* * * * * * *
بعد مضى نصف ساعة , تأتى الممرضة لتنقلها الى السرير , و لكنها بمجرد
ان تلمسها ينتفض جسدها , و تتشبث اكثر بيده , فيشير حسن الى الممرضة بان تتركها
هكذا . فتتركهما و تغادر
.
تنظر هالة اليه و فى عيناها الدموع التى تحاول اخفائها , تحمل ورقة من
شنطتها و تكتب بها شيئا و تقدمها الى حسن , و تغادر محاولة ان تمسك اعصابها .
بعد ساعة تقريبا ينقلها حسن الى السرير و يجلس بجوارها و هو ممسكا
يدها , فطبع قبلة على يدها و أخذ ينظر لها و يتذكر ما حدث ..
تتحرك يد حسناء , و تفتح عيناها , و بمجرد ان ترى حسن امامها تعتدل فى
جلستها سريعا , و اخذت تلملم شعرها و ملابسها , و نظرت حولها فى نوع من الحيرة ,
حسن يجلس بجوارها !! , و يحمل يدها بين كفيه ؟!! كيف و متى ؟؟!! .. هى لا تتذكر
سوى لقائها بـ هالة و صراخها به , ماذا حدث ؟!!
يلاحظ حسن تشتتها و اتساع عينيها فى نظرات ثاقبة حولها , يقترب منها
حتى ينظر مباشرة فى عينيها .
حسن : اهدى يا روحى .. مفيش اى حاجة تستاهل انك تتعبى عشانها , انا
اسف .. انا فعلا اسف
.....
حسناء : انت
....
حسن : سيبينى اكمل كلامى , فى كلام كتير اوى كان المفروض يتقال من
زمان اوى , و ده وقته
..
حسناء : كلام ايه ؟؟؟
حسن : انا اسف , اسف على كل لحظة ضيعتها بعيد عنك , اسف على الجرح
اللى سببتهولك كل يوم ف حياتك , اسف على الوعد اللى ما قدرتش اوفى بيه , بس انتى
كمان ما وفتيش بوعدك ليا , حياك كلها وقفت عند نقطة و حياتى وقفت معاكى من غير ما
احس بكدة
..
أخذت حسناء تبكى و هى تستمع لكلمات حسن .. اقترب منها و طبع قبلة على
جبينها ..
ثم اخذ يمسح بيده الدموع من عينيها .
حسن : مش عايز اشوف الدموع دى ف عينك تانى .. ممكن ؟
حسناء : الكلام ده مالهوش لازمة دلوقتى , انت لازم تمشى حالا .
حسن : مش همشى , مش هبعد عنك تانى ..
حسناء : انت اتجننت صح ؟؟ , انت متجوز , هالة صاحبتى ...
حسن : هالة مش صاحبتك , او ما كانتش صاحبتك , اول ما عرفتك , اول ما
حبينا بعض , فاكرة ؟؟
حسناء : مش فاكرة حاجة , و مش عايزة افتكر حاجة
حسن : انتى فاكرة كل حاجة , كل لحظة مرت علينا واحنا سوا , كل كلمة
همستى بيها فى ودنى و احنا مع بعض , كل حاجة محفورة ف قلبك مش ف عقلك , انتى ممكن
تكونى مش فاكراها زى ما تقولى , بس انا مش عايزاك تفتكرى اوقات ولا مواقف , انا
عايزك تفتكرى الاحساس , اللى انا واثق انك فاكراه كويس جدا , زى ما انا فاكره ..
حسناء : اطلع برا يا حسن, كفاية بقي .. كفااية ..
حسن : بحبك ومش هقدر اعيش من غيرك , حرام تعذبينا احنا الاتنين
حسناء : و انا هقدر اعيش من غيرك , بس مش هقدر اعيش وانا حاسة بالذنب
تجاه هالة , هيا ذنبها ايه ؟؟
حسن : هيا مالهاش ذنب , هيا لو بتحبنى بجد ربع الحب اللى انتى
بتحبيهولى هتفهم , هتقدر وضعنا , هتعرف اننا ما ينفعش نعيش بعيد عن بعض تانى ,
كفاية انى كنت مستحمل كل ده عشانك انتى , عشان وعدتك ف يوم انى هحبها و اخلص لها ,
بس .. بس كان فى حاجة ف قلبي كل ما اقرب منها بتقولى مش هيا دى اللى انت بتحبها ,
مش هى دى اللى دقات قلبي بترقص وانا معاها . كان دايما فى حاجة ناقصة .. كل حاجة
بتكمل معاكى انتى وبس , انا وانتى بنكمل بعض , و انا مش قادر اعيش خلاص بنصف قلب و
نصف عقل , و نصف روح
...
حسناء : بس يا حسن , كفاية عشان خاطرى , ليه مصر كل مرة انك تمسك خنجر
وتفضل تطعن ف قلبي , ليه مصر تعذبنى , ليه بتحرق قلبي و تدمع عيونى ؟؟
حسن : انا اسف , مش قصدى انى اجرحك , بس انا عايز ارتاح معاكى , انا
وانتى عمرنا ما هنشوف الراحة غير ف حضن بعض ..
حسناء : ايه اللى انت بتقوله ده ؟؟ !! . انت متجوز .. هالة ما تستاهلش
كل ده منك , مش ذنبها انها حبتك ..
حسن : تتجوزينى يا حسناء ؟؟!!
حسناء
: ..................................
* * * * * * * * * *
فى الحاضر
...
حسناء تجلس على مائدة الافطار مع اخيها و زوجته و والدتها و حسناء
الصغيرة .
كلمات قليلة جدا تتناثر بينهم , ينتهون من الطعام و تتحرك حسناء
لمساعدة وفاء على تنظيف المائدة , بعد ذلك يدلفان الى المطبخ لاعداد الشاى , و
يتبادلان الحديث
.
وفاء : حسناء انا ... انا ...
حسناء : انتى ايه يا وفاء ؟؟
وفاء : انا اسفة ...
تقاطعها حسناء ..
حسناء : اسفة على ايه ؟؟ ,,لو عايزة تعتذرى عن الموقف اللى حصل زمان
فانا نسيته , و لو عايزة تعتذرى عن انك بتحاولى تبعدى حسناء الصغيرة عننا , ف ده
من حقك دى بنتك و من حقك تخليها دايما ف حضنك , انا مش شايفة ان فى اى سبب
للاعتذار اصلا , انا مش زعلانة منك ولا متضايقة عشان تتاسفى , انتى مرات اخويا يا
وفاء يعنى زى اختى و الاخواتما ينفعش يزعلوا من بعض , انتى كلامك كان كله صح , انا
فعلا سببت الاذى للناس اللى بحبهم , بس و الله ما كان قصدى , و دى حاجةانا عمرى ما
هسامح نفسى عليها , يكفى انى هعيش بالذنب ده طول عمرى , ما بيتهياليش ان فى عقاب
اقوى من كدة , صح ؟
وفاء : حسناء انا مش عارفة اقولك ,بس انتى مالكيش ذنب ف حاجة , انا
ساعتها اتكلمت معاكى بصوت الزوجة و الام اللى خايفة على جوزها , كانت لحظة غضب مش
اكتر , انتى انسانة طيبة جدا يا حسناء و عمرك ما تقدرى تأذى حد , و انا مش عارفة
اصلا اشكرك ازاى ؟؟ , انا اللى اتهمتك زمان انك عايزة تبعدى جوزى عنى , بشكرك
دلوقتى على كل مرة جوزى يبعد عن حضنى و انتى الى تكونى السبب ف انه يرجعلى تانى ,
بشكرك لانك بالرغم من المشاكلاللى بينا عمرك ما ف يوم حسستينى انك بتكرهينى او
متضايقة منى , بالعكس دايما بتعاملينى على انى اختك , اسفة يا حسناء لان كان عندى
قصر نظر , كنت بشوف الناس زى ما عينى عايزة تشوفهم و بس , و عمرى ما شوفتك من جوا .
حسناء : خلاص يا وفاء بقي ما تكبريش الموضوع , انا مش متضايقة ولا
زعلانة يا ستى , و بعدين يالا بقي نعملهمالشاى انا عايزة انزل اقعد عالبحر شوية .
وفاء : ربنا يسعدك يا حسناء .
حسناء : و يسعدك دايما .
* * * * * * * * *
تعود حسناء الى القاهرة بعد انقضاء اليوم فى الاسكندرية , تنام دون ان
تدرى باى شئ حولها , و تستيقظ مبكرا لتذهب الى عملها ..
حقيقة لا يمكن انكارها : المرأة قد تستيقظ دون منبه ان كانت تريد حقا
الاستيقاظ , فقد يعمل عقلها بشكل تلقائى , كأن هناك آلات تنبيه بداخل عقلها تحثها
على الاستيقاظ , و دائما ما تقوم فى الموعد المحدد , اما ان كانت لا تريد
الاستيقاظ , كأن عقلها يفرز مادة مخدرة تجعلها تتجاهل كل شئ حولها حتى تانم , على
عكس الرجل , الذى غالبا ما تكون تلك المادة المخدرة ممزوجه بدمه طوال الوقت , و
ابدا لا يستيقظ باكرا
.
تذهب حسناء الى عملها و بمجرد ان تدخل الى الشركة يقابلها حسن الذى
تبدو عليه آثار التعب و الارهاق و الغضب الشديد .. تفكر ان تذهب لتعرف ما به ,و
لكنها تتردد , و قبل ان تفكر حتى يأتى هو فى اتجاهها ...
حسن : ازيك يا حسناء عاملة ايه ؟؟
حسناء : تمام الحمدلله , انت عامل ايه ؟؟
حسن : مش كويس خالص زى ما انتى شايفة ..
حسناء : اه واضح عليك , مالك ؟؟ .. ايه اللى حصل ؟؟
حسن
: ..............
يتبع
.....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق