الخميس، 29 مايو 2014

حبة الفراولة #5

الحلقة الخامسة
* * * * * * * *
يذهب ماجد الى هالة , و يتحدثان سويا .
هالة : حسن عامل ايه ؟
ماجد : زى ما هو , لسة مكتئب و حابس نفسه .
هالة : انا مش فاهمة ليه كل ده ؟
ماجد : انا هفهمك ليه , بس انا عايز اعرف انتى قولتى ايه لـ حسناء يخليها تبقي كدة ؟ , ليه ظلمتيها و ظلمتى حسن ؟
هالة : انا ما ظلمتش حد , بس ده جوزى , انا مش عارفة هو بيعمل كدة ليه و بيعاقبنى من غير ما يسمعنى .
ماجد : يمكن عشان حسناء بردو بتعاقبه من غير ما تفهمه , و ده طبعا لانها اصلا ما اتكلمتش
هالة : انتوا ليه بتحملونى انا الذنب ده ؟
ماجد : هالة .. انتى عارفة كويس حسناء تبقي ايه بالنسبالى ؟ , حسناء دى اختى اللى عمرى ما هسمح لاى حد انه يأذيها و حسن كمان اخويا و انا مش قادر اشوفهم هما الاتنين ف الحالة دى , انتى لازم تفهمى انى مش بحملك انتى الذنب , بس بردو انتى لازم تفهمى كل حاجة .. حسن و حسناء مش مجرد اتنين صحابى , احنا التلاتة صحاب من زمان اه , بس هما الاتنين بيحبوا بعض جدا , يمكن انا المفروض ما اقولكيش الكلام ده , بس انتى لازم تعرفى , لازم تعرفى ان الوضع الى حسن فيه دلوقتى لانه لسة بيحب حسناء , هو عمره ما خانك و الله , بس الحب اللى بينهم مش بأيد حد , انتى اكتر واحدة عارفة ان الحب مالوش وقت , و حبهم كان اكبر صدفة بجد ..
هالة : عمره ما خانى هاه !!؟؟ ... مفهوم الخيانة مختلف , يكفى انه خانى بمشاعره , يكفى انه راحلها باحساسه , مش لازم يعنى يخونى جسديا عشان يبقي اسمها خيانة ..
ماجد : عارف يا هالة , عارف ... بس صدقينى من يوم ما انتوا اتجوزتوا و هما ما اتكلموش مع بعض غير ف حدود الصداقة وبس , هما اتفقوا على كدة , و حسناء لو انانية بجد مكنتش وافقت بكدة , مفيش بنت بتسيب اللى بتحبه لواحدة تانية , و لا ايه ؟؟
هالة : ماجد , مالوش لازمة الكلام ده دلوقتى .
ماجد : لا ليه لازمة , انا مش عايز اللى حصل ده يخليكى تزعلى من حسن , لازم تعرفى ان ده مش بايده , هو شايف انه غلطان , احساسه بالذنب هو اللى مخليه ف الحالة دى , و انتى لازم تقدرى ده , و توقفى جمبه , لازم تصلحى الموضوع مع حسناء , انا مش هسألك انتى قولتلها ايه , بس اتمنى انك انتى اللى تصلحى الموضوع ده بنفسك , حسناء ما تستاهلش اى حاجة وحشة , و هى اللى كانت دايما بتوقف ف صفك لو فى اى حاجة ..
هالة : ماشى يا ماجد , انا هروحلها و احاول اتكلم معاها , هو حسن بيروحلها ؟
ماجد : و الله يا هالة هو راح بس هيا اعصابها تعبانة اوى , و مش عايزة تشوفه , كل ما تشوفه او يكلمها بتتشنج و تفضل تصرخ عشان يبعد عنها .
هالة : هي قالتله ايه السبب ؟
ماجد : مش بتتكلم اصلا , الدكتور قال ان الصدمة اللى هيا فيها منعتها من الكلام , و انها هتتكلم فى الوقت المناسب بس اعصابها ترتاح .
هالة : ليه كل ده ؟!! , عموما انا هروحلها و هتكلم معاها .
ماجد : انا واثق انك هتقدرى تحلى الموضوع ده , لان انتى الوحيدة اللى عارفة ده كله سببه ايه
هالة : تقريبا عارفة , خلاص لما اروحلها هكلمك .
ماجد : تمام , ماشى , هستأذن انا بقي , سلام
هالة : سلام .

تتصل هالة بحسن بعد ذلك مرارا و تكرار و لكنه لا يجيب .
و فى اليوم التالى تذهب الى حسناء و ترسل SMS قبل ان تذهب لتخبر حسن بذلك .

تجلس هالة مع حسناء , و لكن بدون كلام , فقط تلك النظرات المتبادلة بينهما , و بعد لحظات كسرت هالة حاجز الصمت و بدأت بالحديث ..

* * * * * * * * * *

ليله فى الاسكندرية كفيلة ان تغير مزاج اى شخص , يكفى هواء الاسكندرية المنعش , بالرغم من وجود عوادم السيارات فى هواء مصر كلها , الا انها تحمل طابع خاص ..

نوم عميق جدا , و استيقاظ مبكر , و سرحان ممزوج بتفكير عميق بكل ما مضى ,  لحظات تمر و ما زلت كما انا , نائمة على السرير هائمة التفكير , احساس غريب جدا ان تحن الى الماضى , ان تشعر بلمسة من النشوة الممزوجة بالبهجة , انها يد والدى , فقد اعتاد ان يوقظنى مبكرا هكذا , كنا نتسلل من البيت مبكرا دون اخى و امى , و نذهب لنتمشى على شواطئ الاسكندرية , آآه يا ابى فقد اشتقت اليك جدا , لم اعد اقوى على فراقك , فقد كنت انا السبب حقا فى موتك , ام انه القدر الذى شاء ان تموت انت , لاعيش انا ...

حسناء فى السيارة بجانب والدها , و فى المقعد الامامى احمد يجلس خلف مقود السيارة .
حسناء : و النبى يا بابا , خلينى اتعلم السواقة بقي .. عشان خاطرى
على : يا بنتى انا بخاف عليكى , بلاش تتعلمى السواقة و انا هوصلك لكل اللى انتى عايزاه ايه رايك بقي ؟؟
حسناء : يا بابا  انا مش عايزة يبقي عندى عربية بس عايزة اتعلم السواقة , هجرب بس ..
على : دماغك ناشفة كدة على طول ؟
حسناء : ما انت عارفنى بقي , طالعالك
على : طيب انا هعلمك السواقة , بس توعدينى انك ما تسوقيش العربية وانتى لوحدك ابدا
حسناء : حاضر , اوعدك  .

حسناء تجلس خلف المقود و بجانبها والدها , تسير ببطء مع توجيهات والدها , ثم بعد ساعة من التدريب تقرر ان تسوق بدون توجيهات والدها .
حسناء : خلاص يا بابا اتعلمت اهو , سيبنى بقي اسوق لوحدى و ما تقوليش على اى حاجة ماشى ؟
على : ماشى خلاص انا مش هغششك خالص , و رينى بقي هتسوقى ازاى .
حسناء : طيب .

تبدأ فى الضغط على دواسة البنزين و تسير ببطء على الطريق ثم تسرع السيارة تدريجيا , تنظر الى والدها و هى فى قمة السعادة انها تعلمت قيادة السيارة ..
حسناء : شوفت بقي يا بابا .؟
على : طيب بصى قدامك و خليكى دايما مركزة على الطريق
حسناء : طيب .... بابا ...
على : حاسبى يا حسنااااء ..
و سيارة مسرعة تظهر امامهما , فتفقد حسناء السيطرة على المقود و تتوتر , فجأة يدفعها والدها من السيارة لتصطدم سيارته بتلك السيارة امامه , تقع حسناء على الطريق , و يتوفى ابيها ...

احساسها بالذنب ظل ملتصقا بها منذ وفاه والدها , فدائما ما تتذكره قبل الاقدام على اى شئ , دائما تفكر ما اذا كان سيوافق على ما تفعله ام لا ؟ , ما زالت تحترمه و تقدره حتى فى غيابه , فهو لن يحاسبها الان على ما تفعله و لكنها ما زالت تضع ذلك فى اعتبارها .

* * * * * * * * *

حسناء و هالة يجلسان فى المستشفى , و بعد حديث كثير من جانب هالة , يقابله صمت و دموع من جانب حسناء , يدلف حسن الى الغرفة , ينظر الى هالة فى نظرة غضب و عتاب شديدة .
حسن : بتعملى ايه هنا يا هالة ؟
هالة : انا جيت اتطمن على حسناء , فيها ايه يعنى ؟
حسن : مش كفاية اللى حصل ف النادى , و اللى انتى مش عايزة تقوليه لحد دلوقتى ؟
ينظر حسن الى حسناء الراقدة على الفراش , و يرى الدموع فى عيناها , يذهب فى اتجاهها , فتتحرك من على السرير و تبتعد عنه سريعا , يقترب منها اكثر محاولا ان يمسح دموعها , فتصرخ به ..
حسناء  : ابعد عنى ... خليك بعيد ...
حسن : يااه ... وحشنى صوتك اوى , اتكلمى حتى لو هتزعقى فيا و تشتمينى عالاقل هسمع صوتك .
حسناء : أطلع برا , انا مش عايزة اشوفك , ليه عايز تحسسنى بالذنب دايما , هالة .. هالة خديه من هنا , انا مش عايزة اشوفه , هالة عشان خاطرى
هالة : اهدى يا حسناء .. اهدى .. مش انتى  بتحبيه ؟؟
حسناء : لاااااااا .. لالالا انا مش بحبه , انا مش بحب حد ...
يقترب منها حسن , و يحاول ان يضمها اليه , و لكنها تحاول ان تقاومه فتبدأ فى اصدار ضربات متتالية له ..
حسناء : ابعد عنى , انا مش بحبك , انا مش بحب حد , مش عايزة احب حد ... انت بتحب هالة , و هيا كمان بتحبك ,, ابعد عنى ...
ينجح حسن فى ان يضمها اليه , يأخذها فى حضنه و هى ما زالت تبكى و تصرخ " انا مش بحب حد " .. فأخذ يضمها اليه بقوة اكثر

و هنا تركت نفسها له , فضمته اليها و تشبثت به , وهى ما زالت تبكى و تصرخ ..
كانت كمن يشتكى منه و اليه , و من ستجد افضل من حبيبها لتشكو اليه ..
اخذت تبكى و تبكى , حتى ظر لها لها حسن و وضع أصبعه على فمه و هو يقول " هش " انه ذلك التعبير الذى تعودنا عليه بمعنى الصمت , كفى حديثا قد نندم عليه فيما بعد , كفى تجريحا للقلب الذى نعشقه , و قد ادى المعنى لانه امتزج بدموعه و عيناه الحمرواتين , فأخذت تبكى هى الاخرى و يرتعش جسدها و تكرر كلمة " مش بحب حد " حتى جلست الى الارض و هى متمسكه به , ظلا هكذا حتى نامت و هى تضع رأسها على قدمه .

بعد مضى نصف ساعة , تأتى الممرضة لتنقلها الى السرير , و لكنها بمجرد ان تلمسها ينتفض جسدها , و تتشبث اكثر بيده , فيشير حسن الى الممرضة بان تتركها هكذا . فتتركهما و تغادر .
تنظر هالة اليه و فى عيناها الدموع التى تحاول اخفائها , تحمل ورقة من شنطتها و تكتب بها شيئا و تقدمها الى حسن , و تغادر محاولة ان تمسك اعصابها .

بعد ساعة تقريبا ينقلها حسن الى السرير و يجلس بجوارها و هو ممسكا يدها , فطبع قبلة على يدها و أخذ ينظر لها و يتذكر ما حدث ..
- - - - - - - -

حسناء : عايزاك توعدنى بحاجة ..
حسن : ايه يا حبيبتى ؟؟
حسناء : عايزاك تحب هالة زى ما انا حبيتك , عايزاك تبقي مبسوط ف حياتك من غيرى , انا هكون مبسوطة ومرتاحة طول ما انا شايفاك سعيد ف حياتك , هالة كويسة اوى و بتحبك جدا , هيا بجد مالهاش ذنب ف اى حاجة , و بعدين هى خطيبتك و انت بتحبها و الا ما كنتش خطبتها صح ؟
حسن : انتى ازاى كدة ؟
حسناء : كدة ازاى ؟
حسن : انتى بتفكرى ف هالة و ما جبتيش سيرتك انتى ؟ , طيب و انتى ؟
حسناء : ما انا قولتلك انا هبقي مبسوطة طول ما انت مبسوط , اوعدنى بقي
حسن : هوعدك بس انتى كمان توعدينى
حسناء : اوعدك بايه ؟
حسن : اوعدينى انك تكملى حياتك عادى من غيرى , و تتجوزى و تحبى الشخص الى هتتجوزيه و انك عمرك ما هتوقفى حياتك ف يوم عشانى .
حسناء : ..........
حسن : اوعدينى !!
حسناء : آآ ... انا ....
حسن : خلاص يبقي ما تخلينيش اوعدك باى حاجة انا كمان ..
حسناء : حسن , اوعدك .
حسن : توعدينى بايه ؟
حسناء : اوعدك انى هكمل حياتى من غيرك , و انى هتجوز ف يوم من الايام , لما النصيب يجيلى .
حسن : و انا كمان اوعدك .

- - - - - - - - - -

تتحرك يد حسناء , و تفتح عيناها , و بمجرد ان ترى حسن امامها .....

يتبع ...

حنان محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق