الحلقة الرابعة عشر
* * * * * * * * * *
فى غرفة ما , حسناء مقيدة و نائمة على السرير و موضوع حول فمها شريط
لاصق يمنعها من الكلام , هناك آثار دماء على رأسها تبدو كأنها نتيجة ضربة شديدة
على الرأس ...
تنظر حولها و تحاول ان تتحرك , تسمع اصوات لا تميزها , اصوات رجال
غليظة ثم تسمع صوت تعرفه جيدا , تحاول ان تتذكر ما حدث تشعر بألم شديد فى رأسها ..
فتتآواااه
ـ انت ازاى تتعمل كدة ؟! لو جراالها حاجة مش هرحمكوا
ـ يا عم احنا جبناها زى ما انت قولت , هيا بس عصلجت معانا شوية و فضلت
تصرخ , و بعدين دى خبطة صغيرة يعنى
ـ انا قولتلكوا محدش يمس شعرة منها , تقوم ضاربها على راسها
ـ يا عم ما قالك خلاص , ما هى كويسة و بتتنفس جوا , احنا عملنا اللى
طلبته مننا , ادينا باقى حسابنا و خلينا نمشى
ـ اتفضل باقى فلوسكوا اهى , مش عايز اشوف وشكوا الفترة ى خالص ,
تختفوا ولو اى حد عرف حاجة انتوا عارفين انا ممكن اعمل ايه
ـ يا عم خلاص , خلصت الحكاية , سلام
ـ غوروا ف داهية
و تسمع حسناء صوت ارتطام الباب بشدة , و خطوات تقترب من باب الغرفة
ليتحرك مقبض الباب .. و يقف امامها حسن فتنظر له فى خوف شديد و هى فى قمة
الاستغراب فهى لم تتوقع ابدا ان يكون حسن هو من فعل ذلك .. يقترب منها حسن و تبدو
على ملامحه آثار القلق و الخوف على حسناء . . يزيل الشريط اللاصق من على فمها ,
ويمسك يدها
حسن : حبيبتى , انتى كويسة ؟
حسناء : حسن .. انت ... ازاى ؟!!
حسن : كنتى عايزانى اسيبك تتجوزى حد تانى ؟ , انا ما اقدرش استحمل
اشوفك ف حضن واحد تانى .
حسناء : لا انت اتجننت بجد , انت مش طبيعى
حسن : اتجننت بحبك , مجنون بيكى , ازاى عايزانى ابقي طبيعى
حسناء : فكنى , عايزة امشى من هنا
حسن : عايزة تمشى و تسيبينى ؟ , انا ممكن اموت لو بعدتى عنى
حسناء : انت متخيل انت عملت ايه ؟ , انت خطفتنى يوم فرحى , ما فكرتش ف
البنى آدم اللى هتجوزه ؟ , ف اخويا الى اكيد قلقان عليا ؟ , ف ابنك و مراتك ؟
حسن : ازاى افكر و انا سايب قلبي و عقلى معاكى .. انا ما اقدرش ابعد
عنك يا حسناء , انا بحبك
حسناء : و انا مش بحبك , سيبنى ف حالى بقي , حاولت كتير ابعدك عن
حياتى , ابعد نفسى عنك , ابعد عن حبك , عن حياتك , ليه مصر انك تعذبنى
حسن : انا اسف يا حبيبتى , انا اسف .. مش قصدى انى اعذبك , انا بحبك و
عايزك معايا عشان حياتى من غيرك عذاب
حسناء : بتحبنى ؟ , حب ايه ده اللى يخليك تعمل كدة ؟ , تجيب ناس
يخطفونى و يضربونى ؟؟
حسن : انا اسف يا حياتى , بس مكنش فى حل غير كدة
حسناء : فكنى يا حسن انا ايدى وجعتنى مش قادرة
حسن : حاضر يا حبيتى معلش , كانت اتقطعت ايدهم قبل ما يربطوكى
يبدأ حسن فى فك قيد حسناء فتتآآواه و تشعر بالم شديد , يضع حسن يده
على وجهها و ينظر مليا الى عيناها
حسناء : دماغى وجعانى اوى , حاسة بصداع جامد
حسن : معلش يا روح قلبي , هنضفلك الجرح دلوقتى و هجيبلك مسكن
تمسك حسناء يده و هو فى طريقه الى خارج الغرفة .. فيتوقف و يتراجع
حسناء : انا عايزة امشى , اخويا اكيد قلقان عليا , انا ما ينفعش افضل
هنا
حسن : انا مش هسيبك يا حسناء , عشان خاطرى ما تبعديش عنى .. انا هموت
من غيرك
حسناء : يا حسن اللى انت بتعمله ده غلط احنا مش لبعض بلاش نتحدى القدر
, بلاش نغلط و نندم على حبنا لبعض
حسن : عايزة تسيبينى ؟ .. عاية تروحيله هو ؟! , ايه بتحبيه ؟؟ , تعرفى
ايه عنه عشان تحبيه ؟؟ , هو اكيد مش بيحبك زى ما انا بحبك و ف الاخر عايزة تروحيله
و تسيبينى
يصرخ حسن بوجه حسناء و يمسج ذراعها بشدة ثم يتركها و يذهب و يغلق
الباب بالمفتاح بعد ان يخرج , ثم تسمع صوت ارتطام الباب .. تجلس حسناء لتبكى و هى
لا تعلم تبكى منه ام تبكى عليه
تمر ساعات , و تنام حسناء دون ان تشعر من كثرة البكاء , ياتى حسن الى
تلك الشقة و يدخل الى الغرفة التى حبس بها حسناء , يجدها نائمة وهى تجلس بجوار
الباب .. يحملها بين ذراعيه و يضعها على السرير
يأتى بحقيبة صغيرة احضرها معه
و يخرج شاشا و قطنا و يمسح الدم من على جبينها , تفتح عيناها و تنظر له و
هى لا تقوى على الحراك .. يكمل تضميد الجرح و عيناه مثبته على عيناها
تحاول حسناء الاعتدال فى جلستها فيساعدها و يضع يده اسفل كتفها حتى
تستند عليه , يحاول ان يتكلم معها و لكنها ترفض الحديث فقط تنظر اليه ثم تشيح
بنظرها الى ناحية اخرى
حسن : انتى كويسة دلوقتى ؟ ..
طيب ردى عليا ؟؟ ..
انا جبت اكل عشان ناكل سوا
فاكرة لما كنا كل يوم نتغدى سوا و احنا ف الشغل ؟
انا عايزك تأكلينى بايدك ..
هتفضلى ساكتة كدة طيب ردى عليا ؟
طيب ردى عليا ؟؟ ..
انا جبت اكل عشان ناكل سوا
فاكرة لما كنا كل يوم نتغدى سوا و احنا ف الشغل ؟
انا عايزك تأكلينى بايدك ..
هتفضلى ساكتة كدة طيب ردى عليا ؟
حسناء : مش عايزة آكل ولا عايزة حاجة منك , سيبنى لوحدى لو سمحت
حسن : انتى بتعاقبينى يا روحى ؟ , انتى عارفة انى مش هستحمل اشوفك كدة
زعلانة منى ؟
حسناء : طالما مش مستحمل ده سيبنى امشى
حسن : ما تتكلميش كدة تانى ,, انا مش هسيبك تمشى من هنا ابدا .. سامعة
..
يخرج حسن من الغرفة و يغلق الباب خلفه و تنقضى ساعات اخرى
* * * * * * * *
فى منزل احمد .. احمد و وفاء يجلسان معا
احمد : يا ترى ايه اللى حصلها , انا خايف اوى يا وفاء . خايف عليها
اوى
وفاء : ان شاء الله هنلاقيها و هتكون كويسة , ما تقلقش , حسناء قوية و
انت عارف كدة
احمد : عارف و محتاجها دلوقتى معايا لان هيا كانت دايما الكلمة اللى
بتقوينى و بتخلينى استحمل
يبكى احمد فتقترب منه وفاء لتضمه الى احضانها و و تحاول ان تطمئنه
بلمساتها
* * * * * * * * *
فى منزل حسن بالقاهرة .. هالة تنتظر حسن الذى لم يأتى الى المنزل و لم
يفتح هاتفه طوال اليوم , فهى فى غاية القلق عليه , تحاول ان تنام بجوار طفلها
الرضيع و لكنها لا تستطيع ان تضع حتى رأسها الى الوسادة , لا تعلم ماذا تفعل ,
فحملت الهاتف و اتصلت بـ ماجد صديق حسن
هالة : الو , ماجد
ماجد : ايوة
هالة : انا هالة مرات حسن .. اسفة انى بتصل ف وقت زى ده , بس مكنتش
عارفة اكلم مين غيرك
ماجد : خير يا هالة فى ايه ؟!
هالة : هو حسن عندك ؟
ماجد : لا , بقالى اسبوع ما شوفتهوش اصلا , ايه اللى حصل ؟
هالة : انا مش عارفة عنه حاجة من الصبح , و تليفونه مقفول انا خايفة
يكون جراله حاجة
ماجد : طيب انا هحاول اشوفه فين ما تقلقيش ان شاء الله خير , تلاقيه
بس سهران مع اى حد من صحابه
هالة : ده نزل من الساعة 6 الصبح و لحد دلوقتى ما اعرفش عنه حاجة , انا خايفة اوى
ماجد : طيب هو ما قالش هو رايح فين ؟؟
هالة : لا , و عمره ما نزل بدرى كدة
ماجد : طيب اتطمنى انتى و انا هنزل اشوفه عالقهوة اللى بنقعد عليها
هالة : طيب طمنى اول ما تعرف اى حاجة , معلش بقي هتعبك معايا
ماجد : و لا يهمك يا هالة , انتى عارفة ان حسن يبقي اخويا
يغلق ماجد مع هالة و يتصل على هاتف حسن ولكن يجده مغلق , يغير ملابسة
و ينزل و هو يفكر طوال الطريق اين يمكن ان يكون حسن , نظر الى الموبايل مرة اخرى و
تذكر التاريخ , انه يوم زواج حسناء , هل من الممكن ان يكون ذهب اليها ؟؟!!
** * * * * * * *
تأتى ساعة الفجر , فتخرج حسناء من الغرفة لتجد حسن نائما على الاريكة
.. تحاول ان تفتح باب الشقة لتهرب , و لكن يستيقظ حسن و يمسك ذراعها بقوة فتصدر
صرخة عالية ......
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق