الخميس، 11 سبتمبر 2014

حبة الفراولة #11

الحلقة الحادية عشر 
*  * * * * *  * *  
غرفة فى مستشفى خاص .. و اناس كثر يقفون فى لهفة شديدة و تبدو على وجوههم ملامح التوتر و الخوف , و بعد ساعتين لم يتغير بهم شيئا سوى عقارب الساعة , و ازدياد دقات القلوب .. تصل حسناء الى المستشفى و هى تلهث .. تجد فتاه تقف مستندة الى الحائط .. تذهب فى اتجاهها .. 
حسناء : ايه الاخبار ؟؟ 
مروة : لسة فى اوضة العمليات و مش عارفين اى حاجة خالص ... 
حسناء : ازاى يعنى ؟؟! كل ده ف اوضة العمليات ليه ؟ , هو ايه اللى حصل بالظبط ؟
مروة : و الله ما عارفين يا حسناء  , احنا لقيناها بتصوت بليل و كانت تعبانة اوى , و الدكتور قال ان ده عادى فى الشهور الاخيرة , بس بعد كدة تعبت اكتر و الدكتور نقلها المستشفى , و دخلت اوضة العمليات بقالها اكتر من ساعتين ومش محدش بيقولنا ايه اللى حصل , انا خايفة عليها اوى
حسناء : وحسن فين ؟؟ , عرف اللى حصل ولا لسة ؟؟
مروة : ماتجيبليش سيرة البنى ادم ده تانى , مش كفاية ان هو السبب ف اللى حصل لاختى , هالة لو جرالها حاجة انا مش هسيبه ف حالة ومش هيكفينى فيه رقبته ...
حسناء : هو السبب ازاى ؟! .. انا مش فاهمة حاجة ..
مروة : ما هو كان السبب ف الى حصلها ده , واحد صاحبه اتصل بيها امبارح و قال انه تعبان و نقلوه المستشفى و .......
حسناء : ايه ؟؟!! .. حسن ماله ؟؟!! .. هو فين دلوقتى ؟؟
مروة : فى ايه يا حسناء !! , اهدى شوية , انشالله يولع احنا مالنا بيه .. حسنااء .. يا حسنااااااااء ...
تركض حسناء و تترك مروة دون ان تنهى حتى  حديثها , تركض و الدموع تنهمر من عيونها كانها ينابيع ماء , يخرج منها الماء ساخنا ملامسا لوجهها الاحمر حمرة الفراولة , حتى فى بكائها اشبه بحبة الفراولة الصغيرة ...
تخرج حسناء من المستشفى و تسير هائمة باكية فى الشارع لا تعلم الى اين تذهب , تحمل هاتفها و تتصل بماجد و وائل لتسال عن حسن ولكن دون جدوى .. تنهار اكثر فى البكاء , تحاول ان تهدئ نفسها ثم تصعد مرة اخرى الى المستشفى , و بمجرد ان تصعد تعلم ان هالة قد انجبت طفل صغير و لكنه غير كامل النمو و سيحتاج للتواجد فى رعاية الاطفال ( الحضانة ) , تذهب للاطمئنان على هالة و التى مازالت تحت تاثير المخدر ...

* * * *  * * * *  *

بعد ساعتين ياتى ماجد صديق حسن وحسناء الى المستشفى ..
حسناء : ماجد !! .. بتعمل ايه هنا ؟؟
ماجد : انا .. انا جيت اتطمن على هالة ..
حسناء : و انت اللى عرفك ان هالة ولدت ؟ .. تعالا معايا
و تمسك يده و تبعده من امام الغرفة ..
حسناء : انا عايزة افهم ايه الى بيحصل .. انت هنا بتعمل ايه ؟ , وحسن فين ؟؟
ماجد : يا حسناء .. انا ..
حسناء : انت ايه ؟؟ , انا عايزة افهم ايه اللى بيحصل , و ايه اللى بتخبيه عليا ؟
ماجد : حسناء انا مش هينفع اقولك خالص ..
حسناء : يعنى ايه ؟! , انت هتقولى يا ماجد , وحياه الصداقة اللى بينا هتقولى
ماجد : ما اقدرش اقولك يا حسناء , انا خايف عليكى .
حسناء : انت فاكر انك كدة بتطمنى ؟؟ , حسن ماله ؟؟
ماجد : مفيش يا حسناء .. تعبان شوية بس ..
حسناء : و هو فين دلوقتى ؟؟
ماجد : عندى فى البيت , لسة طالع من المستشفى حالا
حسناء : مستشفى ؟!! , ايه اللى حصل ؟؟
ماجد : تسمم بالدواء , حسن كان بياخد مسكنات كتير اووى و على طول منوم عشان ينسى كل حاجة وما يفكرش و بالرغم من كدة كان بياخد مسكنات للصداع لدرجة انه كان بيخلص الشريط كله ف يوم واحد , اخر مرة اخد الشريط كله مرة واحدة و جاله تسمم و عملناله غسيل معدة و تغير دم , و بقي احسن الحمدلله
حسناء : كل ده وانا ما اعرفش اى حاجة ؟! , ما كلمتنيش ليه ؟؟
ماجد : عشان عارفين اللى حصلك المرة اللى فاتت لما حسن دخل المستشفى
حسناء : بتخبوا عليا حاجة زى دى ؟؟ , و كلمتوا هالة وقولتولها !!
ماجد : حسن كلمها , كان خايف يموت و حس انه كان ظالمها اوى , كان هيكلمك بس انا اللى منعته , مكنتش هستحمل انى اشوفك تانى ف الحالة دى يا حسناء , مش هقدر اخسرك تانى
حسناء : انا عايزة اشوف حسن ..
ماجد : لا يا حسناء , انا ما صدقت انك بقيتى كويسة و خرجتى من الحالة اللى كنتى فيها , انا مش هنسى انتى كنتى عاملة ازاى لما شوفتك ف اسكندرية من شهرين , حسن مايعرفش اى حاجة من اللى حصل , بس انا مش هقدر اسكت على اللى حصل ده
حسناء : عايزة اشوفه , هتبقي اخر مرة اشوفه يا ماجد , عشان خاطرى , انشالله حتى و هو نايم , مش هكلمه ..
ماجد : حسنااء ... بلاش ....
حسناء : عشان خاطرى يا ماجد , اخر مرة
ماجد : آخر مرة يا حسناء ..
حسناء : آخر مرة ...

* * * * * * * 

تذهب حسناء مع ماجد الى شقته القديمة , يدخل ماجد اولا ليطمئن ان حسن نائم , ثم يدعو حسناء الى الداخل , تذهب لتجلس بجوار حسن و هو نائماً , تبكى فى صمت , ثم تضع يدها برفق على خده الايمن , تحرك اصابعها كانها تودعه , يفتح حسن عيناه , فتنهض حسناء سريعا , يمسك حسن يدها و يقف خلفها ..
حسن : وحشتينى اووى .....

* * * * *  * *  * 

منذ شهرين ...
فى الاسكندرية ..
حسناء و ماجد يجلسان فى كافيه على شاطئ ميامى ..
ماجد : انتى اتجننتى يا حسنااء ؟؟
حسناء : ده الحل الوحيد , انت لازم تساعدنى , دى الطريقة الوحيدة الى هتخلينى ابعد  ..
ماجد : لا يا حسناء انتى اتجننتى بجد ,  انتى سامعة انتى بتقولى ايه ؟؟
حسناء : اه , انا عارفة بقول ايه كويس , لو مش هتشوفلى حد , انا هتصرف
ماجد : اخوكى عارف بالكلام اللى بتقوليه ده ؟؟
حسناء : مالكش دعوة باخويا انا هتصرف ف الموضوع ده .. انا قدامى اربع شهور لحد ما هالة تولد ونتطمن عليها بعدها لازم تساعدنى بجد , اعمل اعتبار للعيش و الملح اللى بينا
ماجد : عشان العيش و الملح اللى بينا بقولك بلاش اللى ف دماغك ده .. تفتكرى حسن لما يعرف هيكون ايه موقفه ؟
حسناء : حسن لا يمكن يعرف بالموضوع ده يا ماجد , عشان خاطرى , ده الحل الوحيد اللى هيخلينى انساه و ابعد عنه , لازم يرجع تانى لهالة و ينسانى , لزم نبعد عن بعض خالص
ماجد : و ده حل ؟؟ , حتى لو عملتى اللى ف دماغك بردو هتفضلى تحبيه و مش هتنسيه ابدا , حسناء انتى بتضحكى على نفسك ...
حسناء : انا هتجنن يا ماجد , هتجنن , مش قادرة اشيله من تفكيرى , نفسى اكلمه , نفسى اسمع صوته ..
ماجد : و بكلامك ده مش هتعرفى تنسيه و هتفضلى تحبيه
حسناء : انا خلاص قررت يا ماجد , عايز تساعنى ماشى , مش عايز براحتك ..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق