الحلقة الحادية عشر
* * * * * * * *
غرفة فى مستشفى خاص .. و اناس كثر يقفون فى لهفة شديدة و تبدو على وجوههم
ملامح التوتر و الخوف , و بعد ساعتين لم يتغير بهم شيئا سوى عقارب الساعة , و ازدياد
دقات القلوب .. تصل حسناء الى المستشفى و هى تلهث .. تجد فتاه تقف مستندة الى الحائط
.. تذهب فى اتجاهها ..
حسناء : ايه الاخبار ؟؟
مروة : لسة فى اوضة العمليات و مش عارفين اى حاجة خالص ...
حسناء : ازاى يعنى ؟؟! كل ده ف اوضة العمليات ليه ؟ , هو ايه اللى حصل
بالظبط ؟
مروة : و الله ما عارفين يا حسناء
, احنا لقيناها بتصوت بليل و كانت تعبانة اوى , و الدكتور قال ان ده عادى
فى الشهور الاخيرة , بس بعد كدة تعبت اكتر و الدكتور نقلها المستشفى , و دخلت اوضة
العمليات بقالها اكتر من ساعتين ومش محدش بيقولنا ايه اللى حصل , انا خايفة عليها
اوى
حسناء : وحسن فين ؟؟ , عرف اللى حصل ولا لسة ؟؟
مروة : ماتجيبليش سيرة البنى ادم ده تانى , مش كفاية ان هو السبب ف
اللى حصل لاختى , هالة لو جرالها حاجة انا مش هسيبه ف حالة ومش هيكفينى فيه رقبته
...
حسناء : هو السبب ازاى ؟! .. انا مش فاهمة حاجة ..
مروة : ما هو كان السبب ف الى حصلها ده , واحد صاحبه اتصل بيها امبارح
و قال انه تعبان و نقلوه المستشفى و .......
حسناء : ايه ؟؟!! .. حسن ماله ؟؟!! .. هو فين دلوقتى ؟؟
مروة : فى ايه يا حسناء !! , اهدى شوية , انشالله يولع احنا مالنا بيه
.. حسنااء .. يا حسنااااااااء ...
تركض حسناء و تترك مروة دون ان تنهى حتى حديثها , تركض و الدموع تنهمر من عيونها كانها
ينابيع ماء , يخرج منها الماء ساخنا ملامسا لوجهها الاحمر حمرة الفراولة , حتى فى
بكائها اشبه بحبة الفراولة الصغيرة ...
تخرج حسناء من المستشفى و تسير هائمة باكية فى الشارع لا تعلم الى اين
تذهب , تحمل هاتفها و تتصل بماجد و وائل لتسال عن حسن ولكن دون جدوى .. تنهار اكثر
فى البكاء , تحاول ان تهدئ نفسها ثم تصعد مرة اخرى الى المستشفى , و بمجرد ان تصعد
تعلم ان هالة قد انجبت طفل صغير و لكنه غير كامل النمو و سيحتاج للتواجد فى رعاية
الاطفال ( الحضانة ) , تذهب للاطمئنان على هالة و التى مازالت تحت تاثير المخدر ...
* * * * * * * * *
بعد ساعتين ياتى ماجد صديق حسن وحسناء الى المستشفى ..
حسناء : ماجد !! .. بتعمل ايه هنا ؟؟
ماجد : انا .. انا جيت اتطمن على هالة ..
حسناء : و انت اللى عرفك ان هالة ولدت ؟ .. تعالا معايا
و تمسك يده و تبعده من امام الغرفة ..
حسناء : انا عايزة افهم ايه الى بيحصل .. انت هنا بتعمل ايه ؟ , وحسن
فين ؟؟
ماجد : يا حسناء .. انا ..
حسناء : انت ايه ؟؟ , انا عايزة افهم ايه اللى بيحصل , و ايه اللى
بتخبيه عليا ؟
ماجد : حسناء انا مش هينفع اقولك خالص ..
حسناء : يعنى ايه ؟! , انت هتقولى يا ماجد , وحياه الصداقة اللى بينا
هتقولى
ماجد : ما اقدرش اقولك يا حسناء , انا خايف عليكى .
حسناء : انت فاكر انك كدة بتطمنى ؟؟ , حسن ماله ؟؟
ماجد : مفيش يا حسناء .. تعبان شوية بس ..
حسناء : و هو فين دلوقتى ؟؟
ماجد : عندى فى البيت , لسة طالع من المستشفى حالا
حسناء : مستشفى ؟!! , ايه اللى حصل ؟؟
ماجد : تسمم بالدواء , حسن كان بياخد مسكنات كتير اووى و على طول منوم
عشان ينسى كل حاجة وما يفكرش و بالرغم من كدة كان بياخد مسكنات للصداع لدرجة انه
كان بيخلص الشريط كله ف يوم واحد , اخر مرة اخد الشريط كله مرة واحدة و جاله تسمم
و عملناله غسيل معدة و تغير دم , و بقي احسن الحمدلله
حسناء : كل ده وانا ما اعرفش اى حاجة ؟! , ما كلمتنيش ليه ؟؟
ماجد : عشان عارفين اللى حصلك المرة اللى فاتت لما حسن دخل المستشفى
حسناء : بتخبوا عليا حاجة زى دى ؟؟ , و كلمتوا هالة وقولتولها !!
ماجد : حسن كلمها , كان خايف يموت و حس انه كان ظالمها اوى , كان
هيكلمك بس انا اللى منعته , مكنتش هستحمل انى اشوفك تانى ف الحالة دى يا حسناء ,
مش هقدر اخسرك تانى
حسناء : انا عايزة اشوف حسن ..
ماجد : لا يا حسناء , انا ما صدقت انك بقيتى كويسة و خرجتى من الحالة
اللى كنتى فيها , انا مش هنسى انتى كنتى عاملة ازاى لما شوفتك ف اسكندرية من شهرين
, حسن مايعرفش اى حاجة من اللى حصل , بس انا مش هقدر اسكت على اللى حصل ده
حسناء : عايزة اشوفه , هتبقي اخر مرة اشوفه يا ماجد , عشان خاطرى ,
انشالله حتى و هو نايم , مش هكلمه ..
ماجد : حسنااء ... بلاش ....
حسناء : عشان خاطرى يا ماجد , اخر مرة
ماجد : آخر مرة يا حسناء ..
حسناء : آخر مرة ...
* * * * * * *
تذهب حسناء مع ماجد الى شقته القديمة , يدخل ماجد اولا ليطمئن ان حسن
نائم , ثم يدعو حسناء الى الداخل , تذهب لتجلس بجوار حسن و هو نائماً , تبكى فى
صمت , ثم تضع يدها برفق على خده الايمن , تحرك اصابعها كانها تودعه , يفتح حسن
عيناه , فتنهض حسناء سريعا , يمسك حسن يدها و يقف خلفها ..
حسن : وحشتينى اووى .....
* * * * * * * *
منذ شهرين ...
فى الاسكندرية ..
حسناء و ماجد يجلسان فى كافيه على شاطئ ميامى ..
ماجد : انتى اتجننتى يا حسنااء ؟؟
حسناء : ده الحل الوحيد , انت لازم تساعدنى , دى الطريقة الوحيدة الى
هتخلينى ابعد ..
ماجد : لا يا حسناء انتى اتجننتى بجد , انتى سامعة انتى بتقولى ايه ؟؟
حسناء : اه , انا عارفة بقول ايه كويس , لو مش هتشوفلى حد , انا هتصرف
ماجد : اخوكى عارف بالكلام اللى بتقوليه ده ؟؟
حسناء : مالكش دعوة باخويا انا هتصرف ف الموضوع ده .. انا قدامى اربع
شهور لحد ما هالة تولد ونتطمن عليها بعدها لازم تساعدنى بجد , اعمل اعتبار للعيش و
الملح اللى بينا
ماجد : عشان العيش و الملح اللى بينا بقولك بلاش اللى ف دماغك ده ..
تفتكرى حسن لما يعرف هيكون ايه موقفه ؟
حسناء : حسن لا يمكن يعرف بالموضوع ده يا ماجد , عشان خاطرى , ده الحل
الوحيد اللى هيخلينى انساه و ابعد عنه , لازم يرجع تانى لهالة و ينسانى , لزم نبعد
عن بعض خالص
ماجد : و ده حل ؟؟ , حتى لو عملتى اللى ف دماغك بردو هتفضلى تحبيه و
مش هتنسيه ابدا , حسناء انتى بتضحكى على نفسك ...
حسناء : انا هتجنن يا ماجد , هتجنن , مش قادرة اشيله من تفكيرى , نفسى
اكلمه , نفسى اسمع صوته ..
ماجد : و بكلامك ده مش هتعرفى تنسيه و هتفضلى تحبيه
حسناء : انا خلاص قررت يا ماجد , عايز تساعنى ماشى , مش عايز براحتك
..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق