الحلقة العاشرة
* * * * * * *
تجلس هالة بشقتها منتظرة حسن , و بعد ساعات من التفكير و البكاء , تشعر
بألم شديد , و يزداد بكائها , تحمل هاتفها و تتصل بحسن و لكن دون جدوى , ثم تفكر قليلا
فتتصل بـ حسناء , فتجيب حسناء سريعا ..
حسناء : الو ..
هالة : حسناء .. انا تعبانة اووى .. عايزاكى حالا
حسناء : طيب ايه اللى حصل ؟؟
هالة : مش عارفة .. آآآه
حسناء : طيب انا جاية حالا ....
تصل حسناء الى شقة هالة , و تتصل بالمستشفى ... و بعد ان تعلم ان حسن لا
يجيب على اتصالات هالة .. ترسل اليه رسالة نصية ...
" حسن .. انا كنت غلطانة .. انت ما تستحقش فرصة تانية اصلا , و انا
ندمانة انى قولتلك هنرجع زى الاول , اللى يهمل مراته و ابنه ده ما يستحقش اصلا اى فرصة
, مش عايزة اعرفك تانى يا حسن , علاقتى دلوقتى مع هالة و بس , و انت مش هعتبرك حتى
جوز صاحبتى "
تقف حسناء امام الغرفة بالمشفى و الدكتور مازال يفحص هالة , يصل حسن و
هو يلهث , يقف امام حسناء فتتجاهله , يلمس يدها و يسألها " ماذا حدث "
حسناء : انت ايه اللى جابك ؟؟
حسن : مش عايزانى اجى يعنى ؟
حسناء : مالهاش لازمة انك تيجى , انا كنت مسافرة و لما هالة كلمتنى جيت
على طول , وانت بقي ايه حجتك انك مش بترد على التليفون ؟؟
حسن : حسناء مش وقته الكلام ده
حسناء : امتى وقته ؟؟ , لما ابنك يموت ف بطنها و لا لما مراتك يحصلها حاجة
, فوق يا حسن دول مسئوليين من و انت اللى هتتحاسب عليهم لو حصل اى حاجة , كفاياك بقي
اللى انت فيه , انت مش هتشوفنى تانى بعد ما هالة تقوم بالسلامة , و يا ريت ما تحاولش
تكلمنى اصلا , انت ما تستحقش حتى اننا نبقي اصحاب ..
تسير حسناء مبتعدة عن حسن , فيمسك يدها ..
حسن : .. حسناااء ....
حسناء : يا خسارة يا حسن .. مش انت الشخص اللى انا حبيته
يخرج الدكتور من الغرفة , فتذهب حسناء فى اتجاهه فى لهفة ..
حسناء : خير يا دكتور ؟؟
الدكتور : خير ان شاء الله , مجرد ضغط عصبى سبب تشنجات فى الرحم , ده عادى
ف الشهور الاولى من الحمل , بس الضغط شديد عليها و ضغطها عالى جدا , و ده خطر جداا
على الجنين , لازم ترتاح كويس و ما تعملش اى مجهود , و طبعا الراحة النفسية اهم حاجة
ف شهور الحمل .
حسن : الجنين كويس ؟؟
الدكتور : الحمدلله , الجنين كويس و حجمه طبيعى , ما تقلقش
حسناء : شكرا يا دكتور تعبناك معانا
الدكتور : العفو .. ده واجبى
يدخل حسن و حسناء الى غرفة هالة , تعتدل هالة فى جلستها , تنظر الى حسن
و تملئ الدموع عيناها ..
هالة : ايه اللى جابك دلوقتى ؟؟ .. ايه جاى تتطمن على ابنك اللى ف بطنى
ولا ايه ؟؟
حسناء : اهدى يا هالة .. مش كدة .. عشان صحتك
هالة : خليه يطلع برا يا حسناء . مش عايزة اشوفه
حسن : للدرجادى يا هالة ؟ .. هو انا بقيت وحش اوى كدة .. انتوا الاتنين
مش عايزين تشوفونى , عموما انا مش جاى اتعبك , انا همشى يا هالة , بس بعد ما اتطمن
عليكى , انا خليكى تروحى تقعدى عند والدتك اليومين دول لحد ما تهدى , و هستنى منك تليفون
تقوليلى انك بقيتى كويسة و ساعتها رجع البيت , انا مش هدخل البيت ده غير و انتى ف ايدى
.. عن اذنكوا ..
يغادر حسن الغرفة ... تنهار هالة فى البكاء فتلقى بنفسها الى احضان حسناء
..
هالة : شوفتى يا حسناء .. هيبعد تانى .. عايز يمشى و يسيبنا , انا عملتله
ايه عشان يعمل فيا كل ده , انا خلاص ما بقيتش عايزاه اصلا , عايزاه يطلقنى مش عايزة
اعيش معاه تانى ...
حسناء : اهدى يا هالة .. مش كدة
تنضم اليها حسناء ف البكاء لا تعلم ان كانت تبكى على وضع هالة ام تبكى
لانها لن ترى حسن بعد اليوم , اتبكى شفقة على هالة ام غيرة منها , تعلم جيدا انها قالت
كلمات قد لا تتراجع فيها و انها ستضطر ان تبتعد عن حسن نهائياً من اجل مصلحة الجميع
.. حسن و حسناء لا يمكن ان يلتقياا مجددا , انها نهاية الطريق ...
* * * * * * *
تسافر حسناء الى الاسكندرية , و تذهب هالة الى بيت والديها لتقضى فترة
الحمل , و قد اخبرتهم ان حسن مسافر خارج البلاد و لا يمكنها ان تمكث وحيدة فى المنزل
خوفا من ان يصيبها شئ فى أشهر الحمل الاولى ..
اما حسن فذهب الى شقة ماجد صديقه القديمة , بشرط ان لا يعلم اى شخص مكانه
.
خمسة اشهر تمر سريعا و لم يتقابل ثلاثتهم فى اى مكان , كان كل منهم اغلق
على نفسه صندوق اسود كبير تحول جدرانه الرؤية عن العالم الخارجى .
الى ان يأتى اليوم المنتظر ..
اتصال هاتفى فى منتصف الليل .. ضوء خافت يظهر من شاشة الموبايل و فتاه
نائمة , تستيقظ رويدا لتحمل الهاتف المحمول بين يديها , و تجيب على المصل ..
حسناء : الو ..
* * * * * * * *
غرفة فى مستشفى خاص .. و اناس كثر يقفون فى لهفة شديدة و تبدو على وجوههم ملامح التوتر و الخوف , و بعد ساعتين لم يتغير بهم شيئا سوى عقارب الساعة , و ازدياد دقات القلوب .. تصل حسناء الى المستشفى و هى تلهث .. تجد فتاه تقف مستندة الى الحائط .. تذهب فى اتجاهها ..
حسناء : ايه الاخبار ؟؟
........ : لسة فى اوضة العمليات و مش عارفين اى حاجة خالص ...
يتبع
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق