الجمعة، 31 يناير 2014

لا تتركنى #6

الحلقة السادسة 
 * * * * * *
كيفك قال عم بيقولوا صار عندك ولاد
أنا و الله كنت مفكّرتك برّات البلاد
شو بدّي بالبلاد
الله يخلّي الولاد
إي كيفك إنت ملّا إنت

يقطع صوت الاغانى سمع صوت صرخات يصدر من الشقة المجاورة ......... 
توقف ياسمينة الاغانى .. و تحاول ان تركز اكثر فى الصوت .. فتخرج من باب شقتها .. 
تحدد مصدر الصوت , وهو بالتحديد يأتى من شقة جارتها . 
تذهب فى اتجاه الباب , و تتردد قليلا ثم تطرق على الباب , و تسمع خبطا يأتى من الداخل , ثم ينفتح الباب لتجد امامها رجلا ضخم البنية , غريب الملامح , و تبدو عليه ملامح الاجرام , و وجدت جارتها واقعة على الارض و رأسها غارق بالدم , و تحاول ان تنهض . 
تقف ياسمينة امام الرجل وتحاول ان تمنعه من فيدفعها بشدة , و لكنها تحاول مرة اخرى ان تمنعه , فيجرحها فى يدها بمطواه و يهرب مسرعا . 
تتألم ياسمينة جداا و لكنها تسرع لانقاذ جارتها فتتصل بالاسعاف , و يذهبان معا الى المستشفى , فالجرح فى يد ياسمينة ليس خدشا بسيطا و لكنه جرح كبير احتاج الى خياطة . 
فى المستشفى و بعد ان تم تطيب جروحهما و تم تدوين محضر ضد السارق , و الذى غالبا لم يكن مجرد سارق يهجم على شقة ما و لكنه كان قاصدا لتلك الشقة بالتحديد و جاء لغرض معين .

تعود ياسمينة الى المنزل و معها جارتها " هند " و تقف قليلا قبل ان تدخل الى شقتها مع جارتها . 
هند : شكرا جدا يا ياسمينة على اللى انتى عملتيه , كان ممكن يموتنى لو مكنتيش لحقتينى . 
ياسمينة : العفو يا هند , الحمدلله انها جت سليمة . 
هند : انتى قاعدة لوحدك صح ؟
ياسمينة : ااه .. ماما سافرت يومين لـ بابا . 
هند : طيب ممكن تقفلى الباب عليكى كويس عشان لو حصلت اى حاجة , و لو سمعتى صوت عندى تانى ما تفتحيش الباب ممكن ؟
ياسمينة : ليه بتقولى كدة يا هند ؟ 
هند : عشان هما مش هيسكتوا 
ياسمينة : هما مين دول ؟؟ .. انتى تعرفى الراجل اللى كان هنا ؟
هند : مش بالظبط كدة 
ياسمينة : تعالى معايا . 
و دخلت هند و ياسمينة الى شقة ياسمينة . 
ياسمينة : احكيلى بقى فى ايه ؟
هند : صدقينى لو قولتلك معرفش فى ايه ؟
ياسمينة : ازاى بقى  ؟ 
هند : هوا كان جاى بيسال على ورق و مستندات بتاعت جوزى , حاجات انا معرفش عنها . 
ياسمينة : هوا جوزك فين دلوقتى ؟ 
هند : جوزى فى الامارات سافر من يومين . 
ياسمينة : طيب دى اول مرة تشوفى فيها الراجل ده ؟
هند : ااه , اول مرة , عمرى ما شوفته مع جوزى خالص .
ياسمينة : يبقا فى حاجة جوزك مخبيها عليكى , و الناس دى اكيد عارفة انه مش موجود اليومين دول , انتى ليه ما قولتيش الكلام ده ف المحضر ؟
هند : خوفت اوى يا ياسمينة .. افرضى عملوا حاجة لـ ايهاب ده مهما كان جوزى 
ياسمينة : طيب كدة ممكن يأذوكى انتى ؟ 
هند : مهما كان ده جوزى , و انا استحالة افكر ف اى حاجة تضره . 
ياسمينة : طيب خدى بالك من نفسك .
هند : وانتى كمان يا ياسو و شكرا مرة تانية على اللى عملتيه . 

هند .. سيدة صغيرة السن لا يتعدى عمرها الخامسة والعشرون , تخرجت فى كلية الاداب قسم اللغة العربية و عملت فى احدى المدارس كمدرسة للغة العربية , و تزوجت من جارها إيهاب و الذى كان يحبها منذ الصغر , وهو يعمل فى الشحن و التفريغ .
هى امرأة جميلة و مثقفة , متزوجة منذ ثلاث سنوات , و لانها تسكن بعيدا جدا عن اهلها و اصدقائها فأتخذت من ياسمينة ونجلاء اهلا لها , فأصبحت ياسمينة كأختها الصغيرة . 

فى اليوم التالى تذهب ياسمينة الى الكلية و فى سيكشن أ\ مراد بالتحديد , فيطلب منهم ان يخرج كل منهم ورقة و يكتب بها بعض العناوين التى تدل على مواضيع معينة فى مجال الصحافة , و بسبب الجرح فى يد ياسمينة لا تكتب شيئا , فتجلس فى المحاضرة لا تفعل شيئا حتى ينتهى الوقت و يسلم الجميع الورق الا ياسمينة , فتتردد كثيرا حول ذلك الاختبار الذى فشلت به مؤكدا بسبب عدم كتابتها شيئا . 

علا : روحى قوليله انك معرفتيش تكتبى بسبب ايدك 
ياسمينة : مالهاش لازمة , بعد اللى انا عملته معاه امبارح استحالة اصلا يقبل اعذار . 
ميرنا : يا ياسو جربى مش هتخسرى حاجة , يعنى لو ما قبلش الاعتذار كدة كدة انتى ما قدمتيش ورق يعنى هتبقى ف الحالتين مش اخدتى الدرجات , بس لو قبل الاعتذار يبقا خير و بركة وساعتها ممكن يعيدلك الامتحان ده . 
ياسمينة : مش عارفة بقى . 
علا : جربى , روحى ومش هتخسرى حاجة , يالا اطلعيله المكتب بتاعه و احنا هنستناكى فى الكافيتريا . 
ياسمينة : بس ....
علا : من غير بس ... يالا 
ياسمينة : طيب . 

و تذهب ياسمينة الى مكتب مراد .. 
ياسمينة : ممكن ادخل ؟
مراد :  اتفضلى , خير ؟؟ 
ياسمينة : اولا انا اسفة جدا بسبب اللى حصل امبارح . 
مراد : ولا يهمك , انا اللى كنت رخم شوية .
ياسمينة : لا انا اللى غلطانة . 
مراد : يا ستى مش هتفرق مين اللى غلطان , المهم انك مش متضايقة منى  ولا انا متضايق منك , يبقا خلاص , بس انتى عرفتى مكتبى ازاى ؟ 
ياسمينة : انا كنت جاية اعتذر لحضرتك لانى ما قدمتش الورقة النهاردة 
مراد : ورقة ايه ؟
ياسمينة : العناوين .. 
مراد : انتى طالبة معانا فى الكلية , فى السيكشن بتاعى ؟؟ .. انتى بتتكلمى جد ؟؟ 
ياسمينة : ااه .. امال حضرتك كنت فاكر ايه ؟؟ 
مراد : مش هكدب عليكى انا افتكرتك ف كلية تانية , ازاى مخدتش بالى منك كل الفترة دى ؟ 
ياسمينة : يعنى لما حضرتك كلمتنى امبارح مكتش تعرف انى طالبة مع حضرتك ؟ 
مراد : لا .. انا فعلا مكنتش اعرف , انا دايما بشوفك فى الكافيتريا , بس عمرى ما اخدت بالى منك ف السيكشن , بس حصل خير , ادينى عرفت اهو 
ياسمينة : انا كنت عايزة اعتذر عن امتحان النهاردة 
مراد : هوا الاعتذار مقبول طبعا , بس ايه السبب ؟ .. هو انا بقول اسأله صعبة اوى كدة ؟
رفعت ياسمينة يدها قليلا لانها كانت غير واضحة بسبب المكتب الذى امامها , فشاورت له على يدها المجروحة ...
ياسمينة : مش عارفة اكتب .. 
مراد : اوه .. الف سلامة عليكى , من ايه ده ؟ 
ياسمينة : تقدر تقول حادثة . 
مراد : حادثة ؟؟... ازاى ؟ 
ياسمينة : مش بالظبط كدة , هوا كان موقف دفاع عن النفس شوية , لان الشقة اللى قصادى كانت بتتسرق . 
مراد : يااه , المهم انتى كويسة ؟ 
ياسمينة : الحمدلله , كويسة جدا . 
جلست ياسمينة وتحدثت كثيرا مع مراد و لم يشعرا بالوقت الذى مر سريعا جدا , حتى انها نسيت امر صديقاتها اللاتى ينتظرن فى الكافيتريا .
يرن هاتفها فتنتبه للوقت الذى تأخر جدا و ادركت انها تجلس فى مكتب مراد منذ ثلاث ساعات , تستأذن و تغادر . 

ياسمينة : الو . علا ,, سورى و الله ما اخدت بالى 
علا : انتى قلقتينا عليكى يا بنتى , انتى فين ؟ 
ياسمينة : معلش بقى , انا جاية اهو حالا 
علا : جاية فين ؟.. احنا مشينا اصلا , انتى لسة ف الكلية ؟
ياسمينة : ااه .. بس انتوا واطيين اووى , ومشيتوا من غير ما تقولوا حتى .
علا : بت انتى , احنا بنتصل من الصبح و تليفونك غير متاح . 
ياسمينة : اخ .. سورى .. طيب انتوا فين ؟؟.. انتوا مش المفروض انكوا جايين معايا ؟
علا : لا بقى الوقت اتاخر , خليها يوم تانى ماشى .
ياسمينة : ماشى . 

                                 * * * * * * * * * * 
الحب هو ان تقبل بمن  تحب كما هو , احيانا قد ترغب بتغير بعض الصفات فى الطرف الاخر لكنك غالبا ما تفشل , و بالرغم من ذلك فأنك تستمر معه , فالحب هو ان تقبل بعيوبه قبل مميزاته لانك لا ترى فيه عيوبا من الاساس , احيانا نضحى بأشياء من اجل من نحب و لكن ذلك لا يعد تغير من عيوبه و انما ذلك ملائمة لبعضكما , كأن الحياه بينكما سفينة قد تضطر الى التخلى عن بعض الحمولة الزائدة حتى لا تغرق السفينة بكما , وان حدث شيئا استثنائيا فى منتصف الطريق , و احالت الريح دون سيرها , فعليكما الاختيار اما ان تجدفا معا لتحافظا على السفينة او يلقى احدكما بنفسه الى البحر هروبا من تلك العلاقة .

دينا و مؤمن .. علاقة حب بين طرفين لا نعلم ان كانت ستستمر ام لا , فمؤمن لم يعد كالسابق , فهو الان شخص عاجز لا يمكنه الوقوف على قدميه , بالطبع هناك امل ان تنجح العملية التى ستجرى له فى المانيا , و لكن ماذا ان لم تنجح تلك العملية ؟؟ هل ستستمر تلك العلاقة ؟؟ 
ودينا ايضا .. فهى لم تعد كالسابق , فالحزن الذى يسود وجهها وقلبها اكبر مما يتخيله احد , فهى دائما ما تكون فى عالم اخر , احيانا تذهب بتفكيرها بعيدا , فتتذكر ايام طفولتها , والدتها و اخيها  و اشخاص لم يعودوا معها بعد الان , و لكن التفكير الاصعب هو مؤمن , فهو لم يتحدث معها بعد , ولم يتحدث الى احد سوى نهى و لكن لا احد يعلم ذلك حتى الان , احيانا يراودها التفكير ماذا سيحدث ان لم تنجح العملية ؟؟ .. هل ستستمر تلك العلاقة ؟؟ , هل سيأتى يوما و يتزوجا كما كانا يحلمان يوما ؟؟ . 

يأتى المساء , و يطرق رجلا غريب على باب المنزل ......

                              * * *  * * * * * * 

ياسمينة فى غرفتها كـ عادتها صوت الاغانى عالى جدا .. 
و فجأة تسمع طرقات على الباب .........

الخميس، 30 يناير 2014

لا تتركنى #5

الحلقة الخامسة 
* * * * * * * 
تذهب نهى الى المستشفى .. و يلمحها خالد من بعيد فيذهب فى اتجاهها ..... 
تدخل نهى الى المستشفى قبل ان يصل خالد اليها , فينتظرها امام المستشفى حتى تخرج ...

                             * * * * * * * * 
نهى تتحدث مع دكتور عصام رضوان حول العملية التى  سيجريها اخيها . 
نهى : يعنى يا دكتور العملية دى هتجيب نتيجة ان شاء الله ؟
د\عصام : انا قولتلك قبل كدة ان الطب اتقدم كتير جدا فى المانيا , و نسبة نجاح العملية دى بيعدى الـ 60% 
نهى : خلاص يا دكتور يا ريت نبدأ ف الاجراءات بسرعة , انا مش عارفة ايه المطلوب .
د\عصام : اهم حاجة انه يسافر بسرعة عشان لازم تكون الفحوصات كلها هناك عشان تكون الحالة مستقرة و هيكون تحت الملاحظة فى المستشفى هناك .
نهى : تمام , احنا ممكن نسافر اول الاسبوع الجاى ان شاء الله , يا ريت حضرتك تبلغ المستشفى . 
د\عصام : تمام .
نهى : شكرا جدا يا دكتور , عن اذن حضرتك . 

                            * * * * * * * * * *
دينا و مؤمن يجلسان معا ..
دينا : مؤمن .. انا مش هينفع اقعد هنا , انتا عارف ده كويس , بس  مش هقدر اقعد ف البيت اللى كل حاجة فيه بتفكرنى بـ حمدى , انا هسافر مع بابا الشغل , هعيش معاه هناك , انا عمرى ما هقوله يسيب شغله و يقعد جمبى ........
نظر لها مؤمن نظرة حادة و قاطعها , وضع يده على فمها كأنه يخبرها ان لا تتحدث عن السفر مرة اخرى , فهو لا يستطيع العيش بدونها . 
تركته دينا و خرجت من الحجرة سريعا و ذهبت الى غرفة نهى , القت بنفسها الى السرير و اخذت تبكى . 

                          * * * * * *  * * * * * 
تخرج نهى من المستشفى فيقابلها خالد .. 
خالد : نهى ...
نهى : خالد .. ازيك ؟؟
خالد : الحمدلله , انتى عاملة ايه ؟
نهى : تمام ...
خالد : خير . ليه لابسة اسود ؟
نهى : ابن عمى توفى . 
خالد : البقاء لله .. توفى طبيعى , ولا .... 
نهى : حادثة , كان راجع من الغردقة مع اخويا . 
خالد : اسف , البقاء لله , انا معطلك عن حاجة ؟ .
نهى : لا , انا رايحة الشغل عشان اجيب حاجاتى من المكتب . 
خالد : تسمحيلى اوصلك ؟
نهى : شكرا , مش عايزة اتعبك , عن اذنك . 

و تسير نهى مبتعدة عنه ... فيقف خالد حائرا , لا يعلم ان قال شيئا خطأ ام انها على غير عادتها من اثر ما حدث .

                               * * * * * * * * * * 
تصل نهى الى مكتبها , و تشغل اللاب توب الذى تركته فى المكتب بسبب الاتصال الذى قطع عملها و ذهابها الى المستشفى , نظرت الى شاشة اللاب توب و ما كتبته فى روايتها التى لم تنهيها بعد , ثم اغلقت اللاب توب بسرعة و حملت اغراضها و رحلت . 
                              * * * * * * * * *  *
ياسمينة فى الكلية , تجلس مع صديقاتها فى كافيتيريا الكلية , يرن هاتفها فتستأذن من اصدقاءها و تبتعد . 
ياسمينة : ماامى , عاملة ايه ؟ 
نجلاء : الحمدلله يا حبيبتى , انتى عاملة ايه ؟.. طمنينا عليكى ؟ 
ياسمينة : ماما انتى بقالك يوم واحد بس , انا كويسة , ما تقلقيش عليا , المهم انتى عاملة ايه ؟.. و بابا عامل ايه ؟
نجلاء : بابا كويس و بيسلم عليكى جدا , و احتمال ينزل مصر معايا , شكل السفر اثر عليه. 
ياسمينة : بجد يا مامى , ده احلى خبر سمعته بجد .. 
نجلاء : خدى بالك من نفسك يا روحى , احنا كلها يومين ونازلين مصر . 
ياسمينة : و انتى كمان يا نوجة , خدى بالك من نفسك ومن بابا بقى . 
نجلاء : مع السلامة يا روحى . 
ياسمينة : سلام يا موزتى . 
كانت ياسمينة تتحدث و هى تجوب المكان على قدميها , اغلقت و كانت تستدير حتى قابلها أ\مراد و اوقعت الموبايل . 
مراد : اسف .. انا ........
ياسمينة : لا انا اللى اسفة .. مخدتش بالى . 
مراد : ولا يهمك .. مراد ... 
و مد يده اليها .... فصافحته .. 
ياسمينة : ياسمينة ... 
مراد : اسمك حلو جدا .. انا اصلا بحب زهرة الياسمين .. 
ياسمينة : ميرسى .. 
مراد : انتى معانا هنا ف الكلية صح ؟ 
ياسمينة : افندم ؟؟.... 
نظرت له ياسمينة نظرة ثاقبة , فهى حتما لا تتوقع ان تكون غير مرئية الى هذا الحد , و لكنه بالطبع يعرفها , فقد تحدثت معه من قبل اثناء المحاضرة . 
مراد : اسف , انا ضايقتك ؟ 
ياسمينة : لا , عن اذنك .. 
وتركته ياسمينة و ذهبت سريعا , حتى وصلت الى سيارتها القابعة امام الكلية , و لكنه كان مازال يسير خلفها حتى و صل الى السيارة .
مراد : يا انسة .. انا اسف لو كنت ضايقتك , انا مكنش قصدى . 
ياسمينة : مممممم لا مش متضايقة , بس احنا دلوقتى برا الكلية , يعنى ممكن اقرر اتعامل معاك ولا لأ .. و انا بقول لأ .. لآنى مش بكلم حد ما اعرفهوش , عن اذنك . 
ركبت سيارتها و رحلت ..

                              * * * * * * * * * 
تصل نهى الى منزلها , فتذهب الى غرفة مؤمن , كما اعتات دائما  حينما تكون بحاجة الى التحدث . 
نهى : مؤمن .. خلاص هنسافر قريب و هتعمل العملية و هتوقف تانى على رجليك , بس اتكلم عشان خاطرى . 
مؤمن : عايزانى اقول ايه ؟؟.. اقول انى السبب فى موت حمدى , انى مش قادر اواجه دينا ولا اقولها اى حاجة , ان السبب فى الاجاة دى انى كنت جاى اخطبها , بس بدل ما اعيشها فى سعادة طول عمرها موت فرحتها و قتلت اخوها . 
نهى : ايه اللى انتا بتقوله ده , دى كانت حادثة , انتا مالكش اى ذنب فيها .
مؤمن : انا اللى كنت سايق يا نهى , انا اللى كانت سايق .....
انهار مؤمن فى البكاء و لم يكن بوسع نهى سوى البكاء معه , حتى هى كانت بحاجة الى البكاء
مؤمن : عايزانى اروح اقول لدينا ايه ؟؟.. انا قتلت حمدى , و لا اقولها اتجوزينى وانا عاجز ؟ 
نهى : بس كفاااية , انتا ماقتلتش حد , و بكرة تقوم توقف على رجليك تانى , هتسافر و تعمل العملية و هتبقا كويس , بلاش تحاسب نفسك بقا , ده قضاء ربنا . 
مؤمن : مش قادر يا نهى , مش هقدر اواجهها اصلا , تفتكرى لو عرفت اللى حصل بالظبط هتوافق انها تكلمنى تانى اصلا ؟ 
نهى : يا حبيبى كفاية الكلام ده , اوعدنى انك مش هتتكلم ف الموضوع ده تانى , اوعدنى انك تكمل حياتك و تعمل كل حاجة عشان دينا , هتسافر و تعمل العملية و ترجع توقف على رجليك تانى , ترجع مؤمن اللى نعرفه , مؤمن اللى دايما واقف فى ضهرنا و خايف علينا , اللى بيقوينا و يشجعنا دايما . عشانى و عشان دينا , هيا دلوقتى محتجالك اكتر من الاول , انتى اللى ليها ف الدنيا اوعى تتخلى عنها انتا كمان .
مؤمن : عمرى ما هتخلى  عنها , انا مش هقدر اعيش من غيرها , حاضر انا هعمل كل اللى اقدر عليه عشان اعوضها عن كل حاجة شافتها فى حياتها . 
نهى : احنا هنسافر كمان يومين , انا هحجز التذاكر و هجهز كل حاجة . 
مؤمن : ماشى يا نهى ... 
وبعد ان تربط نهى على كتفيه و تكون فى طريقها الى خارج الغرفة 
مؤمن : نهى .... ربنا يخليكى ليا ..
نهى : و يخليك ليا يا حبيبى . 

                           * * * * * * * * * * *
ياسمينة تتحدث مع صديقتها " علا " 
علا : ايه اللى انتى عملتيه ده ؟ 
ياسمينة : معرفش بقى ... هوا فاكر نفسه ايه ؟ .. عشان معيد يعنى و الكلية كلها هتموت عليه انه يكلم اى واحدة كدة 
علا : يا بنتى هوا ما عملش حاجة انتى  اللى دخلتى فيه شمال .
ياسمينة : معرفش , بس حسيت ان حد لازم يديله على دماغه . 
علا : ههههههههههه و الله انتى مجنونة ده الكلية كلها هتتهبل عليه , و انتى ببساطة احرجتيه لمجرد انه اتكلم معاكى . 
ياسمينة : يستاهل بقى .. 
علا : و الله هبلة ... 
ياسمينة :عادى .. كل الناس بتقولى كدة . 
علا : طيب هتعملى ايه بقى فى المجلة اللى علينا دى , احنا اصلا فريقنا مش كامل . 
ياسمينة : عادى , هشتغل انا وانتى و ميرنا بس , مش لازم الفريق يبقا 5 يعنى . 
علا : تمام , طيب انتى فكرتى هنعمل ايه بالظبط , عايزين حاجة ابتكارية , دى عليها اكتر من 30 درجة . 
ياسمينة : اااه عارفة .. خلاص خلينا بكرة نتجمع عندى ف البيت و نجهها سوا , ايه رايك ؟ 
علا : خلاص تمام , هبلغ ميرنا و هتفق معاها . 
ياسمينة  خلاص تمام . 

ربما كانت ياسمينة كباقى الفتيات معجبة ايضا بـ مراد .. ذلك الشاب الطويل الوسيم جدا , و لكنها بالطبع ليست كالأخريات ستجرى وراءه , لا بل ذلك دافع يجعلها تبعده عن طريقها اكثر , فقط ستخفى اعجابها به فى قلبها , و تلك الصور و الاشعارالتى تبدأ فى رسمها طوال المحاضرة ومنذ اللحظة الاولى ستكون كافيه لتخبرها كم هى حقا معجبه به . 

تقوم ياسمينة بتشغيل الأغانى كعادتها و تبدأ فى الندنة مع الاغنية ...

بتذكر آخر مرة شفتك سنتا
بتذكر وقتا آخر كلمة قلتا
وما عدت شفتك
وهلّق شفتك
كيفك إنت ملّا إنت

بتذكر آخر سهره سهرتا عنّا
بتذكر كان في وحدة مضايق منّا
هيدي إمّي
بتعتل همّي
منّك إنتا ملّا إنتا

كيفك قال عم بيقولوا صار عندك ولاد
أنا و الله كنت مفكّرتك برّات البلاد
شو بدّي بالبلاد
الله يخلّي الولاد
إي كيفك إنت ملّا إنت


يقطع صوت الاغانى سمع صوت صرخات يصدر من الشقة المجاورة .............

الأربعاء، 29 يناير 2014

لا تتركنى #4

الحلقة الرابعة 
* * * * * * 
الموت شئ صعب جدا , انه قضاء الله ولا احد خالد فى تلك الحياه , فجميعنا سنموت ذات يوم , و لكن احساس ان يكون هناك شخص قريب اليك قد رحمه الله و انتقل الى رحمة الله تعالى فإن ذلك شيئا صعبا جدا , يتحول كل شئ امامك الى سواد , و ذلك اللون الاسود الذى نرتديه و دائما ما يخبرنا احد ان " الحزن فى القلب "  ليس الا تعبيرا عما نشعر به , فقد تحولت الحياه امامنا الى اللون الاسود حقا .

الساعة العاشرة صباحا , ومازال اخى فى غرفته , لم ينم طوال الليل ,  دينا شبه نائمة فهى مازالت تبكى على صورة اخيها , حتى أمى لم تحدث احد بعد .

أذهب الى غرفة امى و اجلس بجوارها ...
نهى : ماما ... ماما عشان خاطرى قومى بقى .. انتى حابسة نفسك من امبارح , احنا محتاجينلك بجد .
ماجدة : اقوم ليه ؟؟ هاه ؟؟ عشان اشوف عيالى و هما بيضيعوا منى ؟ .. 
نهى : يا ماما ادعى لـ حمدى بالرحمه , انتى فاكرة انه هيكون مبسوط باللى انتى عاملاه ف نفسك ده ؟.. 
ماجدة : خلاص يا نهى , مفيش حاجة بقت ليها معنى اصلا , احنا الكبار عايشين ف الدنيا و الصغيرين يموتوا ...
وهنا انهارت "ماجدة" فى البكاء , فمنذ ان سمعت خبر الوفاه وهى لم تبكى , اخذت تبكى و هى تحمل صورة لاطفالها الخمس , نهى و دينا وعزة وحمدى و مؤمن . 
احتضنتها نهى و حاولت تهدئتها , ولكن فى البكاء راحة , كأننا ننفس عن ما لا نستطيع قوله . 
بعد دقائق طويلة من البكاء و التفوه بكلمات شتى تتذكر فيها ماجدة ذكريات لـ حمدى و مؤمن , و كيف انهما كانا لا يفترقان ابدا , و كيف منذ وفاه والدة حمدى و دينا و هما يعتبران ابناءها الذين لم تلدهم و لكنها بلا شك احبتهم كأبنائها . 
ماجدة : دينا عاملة ايه دلوقتى ؟؟ 
نهى : لسة زى ما هيا , نايمة و حاضنة صورة حمدى . 
ماجدة : انا هروح اشوفها , البنت ما بقالهاش حد غيرنا , خلى بالك منها يا نهى .
نهى : يا ماما انتى بتوصينى على اختى ؟ . ما تقلقيش دينا ف عنيا .
ماجدة : طيب قومى يا حبيبتى حضريلهم لقمة احسن دول ما اكلوش اى حاجة من امبارح . 
نهى : حاضر يا ماما , هروح بس اشوف مؤمن و بعدين هحضر الفطار . 

                          * * * * * * * * * * * 

مؤمن يجلس بجوار الشباك , تدخل نهى إلى الغرفة .
نهى : مؤمن .. عامل ايه دلوقتى ؟؟ ,, بردو مش هترد عليا ؟ 
نظر لها مؤمن كأنه لا يعلم ماذا يقول وماذا يفعل ..
نهى : يا مؤمن حرام عليك ؟؟... كفاية اللى انتا بتعمله ف  نفسك .. بردو مش هترد ....
سقطت دموع مؤمن و لكنه ما زال ثابتا فى مكانه , و بعد لحظات تركته نهى و خرجت من الغرفة . 

                           * * * * * *  * * * * 

حاولت نهى كثيرا ان ترغم دينا و مؤمن على تناول الطعام , و لكنهما رفضا .
دينا : هوا مؤمن كويس ؟ 
نهى : حابس نفسه فى الاوضة ومش بيتكلم خالص . 
دينا : انا عايزة اطمن عليه ممكن ؟؟
نهى : طبعا , تعالى اقعدى معاه ف الاوضة , يمكن يتكلم . 
دينا : ماشى . 

                       * * * * * * * * * * * * 

فى غرفة مؤمن , بعد ان ذهبت نهى الى الغرفة ومعها دينا , استأذنت نهى و تركتهما وحدهما . 
دينا تجلس على ركبتيها امام مؤمن , تحاول النظر اليه و لكنه يشيح بنظره بعيدا عنها , فهو لا يريد ان يواجه احد , خاصة هى , فهو يعلم كم كانت علاقتها بـ حمدى قوية جدا . 
دينا : هتفضل ساكت كدة ؟ .. هتفضل تهرب منى ؟ .. انتا فاكر انى كدة مبسوطة يعنى ؟ .. بدل ما تطمنى بتبعد عنى ؟؟ .. ليه كدة يا مؤمن ؟ 
سقطت دموع دينا و هى تتحدث .. لم يستطيع مؤمن تحمل ذلك فنظر لها , ثم وضع وجهها بين يديه واخذ يمسح دموعها , تحركت من مكانها وسحبت كرسيا و جلست فى مواجهته .
دينا : اتكلم عشانى يا مؤمن , طمنى , حسسنى انك لسة معايا , حسسنى انك هتفضل معايا , بلاش اللى انتا بتعمله ده عشان خاطرى , مش هقدر استحمل كل ده , صعب اوى انى احس اخويا ضاع منى و حبيبى مش بيرد عليا . 
نظر لها مؤمن , بكى و ضمها اليه و اخذ يربط على كتفها . لكنه ما زال صامتا , فقط صوت انين الدموع . 

* * * * * * * * * * * * *

دينا فؤاد الصرفى , فتاه فى التاسعة عشر من عمرها , طالبة بكلية الاداب , جميلة الملامح , قمحية البشرة و قصيرة الشعر , تحب الرسم و دائما ما تكون رسوماتها عبارة عن صورة لـ مؤمن حبيبها , فهما يعشقان بعضهما منذ الصغر , و لكن لا أحد يعلم من العائلة سوى حمدى و نهى , والان لا احد يعلم سوى نهى , كانا سيتزوجان بعد ان تنتهى من دراستها و بعد زواج نهى , فهى مازالت الابنة الاكبر. 


                        * * * * * * * * * * * 

تغادر نهى المنزل و تذهب الى المستشفى لتتابع اجراءات علاج مؤمن بالخارج , فهى مازالت تنتظر رد المستشفى فى المانيا . 

                       * * * * * * * * *  * * 
تعود ياسمينة من الكلية و تلقى بنفسها الى السرير و انهارت فى البكااء , ظلت لحظات على ذلك الحال , ثم أخذت تنقب فى درجها و اخرجت ورقا وصورا كثيرة واخذت تمزق فيها ............

قبل ذلك بثلاث شهور .....


ياسمينة فى  غرفتها , اللاب توب امامها , وصوت الاغانى يكاد يثقب الحوائط , و صوت ياسمينة العذب يردد الكلمات .

يا سمينة : و طول عمرى بدارى عليهم .. بدارى عليهم .. بخاف من النسمات لتجرح عنيهم .. و طول عمرى بدارى عليهم .. بدارى عليهم .. بخاف من النسمات لتجرح عنيهم .. ولكن يا ندم .. يا ندم ااه يا ندم .. دول خانوا للعشرة وباعوا للحب ونسيوه فى لحظة .
يرن الهاتف .. الساعة الثانية عشر .
ياسمينة : الو ... بابا ..  وحشتنى اووى .
فريد : انتى اكتر يا روحى .. عاملة ايه ؟؟
ياسمينة : الحمدلله .. انتا عامل ايه ؟؟... وحشتنى اوووووووى ..
فريد : انا كويس يا ياسمينتى .. مامى عاملة ايه ؟؟
ياسمينة : مامى زعلانة منك ..
فريد : اها .. يبقي انتى كمان عرفتى ..
ياسمينة : عرفت وزعلانة اوووى بردو .. يا بابى انتا وحشتنا جداا .. 
فريد : و انتوا كمان يا حبيبتى وحشتونى اووى .. بس اعمل ايه ؟؟ .. ظروف الشغل كدة 
ياسمينة : يا بابا دى تالت اجازة مش هتنزل فيها ..
فريد : معلش يا ياسو .. هعمل ايه يعنى ؟؟ 
ياسمينة : ماشى يا بابا .. ربنا يقويك .. بس ابقي اتصل بينا على طول .. وابقي صالح ماما عشان شكلها زعلانة اووى .
فريد : حاضر يا ياسو .. تؤمرينى بحاجة تانية .. الجميل يقول واحنا ننفذ على طول .
ياسمينة : ايوة اضحك عليا بكلمتين بقي .. عالعموم انا مش عايزة حاجة غير انى اشوفك انتا وماما مبسوطين 

فريد : واحنا مبسوطين طول ما حبيبتى مبسوطة .
ياسمينة : بس مامى مش مبسوطة خالص ..
فريد : انا هكلمها و هصالحلها .
ياسمينة : طيب انا عندى فكرة احسن .. ايه رأيك مامى تسافرلك المرة دى ؟؟
فريد : طيب وانتى ؟
ياسمينة : يا بابا انا مش صغيرة , عادى يعنى لما اقعد لوحدى يومين , بس هما يومين بس انا بقولك اهو , يعنى مش تاخد مامى عندك بقى وتنسانى . 
فريد : ههههههههههههه طيب ماشى , بس لو ماما وافقت بقى . 

                           * * * * * * * * * 

تذهب نهى الى المستشفى .. و يلمحها خالد من بعيد فيذهب فى اتجاهها ..... 

الاثنين، 27 يناير 2014

لا تتركنى #3

الحلقة الثالثة 
********

يرن هاتف نهى فيقطع تفكيرها , و لكنها سرعان ما تجيب على ذلك الاتصال .

نهى : الو .. ايه ؟؟.. مؤمن ؟.. هوا فى مستشفى ايه دلوقتى ؟؟ .. طيب انا جاية حالا ......

تجرى نهى سريعا و توقف سيارة اجرة لتذهب الى المستشفى , و كل ما تفكر به مؤمن و ما حدث له , فالمتصل اخبرها انه فى المستشفى , و لكنه لم يخبرها بما حدث , و من كثرة خوفها عليه لم يخطر حتى ببالها ان تتصل باى شخص ليكون معها فى المستشفى .

                          * * * * * * * * *  * * * 
قبل ذلك بثلاث ساعات ... 
فى الطريق من الغردقة الى القاهرة , شباب فى سيارتين , السياراتان بجوار بعضهما كأنهما خطين متوازيين , شباب فى اوائل سن العشرين , عائدون من عملهم باحدى الشواطئ السياحية , يمرحون معا كأطفال صغار 
علاء فى السيارة الاولى و معه بعض الاصدقاء .. و مؤمن وحمدى فى السيارة الثانية و معهم باقى الاصدقاء . 

حمدى : يا بنى اهدا شوية هتقلب بينا العربية .
مؤمن : الطريق فاضى قدامنا .. خلينا نطيرررررررررر 
حمدى : يا ابن المجنونة ...... 
مؤمن : انتا بتشتم امى ياض ؟؟ 
حمدى : خلاص يا عم مش قصدى ... بس هدى السرعة شوية عشان كدة مش هنوصل 
مؤمن : مبسوط .. مبسوط اووووووووووى ... أحلى اجازة ف حياتى ..
وائل : هههههههههه هتبقا احلى يا مؤمن لو هديت السرعة شوية .
مؤمن : و النبى يا عم وائل خليك ف حالك ف الكرسى اللى ورا ده .. انتا اللى مارضتش تسوق 
وائل : طيب بص قداامك ...
حمدى : حااااسب يا مؤمن ........

                          * * * * * * * * *  * 

مؤمن توفيق الصرفى .. شاب فى الثانية و العشرين من عمره , تخرج فى كلية التجارة منذ شهر واحد , و عمل بأحدى الشؤاطئ السياحية بـ الغردقة , هو بالطبع اصغر اخواته ( نهى و عزة ) , و علاقته بـ نهى قوية جدا , فالفرق بينهما ليس كبير , لذلك كانا كالصديقين الحميمين يخبران بعضهما كل شئ .

اما عن حمدى فؤاد الصرفى فهو فى الثالثة و العشرين من عمره , و تخرج فى كلية السياحة فى نفس العام , و عمل مع ابن عمه مؤمن فى الغردقة , كان قريب جدا من مؤمن كالاخيين لا يفترقا عن بعضهما , خاصة بعد وفاه والدته وهو فى سن الثانية عشر  فاصبحت " ماجدة " والدة مؤمن كأمه بالضبط , و كانت تعتبر  " دينا " اخته كابنتها و لم تشعرها يوما بانها يتيمة الام . 

                           * * * * * * * * * * 

تصل الى المستشفى و يستقبلها صديقه علاء , فقد التقت به من قبل و يعرفان بعضهما حق المعرفة , تساله عما حدث و هى فى حالة من الهلع و الفزع .
علاء : كنا نازلين اجازة اسبوع , وهوا قال يعملهالكوا مفاجأة , كان ف العربية اللى قدامنا ومعاه اتنين من صحابنا , و عملوا حادثة على الطريق الصحراوى .

قال علاء تلك الكلمات و قد خانته دموعه و شرع فى البكاء قبل ان يكمل حديثه . 
وقعت تلك الكلمات كالصاعقة على مسامع نهى , تراجعت الى الوراء و القت بظهرها الى ذلك الحائط , ثم نظرت له بنظرات دامعة و ممزوجة بالدهشة , كأن هناك صراعا بعقلها يحاول ان يتوقع ما حدث لـ مؤمن . 
نهى : مؤمن حصله حاجة ؟؟ .. رد عليا .. مؤمن فين ؟؟
قالت تلك الكلمات بصوت صارخ ناتج عن كثرة دموعها . 
علاء : مؤمن فى اوضة العمليات , و حالته صعبة اوى , الدكاترة بيحاولوا ينقذوه .
نهى : يعنى ايه ؟؟ .. اخويا ممكن يموت , ممكن ما نشوفهوش تانى .
علاء : اهدى يا نهى , ان شاء الله هيبقى كويس , ادعيله . 
نهى : اقول لماما ايه ؟... دى ممكن تموت فيها لو جراله حاجة .
علاء : عشان كدة ما رضيتش اتصل عالبيت و كلمتك انتى , انا عارف انك اقوى من كدة , خليكى قوية عشان مامتك و باباكى يا نهى .
نهى : انا لازم اكلم بابا , هقوله يجى على هنا , بس ازاى .؟؟.. كدة ماما هتعرف , اعمل ايه ؟
علاء : بلاش تكلمى باباكى .... عشان ... عشااان .....
نهى : عشان ايه ؟؟... هااه .. فى ايه تانى ؟؟.. 
علاء : حمدى .... 
نهى : حمدى ... حمدى ابن عمى .. كان معاكوا ؟؟ 
علاء : ااه .. كان معانا .. 
نهى : حصله حاجة ؟؟... هاه ؟؟ 
علاء : البقاء لله . 

كانت تلك الكلمة بمسابة الضربة القاضية بالنسبة لـ نهى .. اخيها فى حالة خطرة و ابن عمها قد رحمه الله .. اى عذاب هذا ؟ .. 
جلست مكانها و لم تقوى على النطق بأى كلمة اخرى , فقط دموع غزيرة , و نظرة ثابتة , و جسد اشبه بالمشلول , فكيف ستخبر ابيها بذلك , و ماذا ستفعل ان حدث شئ لـ مؤمن , و كيف ستخبر دينا ان اخيها توفاه الله ,  لم تنسى قط عمها و ماذا سيفعل بدون ابنه الوحيد , فهو كل ما يملك فى تلك الحياه , لم تكن تقوى على اى شئ , فقط الصمت . 

قطع تلك اللحظات المريرة صوت علاء و هو يحدث الدكتور الذى خرج توا من غرفة العمليات 
علاء : هاه يا دكتور طمنى .
الدكتور : احنا حاولنا كتير بس ... الحادثة كانت صعبة شوية و أثرت عليه .
علاء : قصدك ايه ؟.. 
الدكتور : للاسف الحادثة اصابت الحبل الشوكى , و ده هيسبب شلل سفلى . 
نهى : يعنى ايه ؟.. اخويا مش هيقدر يوقف على رجليه تانى ؟؟؟ .. احنا ممكن نسفره بره .. نعمله اى عملية .. بس يوقف على رجليه تانى . 
الدكتور : احنا نتمنى من ربنا ان يكون فى عملية تقدر تنقذه .. بس الامل ضعيف .. لو حابين نعمل تقرير شامل و حضرتك ممكن تبعتيه لمستشفيات المانيا , مش هكدب عليكى الطب هناك اتقدم جدا و العمليات دى بتكون فرصتها اكتر هناك . 
علاء : يا ريت يا دكتور .. احنا ممكن نعمل اى حاجة بس هوا يقوم بالسلامة .
الدكتور : انا هبعت الملف بتاعه لمستشفى ف المانيا و نشوف الحالة يقدروا ينقذوها ولا لأ ..
نهى : ااه ... اخويا لازم يوقف على رجليه .. 

يتركهما الدكتور و يذهب .. و تجلس نهى على الكرسى المجاور للغرفة و تبكى , ثم تحمل هاتفها و تتصل بـ حسن زوج اختها .
نهى : حسن .. 
حسن : ايه يا نهى ؟... بتعيطى ليه ؟؟
نهى : انتا ف البيت ؟؟ 
حسن : لا فى الطريق اهو قربت اوصل .. انتى فين ؟؟
نهى : انا ف المستشفى .. هات عزة وتعالى .. محتجاكوا جمبى 
حسن : مستشفى ليه ؟؟.. انتى كويسة ؟؟ 
نهى : مش انا .. مؤمن يا حسن ... مؤمن عمل حادثة وممكن ما يوقفش على رجله تانى .. وحمدى مات ... 
حسن : ايه اللى انتى بتقوليه ده ؟؟ ادينى العنوان .. انا جاى حالا ..

                        * * * * * * * * * * * 
حينما علم عمى و ابى ما حدث تحول وجههما الى الشيب الشديد , عمى اصبح كالميت الذى لم يتوقف قلبه بعد ولكنه ميت لا محال , كان من الصعب اخبارهما بوفاه حمدى , حتى انا كان من الصعب بالنسبة الىّ تصديق ذلك , و لكنهما سيعرفان لا محال , اما امى , فحالتها مختلفة تمام , لم تبكى , و لكنها دخلت الى غرفتها و لم تحدث اى احد , طلبنا منها البكاء و لكنها لم تجيبنا حتى , كانت الصدمة  اكبر من ان تصدق , و لكن البكاء يريح احيانا , و لا تدعانى اتطرق الى دينا , ابنه عمى التى لم تستحمل الصدمة و آتتها حالة من الانهيار العصبى فأخذت تكسر كل شئ حولها و هى تبكى و تصرخ , حتى وقعت مغشيا عليها .

عزاء .. كل شئ اسود اللون .. حالة صعبة جدا امر بها انا و اهلى , كأن البيت تحول الى مقبرة كل ما بها باللون الاسود ,  لا اتحمل رؤية اهلى بذلك اللون .. ولا اعنى لون الملابس , بل اللون الذى ارتسم على وجوههم , موت حمدى قد اثر بالجميع , الى جانب ان مؤمن يجلس على كرسى متحرك و لا يتفوه بكلمة واحدة , فقد رفض النطق بعد موت اخيه الذى لم تلده امه , و ربما كان ذلك بسبب شعوره بالذنب  , فهو من كان يقود تلك السيارة , لا اتحمل رؤيته هكذا , فهو يرفض التحدث حتى الىّ , فقط يحبس نفسه بغرفته ولا يريد ان يقابل احد . 

                               * * * * * * * * * 

بعد رحيل الناس الذين جاءوا ليحضروا العزاء , ذهبت الى غرفة اخى , كان يجلس فى كرسيه المتحرك بجوار الشباك , و لم يلتفت حتى الىّ عند دخولى الغرفة , جلست بجانبه , و وضعت يدى على يده ... 
نهى : مؤمن .. مؤمن عشان خاطرى رد عليا .. انا محتجالك .. محتاجة اسمع صوتك .. و دينا كمان محتجالك .. انتا عارف ان حمدى كان كل حاجة بالنسبالها .
دمعت عيناه و سقطت اول قطره على يدى ... نظرت له و حاولت ان اجعله يتحدث الىّ .. لكنه اشاح بنظره بعيدا عنى . 
كأنه يحاول الهرب , لا يريد ان يتحدث عما حدث . 
نهى : يا مؤمن حرام اللى انتا بتعمله ف نفسك ده , انتا مالكش ذنب فى اللى حصل , ده  قضاء ربنا . 

و هنا يدخل حسن الى الغرفة ويخبرها ان تذهب لتطمأن على دينا , و التى بعد ما حدث اصرت نهى على ان تمكث معها فى نفس الغرفة , حتى عمها فقد اصر والد نهى ان يبقى معهم فى المنزل ولا يغادر , فربما كان ذلك لابعادهم عن المنزل الذى سيذكرهم بـ حمدى . 

                             * * * * * * * * * * 

تذهب نهى الى دينا , و التى منذ ان علمت بالخبر اعطاها الطبيب حقنة مهدئة و تركها ترتاح بالسرير ,  تدلف الى الغرفة تجدها مازالت نائمة على السرير و دموعها صامتة و هى تحتضن صورة اخيها الوحيد حمدى .

نهى : دينا .. عاملة ايه دلوقتى ؟؟ 
دينا : حمدى مات يا نهى , اخويا مات , مات و سابنى لوحدى , هوا وماما سابونى , ليه ؟؟.. طيب انا هعيش لمين ؟؟ .. ليه ما اخدتنيش معاهم ؟؟... ليه سبتنى لوحدى هنا ؟؟.. 
نهى : بس يا دينا .. بس ابوس ايدك .. ادعيله بالرحمة .. و بلاش تكفرى بربنا ..
دينا : ربنا يرحمه .. ربنا يرحمه ... 

القت دينا بنفسها فى حضن نهى .. واخذت تبكى دون توقف ..

                        * * * * * * * * * * * * 

عزة و معها مروان .. واخذت تصلى وتدعى لـ حمدى بالرحمة و تدعى لشفاء اخيها ... 
اقترب منها منها مروان و هى تجلس فى الارض بعد ان انهت صلاتها ..
مروان : ماما .. هو انتوا ليه لابسين اسود ؟؟ .. و انتى رافعة ايدك و بتكلمى ميين ؟؟ 
عزة : بدعى لخالو مؤمن .. و خاله حمدى .. ادعيله يا مروان .. ادعى ربنا يرحم خالو حمدى و يشفى خالو مؤمن . 
نظر لها مروان ابن الرابعة و لم يكن يعىّ الموقف .. فقد بدأ بتقليد والدته .. فرفع يده الى السماء و قال : ربنا يشفيك يا خالو مؤمن .. و ربنا يرحمك يا خالو حمدى و يخليك لينا .. 
وهنا انهارت عزة فى البكاء , فكلمات الطفل الصغير بريئة جدا , هو لا يفهم معنى الموت . 

                           * * * * * * * * * * * * 

تعود ياسمينة من الكلية و تلقى بنفسها الى السرير و انهارت فى البكااء , ظلت لحظات على ذلك الحال , ثم أخذت تنقب فى درجها و اخرجت ورقا وصورا كثيرة واخذت تمزق فيها ............



السبت، 25 يناير 2014

لا تتركنى #2

الحلقة الثانية
*********

خالد : بس انا مش عايز الكتب الكتير دى .. انا عايز روايتك انتى .. رواية نهى الصرفى
نهى : ............
خالد : انتى مرتبطة يا نهى ؟؟
نهى : ...................
خالد : لو السؤال مضايقك ممكن ما تجاوبيش
نهى : مش حكاية مضايقنى او لا .. بس متوقعتش السؤال ده خالص
خالد : ليه ؟؟
نهى : يعنى غريبة .. انا بقالى كتير جدااا ما فكرتش ف الكلمة دى .. و الارتباط ف حد ذاته كمان شئ بعيد عن تفكيرى تماما
خالد : بعيد عن تفكيرك !! .. ازااى بقى ممكن افهم ؟
نهى : انتا مش شايف ان كلمة ارتباط دى بقت صغيرة عليا شوية ؟.. انا عندى خمسة وعشرين سنة .. يعنى اتخرجت من الجامعة من زمان .. و الارتباط ده كلمة بنضحك بيها على نفسنا و احنا ف الكلية .. مجرد روتين بنعمله لان كل اللى حوالنا بيعملوه .. بس احنا خلاص كبرنا و جربنا الواقع و اكيد الكلمة دى مالهاش وجود ف حياتنا دلوقتى
خالد : حد قالك قبل كدة انك جميلة اووى ؟؟
نهى : هوا انا المفروض اتكسف و ابص ف الارض و اقولك بجد ؟؟؟ ... ااه كتير قالولى انى جميلة اووى بس ف الاخر مش بتحسب على قوة البنات لان حياتى المهنية اخدت كتير اوى من وقتى لدرجة انى مش بلاحظ الكلام ده .
خالد : حلوة الجراءة و التلقائية دى .. بجد اول مرة اشوف بنت بتتكلم كدة .. بتتصرف على طبيعتها من غير ما تخاف من حاجة سواء اللى بتتكلم معاه تعرفه او ما تعرفوش
نهى : هوا انتا هتموتنى لو الاجابة مش عجبتك ؟؟
خالد : قصدك ايه ؟
نهى : يعنى احنا بنتكلم وانتا بتسالنى المفروض اجاوب الاجابة الى ترضينى مش اللى ترضيك ؟... و ايه اللى يخلينى مش اقول كل اللى انا شايفاه صح .. مش مهم انتا شايفه ايه لان الموضوع لو على رايك فانتا جاوب على نفسك بالرأى اللى يرضيك .. عشان كدة لازم اجاوب بتلقائية و جراءة لان ده رأيي انا . 

نظر لها خالد نظرات تعجب وممزوجة بابتسامة تدل على شدة اعجابه بها , فهى حقا شخصية نادرة , تهاجمك كـ لبوة شرسة و لكنها تقنعك و تأسرك كـ قطة بيضاء حديثة الولاده , شخصية ارستقراطية . 
انتهى ذلك اللقاء المدبر سريعا , و لكنه كان حافلا بالمعلومات المتبادلة بين الطرفين , كانت بالنسبة لـ نهى تجربة فريدة من نوعها , و لكنها تجربة بدائية ,و بالرغم من ذلك وجدت نفسها لم تعرف عنه شيئا , فشخصيتها لم تسمح له بالحديث بل اعطته مجالا لايماء الرأس فقط اعرابا عن تعجبه بها , عادت الى المنزل و ظلت تحدق لنفسها فى المرآه , فقد حاولت كثيرا ان تغير من ذلك الطبع الذى يغلب عليها , تلك الشخصية التى لطالما شعرت بان الكلام الموجه لها ما هو الا نقدا تريد الرد عليه سريعا قبل ان تسمح لمحدثها ان ينطق بكلمة اخرى . 

                           * * * * * * * * * * 

ياسمينه .. ياسمينة وسط الورود عطرة .. غريبة الشكل والملامح .. غريبة الطبع والصفات .. اختلافها هذا ما يميزها و يجعلها نادرة .. فهى واحدة فقط لم ولن تتكرر .. شابة فى التاسعة عشر من عمرها .. الاسم ياسمينة .. و كل ما بها يشبه زهرة الياسمين ..
منذ يوم ولادتها و الكل مختلف حولها .. حينما كانت بنت الساعتين اختلفوا فى اسمها .. فهناك من قال ندعوها باسم الشروق .. فقد انارت حياه والديها عند ولادتها .. وهناك من قال لنسميها وردة فهى زهرة الاجداد و الاعمام .. و لكن اصر والدها على ان يطلق عليها ياسمين فقد كانت والدتها عاشقة لزهرة الياسمين .. و لكن تم تعديل الاسم ليصبح ياسمينه .. ياسمينة واحدة فقط .. لانها حقا واحدة فقط ...
عملة نادرة فى زمن لا قيمة للجمال به .. قد تكون ملامحها مختلفة .. هى ليست بذلك الجمال الاخاذ الذى يذيب من حوله عشقا .. ليست ببيضاء او شقراء .. و لكنها مميزة بشئ يطغى على الجمال الاجنبى .. وسامة لم يعهد لها احدا من قبل .. ذلك الشعر البنى و العيون العسلية و البشرة الخمرية التى تدل على الملامح المصرية .. الصوت العذب الرقيق و الايدى الصغيرة الناعمة .. فكل معانى الانوثة متمثلة بها .
بالرغم من ان ما ذكر لا يمثل اختلافا كبيرا عمن حولها .. فتلك الملامح المصرية ليست مميزة بالنسبة للمصريين .. ولكن حين يأتى الحديث عن ياسمينة فان الوضع يختلف تمام .. فهناك شئ غريب بها .. شئ لا يعلمه احد .. ولا حتى هى .. 

اول يوم فى الجامعة ,  جميع الفتيات متأنقات كأنهن ذاهبات الى حفل زفاف , ملابس مختلفة الاشكال والالوان , فـ هناك تلك الفساتين القصيرة و الجوارب الملتصقة بالاجساد و هناك تلك البناطيل من خامة " الجينز " و فوقها قطع من القماش كانها لصقت بالاجساد , و بالطبع كان المنظر اشبه بمهرجان للطرح الفاقعة اللون التى قد تسبب لك عمى الوان من شدة " البهرجة " , و دعونا لا ننسى الاشكال الغريبة التى لا كلمة توصفها حقا , فلا احد يعلم ما تلك الاشياء فوق رؤوس الفتيات , شيئا غريب كانها تخفى شيئا تحت " الطرحة " شيئا ضخما يجعل من رأسها رأسين متلاصقيين , و هذا بالاضافة الى ذلك الزى الملتف حول جبهتهن , شيئا غريبا حقا .
منذ اختراع الالوان الفسفورية و لم يعد للموضة رونقا , و بالرغم من كل ذلك كانت هناك فتاه غريبة تظهر بوضوح و الجميع ينظر لها لانها مختلفة , فيبدو انها لم تعلم انها ذاهبة الى الجامعة لذلك لم ترتدى الزى المناسب , فقد اكتفت بذلك " الجينز الازرق " و " البادى الابيض " و تركت شعرها ينساب على ظهرها دون ان تصنع منه " نجفة " تعلو رأسها , كان المنظر غير مألوف بالنسبة لجميع الفتايات , و لكنها حتما بالنسبة لبعض الشخاص فى منتهى الشياكة و الاناقة , و تلك الحقيبة التى  تحملها من ماركة برادا , اضفت رونقا على شياكتها البسيطة . 

تدخل الى المدرج بعد ان عانت كثيرا فى نقل جدول المحاضرات , و بعد نصف ساعة من الانتظار الممل يدلف من الباب شاب اسمر طويل يرتدى بدلة سوداء و قميص باللون الارجوانى الهادئ و يحمل شنطة لاب توب سوداء . كان انيقا جدا و وسيما جدا جدا , و بعد ان كانت اصوات الثرثرة تجوب المكان , تحول المكان الى صحراء لا صوت فيها مع دخول ذلك الشاب ,  وضع حقيبته و اخرج منها دفتر ما , حمل " المايك " و بدأ فى تقديم نفسه .

" اهلا , اعرفكم بنفسى , انا مراد المغربى , مدرس مساعد " معيد "  فى الكلية وهكون معاكوا فى مقرر " مدخل الى الصحافة " , طبعا بما ان ده اول يوم لينا ف السنة الدراسية فـ اكيد محدش عايز يبدأ الدراسة النهاردة , بس خلينا نتكلم عن المقرر بشكل عام و يعنى ايه كلية اعلام , و ليه كلنا دخلنا اعلام ................................

ظل مراد يتحدث و لم تنتبه ياسمينة لحديثة , فقد اخرجت دفتر ملاحظات و كتبت به شيئا ما و اعادته الى مكانه مع سماع كلمة " نتقابل المحاضرة الجاية ان شاء الله " . 
اخذت حقيبتها و غادرت المدرج ,  اجرت بعد ذلك مكالمة هاتفية و ظلت واقفة ما يقارب نصف ساعة حتى وصلت سيارة امام الكلية اخذتها و رحلت .

                   * * * * * * * * * * * * 

لم تنتبه نهى الى الوقت الا حينما سمعت صوت آذان الفجر فى المسجد القريب من منزلها , فأخذت تتمطع و تفرد يديها امامها و تحرك رأسها يمينا ويسارا , نظرت مرة اخرى الى شاشة اللاب توب و ضغطت زر " Save " و اغلقت الصفحة . 
بعد ان ادت فروض صلاه الفجر و قرأت القليل من آيات القرآن , ذهبت الى سريرها و اخذت تفكر قليلا بلقاءها مع خالد , فهو لم يذكر شيئا صراحة ولكن اللقاء معروف الهدف منه , و لكن ان كان حقا الموضوع عبارة عن زواج مدبر , هل تقبل به ؟ , هل تقبل ان تتزوج بذلك التقليد العتيق ؟؟ , فتاه متعلمة و مثقفة مثلها لما ستفكر به كـ زوجا لها ؟ , و لكن من الجانب الاخر فهى لسيت بفتاه صغيرة السن ستملى شروطها عليه , و لكنها بالرغم من ذلك ليست مجبرة على ان توافق .

                        * * * * * * * * * * * 

نهى فى المكتب تستند بظهرها الى الكرسى و تنظر الى السقف , ما زالت تفكر بتلك الرواية , حملت حقيبتها و غادرت المكتب و اتجهت الى المقهى التى اعتادت الجلوس به , فتحت اللاب توب و بدأت فى قراءة ما كتبته من قبل ثم اخذت فى الضغط على المفاتيح الصغيرة امامها .
                     
                    * * * * * * * * * * * * * 

نجلاء : ياسمينة .. ياسو .
ياسمينة : ايوة يا ماما جاية حالا ..
و تركض ياسمينة كطفلة صغيرة لا يتعدى عمرها التسع سنوات ..
وتقف وهى تلهث امام والدتها بالرغم من ان الغرفة لا تبعد كثيرا عن المطبخ .
نجلاء : ايه يا بنتى ..  طيب خدى نفسك .
ياسمينة : ايوة يا مزتى .
نجلاء : يا بت مش هتبطلى الالفاظ دى ؟؟. مش عارفة انتوا بتجيبوا الكلام ده منين ؟؟
ياسمينة : من المجتمع يا نوجة .. ما انتى عارفة بقي . احنا بقينا ف مجتمع مفتوح اووى , الكلية والنت و الفيس بوك و التويتر و..............
نجلاء : بس .. بس .. بس ... ايه كل ده ؟؟
ياسمينة : تكنولوجيا يا موزة ..
نجلاء : يا سلام ؟؟.. وهيا التكنولوجيا اللى علمتك الكلمة اللى مالهاش معنى دى ؟؟
ياسمينة : لا .. دى عرفتها من الشارع .
نجلاء : شارع ؟؟....طيب يا ختى .
ياسمية و هى فى طريقها للابتعاد عن المطبخ ...تعود ادراجها مرة اخرى ...
ياسمينة : صحيح يا مامى .. انتى كنتى بتنادى عليا ليه اصلا ؟؟
نجلاء : يوووووة .. نستينى .. خدى عملتلك النسكافيه بتاعك .. وخدى الكيك ده كمان .
ياسمينة : مااشى .. ميرسى يا نوجة .. فى حاجة كمان ؟؟
نجلاء : ااه .. كفاياكى كدة .. الساعة بقت 11 . مش ناوية تنامى ؟؟
ياسمينة : كمان ساعة .. هخلص بس مقالات كدة و هنام .
نجلاء : مقالات بردو ولا الكلام مع اصحابك على الفيس ؟؟
ياسمينة : يا ماما ما احنا بنخلص اللى ورانا سوا على الفيس . شات بقي .
نجلاء : ما انتى كدة مش هتخلصى اللى وراكى ... 
ياسمينة : اية يا موزتى مالك متعصبة كدة ليه ؟؟
نجلاء : ولا حاجة . روحى يالا خلصى اللى وراكى عشان تنامى .
ياسمينة : لا . هوا انا مش عارفاكى .. مالك ؟؟
نجلاء : ولا حاجة .. روحى انتى ما تقلقيش نفسك 
ياسمينة : مامى .......
لم تجد نجلاء مفر من ان تخبرها , فهى تعلم جيدا انها لن تحل عنها حتى تعرف كل شئ . 
نجلاء : ابوكى كلمنى وهيتأخر المرة دى ..
ياسمينة : هيتأخر اد ايه ؟؟
نجلاء : مش هينزل الاجازة دى .. يعنى مش قبل 3 شهور على ما ياخد اجازة 
ياسمينة : هوا ده اللى مضايقك يا قمر ؟؟ .. ولا تزعلى نفسك خالص . سافريله انتى  . اهو منها تغيرى جو .. وتشوفى المز بتاعك بقي 
تضربها نجلاء على يدها على سبيل المزاح ..
نجلاء : لمى نفسك يا جزمة .. ايه مز دى ؟؟
ياسمينة : ايوة يا نوجة .. صراحة يعنى الراجل جوزك ده حليوة كدة ويتعاكس 
نجلاء : بنت .....
ياسمينة : ههههههه .. طيب طيب خلاص .. ما تضايقيش نفسك بقي ... يالا قومى نامى و انا هخلص اللى ورايا وهنام .
نجلاء : طيب .. تصبحى على خير يا حبيبتى .
ياسمينة : وانتى من اهله يا مامى ..

كانت العلاقة بين نجلاء و ياسمينة كعلاقة صديقتين حميمتين , دائما ما يمازحان بعضهما و يعشق كل منهما الاخر  , اما عن الاب الحنون " فريد " فهو شخصية مرحة طيبة القلب و بالرغم من غيابه المستمر بحكم عمله كـ مهندس بحري , الا ان علاقته باسرته قوية جدا , فهو يعلم كل شئ عن ياسمينة و دائما ما يتحدثان , و  بالطبع علاقته بزوجته " نجلاء " قوية جدا فهما مثال لقصص العشق التى نعرفها جميعا . 

                          * * * * * * * *  * * * *

يرن هاتف نهى فيقطع تفكيرها , و لكنها سرعان ما تجيب على ذلك الاتصال .
نهى : الو .. ايه ؟؟.. مؤمن ؟.. هوا فى مستشفى ايه دلوقتى ؟؟ .. طيب انا جاية حالا ......

تجرى نهى سريعا و توقف سيارة اجرة لتذهب الى المستشفى , و كل ما تفكر به مؤمن و ما حدث له , فالمتصل اخبرها انه فى المستشفى , و لكنه لم يخبرها بما حدث , و من كثرة خوفها عليه لم يخطر حتى ببالها ان تتصل باى شخص ليكون معها فى المستشفى . 

لا تتركنى #1

الحلقة الاولى
*********
حينما ابدا فى كتابة شئ ما قد يصيبنى نوعا من الحيرة و الكثير من الشك و بالطبع القليل من الارق . فافكر بكل كلمة سوف اكتبها و ما سيئول اليه الامر فى النهاية . اجعل نهاية المقال او الرواية او القصة او ايا كان ما اكتبه سعيدة ام حزينة . مفتوحة ام ينتهى بها الغموض مع اخر كلمة . فقد اجعلها سعيدة لارضى بعض القراء فالبعض يستشيط غضبا من النهايات الحزينة التى يموت بها البطل او البطلة و تلك النهايات المفتوحة تثير الكثير من الاسألة و يجب ان اجيب على تلك الاسألة حتى ينتهى الحوار إرضاءا للقارئ . كأننى تركت النهاية مفتوحة حتى اكتب لكل شخص النهاية التى ترضيه .

فعندما اذكر تلك النهايات السعيدة التى لا تمط الواقع بصلة . لا ارضى نفسى بل ارضى ذلك الحلم البعيد الذى دائما ما نراه فى خيالنا .

والان انا فى مكتبى احاول ان اخرج ببعض الكلمات التى تعبر عن الواقع الحالى . فموعد تسليم ذلك المقال غدا . لا اعلم لما اكتب الان وعن ماذا اكتب . فأنا منشغلة جدا بتلك الرواية التى بدأت فى كتابتها من ثلاث اسابيع و هى الان فى ذروة الاحداث و كل ما افكر به هو تكملة الارواية واحداثها . كأن شخصيتى كـ صحافية تلاشت او سكن جسدى روح اخرى هى فى الغالب تلك الشخصية التى اكتب عنها فى روايتى . فأنا اتأثر كثيرا بالشخصية التى اكتب عنها . كانها روحا تتملكنى و تسيطر على شخصيتى و تصرفاتى .. اتذكر امى حينما نعتتنى بالمجنونة حينما كنت احدث نفسى واتصرف بغرابة منذ حوالى اربعة اشهر . فقد كنت متأثرة جدا بشخصية البطلة فى روايتى الاخيرة , و التى كانت اول رواية يتم نشرها , فقد كنت انشر رواياتى على صفحات الانترنت من قبل . وكنت غالبا امثل كل مشهد ذكرته فى روايتى . فالكتّاب حقا مجانيين . وانا واحدة منهم . و لكنى اعشق ذلك الجنون . فهو يجدد من حياتى و يجعل لها معنى مختلفا . و بالطبع من حولى يراه واقعا متخلفا وليس مختلفا .

حسنا ... احتاج الى التركيز الان . مازالت الصفحة امامى بيضاء ولم اكتب اى كلمة من ذلك المقال . ربما اكتب عن الثورة . لا فالجميع يتحدث عن المشهد السياسى . وجدتها سأتحدث عن الحب . ولكن من سيقرأ شيئا عن الحب فى ظل الاحداث التى نعيشها . اااااااااه .. انا احدث نفسى الان فحتما اصبت بالجنون .. و لكنى سأجد ما اكتبه فى اى لحظة . فقط احتاج الى الالهام .

تدق الساعة الخاامسة ومازلت فى مكتبى ...

الحُلم هوا ما نملك تلك الايام , احيانا نهرب من حياتنا و نبقى فى الفراش لنحلم بعالم اخر , و قد نعيش فى اعماق الكتب و الروايات الرومانسة لنهرب من واقعنا الاليم , فنحن جيل لم يعد يستقيظ على صوت العصافير كما فى الماضى و لكننا اصبحنا نستيقظ على صوت الطائرات الحربية التى تحوم حول بيوتنا ليلا ونهارا , كانهم ملّوا من التواجد على الارض فقرروا ان يظلوا فوق سمائنا , فـ حتى احلامنا اوشكت على الضياع بسبب تلك الاصوات المزعجة . اتذكر انى قرأت تقرير من قبل فى احد الصحف او على احدى صفحات الانترنت حول الاشخاص الذين استطاعوا تحقيق احلامهم و كانت فى نهاية تحمل جملة جميلة اعجبتى " الكثير ينام ليحلم ولكن البعض يستيقظ باكرا لتحقيق ذلك الحلم " . و لكن من ستحدث فى تلك الايام . فنحن جيل لم يتربى على السعى لتحقيق حلمه , فقط تعلم كيف يحلم , حتى الاحلام اصابها العجز و اقتصرت على ان تكون خيالات فى عقولنا المشوشة .

ومازال الحلم بان تصبح مصر أفضل يراودنا جميعا و لكن لا يتحرك احد لتحقيق ذلك الحلم , فقط نكتفى بذكر حلمنا و ننتظر ان يتحقق وحده , او نطالب حكومتنا بتحقيق ذلك الحلم دون ان نبذل جهدا لتحقيقه , بالرغم من ان التنفيذ سهل جدا , فقط يجب ان يلتزم كل منا بعمله و يتقنه , لكن لا حياه لمن تنادى , فأى شخص يقوم بعمل ما لا يفعله سوى لقضاء الغرض فقط , أولئك الاشخاص الذين يعملون بالمكاتب يملون من عملهم جدا ولكن لا خيار لديهم , فقهم يعملون تأدية واجب كما يقال , و حتى الشباب الذى يدرس لا يتعلم شيئا , فقد تعود على حفظ المعلومات كما هى حتى يكتبها فى ورقة الامتحان للمرة الاولى و الاخيرة , فهو لا يريد ان يحتفظ حتى بالمعلومة فى عقله , فهو لا يريد ان يحمل عقله فوق طاقته , و هكذا اصبحت مصر , اشخاص ينادون بالتغيير دون ان يغيروا بأنفسهم ودون ان يحاولوا ان يغييروا هم بأيديهم حال البلد , واشخاص اخرون يلعنون من يريد التغيير فهم يشعرون براحة ف الوضع الحالى و يريدون كل شئ على ما هو عليه , فقد تعبوا من التظاهرات و الاعتصامات و كل ذلك , و اشخاص نادرون يحاولون التغيير بانفسهم عن طريق تحقيق احلامهم , و بالطبع هم القلة المغمورة الذين لا صوت لهم , وان ظهروا فى المجتمع فأنهم يصبحون بلهاء و حمقى فقط لانهم يعملون بكل جهد و كدّ حتى يصلوا الى غايتهم و يحققوا اهدافهم المنشودة .

و هنا يبقى السؤال .. هل حقا ضاع الحلم ؟؟ ...


لم انتبه الى شئ وانا انظر الى شاشة جهاز الكمبيوتر فى مكتبى .. توقفت عن الكتابة حين دقت الساعة السادسة .. و غادرت المكتب .. فـ لدى موعد مهم جدا على العشاء و يجب ان أتأهب لذلك الموعد .

                       * * * *  * *  * * *
نهى ..شابة فى سن الخامسة و العشرين , بيضاء البشرة واسعة العيون ذات اللون العسلى الجذاب , جسدها فى قمة الرشاقة كأنها احدى عارضات الازياء , حتى شعرها يدل على ذلك فهى تملك شعرا بنيا طويل و خصلات الشعر القصيرة عند وجنتها و التى دائما ما تكون منسابة بعناية حول وجهها , و لكنها تخفى كل ذلك بتلك القماشة التى تدعى ( طرحة ) .
صحافية و كاتبة شابة من المواهب الصاعدة . تخرجت فى كلية الاعلام جامعة القاهرة و بدأت بعد ذلك عملها فى احدى الصحف الاسبوعية . صدرت لها رواية و هى الان فى صدد اصدار رواية اخرى تسيطر على كل تفكيرها , فربما لانها توصف جزء من حياتها يجعلها تهاب ان تذكره ولكنها بالرغم من ذلك تكتب عنه .

                      * * * * * * * * * * 


تصل نهى الى منزلها و تجد اختها الكبرى " عزة " و ابنها " مروان " و بالطبع يستقبلانها بالقبلات الحارة , ثم تتركهما و تدخل الى غرفتها حتى تغير ملابسها استعدادا لذلك العشاء الهام و الذى لا تعرف عنه شيئا فى الواقع سوى انه عشاء هام , ولكنها تلبى رغبة زوج اختها و الذى تعتبره كأخ كبير لها و تحترمه جدا , و تحبه جدا لانه يحب اختها و يسعدها دائما , فهى دائما تتمنى لاختها السعادة و الراحة .


يصل زوج اختها " حسن " و بعد السلام على الوالديين يغادر حسن و عزة و نهى المنزل و يقود بهم السيارة الى احد المطاعم , و بعد ان يستريحا فى مكانهم يأتى رجل لا تعرفه نهى , و لكن من الواضح ان حسن ونهى يعرفانه حق المعرفة , فيبدأوا بالسلام والسؤال عن الصحة و الاحوال و جديد الاخبار , ثم يبدأ حسن فى الالتفات الى و يعرفنا على بعضنا .
حسن : اعرفك يا نهى على خالد صاحبى .. نهى اخت عزة مراتى .
خالد : تشرفنا .
نهى : الشرف ليا .

                         * * * * * * * * * * 

خالد .. شاب طويل قمحى البشرة قوى البنية مفتول العضلات و لكن فى الحد المعقول . فهو ليس كتلك الاجساد العريضة التى تتباعد فيها اليدين عن الجسد من كثرة العضلات بينهم , محاسب يعمل فى شركة للاستيراد و التصدير , و هو عازب فى أواخر العشرينات .                         * * * * * * * * * * *

يطول الحديث بينهم حول عمل نهى كـ كاتبة و عمل خالد كـ محاسب , وبالطبع كانت تلك المعلومات صادرة من عزة و حسن الذان من الواضح انهم خططوا لذلك العشاء حتى يتعارف الشابان على بعضهم , و يستمر الحديث  حتى يطلبوا العشاء , و تتنفس نهى الصعداء لانه اخيرا ستكتم الافواه بالطعام , و لكن ذلك لم يوقفهم بل ان العشاء زاد الامر سوءا حينما تحرك حسن وعزة الى طاولة اخرى بحجة انهم يردون ان يتعشوا وحدهم كأثنين يقضيان شهر عسلهما , و لكن الواقع انهم ارادوا ان يتركونى مع خالد وحدنا حتى يكون لدينا متسع اكبر من الحديث . 

خالد : انتى ساكتة ليه ؟
نهى : هقول ايه طيب ؟
خالد : اى حاجة .. اتكلمى عن نفسك 
ضحكت نهى ضحكة عالية جداا يسمع صداها فى الارجاء وقالت
نهى : بيتهيألى اللى حسن وعزة قالوه كفاية 
خالد : ضحكتك حلوة اووى .
نظرتت له نهى فى خجل ثم وضعت يدها تحت وقنها و مالت قليلا و قالت فى صوت حنون 
نهى : وايه كمان ؟؟؟؟
خالد : هههههههههه الظاهر ان النت مأثر عليكى جدا 
نهى : هههههههههههه مش اوى يعنى 
خالد : انتى بتكتبى صح ؟
وعاد النقاش الى الجدية 
نهى : اه .. 
خالد : تعرفى انى مجربتش اقرا روايات قبل كدة 
نهى : ليه ؟.. مش بتحب القراية خالص 
خالد : لا مش حكاية مش بحبها .. بس مش بلاقى وقت يعنى .. انتى عارفة بقى شغل المكاتب وكدة 
نهى : وما جربتش قبل كدة تقرا اى حاجة خالص ؟
خالد : لا .. بس هحاول قريب .. يعنى اسمع ان روايتك مكسرة الدنيا و انا لازم اقراها ولا ايه ؟
نهى : مش شرطك يعنى انك تقراها بالذات .. فى كتب تانية كتير جدا ممكن تقراها 
خالد : بس انا مش عايز الكتب الكتير دى .. انا عايز روايتك انتى .. رواية نهى الصرفى 
نهى : ............
خالد : انتى مرتبطة يا نهى ؟؟
نهى : ............................