الحلقة السادسة
* * * * * *
كيفك قال عم بيقولوا صار عندك ولاد
أنا و الله كنت مفكّرتك برّات البلاد
شو بدّي بالبلاد
الله يخلّي الولاد
إي كيفك إنت ملّا إنت
يقطع صوت الاغانى سمع صوت صرخات يصدر من الشقة المجاورة .........
كيفك قال عم بيقولوا صار عندك ولاد
أنا و الله كنت مفكّرتك برّات البلاد
شو بدّي بالبلاد
الله يخلّي الولاد
إي كيفك إنت ملّا إنت
يقطع صوت الاغانى سمع صوت صرخات يصدر من الشقة المجاورة .........
توقف ياسمينة الاغانى .. و تحاول ان تركز اكثر فى الصوت .. فتخرج من باب شقتها ..
تحدد مصدر الصوت , وهو بالتحديد يأتى من شقة جارتها .
تذهب فى اتجاه الباب , و تتردد قليلا ثم تطرق على الباب , و تسمع خبطا يأتى من الداخل , ثم ينفتح الباب لتجد امامها رجلا ضخم البنية , غريب الملامح , و تبدو عليه ملامح الاجرام , و وجدت جارتها واقعة على الارض و رأسها غارق بالدم , و تحاول ان تنهض .
تقف ياسمينة امام الرجل وتحاول ان تمنعه من فيدفعها بشدة , و لكنها تحاول مرة اخرى ان تمنعه , فيجرحها فى يدها بمطواه و يهرب مسرعا .
تتألم ياسمينة جداا و لكنها تسرع لانقاذ جارتها فتتصل بالاسعاف , و يذهبان معا الى المستشفى , فالجرح فى يد ياسمينة ليس خدشا بسيطا و لكنه جرح كبير احتاج الى خياطة .
فى المستشفى و بعد ان تم تطيب جروحهما و تم تدوين محضر ضد السارق , و الذى غالبا لم يكن مجرد سارق يهجم على شقة ما و لكنه كان قاصدا لتلك الشقة بالتحديد و جاء لغرض معين .
تعود ياسمينة الى المنزل و معها جارتها " هند " و تقف قليلا قبل ان تدخل الى شقتها مع جارتها .
هند : شكرا جدا يا ياسمينة على اللى انتى عملتيه , كان ممكن يموتنى لو مكنتيش لحقتينى .
ياسمينة : العفو يا هند , الحمدلله انها جت سليمة .
هند : انتى قاعدة لوحدك صح ؟
ياسمينة : ااه .. ماما سافرت يومين لـ بابا .
هند : طيب ممكن تقفلى الباب عليكى كويس عشان لو حصلت اى حاجة , و لو سمعتى صوت عندى تانى ما تفتحيش الباب ممكن ؟
ياسمينة : ليه بتقولى كدة يا هند ؟
هند : عشان هما مش هيسكتوا
ياسمينة : هما مين دول ؟؟ .. انتى تعرفى الراجل اللى كان هنا ؟
هند : مش بالظبط كدة
ياسمينة : تعالى معايا .
و دخلت هند و ياسمينة الى شقة ياسمينة .
ياسمينة : احكيلى بقى فى ايه ؟
هند : صدقينى لو قولتلك معرفش فى ايه ؟
ياسمينة : ازاى بقى ؟
هند : هوا كان جاى بيسال على ورق و مستندات بتاعت جوزى , حاجات انا معرفش عنها .
ياسمينة : هوا جوزك فين دلوقتى ؟
هند : جوزى فى الامارات سافر من يومين .
ياسمينة : طيب دى اول مرة تشوفى فيها الراجل ده ؟
هند : ااه , اول مرة , عمرى ما شوفته مع جوزى خالص .
ياسمينة : يبقا فى حاجة جوزك مخبيها عليكى , و الناس دى اكيد عارفة انه مش موجود اليومين دول , انتى ليه ما قولتيش الكلام ده ف المحضر ؟
هند : خوفت اوى يا ياسمينة .. افرضى عملوا حاجة لـ ايهاب ده مهما كان جوزى
ياسمينة : طيب كدة ممكن يأذوكى انتى ؟
هند : مهما كان ده جوزى , و انا استحالة افكر ف اى حاجة تضره .
ياسمينة : طيب خدى بالك من نفسك .
هند : وانتى كمان يا ياسو و شكرا مرة تانية على اللى عملتيه .
هند .. سيدة صغيرة السن لا يتعدى عمرها الخامسة والعشرون , تخرجت فى كلية الاداب قسم اللغة العربية و عملت فى احدى المدارس كمدرسة للغة العربية , و تزوجت من جارها إيهاب و الذى كان يحبها منذ الصغر , وهو يعمل فى الشحن و التفريغ .
هى امرأة جميلة و مثقفة , متزوجة منذ ثلاث سنوات , و لانها تسكن بعيدا جدا عن اهلها و اصدقائها فأتخذت من ياسمينة ونجلاء اهلا لها , فأصبحت ياسمينة كأختها الصغيرة .
فى اليوم التالى تذهب ياسمينة الى الكلية و فى سيكشن أ\ مراد بالتحديد , فيطلب منهم ان يخرج كل منهم ورقة و يكتب بها بعض العناوين التى تدل على مواضيع معينة فى مجال الصحافة , و بسبب الجرح فى يد ياسمينة لا تكتب شيئا , فتجلس فى المحاضرة لا تفعل شيئا حتى ينتهى الوقت و يسلم الجميع الورق الا ياسمينة , فتتردد كثيرا حول ذلك الاختبار الذى فشلت به مؤكدا بسبب عدم كتابتها شيئا .
علا : روحى قوليله انك معرفتيش تكتبى بسبب ايدك
ياسمينة : مالهاش لازمة , بعد اللى انا عملته معاه امبارح استحالة اصلا يقبل اعذار .
ميرنا : يا ياسو جربى مش هتخسرى حاجة , يعنى لو ما قبلش الاعتذار كدة كدة انتى ما قدمتيش ورق يعنى هتبقى ف الحالتين مش اخدتى الدرجات , بس لو قبل الاعتذار يبقا خير و بركة وساعتها ممكن يعيدلك الامتحان ده .
ياسمينة : مش عارفة بقى .
علا : جربى , روحى ومش هتخسرى حاجة , يالا اطلعيله المكتب بتاعه و احنا هنستناكى فى الكافيتريا .
ياسمينة : بس ....
علا : من غير بس ... يالا
ياسمينة : طيب .
و تذهب ياسمينة الى مكتب مراد ..
ياسمينة : ممكن ادخل ؟
مراد : اتفضلى , خير ؟؟
ياسمينة : اولا انا اسفة جدا بسبب اللى حصل امبارح .
مراد : ولا يهمك , انا اللى كنت رخم شوية .
ياسمينة : لا انا اللى غلطانة .
مراد : يا ستى مش هتفرق مين اللى غلطان , المهم انك مش متضايقة منى ولا انا متضايق منك , يبقا خلاص , بس انتى عرفتى مكتبى ازاى ؟
ياسمينة : انا كنت جاية اعتذر لحضرتك لانى ما قدمتش الورقة النهاردة
مراد : ورقة ايه ؟
ياسمينة : العناوين ..
مراد : انتى طالبة معانا فى الكلية , فى السيكشن بتاعى ؟؟ .. انتى بتتكلمى جد ؟؟
ياسمينة : ااه .. امال حضرتك كنت فاكر ايه ؟؟
مراد : مش هكدب عليكى انا افتكرتك ف كلية تانية , ازاى مخدتش بالى منك كل الفترة دى ؟
ياسمينة : يعنى لما حضرتك كلمتنى امبارح مكتش تعرف انى طالبة مع حضرتك ؟
مراد : لا .. انا فعلا مكنتش اعرف , انا دايما بشوفك فى الكافيتريا , بس عمرى ما اخدت بالى منك ف السيكشن , بس حصل خير , ادينى عرفت اهو
ياسمينة : انا كنت عايزة اعتذر عن امتحان النهاردة
مراد : هوا الاعتذار مقبول طبعا , بس ايه السبب ؟ .. هو انا بقول اسأله صعبة اوى كدة ؟
رفعت ياسمينة يدها قليلا لانها كانت غير واضحة بسبب المكتب الذى امامها , فشاورت له على يدها المجروحة ...
ياسمينة : مش عارفة اكتب ..
مراد : اوه .. الف سلامة عليكى , من ايه ده ؟
ياسمينة : تقدر تقول حادثة .
مراد : حادثة ؟؟... ازاى ؟
ياسمينة : مش بالظبط كدة , هوا كان موقف دفاع عن النفس شوية , لان الشقة اللى قصادى كانت بتتسرق .
مراد : يااه , المهم انتى كويسة ؟
ياسمينة : الحمدلله , كويسة جدا .
جلست ياسمينة وتحدثت كثيرا مع مراد و لم يشعرا بالوقت الذى مر سريعا جدا , حتى انها نسيت امر صديقاتها اللاتى ينتظرن فى الكافيتريا .
يرن هاتفها فتنتبه للوقت الذى تأخر جدا و ادركت انها تجلس فى مكتب مراد منذ ثلاث ساعات , تستأذن و تغادر .
ياسمينة : الو . علا ,, سورى و الله ما اخدت بالى
علا : انتى قلقتينا عليكى يا بنتى , انتى فين ؟
ياسمينة : معلش بقى , انا جاية اهو حالا
علا : جاية فين ؟.. احنا مشينا اصلا , انتى لسة ف الكلية ؟
ياسمينة : ااه .. بس انتوا واطيين اووى , ومشيتوا من غير ما تقولوا حتى .
علا : بت انتى , احنا بنتصل من الصبح و تليفونك غير متاح .
ياسمينة : اخ .. سورى .. طيب انتوا فين ؟؟.. انتوا مش المفروض انكوا جايين معايا ؟
علا : لا بقى الوقت اتاخر , خليها يوم تانى ماشى .
ياسمينة : ماشى .
* * * * * * * * * *
الحب هو ان تقبل بمن تحب كما هو , احيانا قد ترغب بتغير بعض الصفات فى الطرف الاخر لكنك غالبا ما تفشل , و بالرغم من ذلك فأنك تستمر معه , فالحب هو ان تقبل بعيوبه قبل مميزاته لانك لا ترى فيه عيوبا من الاساس , احيانا نضحى بأشياء من اجل من نحب و لكن ذلك لا يعد تغير من عيوبه و انما ذلك ملائمة لبعضكما , كأن الحياه بينكما سفينة قد تضطر الى التخلى عن بعض الحمولة الزائدة حتى لا تغرق السفينة بكما , وان حدث شيئا استثنائيا فى منتصف الطريق , و احالت الريح دون سيرها , فعليكما الاختيار اما ان تجدفا معا لتحافظا على السفينة او يلقى احدكما بنفسه الى البحر هروبا من تلك العلاقة .
دينا و مؤمن .. علاقة حب بين طرفين لا نعلم ان كانت ستستمر ام لا , فمؤمن لم يعد كالسابق , فهو الان شخص عاجز لا يمكنه الوقوف على قدميه , بالطبع هناك امل ان تنجح العملية التى ستجرى له فى المانيا , و لكن ماذا ان لم تنجح تلك العملية ؟؟ هل ستستمر تلك العلاقة ؟؟
ودينا ايضا .. فهى لم تعد كالسابق , فالحزن الذى يسود وجهها وقلبها اكبر مما يتخيله احد , فهى دائما ما تكون فى عالم اخر , احيانا تذهب بتفكيرها بعيدا , فتتذكر ايام طفولتها , والدتها و اخيها و اشخاص لم يعودوا معها بعد الان , و لكن التفكير الاصعب هو مؤمن , فهو لم يتحدث معها بعد , ولم يتحدث الى احد سوى نهى و لكن لا احد يعلم ذلك حتى الان , احيانا يراودها التفكير ماذا سيحدث ان لم تنجح العملية ؟؟ .. هل ستستمر تلك العلاقة ؟؟ , هل سيأتى يوما و يتزوجا كما كانا يحلمان يوما ؟؟ .
يأتى المساء , و يطرق رجلا غريب على باب المنزل ......
* * * * * * * * *
ياسمينة فى غرفتها كـ عادتها صوت الاغانى عالى جدا ..
و فجأة تسمع طرقات على الباب .........
تقف ياسمينة امام الرجل وتحاول ان تمنعه من فيدفعها بشدة , و لكنها تحاول مرة اخرى ان تمنعه , فيجرحها فى يدها بمطواه و يهرب مسرعا .
تتألم ياسمينة جداا و لكنها تسرع لانقاذ جارتها فتتصل بالاسعاف , و يذهبان معا الى المستشفى , فالجرح فى يد ياسمينة ليس خدشا بسيطا و لكنه جرح كبير احتاج الى خياطة .
فى المستشفى و بعد ان تم تطيب جروحهما و تم تدوين محضر ضد السارق , و الذى غالبا لم يكن مجرد سارق يهجم على شقة ما و لكنه كان قاصدا لتلك الشقة بالتحديد و جاء لغرض معين .
تعود ياسمينة الى المنزل و معها جارتها " هند " و تقف قليلا قبل ان تدخل الى شقتها مع جارتها .
هند : شكرا جدا يا ياسمينة على اللى انتى عملتيه , كان ممكن يموتنى لو مكنتيش لحقتينى .
ياسمينة : العفو يا هند , الحمدلله انها جت سليمة .
هند : انتى قاعدة لوحدك صح ؟
ياسمينة : ااه .. ماما سافرت يومين لـ بابا .
هند : طيب ممكن تقفلى الباب عليكى كويس عشان لو حصلت اى حاجة , و لو سمعتى صوت عندى تانى ما تفتحيش الباب ممكن ؟
ياسمينة : ليه بتقولى كدة يا هند ؟
هند : عشان هما مش هيسكتوا
ياسمينة : هما مين دول ؟؟ .. انتى تعرفى الراجل اللى كان هنا ؟
هند : مش بالظبط كدة
ياسمينة : تعالى معايا .
و دخلت هند و ياسمينة الى شقة ياسمينة .
ياسمينة : احكيلى بقى فى ايه ؟
هند : صدقينى لو قولتلك معرفش فى ايه ؟
ياسمينة : ازاى بقى ؟
هند : هوا كان جاى بيسال على ورق و مستندات بتاعت جوزى , حاجات انا معرفش عنها .
ياسمينة : هوا جوزك فين دلوقتى ؟
هند : جوزى فى الامارات سافر من يومين .
ياسمينة : طيب دى اول مرة تشوفى فيها الراجل ده ؟
هند : ااه , اول مرة , عمرى ما شوفته مع جوزى خالص .
ياسمينة : يبقا فى حاجة جوزك مخبيها عليكى , و الناس دى اكيد عارفة انه مش موجود اليومين دول , انتى ليه ما قولتيش الكلام ده ف المحضر ؟
هند : خوفت اوى يا ياسمينة .. افرضى عملوا حاجة لـ ايهاب ده مهما كان جوزى
ياسمينة : طيب كدة ممكن يأذوكى انتى ؟
هند : مهما كان ده جوزى , و انا استحالة افكر ف اى حاجة تضره .
ياسمينة : طيب خدى بالك من نفسك .
هند : وانتى كمان يا ياسو و شكرا مرة تانية على اللى عملتيه .
هند .. سيدة صغيرة السن لا يتعدى عمرها الخامسة والعشرون , تخرجت فى كلية الاداب قسم اللغة العربية و عملت فى احدى المدارس كمدرسة للغة العربية , و تزوجت من جارها إيهاب و الذى كان يحبها منذ الصغر , وهو يعمل فى الشحن و التفريغ .
هى امرأة جميلة و مثقفة , متزوجة منذ ثلاث سنوات , و لانها تسكن بعيدا جدا عن اهلها و اصدقائها فأتخذت من ياسمينة ونجلاء اهلا لها , فأصبحت ياسمينة كأختها الصغيرة .
فى اليوم التالى تذهب ياسمينة الى الكلية و فى سيكشن أ\ مراد بالتحديد , فيطلب منهم ان يخرج كل منهم ورقة و يكتب بها بعض العناوين التى تدل على مواضيع معينة فى مجال الصحافة , و بسبب الجرح فى يد ياسمينة لا تكتب شيئا , فتجلس فى المحاضرة لا تفعل شيئا حتى ينتهى الوقت و يسلم الجميع الورق الا ياسمينة , فتتردد كثيرا حول ذلك الاختبار الذى فشلت به مؤكدا بسبب عدم كتابتها شيئا .
علا : روحى قوليله انك معرفتيش تكتبى بسبب ايدك
ياسمينة : مالهاش لازمة , بعد اللى انا عملته معاه امبارح استحالة اصلا يقبل اعذار .
ميرنا : يا ياسو جربى مش هتخسرى حاجة , يعنى لو ما قبلش الاعتذار كدة كدة انتى ما قدمتيش ورق يعنى هتبقى ف الحالتين مش اخدتى الدرجات , بس لو قبل الاعتذار يبقا خير و بركة وساعتها ممكن يعيدلك الامتحان ده .
ياسمينة : مش عارفة بقى .
علا : جربى , روحى ومش هتخسرى حاجة , يالا اطلعيله المكتب بتاعه و احنا هنستناكى فى الكافيتريا .
ياسمينة : بس ....
علا : من غير بس ... يالا
ياسمينة : طيب .
و تذهب ياسمينة الى مكتب مراد ..
ياسمينة : ممكن ادخل ؟
مراد : اتفضلى , خير ؟؟
ياسمينة : اولا انا اسفة جدا بسبب اللى حصل امبارح .
مراد : ولا يهمك , انا اللى كنت رخم شوية .
ياسمينة : لا انا اللى غلطانة .
مراد : يا ستى مش هتفرق مين اللى غلطان , المهم انك مش متضايقة منى ولا انا متضايق منك , يبقا خلاص , بس انتى عرفتى مكتبى ازاى ؟
ياسمينة : انا كنت جاية اعتذر لحضرتك لانى ما قدمتش الورقة النهاردة
مراد : ورقة ايه ؟
ياسمينة : العناوين ..
مراد : انتى طالبة معانا فى الكلية , فى السيكشن بتاعى ؟؟ .. انتى بتتكلمى جد ؟؟
ياسمينة : ااه .. امال حضرتك كنت فاكر ايه ؟؟
مراد : مش هكدب عليكى انا افتكرتك ف كلية تانية , ازاى مخدتش بالى منك كل الفترة دى ؟
ياسمينة : يعنى لما حضرتك كلمتنى امبارح مكتش تعرف انى طالبة مع حضرتك ؟
مراد : لا .. انا فعلا مكنتش اعرف , انا دايما بشوفك فى الكافيتريا , بس عمرى ما اخدت بالى منك ف السيكشن , بس حصل خير , ادينى عرفت اهو
ياسمينة : انا كنت عايزة اعتذر عن امتحان النهاردة
مراد : هوا الاعتذار مقبول طبعا , بس ايه السبب ؟ .. هو انا بقول اسأله صعبة اوى كدة ؟
رفعت ياسمينة يدها قليلا لانها كانت غير واضحة بسبب المكتب الذى امامها , فشاورت له على يدها المجروحة ...
ياسمينة : مش عارفة اكتب ..
مراد : اوه .. الف سلامة عليكى , من ايه ده ؟
ياسمينة : تقدر تقول حادثة .
مراد : حادثة ؟؟... ازاى ؟
ياسمينة : مش بالظبط كدة , هوا كان موقف دفاع عن النفس شوية , لان الشقة اللى قصادى كانت بتتسرق .
مراد : يااه , المهم انتى كويسة ؟
ياسمينة : الحمدلله , كويسة جدا .
جلست ياسمينة وتحدثت كثيرا مع مراد و لم يشعرا بالوقت الذى مر سريعا جدا , حتى انها نسيت امر صديقاتها اللاتى ينتظرن فى الكافيتريا .
يرن هاتفها فتنتبه للوقت الذى تأخر جدا و ادركت انها تجلس فى مكتب مراد منذ ثلاث ساعات , تستأذن و تغادر .
ياسمينة : الو . علا ,, سورى و الله ما اخدت بالى
علا : انتى قلقتينا عليكى يا بنتى , انتى فين ؟
ياسمينة : معلش بقى , انا جاية اهو حالا
علا : جاية فين ؟.. احنا مشينا اصلا , انتى لسة ف الكلية ؟
ياسمينة : ااه .. بس انتوا واطيين اووى , ومشيتوا من غير ما تقولوا حتى .
علا : بت انتى , احنا بنتصل من الصبح و تليفونك غير متاح .
ياسمينة : اخ .. سورى .. طيب انتوا فين ؟؟.. انتوا مش المفروض انكوا جايين معايا ؟
علا : لا بقى الوقت اتاخر , خليها يوم تانى ماشى .
ياسمينة : ماشى .
* * * * * * * * * *
الحب هو ان تقبل بمن تحب كما هو , احيانا قد ترغب بتغير بعض الصفات فى الطرف الاخر لكنك غالبا ما تفشل , و بالرغم من ذلك فأنك تستمر معه , فالحب هو ان تقبل بعيوبه قبل مميزاته لانك لا ترى فيه عيوبا من الاساس , احيانا نضحى بأشياء من اجل من نحب و لكن ذلك لا يعد تغير من عيوبه و انما ذلك ملائمة لبعضكما , كأن الحياه بينكما سفينة قد تضطر الى التخلى عن بعض الحمولة الزائدة حتى لا تغرق السفينة بكما , وان حدث شيئا استثنائيا فى منتصف الطريق , و احالت الريح دون سيرها , فعليكما الاختيار اما ان تجدفا معا لتحافظا على السفينة او يلقى احدكما بنفسه الى البحر هروبا من تلك العلاقة .
دينا و مؤمن .. علاقة حب بين طرفين لا نعلم ان كانت ستستمر ام لا , فمؤمن لم يعد كالسابق , فهو الان شخص عاجز لا يمكنه الوقوف على قدميه , بالطبع هناك امل ان تنجح العملية التى ستجرى له فى المانيا , و لكن ماذا ان لم تنجح تلك العملية ؟؟ هل ستستمر تلك العلاقة ؟؟
ودينا ايضا .. فهى لم تعد كالسابق , فالحزن الذى يسود وجهها وقلبها اكبر مما يتخيله احد , فهى دائما ما تكون فى عالم اخر , احيانا تذهب بتفكيرها بعيدا , فتتذكر ايام طفولتها , والدتها و اخيها و اشخاص لم يعودوا معها بعد الان , و لكن التفكير الاصعب هو مؤمن , فهو لم يتحدث معها بعد , ولم يتحدث الى احد سوى نهى و لكن لا احد يعلم ذلك حتى الان , احيانا يراودها التفكير ماذا سيحدث ان لم تنجح العملية ؟؟ .. هل ستستمر تلك العلاقة ؟؟ , هل سيأتى يوما و يتزوجا كما كانا يحلمان يوما ؟؟ .
يأتى المساء , و يطرق رجلا غريب على باب المنزل ......
* * * * * * * * *
ياسمينة فى غرفتها كـ عادتها صوت الاغانى عالى جدا ..
و فجأة تسمع طرقات على الباب .........