الحلقة الرابعة
* * * * * *
الموت شئ صعب جدا , انه قضاء الله ولا احد خالد فى تلك الحياه , فجميعنا سنموت ذات يوم , و لكن احساس ان يكون هناك شخص قريب اليك قد رحمه الله و انتقل الى رحمة الله تعالى فإن ذلك شيئا صعبا جدا , يتحول كل شئ امامك الى سواد , و ذلك اللون الاسود الذى نرتديه و دائما ما يخبرنا احد ان " الحزن فى القلب " ليس الا تعبيرا عما نشعر به , فقد تحولت الحياه امامنا الى اللون الاسود حقا .
الساعة العاشرة صباحا , ومازال اخى فى غرفته , لم ينم طوال الليل , دينا شبه نائمة فهى مازالت تبكى على صورة اخيها , حتى أمى لم تحدث احد بعد .
أذهب الى غرفة امى و اجلس بجوارها ...
نهى : ماما ... ماما عشان خاطرى قومى بقى .. انتى حابسة نفسك من امبارح , احنا محتاجينلك بجد .
ماجدة : اقوم ليه ؟؟ هاه ؟؟ عشان اشوف عيالى و هما بيضيعوا منى ؟ ..
نهى : يا ماما ادعى لـ حمدى بالرحمه , انتى فاكرة انه هيكون مبسوط باللى انتى عاملاه ف نفسك ده ؟..
ماجدة : خلاص يا نهى , مفيش حاجة بقت ليها معنى اصلا , احنا الكبار عايشين ف الدنيا و الصغيرين يموتوا ...
وهنا انهارت "ماجدة" فى البكاء , فمنذ ان سمعت خبر الوفاه وهى لم تبكى , اخذت تبكى و هى تحمل صورة لاطفالها الخمس , نهى و دينا وعزة وحمدى و مؤمن .
احتضنتها نهى و حاولت تهدئتها , ولكن فى البكاء راحة , كأننا ننفس عن ما لا نستطيع قوله .
بعد دقائق طويلة من البكاء و التفوه بكلمات شتى تتذكر فيها ماجدة ذكريات لـ حمدى و مؤمن , و كيف انهما كانا لا يفترقان ابدا , و كيف منذ وفاه والدة حمدى و دينا و هما يعتبران ابناءها الذين لم تلدهم و لكنها بلا شك احبتهم كأبنائها .
ماجدة : دينا عاملة ايه دلوقتى ؟؟
نهى : لسة زى ما هيا , نايمة و حاضنة صورة حمدى .
ماجدة : انا هروح اشوفها , البنت ما بقالهاش حد غيرنا , خلى بالك منها يا نهى .
نهى : يا ماما انتى بتوصينى على اختى ؟ . ما تقلقيش دينا ف عنيا .
ماجدة : طيب قومى يا حبيبتى حضريلهم لقمة احسن دول ما اكلوش اى حاجة من امبارح .
نهى : حاضر يا ماما , هروح بس اشوف مؤمن و بعدين هحضر الفطار .
* * * * * * * * * * *
مؤمن يجلس بجوار الشباك , تدخل نهى إلى الغرفة .
نهى : مؤمن .. عامل ايه دلوقتى ؟؟ ,, بردو مش هترد عليا ؟
نظر لها مؤمن كأنه لا يعلم ماذا يقول وماذا يفعل ..
نهى : يا مؤمن حرام عليك ؟؟... كفاية اللى انتا بتعمله ف نفسك .. بردو مش هترد ....
سقطت دموع مؤمن و لكنه ما زال ثابتا فى مكانه , و بعد لحظات تركته نهى و خرجت من الغرفة .
* * * * * * * * * *
حاولت نهى كثيرا ان ترغم دينا و مؤمن على تناول الطعام , و لكنهما رفضا .
دينا : هوا مؤمن كويس ؟
نهى : حابس نفسه فى الاوضة ومش بيتكلم خالص .
دينا : انا عايزة اطمن عليه ممكن ؟؟
نهى : طبعا , تعالى اقعدى معاه ف الاوضة , يمكن يتكلم .
دينا : ماشى .
* * * * * * * * * * * *
فى غرفة مؤمن , بعد ان ذهبت نهى الى الغرفة ومعها دينا , استأذنت نهى و تركتهما وحدهما .
دينا تجلس على ركبتيها امام مؤمن , تحاول النظر اليه و لكنه يشيح بنظره بعيدا عنها , فهو لا يريد ان يواجه احد , خاصة هى , فهو يعلم كم كانت علاقتها بـ حمدى قوية جدا .
دينا : هتفضل ساكت كدة ؟ .. هتفضل تهرب منى ؟ .. انتا فاكر انى كدة مبسوطة يعنى ؟ .. بدل ما تطمنى بتبعد عنى ؟؟ .. ليه كدة يا مؤمن ؟
سقطت دموع دينا و هى تتحدث .. لم يستطيع مؤمن تحمل ذلك فنظر لها , ثم وضع وجهها بين يديه واخذ يمسح دموعها , تحركت من مكانها وسحبت كرسيا و جلست فى مواجهته .
دينا : اتكلم عشانى يا مؤمن , طمنى , حسسنى انك لسة معايا , حسسنى انك هتفضل معايا , بلاش اللى انتا بتعمله ده عشان خاطرى , مش هقدر استحمل كل ده , صعب اوى انى احس اخويا ضاع منى و حبيبى مش بيرد عليا .
نظر لها مؤمن , بكى و ضمها اليه و اخذ يربط على كتفها . لكنه ما زال صامتا , فقط صوت انين الدموع .
تعود ياسمينة من الكلية و تلقى بنفسها الى السرير و انهارت فى البكااء , ظلت لحظات على ذلك الحال , ثم أخذت تنقب فى درجها و اخرجت ورقا وصورا كثيرة واخذت تمزق فيها ............
قبل ذلك بثلاث شهور .....
ياسمينة فى غرفتها , اللاب توب امامها , وصوت الاغانى يكاد يثقب الحوائط , و صوت ياسمينة العذب يردد الكلمات .
يا سمينة : و طول عمرى بدارى عليهم .. بدارى عليهم .. بخاف من النسمات لتجرح عنيهم .. و طول عمرى بدارى عليهم .. بدارى عليهم .. بخاف من النسمات لتجرح عنيهم .. ولكن يا ندم .. يا ندم ااه يا ندم .. دول خانوا للعشرة وباعوا للحب ونسيوه فى لحظة .
يرن الهاتف .. الساعة الثانية عشر .
ياسمينة : الو ... بابا .. وحشتنى اووى .
فريد : انتى اكتر يا روحى .. عاملة ايه ؟؟
ياسمينة : الحمدلله .. انتا عامل ايه ؟؟... وحشتنى اوووووووى ..
فريد : انا كويس يا ياسمينتى .. مامى عاملة ايه ؟؟
ياسمينة : مامى زعلانة منك ..
فريد : اها .. يبقي انتى كمان عرفتى ..
ياسمينة : عرفت وزعلانة اوووى بردو .. يا بابى انتا وحشتنا جداا ..
فريد : و انتوا كمان يا حبيبتى وحشتونى اووى .. بس اعمل ايه ؟؟ .. ظروف الشغل كدة
ياسمينة : يا بابا دى تالت اجازة مش هتنزل فيها ..
فريد : معلش يا ياسو .. هعمل ايه يعنى ؟؟
ياسمينة : ماشى يا بابا .. ربنا يقويك .. بس ابقي اتصل بينا على طول .. وابقي صالح ماما عشان شكلها زعلانة اووى .
فريد : حاضر يا ياسو .. تؤمرينى بحاجة تانية .. الجميل يقول واحنا ننفذ على طول .
ياسمينة : ايوة اضحك عليا بكلمتين بقي .. عالعموم انا مش عايزة حاجة غير انى اشوفك انتا وماما مبسوطين
فريد : واحنا مبسوطين طول ما حبيبتى مبسوطة .
ياسمينة : بس مامى مش مبسوطة خالص ..
فريد : انا هكلمها و هصالحلها .
ياسمينة : طيب انا عندى فكرة احسن .. ايه رأيك مامى تسافرلك المرة دى ؟؟
فريد : طيب وانتى ؟
ياسمينة : يا بابا انا مش صغيرة , عادى يعنى لما اقعد لوحدى يومين , بس هما يومين بس انا بقولك اهو , يعنى مش تاخد مامى عندك بقى وتنسانى .
فريد : ههههههههههههه طيب ماشى , بس لو ماما وافقت بقى .
* * * * * * * * *
تذهب نهى الى المستشفى .. و يلمحها خالد من بعيد فيذهب فى اتجاهها .....
أذهب الى غرفة امى و اجلس بجوارها ...
نهى : ماما ... ماما عشان خاطرى قومى بقى .. انتى حابسة نفسك من امبارح , احنا محتاجينلك بجد .
ماجدة : اقوم ليه ؟؟ هاه ؟؟ عشان اشوف عيالى و هما بيضيعوا منى ؟ ..
نهى : يا ماما ادعى لـ حمدى بالرحمه , انتى فاكرة انه هيكون مبسوط باللى انتى عاملاه ف نفسك ده ؟..
ماجدة : خلاص يا نهى , مفيش حاجة بقت ليها معنى اصلا , احنا الكبار عايشين ف الدنيا و الصغيرين يموتوا ...
وهنا انهارت "ماجدة" فى البكاء , فمنذ ان سمعت خبر الوفاه وهى لم تبكى , اخذت تبكى و هى تحمل صورة لاطفالها الخمس , نهى و دينا وعزة وحمدى و مؤمن .
احتضنتها نهى و حاولت تهدئتها , ولكن فى البكاء راحة , كأننا ننفس عن ما لا نستطيع قوله .
بعد دقائق طويلة من البكاء و التفوه بكلمات شتى تتذكر فيها ماجدة ذكريات لـ حمدى و مؤمن , و كيف انهما كانا لا يفترقان ابدا , و كيف منذ وفاه والدة حمدى و دينا و هما يعتبران ابناءها الذين لم تلدهم و لكنها بلا شك احبتهم كأبنائها .
ماجدة : دينا عاملة ايه دلوقتى ؟؟
نهى : لسة زى ما هيا , نايمة و حاضنة صورة حمدى .
ماجدة : انا هروح اشوفها , البنت ما بقالهاش حد غيرنا , خلى بالك منها يا نهى .
نهى : يا ماما انتى بتوصينى على اختى ؟ . ما تقلقيش دينا ف عنيا .
ماجدة : طيب قومى يا حبيبتى حضريلهم لقمة احسن دول ما اكلوش اى حاجة من امبارح .
نهى : حاضر يا ماما , هروح بس اشوف مؤمن و بعدين هحضر الفطار .
* * * * * * * * * * *
مؤمن يجلس بجوار الشباك , تدخل نهى إلى الغرفة .
نهى : مؤمن .. عامل ايه دلوقتى ؟؟ ,, بردو مش هترد عليا ؟
نظر لها مؤمن كأنه لا يعلم ماذا يقول وماذا يفعل ..
نهى : يا مؤمن حرام عليك ؟؟... كفاية اللى انتا بتعمله ف نفسك .. بردو مش هترد ....
سقطت دموع مؤمن و لكنه ما زال ثابتا فى مكانه , و بعد لحظات تركته نهى و خرجت من الغرفة .
* * * * * * * * * *
حاولت نهى كثيرا ان ترغم دينا و مؤمن على تناول الطعام , و لكنهما رفضا .
دينا : هوا مؤمن كويس ؟
نهى : حابس نفسه فى الاوضة ومش بيتكلم خالص .
دينا : انا عايزة اطمن عليه ممكن ؟؟
نهى : طبعا , تعالى اقعدى معاه ف الاوضة , يمكن يتكلم .
دينا : ماشى .
* * * * * * * * * * * *
فى غرفة مؤمن , بعد ان ذهبت نهى الى الغرفة ومعها دينا , استأذنت نهى و تركتهما وحدهما .
دينا تجلس على ركبتيها امام مؤمن , تحاول النظر اليه و لكنه يشيح بنظره بعيدا عنها , فهو لا يريد ان يواجه احد , خاصة هى , فهو يعلم كم كانت علاقتها بـ حمدى قوية جدا .
دينا : هتفضل ساكت كدة ؟ .. هتفضل تهرب منى ؟ .. انتا فاكر انى كدة مبسوطة يعنى ؟ .. بدل ما تطمنى بتبعد عنى ؟؟ .. ليه كدة يا مؤمن ؟
سقطت دموع دينا و هى تتحدث .. لم يستطيع مؤمن تحمل ذلك فنظر لها , ثم وضع وجهها بين يديه واخذ يمسح دموعها , تحركت من مكانها وسحبت كرسيا و جلست فى مواجهته .
دينا : اتكلم عشانى يا مؤمن , طمنى , حسسنى انك لسة معايا , حسسنى انك هتفضل معايا , بلاش اللى انتا بتعمله ده عشان خاطرى , مش هقدر استحمل كل ده , صعب اوى انى احس اخويا ضاع منى و حبيبى مش بيرد عليا .
نظر لها مؤمن , بكى و ضمها اليه و اخذ يربط على كتفها . لكنه ما زال صامتا , فقط صوت انين الدموع .
* * * * * * * * * * * * *
دينا فؤاد الصرفى , فتاه فى التاسعة عشر من عمرها , طالبة بكلية الاداب , جميلة الملامح , قمحية البشرة و قصيرة الشعر , تحب الرسم و دائما ما تكون رسوماتها عبارة عن صورة لـ مؤمن حبيبها , فهما يعشقان بعضهما منذ الصغر , و لكن لا أحد يعلم من العائلة سوى حمدى و نهى , والان لا احد يعلم سوى نهى , كانا سيتزوجان بعد ان تنتهى من دراستها و بعد زواج نهى , فهى مازالت الابنة الاكبر.
* * * * * * * * * * *
تغادر نهى المنزل و تذهب الى المستشفى لتتابع اجراءات علاج مؤمن بالخارج , فهى مازالت تنتظر رد المستشفى فى المانيا .
* * * * * * * * * * *
قبل ذلك بثلاث شهور .....
يا سمينة : و طول عمرى بدارى عليهم .. بدارى عليهم .. بخاف من النسمات لتجرح عنيهم .. و طول عمرى بدارى عليهم .. بدارى عليهم .. بخاف من النسمات لتجرح عنيهم .. ولكن يا ندم .. يا ندم ااه يا ندم .. دول خانوا للعشرة وباعوا للحب ونسيوه فى لحظة .
يرن الهاتف .. الساعة الثانية عشر .
ياسمينة : الو ... بابا .. وحشتنى اووى .
فريد : انتى اكتر يا روحى .. عاملة ايه ؟؟
ياسمينة : الحمدلله .. انتا عامل ايه ؟؟... وحشتنى اوووووووى ..
فريد : انا كويس يا ياسمينتى .. مامى عاملة ايه ؟؟
ياسمينة : مامى زعلانة منك ..
فريد : اها .. يبقي انتى كمان عرفتى ..
ياسمينة : عرفت وزعلانة اوووى بردو .. يا بابى انتا وحشتنا جداا ..
فريد : و انتوا كمان يا حبيبتى وحشتونى اووى .. بس اعمل ايه ؟؟ .. ظروف الشغل كدة
ياسمينة : يا بابا دى تالت اجازة مش هتنزل فيها ..
فريد : معلش يا ياسو .. هعمل ايه يعنى ؟؟
ياسمينة : ماشى يا بابا .. ربنا يقويك .. بس ابقي اتصل بينا على طول .. وابقي صالح ماما عشان شكلها زعلانة اووى .
فريد : حاضر يا ياسو .. تؤمرينى بحاجة تانية .. الجميل يقول واحنا ننفذ على طول .
ياسمينة : ايوة اضحك عليا بكلمتين بقي .. عالعموم انا مش عايزة حاجة غير انى اشوفك انتا وماما مبسوطين
فريد : واحنا مبسوطين طول ما حبيبتى مبسوطة .
ياسمينة : بس مامى مش مبسوطة خالص ..
فريد : انا هكلمها و هصالحلها .
ياسمينة : طيب انا عندى فكرة احسن .. ايه رأيك مامى تسافرلك المرة دى ؟؟
فريد : طيب وانتى ؟
ياسمينة : يا بابا انا مش صغيرة , عادى يعنى لما اقعد لوحدى يومين , بس هما يومين بس انا بقولك اهو , يعنى مش تاخد مامى عندك بقى وتنسانى .
فريد : ههههههههههههه طيب ماشى , بس لو ماما وافقت بقى .
* * * * * * * * *
تذهب نهى الى المستشفى .. و يلمحها خالد من بعيد فيذهب فى اتجاهها .....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق