الخميس، 29 مايو 2014

حبة الفراولة #5

الحلقة الخامسة
* * * * * * * *
يذهب ماجد الى هالة , و يتحدثان سويا .
هالة : حسن عامل ايه ؟
ماجد : زى ما هو , لسة مكتئب و حابس نفسه .
هالة : انا مش فاهمة ليه كل ده ؟
ماجد : انا هفهمك ليه , بس انا عايز اعرف انتى قولتى ايه لـ حسناء يخليها تبقي كدة ؟ , ليه ظلمتيها و ظلمتى حسن ؟
هالة : انا ما ظلمتش حد , بس ده جوزى , انا مش عارفة هو بيعمل كدة ليه و بيعاقبنى من غير ما يسمعنى .
ماجد : يمكن عشان حسناء بردو بتعاقبه من غير ما تفهمه , و ده طبعا لانها اصلا ما اتكلمتش
هالة : انتوا ليه بتحملونى انا الذنب ده ؟
ماجد : هالة .. انتى عارفة كويس حسناء تبقي ايه بالنسبالى ؟ , حسناء دى اختى اللى عمرى ما هسمح لاى حد انه يأذيها و حسن كمان اخويا و انا مش قادر اشوفهم هما الاتنين ف الحالة دى , انتى لازم تفهمى انى مش بحملك انتى الذنب , بس بردو انتى لازم تفهمى كل حاجة .. حسن و حسناء مش مجرد اتنين صحابى , احنا التلاتة صحاب من زمان اه , بس هما الاتنين بيحبوا بعض جدا , يمكن انا المفروض ما اقولكيش الكلام ده , بس انتى لازم تعرفى , لازم تعرفى ان الوضع الى حسن فيه دلوقتى لانه لسة بيحب حسناء , هو عمره ما خانك و الله , بس الحب اللى بينهم مش بأيد حد , انتى اكتر واحدة عارفة ان الحب مالوش وقت , و حبهم كان اكبر صدفة بجد ..
هالة : عمره ما خانى هاه !!؟؟ ... مفهوم الخيانة مختلف , يكفى انه خانى بمشاعره , يكفى انه راحلها باحساسه , مش لازم يعنى يخونى جسديا عشان يبقي اسمها خيانة ..
ماجد : عارف يا هالة , عارف ... بس صدقينى من يوم ما انتوا اتجوزتوا و هما ما اتكلموش مع بعض غير ف حدود الصداقة وبس , هما اتفقوا على كدة , و حسناء لو انانية بجد مكنتش وافقت بكدة , مفيش بنت بتسيب اللى بتحبه لواحدة تانية , و لا ايه ؟؟
هالة : ماجد , مالوش لازمة الكلام ده دلوقتى .
ماجد : لا ليه لازمة , انا مش عايز اللى حصل ده يخليكى تزعلى من حسن , لازم تعرفى ان ده مش بايده , هو شايف انه غلطان , احساسه بالذنب هو اللى مخليه ف الحالة دى , و انتى لازم تقدرى ده , و توقفى جمبه , لازم تصلحى الموضوع مع حسناء , انا مش هسألك انتى قولتلها ايه , بس اتمنى انك انتى اللى تصلحى الموضوع ده بنفسك , حسناء ما تستاهلش اى حاجة وحشة , و هى اللى كانت دايما بتوقف ف صفك لو فى اى حاجة ..
هالة : ماشى يا ماجد , انا هروحلها و احاول اتكلم معاها , هو حسن بيروحلها ؟
ماجد : و الله يا هالة هو راح بس هيا اعصابها تعبانة اوى , و مش عايزة تشوفه , كل ما تشوفه او يكلمها بتتشنج و تفضل تصرخ عشان يبعد عنها .
هالة : هي قالتله ايه السبب ؟
ماجد : مش بتتكلم اصلا , الدكتور قال ان الصدمة اللى هيا فيها منعتها من الكلام , و انها هتتكلم فى الوقت المناسب بس اعصابها ترتاح .
هالة : ليه كل ده ؟!! , عموما انا هروحلها و هتكلم معاها .
ماجد : انا واثق انك هتقدرى تحلى الموضوع ده , لان انتى الوحيدة اللى عارفة ده كله سببه ايه
هالة : تقريبا عارفة , خلاص لما اروحلها هكلمك .
ماجد : تمام , ماشى , هستأذن انا بقي , سلام
هالة : سلام .

تتصل هالة بحسن بعد ذلك مرارا و تكرار و لكنه لا يجيب .
و فى اليوم التالى تذهب الى حسناء و ترسل SMS قبل ان تذهب لتخبر حسن بذلك .

تجلس هالة مع حسناء , و لكن بدون كلام , فقط تلك النظرات المتبادلة بينهما , و بعد لحظات كسرت هالة حاجز الصمت و بدأت بالحديث ..

* * * * * * * * * *

ليله فى الاسكندرية كفيلة ان تغير مزاج اى شخص , يكفى هواء الاسكندرية المنعش , بالرغم من وجود عوادم السيارات فى هواء مصر كلها , الا انها تحمل طابع خاص ..

نوم عميق جدا , و استيقاظ مبكر , و سرحان ممزوج بتفكير عميق بكل ما مضى ,  لحظات تمر و ما زلت كما انا , نائمة على السرير هائمة التفكير , احساس غريب جدا ان تحن الى الماضى , ان تشعر بلمسة من النشوة الممزوجة بالبهجة , انها يد والدى , فقد اعتاد ان يوقظنى مبكرا هكذا , كنا نتسلل من البيت مبكرا دون اخى و امى , و نذهب لنتمشى على شواطئ الاسكندرية , آآه يا ابى فقد اشتقت اليك جدا , لم اعد اقوى على فراقك , فقد كنت انا السبب حقا فى موتك , ام انه القدر الذى شاء ان تموت انت , لاعيش انا ...

حسناء فى السيارة بجانب والدها , و فى المقعد الامامى احمد يجلس خلف مقود السيارة .
حسناء : و النبى يا بابا , خلينى اتعلم السواقة بقي .. عشان خاطرى
على : يا بنتى انا بخاف عليكى , بلاش تتعلمى السواقة و انا هوصلك لكل اللى انتى عايزاه ايه رايك بقي ؟؟
حسناء : يا بابا  انا مش عايزة يبقي عندى عربية بس عايزة اتعلم السواقة , هجرب بس ..
على : دماغك ناشفة كدة على طول ؟
حسناء : ما انت عارفنى بقي , طالعالك
على : طيب انا هعلمك السواقة , بس توعدينى انك ما تسوقيش العربية وانتى لوحدك ابدا
حسناء : حاضر , اوعدك  .

حسناء تجلس خلف المقود و بجانبها والدها , تسير ببطء مع توجيهات والدها , ثم بعد ساعة من التدريب تقرر ان تسوق بدون توجيهات والدها .
حسناء : خلاص يا بابا اتعلمت اهو , سيبنى بقي اسوق لوحدى و ما تقوليش على اى حاجة ماشى ؟
على : ماشى خلاص انا مش هغششك خالص , و رينى بقي هتسوقى ازاى .
حسناء : طيب .

تبدأ فى الضغط على دواسة البنزين و تسير ببطء على الطريق ثم تسرع السيارة تدريجيا , تنظر الى والدها و هى فى قمة السعادة انها تعلمت قيادة السيارة ..
حسناء : شوفت بقي يا بابا .؟
على : طيب بصى قدامك و خليكى دايما مركزة على الطريق
حسناء : طيب .... بابا ...
على : حاسبى يا حسنااااء ..
و سيارة مسرعة تظهر امامهما , فتفقد حسناء السيطرة على المقود و تتوتر , فجأة يدفعها والدها من السيارة لتصطدم سيارته بتلك السيارة امامه , تقع حسناء على الطريق , و يتوفى ابيها ...

احساسها بالذنب ظل ملتصقا بها منذ وفاه والدها , فدائما ما تتذكره قبل الاقدام على اى شئ , دائما تفكر ما اذا كان سيوافق على ما تفعله ام لا ؟ , ما زالت تحترمه و تقدره حتى فى غيابه , فهو لن يحاسبها الان على ما تفعله و لكنها ما زالت تضع ذلك فى اعتبارها .

* * * * * * * * *

حسناء و هالة يجلسان فى المستشفى , و بعد حديث كثير من جانب هالة , يقابله صمت و دموع من جانب حسناء , يدلف حسن الى الغرفة , ينظر الى هالة فى نظرة غضب و عتاب شديدة .
حسن : بتعملى ايه هنا يا هالة ؟
هالة : انا جيت اتطمن على حسناء , فيها ايه يعنى ؟
حسن : مش كفاية اللى حصل ف النادى , و اللى انتى مش عايزة تقوليه لحد دلوقتى ؟
ينظر حسن الى حسناء الراقدة على الفراش , و يرى الدموع فى عيناها , يذهب فى اتجاهها , فتتحرك من على السرير و تبتعد عنه سريعا , يقترب منها اكثر محاولا ان يمسح دموعها , فتصرخ به ..
حسناء  : ابعد عنى ... خليك بعيد ...
حسن : يااه ... وحشنى صوتك اوى , اتكلمى حتى لو هتزعقى فيا و تشتمينى عالاقل هسمع صوتك .
حسناء : أطلع برا , انا مش عايزة اشوفك , ليه عايز تحسسنى بالذنب دايما , هالة .. هالة خديه من هنا , انا مش عايزة اشوفه , هالة عشان خاطرى
هالة : اهدى يا حسناء .. اهدى .. مش انتى  بتحبيه ؟؟
حسناء : لاااااااا .. لالالا انا مش بحبه , انا مش بحب حد ...
يقترب منها حسن , و يحاول ان يضمها اليه , و لكنها تحاول ان تقاومه فتبدأ فى اصدار ضربات متتالية له ..
حسناء : ابعد عنى , انا مش بحبك , انا مش بحب حد , مش عايزة احب حد ... انت بتحب هالة , و هيا كمان بتحبك ,, ابعد عنى ...
ينجح حسن فى ان يضمها اليه , يأخذها فى حضنه و هى ما زالت تبكى و تصرخ " انا مش بحب حد " .. فأخذ يضمها اليه بقوة اكثر

و هنا تركت نفسها له , فضمته اليها و تشبثت به , وهى ما زالت تبكى و تصرخ ..
كانت كمن يشتكى منه و اليه , و من ستجد افضل من حبيبها لتشكو اليه ..
اخذت تبكى و تبكى , حتى ظر لها لها حسن و وضع أصبعه على فمه و هو يقول " هش " انه ذلك التعبير الذى تعودنا عليه بمعنى الصمت , كفى حديثا قد نندم عليه فيما بعد , كفى تجريحا للقلب الذى نعشقه , و قد ادى المعنى لانه امتزج بدموعه و عيناه الحمرواتين , فأخذت تبكى هى الاخرى و يرتعش جسدها و تكرر كلمة " مش بحب حد " حتى جلست الى الارض و هى متمسكه به , ظلا هكذا حتى نامت و هى تضع رأسها على قدمه .

بعد مضى نصف ساعة , تأتى الممرضة لتنقلها الى السرير , و لكنها بمجرد ان تلمسها ينتفض جسدها , و تتشبث اكثر بيده , فيشير حسن الى الممرضة بان تتركها هكذا . فتتركهما و تغادر .
تنظر هالة اليه و فى عيناها الدموع التى تحاول اخفائها , تحمل ورقة من شنطتها و تكتب بها شيئا و تقدمها الى حسن , و تغادر محاولة ان تمسك اعصابها .

بعد ساعة تقريبا ينقلها حسن الى السرير و يجلس بجوارها و هو ممسكا يدها , فطبع قبلة على يدها و أخذ ينظر لها و يتذكر ما حدث ..
- - - - - - - -

حسناء : عايزاك توعدنى بحاجة ..
حسن : ايه يا حبيبتى ؟؟
حسناء : عايزاك تحب هالة زى ما انا حبيتك , عايزاك تبقي مبسوط ف حياتك من غيرى , انا هكون مبسوطة ومرتاحة طول ما انا شايفاك سعيد ف حياتك , هالة كويسة اوى و بتحبك جدا , هيا بجد مالهاش ذنب ف اى حاجة , و بعدين هى خطيبتك و انت بتحبها و الا ما كنتش خطبتها صح ؟
حسن : انتى ازاى كدة ؟
حسناء : كدة ازاى ؟
حسن : انتى بتفكرى ف هالة و ما جبتيش سيرتك انتى ؟ , طيب و انتى ؟
حسناء : ما انا قولتلك انا هبقي مبسوطة طول ما انت مبسوط , اوعدنى بقي
حسن : هوعدك بس انتى كمان توعدينى
حسناء : اوعدك بايه ؟
حسن : اوعدينى انك تكملى حياتك عادى من غيرى , و تتجوزى و تحبى الشخص الى هتتجوزيه و انك عمرك ما هتوقفى حياتك ف يوم عشانى .
حسناء : ..........
حسن : اوعدينى !!
حسناء : آآ ... انا ....
حسن : خلاص يبقي ما تخلينيش اوعدك باى حاجة انا كمان ..
حسناء : حسن , اوعدك .
حسن : توعدينى بايه ؟
حسناء : اوعدك انى هكمل حياتى من غيرك , و انى هتجوز ف يوم من الايام , لما النصيب يجيلى .
حسن : و انا كمان اوعدك .

- - - - - - - - - -

تتحرك يد حسناء , و تفتح عيناها , و بمجرد ان ترى حسن امامها .....

يتبع ...

حنان محمد

الأربعاء، 28 مايو 2014

حبة الفراولة #4


الحلقة الرابعة 
* * * * * *
تخرج هالة تنتظر فى السيارة حتى يدفع حسن الحساب , يخرج بعدها حسن و لكنها يصادف حسناء عند باب المطعم فيقف ليسلم عليها ...
لحظات طويلة من الثرثرة , تراقبها هالة من زجاج السيارة
حسن : بس صدفة غريبة اوى , و لا انتى بقي بتراقبينى ؟
حسناء : هههههههههه , اه انا براقبك وماشية وراك , عنك اعتراض يعنى ؟
حسن : لا يا كبير براحتك , انت تعمل اللى انت عايزه
حسناء : بحسب .. ههههههههههههههه
حسن : المهم انتى ايه اخبارك ؟
حسناء : تمام , الحمدلله , و انتَ ؟
حسن : عايش .
حسناء : ايه التشاؤم ده بس ؟
حسن : لا مش تشاؤم عادى يعنى
و هنا تأتى هالة و تقف امامه , و فى نفس اللحظة يتحرك احمد من مكانه ذاهبا للبحث عن حسناء التى تغيبت كثيرا من وجهه نظره
هالة : ايه يا حسن , مش تعبان و عايز تنام ؟
حسن : اه , سورى يا هالة الكلام اخدنى بس مع حسناء .
هالة : مممممممم . طيب انا مستنياك ف العربية
حسن : طيب مش تتعرفى عليها الاول ؟
احمد : حسناء .. ايه كل ده قلقتينى عليكى ؟
حسناء : مفيش حاجة يا حبيبى , انا بس كنت بكلم حسن زميلى ف الشغل .
و يتبادل حسن و احمد السلام بينما تقف هالة مترقبة للموقف .
حسن : طيب استأذن انا بقي , عشان متأخر و خطيبتى مستنيانى .
حسناء : تمام , اشوفك ف الشركة .

موقف غريب جدا , " خطيبته " و لكن , .. كيف ؟؟!! , لم ارى يوما "دبلة" فى يده ؟؟ , لما ... و لكن كيف , لا يصدق قلبى , لا اراه يتحدث عنها مطلقا , و لا يضع خاتم الخطبة فى اصبعه , و لم اجد بينهم ذلك الاحساس بين العاشقين , فغالبا ما تكون هالة من نوع خاص تحيط بالعاشقين , فتجعلهم دائما قريبين من بعضهما , كأنها وثاق قوى يربطهم معا , او انهما كأجنحة كيوبيد , جناح لها و جناح لها , فهما يكملان بعضهما , و لكتنى لم ارى اى اجنحة تلك الليلة , ربما ريبة الموقف رسمت على وجهى قناع اسود اللون احال الرؤية بيننا , ربما ....

تمر الايام و لا يتحدث حسن و حسناء عن تلك الليلة مرة اخرى , و لكن التعامل بينهما عاديا جدا كما كان .

ينقضى الاسبوع ثم الاسبوع الذى يليه حتى يأتى موعد زيارة حسناء و والدتها الى الاسكندرية   حيث يقع منزل اخيها أحمد , فمنذ ان تزوج و هو يعيش بالاسكندرية .
تجلس حسناء بالسيارة و تترك نفسها للاحساس بالهواء بمجرد مرمرها بوابة الاسكندرية , فالهواء هنا مختلف , فرذاذ البحر امتزج بالهواء جعل رائحة اليود التى يستنشقها الزائر يشعر انه عطر مختلف , عطر يجعلك تربط بين تلك اللحظة و جميع اللحظات التى مرت عليك فى تلك المدينة الساحلية .
تذكرت حسناء اول زيارة لها الى الاسكندرية بعد ان حصلت على شهادة الثانوية العامة , فقررت ان تأتى الى الاسكندرية كل عام هى و عائلتها , و عندما طلبت ذلك من والدها كان مرحبا جدا بتلك الفكرة لانها ستكون فرصة جيدة ان يذهبوا الى احمد اخيها الذى تزوج فى نفس العام و انتقل الى الاسكندرية
اتصال هاتفى يقطع تفكيرها , فقد كانت " وفاء " زوجة اخيها تطمئن عليه , و كانت تلك المكالمة كالشرارة التى اشعلت وقود تفكيرها , فأخذت تفكر كيف سيكون التعامل بينهما , فهما ليسا على وفاق جيد منذ وفاه والدها .. 

وفاء : مش عارفة انتى ازاى مستحملة تبصى ف عين مامتك ؟ 
حسناء : قصدك ايه ؟ 
وفاء : يعنى الوضع بيتنكم عادى كدة ؟ , هيا مش ناسية انك انتى السبب ف موت باباكى ؟ 
حسناء : وفاء .... انا ما اسمحلكيش تتكلمى كدة , و ما تجيبيش سيرة بابا الله يرحمه
وفاء : الله هو انا اللى قتلته ؟ 
حسناء : قتلته ؟!!! , قصدك ايه ؟ 
وفاء : انتى عارفة قصدى ايه كويس يا حسناء , لا كلنا عارفين , و انتى متاكدة انك انتى السبب ف موت عمى
حسناء : بس يا وفاء , بس ... انا مش عايزة اسمع اى كلمة تانية
وفاء : اهو انتى كدة , مش عايزة تسمعى ابدا الحقيقة , انتى تعرفى انى بسببك بردو جوزى كان هيروح منى ؟ , الحالة اللى دخل فيها بعد موت باباه كانت بتقطعنى من جواه , كل ده و انتى مش حاسة انك غلطانة ؟ , صدقينى يا حسناء جوزى لو كان جراله حاجة مكنش هيكفينى عمرك قصاده
حسناء : ده اخويا قبل ما يكون جوزك , و لا انتى مش واخدة بالك ؟؟ , انتى ازاى بتتهمينى بكل ده ؟ , و كمان بتهددينى ؟ 
وفاء : بلاش بس دموع التماسيح دى , اصلى مش هصدقها خالص
حسناء : ربنا يسامحك ..
و تتركها حسناء و تذهب .. 
منذ تلك الحظات و هما على خلاف دائم , كانت كلمات وفاء بدافع الحب , فهى تخاف على احمد زوجها ليس اكتر , اما حسناء فقد كانت تلك الكلمات بمسابة طعنات لها , كيف تتهمها بانها قتلت والدها , و بالرغم من ذلك تغاضت حسناء عن ذلك لاجل اخيها , حتى انها عاتبته لانه تشاجر مع وفاء بسبب تلك الكلمات التى وجهتها لاخته

تصل السيارة امام البيت , تنزل حسناء و تنظر الى اعلى فتجد حسناء الصغيرة تلوح لها و هى تنادى عليها " عمتو حسناء
تصعد الى الشقة مع اخيها و والدتها فتستقبلها حسناء الصغيرة , فتغمرها بالاحضان و القبلات المتلاحقة
تقف حسناء و تعتدل فى وقفتها , ثم تمد يدها الى وفاء
حسناء : ازيك يا وفاء عاملة ايه ؟؟ 
وفاء : الحمدلله , و انتى عاملة ايه ؟
حسناء : تمام الحمدلله

و بعد تبادل السلام و الترحيب بهما يجلس الجميع حول مائدة الطعام , يتبادلون الحديث و لكن الردود قليلة جدا , فيصبح الموقف اقرب الى الصمت

بعد تناول الطعام تجلس وفاء و مديحة والدة احمد وحسناء يتبادلون الحديث و معهم الطفلة حسناء و التى جلست فى احضان جدتها حتى نامت

اما حسناء و احمد فجلسا فى الشرفة يتحدثان وحدهما
احمد : بس ,, سألتها زى ما انتى قولتيلى و حاولت افهم وجهه نظرها
حسناء : طيب و قالتلك ايه ؟
احمد : هيا خايفة .. 
حسناء : خايفة ؟ , من ايه ؟ 
احمد : خايفة ما تقدرش على طفلين , بتقول انها عايزة تربى حسناء كويس و خايفة تقصر ف تربيتها لو بقي عندها طفل تانى . و خصوصا انها هنا ف اسكندرية لوحدها , انتى عارفة ان اهلها عايشين ف السعودية
حسناء : طيب و احنا روحنا فين يا احمد ؟ 
احمد : ما انا قولتلها كدة , بس .. 
حسناء : هيا مش عايزة منا اى مساعدة .. 
احمد : لا مش كدة و الله .. بالعكس , هيا محرجة منك اصلا , حاسة انها غلطانة اوى ف حقك , قالتلى انها ندمانة على الى قالته و على كل المواقف اللى كانت بينكوا , خصوصا لما قولتلها انك انتى الى خلتينى ارجع تانى عشان اتكلم معاها
حسناء : احمد .. عشان خاطرى , انا مش عايزة افتكر الموضوع ده ف يا ريت بلاش نتكلم فيه تانى
احمد : انتى لسة حاسة بالذنب ف موت بابا ؟
حسناء : احمد .... عشان خاطرى 
احمد : حسناء انتى مالكيش ذنب , ليه مش عايزة تقتنعى , ده قضاء ربنا , و نقول الحمدلله على كل حال
حسناء : بس بسببى بردو 
احمد : لا مش بسببك ... 
حسناء : ممكن بلاش نتكلم ف الموضوع ده
احمد : طيب طيب , خلاص , ممكن ما تعيطيش بقي
حسناء : طيب 
احمد : يالا بقي قومى نامى انتى تلاقيكى تعبانة من السفر اصلا
حسناء : مممممممم انا فعلا تعبانة اووى

* * * * * * * * *

يقترب منها حسن , فتصرخ مستنجدة بـ ماجد .. تبكى كثيرا , و ما زال حسن مصرا على الاقتراب منها , يحاول ان يضع يده على كتفيها و لكنها اخذت تحرك يداها فى الهواء ليبتعد عنها , كطفلة صغيرة تغرق فى مياه بحر عميق فأخذت تجدف بيدها فى حركات غير منتظمة , مجرد احساسها انها ستنجو هو مجرد احساس حسناء بانها ستبعد حسن عنها , تبدأ فى اصدار ضربات متتالية على كتفه حتى يبتعد و لكنه ما زال مصرا على ان يظل قريب , كان يريد ان يحادثها
حسن : حسناء , انتِ ليه بتبعدى عنى ؟ , انا حسن حبيبك , صح ؟ , على الاقل ردى عليا , عايز اسمع صوتك , انتى بتعاقبينى على ذنب انا مش عارفه ؟
مازالت حسناء تأبى الكلام , و لكنها ابتعدت عن ذلك الركن و ذهبت فى اتجاه ماجد , فطمست وجهها خلفه خوفا من حسن
حسن : انتى بتبعدى عنى ؟ , مش انتى اللى كنتى بتقولى انى حبيبك و انى اكتر واحد بتحسى معاه بالامان ؟ , دلوقتى خايفة منى ؟ , انا عملتلك ايه طيب ؟ , عاقبينى بس عالاقل ابقي عارف انتى بتعاقبينى على ايه ؟

بكاء و نحيب من حسناء جعل عيناى حسن تنزف دموعا بغزارة , فهو لا يتحمل تلك الدموع و التى يعلم انه سببا فيها , تركها و غادر الغرفة .
جلست حسناء على سريرها , و اخذت تهدأ ببطء شديد , و جلس ماجد بجوارها و اخذ يربت على يدها , نظرت له نظرة الم كانها تشكو اليه , كانه تقول له " كيف حدث ذلك ؟ " , يحاول ماجد تهدأتها ثم يتركها لترتاح و يغادر المستشفى , يتصل بـ هالة و يتفقا على ان يذهب اليها , ثم يتصل بـ حسن ليعرف مكانه , فيعلم انه عاد الى منزل والدته , يخبره انه سيقضى بعض المساوير و سيتقابلا فى المساء

يذهب ماجد الى هالة , و يتحدثان سويا
هالة : حسن عامل ايه ؟ 
ماجد : زى ما هو , لسة مكتئب و حابس نفسه
هالة : انا مش فاهمة ليه كل ده ؟
ماجد : انا هفهمك ليه , بس انا عايز اعرف انتى قولتى ايه لـ حسناء يخليها تبقي كدة ؟ , ليه ظلمتيها و ظلمتى حسن ؟ 
هالة : انا ما ظلمتش حد , بس ده جوزى , انا مش عارفة هو بيعمل كدة ليه و بيعاقبنى من غير ما يسمعنى
ماجد : يمكن عشان حسناء بردو بتعاقبه من غير ما تفهمه , و ده طبعا لانها اصلا ما اتكلمتش 
هالة : انتوا ليه بتحملونى انا الذنب ده ؟ 
ماجد : هالة .. انتى عارفة كويس حسناء تبقي ايه بالنسبالى ؟ , حسناء دى اختى اللى عمرى ما هسمح لاى حد انه يأذيها و حسن كمان اخويا و انا مش قادر اشوفهم هما الاتنين ف الحالة دى , انتى لازم تفهمى انى مش بحملك انتى الذنب , بس بردو انتى  لازم تفهمى كل حاجة .. حسن و حسناء مش مجرد اتنين صحابى , احنا التلاتة صحاب من زمان اه , بس هما .....

يتبع .... 

الأحد، 25 مايو 2014

حبة الفراولة #3



الحلقة الثالثة :
* * * * * * 
و لكنه ذلك اليوم الذى وقعت مغشيا عليها فى احد اركان النادى , لم تكن تقف وحيدة بل كان بصحبتها بعض الفتيات , ثم جاء حسن و ماجد و وائل , و أخذت اصوات الجميع تتعالى و الدموع تسيل على وجه حسناء , فقد ظلت تتطلب منهم ان يصمتوا , ظلت تكرر كلمة " كفى " و تضع يديها على اذنيها .

حسناء : كفاية , بس يا حسن , خلاص ...
و هنا وقعت مغشيا عليها ...
انه ذلك اليوم الذى شعرت بقبضة روحى , كأن كل كيانى سلب منى , لا أقوى على ان اراها امامى و لا استطيع ان احادثها , و إن تحدثت اليها لا تجيب , أأنا السبب فى كل هذا الالم ؟ , انا السبب فى الالم و انا من يتألم , احساس مروع , اتمنى ان اسمع صوتها مرة اخرى , ذلك الصور الذى يثيرنى , و يبعث فى جسدى لذة الاشتياق , آآه يا حبة الفراولة , كم اشتقت اليك لتضمينى بين احضانك , كم اشتقت للمسات متبادلة بين عينانا ..... 

* * * * * * * *

حياة المكتب قد تكون مملة للبعض , و لكنها من المؤكد ممتعة بالنسبة لحسناء , فهو حلمها الذى لطالما ارادته , يتعجب البعض من حماسها الشديد بالعمل , فالبعض يتمنى ان تنتهى ساعات العمل حتى يرحل و يخرج الى حياته , اما حسناء فهى تحزن جدا بعد اانتها تلك الساعات التى تعتبرها قليلة جدا فى العمل , فلكل شخص اتجاهه و الذى يختلف برغم توافق الظروف , و الانسان الناجح هو الذى يحول ذلك الحماس و الشغف الى عمل

تجلس حسناء على مكتبها , و يمر حسن امامها , يسير قليلا ثم يعود ادراجه الى الوراء 
حسن : هاى , عاملة ايه ؟
حسناء : هاى , تمام الحمدلله , و انت عامل ايه ؟ 
حسن : تمام الحمدلله , ايه اخبار الشغل ؟
حسناء : تمام , شغالة اهو
حسن : مرتاحة هنا ؟
حسناء : جداا :) 
حسن : واااو , شكلك بتحبى الشغل اوى 
حسناء : اه , صراحة آآه , بحب الشغل جدا 
حسن : دى حاجة كويسة جدا , و هتفيد الشركة
حسناء : يا رب 
حسن : احنا ما اتعرفناش كويس المرة اللى فاتت , انتى عارفة انى بشتغل ف الشركة هنا من سنتين صح ؟
حسناء : لا , بس يا بختك , بقالك سنتين هنا , اكيد استفدت كتير جدا من انك شغال ف شركة زى دى ؟ , يعنى مجرد الخبرة الى هتكتسبها ف سنتين حاجة روعة
حسن : ههههههههههه هو ده اللى بتفكرى فيه الخبرة اللى اكتسبتها ؟ , بس عموما انا اكتسبت خبرة كتير اوى , و يكفى انى وصلت لمجلس الادارة
حسناء : واو , يعنى انتى تعتبر مديرى بقي ؟ 
حسن : حاجة زى كدة , من غير تكليف , ممكن تقوليلى استاذ حسن :D :D 
حسناء : هههههههههه يا سلام عالتواضع 
حسن : امال ايه يا بنتى لازم نستغل بقي انك جديدة هنا , عموما انتى  هتحبى الشغل هنا جدا , مش هعطلك اكتر من كدة , انا هشرب قهوة تشربى معايا ؟ 
حسناء : مممممممم , طيب
حسن : خلاص هطلب قهوة , قهوتك زيادة صح ؟ 
حسناء : مظبوط 
حسن : تمام , عن اذنك

يتركها حسن بابتسامة غارقة على وجهها , تحاول التركيز مرة اخرى فى العمل و لكن سرعان ما يصل و هو يحمل كوب القهوة , يتركه بجانبها على المكتب , و يعود الى مكتبه مودعا اياها بابتسامة غريبة , كانها ابتسامة اعجاب , او ربما تكون بدأ صداقة

تعود حسناء الى منزلها ذلك اليوم و هى فى قمة سعادتها , فقد مدحها المدير اليوم و رئيسها المباشر ايضا , و تنبأ لها بمستقبل مشرق فى تلك الشركة , كما انها تحدثت الى حسن , و نشأت بينهم محادثات تحتوى على الدعابة فى كثير من الاحيان , فقد اصبحا شبه صديقين حميمين يمزحون سويا .
و بالرغم من انها غالبا لا تكتسب صداقات سريعة و لكنها لم تتمسك بتلك القاعدة مع حسن , فوجدت فى التعامل معه دافعا قويا لان تتعرف عليه اكثر و ان يصبحا صديقين او ربما اقرب من ذلك

تدلف حسناء الى غرفتها , و تلقى بنفسها الى السرير و تنظر مليا الى السقف , غارقة فى التفكير لم تشعر انه قد مضى وقت على جلستها هكذا , حتى قطع ذلك التفكير دخول أخيها أحمد , فقد طرق على الباب كثيرا و لكنها لم تنتبه
احمد : حسناء ... 
حسناء : احمد .. انت هنا من امتى ؟؟ 
و تحركت من مكانها و ذهبت فى اتجاه فطبعت قلة صغيرة على وجنتيه مع كلمة " وحشتنى
احمد : ايه يا حسناء بخبط عليكى من بدرى !!
حسناء : معلش يا احمد بقي , جيت منالشغل و تقريبا محستش بنفسى و نمت 
احمد : لحقتى تنامى يعنى انتى بقالك نص ساعة بس 
حسناء : الله , معلش بقي , و بعدين ما تاخدنيش ف دوكة يا استاذ , مجبتش ليه حسناء الصغيرة معاك ؟
احمد : ما انتى عارفة بقي بيبقي صعب عليا اوى انى اجيبها معايا و كدة , و بعدين ما تيجى انتى تقضى يوم معانا هناك و لا مش عايزة يعنى تجيلنا ؟ 
حسناء : ما انت عارف بقي يا احمد بدأت الشغل وكدة .
احمد : كل ده عشان اللى حصل بينك و بين وفاء ؟
حسناء : انت عارف ان الموضوع ده مش ف دماغى اصلا , انا هتعامل مع وفاء كويس جدا ف اى وقت .
احمد : امال ايه ؟ , انا عارف ان الموقف اللى حصل ده رخم اوى , و انا هزأتها عليه .
حسناء : يا حبيبى و الله ما متضايقة من الموضوع ده , انا بس عشان الشغل وكدة ومش هينفع اسيب ماما لوحدها .
احمد : انا هاجى اخدكوا من هنا يوم الخميس , تباتوا عندى و ارجعكوا الجمعة
حسناء : مش هينفع يا احمد , خليها الاسبوع اللى وراه ماشى ؟
احمد : آآه لو اعرف اللى ف دماغك يا سنسن , بس ماشى الاسبوع اللى وراه هاجى اخدكوا من هنا
حسناء : خلاص ماشى , ربنا يسهل ان شاء الله , المهم قولى بقي انت عامل ايه مع وفاء ؟ 
أحمد : تمام .. 
حسناء : فى ايه ؟؟ , احكى 
احمد : مفيش حاجة ... عادى 
حسناء : احمد ... انا عارفاك كويس و عارفة انك نزلت القاهرة دلوقتى و اكيد فى حاجة , فى ايه بقي ؟ 
احمد : انتى الوحيدة اللى بتقدرى تعرفى مالى من غير ما اتكلم 
حسناء : مممممم يعنى كلامى صح , فى ايه بقي ؟ مالك ؟
احمد : العادى , اتخانقت مع وفاء .
حسناء : ليه ؟ 
احمد : بتكدب عليا يا حسناء , اكتشفت انها بتاخد حبوب منع الحمل مع اننا اتفقنا اننا خلاص عايزين نجيب بيبى تانى , يعنى خلاص حسناء كبرت و بقى عندها خمس سنين , و انا مش هستنى اكتر من كدة لم اعجز يعنى عشان اجيب طفل تانى ولا ايه ؟ 
حسناء : طيب انت سألتها عن السبب ؟ , اكيد فى سبب انها بتاخد الحبوب دى ؟
احمد : ايه السبب اللى يخليها تخبى عليا ؟ 
حسناء : طيب انت عملت ايه لما عرفت ؟ 
احمد : واجهتها و زعقت معاها و سيبت البيت ومشيت
حسناء : طيب وده ينفع اصلا ؟ , انت حتى ما اتكلمتش معاها و عرفت وجهه نظرها , انت غلطان يا احمد , ايا كان اللى حصل اكيد هيا شايفة حاجة انت مش شايفها , ينمكن هيا ما قالتلكش على السبب عشان ما تتضايقش مثلا , بس هيا اكيد عندها سبب مقنع , اتكلم معاها يا احمد , افهم وجهه نظرها و ابقي جمبها مش تسيبها و تمشى , الهروب من المشاكل عمره ما هيحلها
نظر لها أحمد نظرة اعجاب ممزوجة بابتسامة خفيفة تدل على الاستغراب .
احمد : بالرغم انك اختى الصغيرة بس اوقات كتير اوى بحس ان عاقلة اكتر منى , خصوصا ف المواقف دى , و بالرغم المشاكل اللى بينك و بين وفاء الا انك لسة بتدافعى عنها , ربنا يخليكى ليا يا حسناء .
حسناء : و يخليك ليا يا احمد , يالا بقي انتا هتنسبنى الغدا و لا ايه ؟ , انا هموت من الجوع , فين ماما ؟ 
احمد : هههههههههه طيب يا ستى , انا اصلا قولت لماما ما تعملش حاجة , هنطلع ناكل برا , بس كنا مستنينك
حسناء : ايوة كدة بقي يا احمد, انا بقالى كتير اوى ما طلعتش اكلت برا اصلا , ثوانى هغير هدومى و ننزل
احمد : طيب ماشى .

* * * * * * * * 

هالة تجلس مع حسن فى احد المطاعم .
هالة : فاكر يا حبيبى اول يوم اتقابلنا فيه ؟ 
حسن : مممممم 
هالة : ايه ده ؟ , حد ينسى يوم زى ده ؟ 
حسن : انا مش فاكر اكلت ايه امبارح يا هالة
هالة : ايوة بس محدش بينسى اهم يوم ف حياته يا حبيبى 
حسن : معلش , المهم ان انتى فاكراه عشان تفكرينى بيه , صح ؟
هالة : ممممم , اضحك عليا بكلمتين بقي
حسن : يا حبيبتى انا فعلا مش فاكر اى حاجة , و انتى عارفة انى جيت معاكى النهاردة عشان ما تزعليش , مع انى رجعت من الشغل تعبان اوى , و كمان لسة عندى شغل بليل
هالة : يعنى انت بتحاسبنى عشان طلبت انى اشوفك ؟ , خلاص يا حسن يالا بينا نمشى لو متضايق ؟ 
حسن : بردو ؟ , انا ما قولتش انى متضايق خالص , انا بس تعبان ومحتاج اك تقدرى ده , انى بشتغل كل ده عشانك , عشان نتجوز
هالة : يا حسن بيتهيالى ان اللى معانا يكفى اننا نتجوز , و لا ايه ؟
حسن : انتى عارفة كويس اوى انه مش طموحى انى اتجوز و اشتغل و الفوس تبقي على اد المصاريف وخلاص , انا عايز احقق حاجات كتير اوى , و انتى عارفة كدة ولا ايه ؟
هالة : طيب ممكن تهدا ؟؟ , انت بتتعصب ليه دلوقتى ؟؟
حسن : خلاص يا هالة مفيش حاجة . يالا بينا عشان انا تعبان و عايز انام شوية قبل ما انزل بليل , ممكن ؟
هالة : طيب يا حبيبى , يالا بينا .. 
تخرج هالة تنتظر فى السيارة حتى يدفع حسن الحساب , يخرج بعدها حسن و لكنها يصادف حسناء عند باب المطعم فيقف ليسلم عليها ..........

* * * * * * * * 

فى المستقبل .. 

و لكنه ذلك اليوم الذى وقعت مغشيا عليها فى احد اركان النادى , لم تكن تقف وحيدة بل كان بصحبتها بعض الفتيات , ثم جاء حسن و ماجد و وائل , و أخذت اصوات الجميع تتعالى و الدموع تسيل على وجه حسناء , فقد ظلت تتطلب منهم ان يصمتوا , ظلت تكرر كلمة " كفى " و تضع يديها على اذنيها
حسناء : كفاية , بس يا حسن , خلاص ... 
و هنا وقعت مغشيا عليها .........
يتم نقل حسناء الى المستشفى بعد ان تفشل محاولاتهم لافاقتها . ينتظروا كثيرا حتى يخرج البهم الطبيب و يخبرهم انها ستظل تحت المراقبة فى المستشفى بضعة ايام , فقد دخلت فى حالة من الصدمة لم يتم التاكد من اثرها بعد , لم يعلم حسن بعد ما الكلام الذى قالته هالة لـ حسناء حتى يحدث كل ذلك , و لم تلقى اللوم عليه هو , لما ترفض ان يزورها او ان يتحدث اليها , حتى هالة تأبى ان تخبر حسن بما حدث , فغضب عليها و لم يتحدث اليها بسبب ما حدث لـ حسناء .. 

ثلاثة اسابيع تمر و حسناء على تلك الحالة , و مازال حسن يتذكر اول يوم يدلف الى غرفتها
حيث انتفضت حسناء بقوة , و تحركت من السرير و اخذت تصرخ به , مستنجدة بـ ماجد صديقهما
حسناء : ماجد خليه يطلع برا , انا مش عايزة اشوفه , قوله يمشى من هنا
حسن : حسناء , اهدى شوية يا حبيبتى , انتى  ليه بتعملى كدة ؟؟ , انتى بتبعدى عنى ليه ؟ 
حسناء : ابعد عنى , اوعى تلمسنى ... 
حسن : انتى خايفة منى انا يا حسناء ؟ 
ماجد : اصبر بس يا حسن , انت مش شايف حالتها ؟!
حسناء : ايوة يا ماجد , خليه يبعد عنى , انا مش عايزاه يقرب منى , خليه يخرج من حياتى , مش احنا اصحاب و اخوات ؟؟ , مش انا اختك ؟ , خليه يبعد عنى لو بتعزنى بجد ابعده عنى
و سرعان ما اصدرت صرخة دوى صداها فى ارجاء المستشفى بمجرد ان وضع حسن يده على كتفيها , فاخرجهما الطبيب من الغرفة سريعا بعد ان حقن ذراعها بمهدا قوى جعلها تسترخى فى خلال دقائق و تذهب الى اللا وعى
علم حسن بعدها ان تلك الصدمة أفقدتهاالقدرة على النطق , او ربما هب من يأبى الكلام بمحض ارادتها


كانت تلك اللحظات التى تذكرها حسن وهو فى طريقه الى المستشفى , فبعد مرور ثلاثة اسابيع قرر ان يعيد المحاولة مرة اخرى , و ان يذهب اليها مرة اخرى , فلم يعد يقوى على الابتعاد عنها
أمام باب المستشفى , تتوقف السيارة و ينظر له ماجد 
ماجد : متأكد انك عايز تدخلها ؟؟ 
حسن : وحشتنى اوى , عايز اشوفها .
ماجد : بس اللى حصل المرة الى فاتت مايطمنش يا حسن , عشانكوا انتوا الاتنين 
حسن : هجرب يا ماجد , هجرب ... 
ماجد : طيب , على راحتك

يصعدان الى غرفتها , و يطرقان الباب , و بمجرد دخولهما الى الغرفة , تنتفض حسناء و يتشنج جسدها و تذهب الى احد اركان الغرفة متشبثة بالستارة المعلقة , و يتخشب جسدها و تتسع حدقتى عينيها
يقترب منها حسن , فتصرخ مستنجدة بـ ماجد .. تبكى كثيرا , و ما زال حسن مصرا على الاقتراب منها , يحاول ان يضع يده على كتفيها و لكنها اخذت تحرك يداها فى الهواء ليبتعد عنها , كطفلة صغيرة تغرق فى مياه بحر عميق فأخذت تجدف بيدها فى حركات غير منتظمة , مجرد احساسها انها ستنجو هو مجرد احساس حسناء بانها ستبعد حسن عنها , تبدأ فى اصدار ضربات متتالية على كتفه حتى يبتعد و لكنه ما زال مصرا على ان يظل قريب , كان يريد ان يحادثها 
حسن : حسناء , انتِ ليه بتبعدى عنى ؟ , انا حسن حبيبك , صح ؟ , على الاقل ردى عليا , عايز اسمع صوتك , انتى بتعاقبينى على ذنب انا مش عارفه ؟ 
مازالت حسناء تأبى الكلام , و لكنها ابتعدت عن ذلك الركن و ذهبت فى اتجاه ماجد , فطمست وجهها خلفه خوفا من حسن ......

يتبع ....

حنان محمد