الثلاثاء، 30 سبتمبر 2014

حبة الفراولة #16

الحلقة السادسة عشر 
* * * * * * * * * 
تمر ساعة او اثنين و تشعر حسناء ببرودة شديدة , تخرج من الغرفة بحثا عن اى شيئا لتدفأتها .. تجد حسن نائما على الاريكة و هو يرتعش من كثرة البرودة , تقترب منه محاولة ان توقظه و لكن تزداد رعشته و تشعر بحراره جسده لتجدها مرتفعة جداا , تحاول ايقاظه و لكنه ظل يرتعد من كثرة البرد , فهى بالتاكيد اعراض الحمى ..
لم تعلم حسناء ماذا تفعل حاولت ايقاظه مرة اخرى و لكنه اخذ يتفوه بكلمات غريبة و مبهمه , ذهبت الى الغرفة و احضرت لحافا ثقيلا ووضعته على جسده , ظلت تلك الرعشة ملازمة له و هو يتفوه بكلمات معظمها تدور حول حبه لـ حسناء وخوفه من ان تتركه و تذهب , لم تجد امامها شيئا سوى انها تحتضنه بشدة حتى يشعر ببعض الدفئ , جلست بجواره والقت بجسدها الى صدره و احتضنته بقوة و هى تمسح بيدها على وجهه
حسن : خليكى جمبى , ما تسيبنيش
حسناء : انا معاك يا حبيبى , مش هبعد عنك ابداا
حسن : سقعاان اووى , احضنينى
حسناء : حاضر يا روحى , انا معاك

 * * * * * *  ** * * * 

يستيقظ ماجد فى الصباح الباكر و هو مازال يفكر بـ حسن وما حدث له ..
يحمل هاتفه مترددا و يتصل بمنزل احمد الاخ الاكبر لحسناء ..
ماجد : الو .. حسناء موجودة ؟
احمد : ميين معايا ؟؟ .. و تعرف حسناء منين ؟.
ماجد : انا ماجد زميل حسناء , مش عارف حضرتك فاكرنى ولا لأ ؟ .. بس انا كنت بسال على حسناء
احمد : آآه .. ماجد . اكيد فاكرك انا ما اعرفش غيرك انت وحسن ..
ماجد : هيا حسناء مش موجودة ولا ايه ؟؟ .. انا اعرف انها هتفضل عندكبعد كتب الكتاب  لحد ما تسافر
احمد : يا ريت يا ماجد .. احنا ما نعرفش اى حاجة عن حسناء من امبارح
ماجد : قصدك ايه ؟ ...
احمد : حسناء مخطوفة وما نعرفش اى حاجة عنها
ماجد : معقول يكون هو .. احكيلى اللى حصل
احمد : هو مين ؟؟ .. انت تعرف حاجة و مخبيها عنى ؟
ماجد : الكلام مش هينفع ف التليفون انا هنزل اسكندرية دلوقتى و اجيلك .. بس عايزك تتطمن على حسناء . هى كويسة اكييد
احمد : انا مش هستنى لحد ما تيجى .. فهمنى الحكاية
ماجد : حسن هو اللى خطف حسناء عشان ما تتجوزش , و انت عارف انهم كانوا بيحبوا بعض , و هو عمره ما هيأذيها
احمد : ايه اللى انت بتقوله ده ؟؟ ,, انا مش فاهم حاجة !!
ماجد : ما تقلقش انا هحاول اتصرف , هنزل دلوقتى و اجى اسكندرية كلها 3 ساعات بالكتير و هكون عندك ان شاء الله .. بس يا ريت ماحدش يعرف اى حاجة من اللى انا قولته .. وبلاش اى تصرف لحد ما اجى ... سلام ..
يغلق ماجد الهاتف و يهرول الى سيارته و يقودها بسرعة جنونية الى الاسكندرية و يتصل بوائل و بعض الاصدقاء ..
اما احمد فأصابه ذهول شديد , جلس و لم يبارح مكانه كانه قد اصابه شلل منعه من الحركة و التفكير .. " كيف ؟!! .. حسن و حسنااء ؟! , يختطف اختى ؟!! , و لكن لما ؟؟ .. انا لم امانع حبهما , و كنت اعلم بحبها له و اخبرتها انه شاب جيد , ان كانت تريد الزواج به لما وافقت على ذلك الشخص " عبدالرحمن " لما فعلت كل ذلك بنا .. ؟؟!!  "
تاتى وفاء لتجده على تلك الحالة , تجلس بجانبه لتحاول ان تفهم ما حدث , يخبرها بتلك المكالمة , تحمل يده بين يداها و تربت عليها برقة
وفاء : حسناء كانت بتحبه اووى , و لسة بتحبه , و جوازها ده كان هروب , انا حذرتها كتير بس هيا ما سمعتش الكلام
احمد : انتى كنتى عارفة ده ؟ .. كنتى عارفة انها مش بتحب عبدالرحمن و عايزة حسن ؟
وفاء : هيا عمرها ما قالت الكلام ده بس انا حسيته منها , من ساعة ما كانت ف المستشفى و انا عارفة انها بتحب حسن وعايزه تبعد عنه عشان هو متجوز و مراته تبقي صاحبتها
احمد : طيب ليه بتعمل كدة ف نفسها ؟! .. حسن طلبها منى و هيا ف المستشفى و لما بقت كويسة قالى ما اتكلمش معاها ف الموضوع تانى و لا احكيلها اللى حصل , استغربت اوى , مكنتش اعرف انها كمان بتحبه اووى كدة
وفاء : بتحبه وما تقدرش تبعد عنه .. ان شاء الله خير , حسن بيحبها وعمره ما هيأذيها ولا يمس شعرة منها , نستنى ماجد ونشوف اللى هيحصل
احمد : انا مش قادر افكر ف اى حاجة خالص , مش عارف اعمل ايه
وفاء : اهدى يا حبيبى . ان شاء الله خير

 * * * * * * * * * *

تزداد اعراض الحمى على حسن و ترتفع حرارته اكثر و اكثر , ولا يوجد شئ بيد حسناء سوى ان تبقي بجانبه حاولت ان تخرج لتستدعى اى احد للمساعدة ولكن الباب موصود من الداخل ولا تعرف مكان المفتاح ..
تبقي بجانبه و هى تبكى ممسكة بيده و تضع يدها الاخرى على جبينه لتمسح عنه العرق الذى يتصبب منه بغزاره نتيجة الحمى ..

* * * * * * * * *

يصل ماجد الى شقة احمد , و يجلسا معا يتحدثان عن كل ما حدث و ما كان بين حسن وحسناء من حب صادق , و اخبره ماجد عن شكوكه حول حسن بسبب تصرفاته الغريبة عندما علم بزواج حسناء , و طمأنه ان حسن سيهتم بحسناء ولن يفعل اى شئ ليضرها , ثم جاءته مكالمة هاتفيه فبدا مهتما جدا و منفعلا , فاخبر احمد انه يعلم مكان حسناء و حسن و انهما سيذهبان معا اليها , فغادرا المنزل و ذهبا الى ذلك العنوان ..
يصلان و يبدءاا فى الطرق على الباب و لكن لا احد يجيب , كانت حسناء تسمع تلك الطرقات العالية ولكنها كانت تخشى ان تذهب ففى اتجاه الباب فهى لا تعلم من الطارق و هى ايضا لا تملك المفتاح , ثم تسمع صوت ماجد و هو يصرخ على الباب " افتح يا حسن , انا ماجد .. ما تقلقش " .. فتهرول الى الباب و تبدأ فى الصراخ ..
حسناء : مااجد .. الحقنى .. حسن تعباان اوى و بيموت و انا مش عارفة افتح ,, كلم الاسعاف بسرعة .. انا خايفة
احمد : حسناء .. انتى كويسة ؟؟
حسناء : احمد !! .. انت عرفت مكانى ازاى ؟؟
ماجد : انا االلى قولتله , هنخرجك دلوقتى بس حاولى تلاقى المفتاح شوفيه ف جيب حسن , و انا هتصل بالاسعاف .. اتطمنى .. كل حاجة هتبقي كويسة
حسناء : بسرعة يا مااجد .. بسرعة حسن بيضيع منى ...
تركض حسناء الى حسن و تحاول البحث عن المفتاح بجيبه و لكنها لا تجده , تحاول ان تساله اكثر من مره و لكنها غائب عن الوعى , لا يعى اى شئ مما حوله فقط يتفوه بكلمات مبهمه .. تصل عربة الاسعاف فيبدأ ماجد بمحاولة كسر الباب .. و ينجحوا فى ذلك .. يدخلون الى الشقة فيجدون حسن غائب عن الوعى و حسناء بجانبه تبكى بشدة و هى تحمل يده " سيبنيش , اوعى تموت وتسيبنى , انا مش هقدر اعيش من غيرك .. "
يحاول المسعفون افاقته , و يأخذها احمد من ذلك المكان ليبعدها قليلا حتى يتم نقل حسن الى المشفى .. فتبكى باحضان اخيها و هى منهارة و لا يفارقها اسم " حسن "
يصلان الى المشفى و تذهب حسناء مع حسن الى هناك و معها ماجد و اخيها ..
ساعات طويلة و هى منتظرة درجة حراراته لتنخفض قليلا بعد اعطاءه المضادات الحيوية و المسكنات القوية .. حسناء لم تتوقف عن البكاء منذ ذلك الوقت .. و احمد وماجد عاجزان عن الكلام .. و لا يملكان الجرأة ليتحدثا اليها ان تغادر المشفى لترتاح ... يفيق حسن فتجلس حسناء بجواره و هى تبكى ..
حسناء : حبيبى انت كويس ؟
حسن : اها .. انتى كويسة ؟ , جرالك حاجة ؟؟
ماجد : حمدلله على سلامتك يا حسن , قلقتنا عليك
حسن : ماجد ؟!! .. انت  .. ازاى ؟؟ ....
ماجد : لحمدلله انك كويس , كنت متاكد انك هتعمل اى حاجة عشان تمنع جوازها .. عشان بتحبها و هيا كمان بتحبك , ان كلمت احمد و شرحتله كل حاجة
حسن : احمد .. انا اسف . بس مكنش قدامى حل غير ده .. انا عايز اتجوز حسناء , بموافقتك انت .. دلوقتى
احمد :  انت عايزنى اسامحك بعد اللى عملته ف اختى ؟ .. تخطفها يوم فرحها .. و تعيط كل ده بسببك .. انا استحالة آآمن على اختى مع واحد زيك
حسن : انا بحبها , و دى الحاجة الوحيدة اللى اقدر اقنعك بيها , اوعدك انى هحافظ عليها و عمرى ما هزعلها ..
حسناء : احمد .. انا بحب حسن اوى .. و عايزة اكمل حياتى معاه .. عشان خاطرى . دى الحاجة الوحيدة اللى بتمناها من الدنيا
احمد : بعد كل اللى عمله هتسامحيه ؟؟!!
حسناء : انا بحبه .. يعنى مش بزعل منه ولا بغضب عشان اسامحه اصلا  ... انا عايزه اتجوزه اعتبرها آخر امنيه ليا ف الدنيا و هموت بعدها ..
احمد : بعد الشر عليكى .. حسناء انا ..
حسناء : عشان خاطرى وافق .. دى الحاجة الوحيدة ف الدنيا دى الى انا اخترتها بمزاجى و عايزاها من جوايا ..
احمد : انا خايف عليكى .. مش عايزك تتعبى ف حياتك عشان خاطرى بلاش تخلينى اقلق عليكى
حسناء : دى الحاجة الوحيدة اللى هتريحنى ..
احمد : ماشى يا حسناء .. طالما ده اختيارك انتى .. ربنا يسعدك
حسناء : بجد يا احمد ؟!! .. يعنى انت موافق ؟!
احمد : ده قراراك انتى , و انا هقف معاكى ف اى قرار تاخديه ..
حسن : شكراي ا احمد .. انا مش عارف اقولك ايه ؟ . اوعدك ان اختك ف عنيا
ماجد : انا بقول خير البر عاجله بدل ما يرجعوا ف كلامهم و هروح اجيب مأذون ..
حسناء : دلوقتى ؟
حسن : آآه يا ريت عايزك تبقي مراتى بقي .. خايف تغيرى رايك ..
احمد : بس احنا كدة ...
ماجد : احنا هنكتب الكتاب بس .. لحد ما حسن يبقي كويس و ساعتها نعمل اللى احنا عايزينه و نعملها فرح كمان يليق بيها
حسناء : ايه رايك يا احمد ؟
احمد : ماشى يا حسناء .. اللى تشوفوه .. ..

يأتى المأذون .. و تتم اجراءات الزواج .. ثم يجلسون قليلا و ينهض احمد مودعا اياهم ..
احمد : يالا بينا يا حسناء ..
حسناء : انا هفضل مع حسن النهاردة
احمد : تفضلى فين ؟ .. انتى لازم ترتاحى و هجيبك الصبح
حسناء : لا انا مش همشى .. اناهفضل مع حسن
حسن : هو عنده حق يا حبيبتى .. روحى معاه و الصبح تجيلى تانى
حسناء : انا مش همشى يا حسن .. مش هسيبك و امشى
ماجد : خلاص يا احمد .. سيبهم مع بعض و ماتقلقش .. هيا هتبقي كويسة
احمد : ماشى يا حسناء : هجيلك الصبح .. ولو حصلت اى حاجة كلمينى ..
يغادر ماجد و احمد المستشفى و تجلس حسناء بجوار حسن حبيبها و زوجها .. ليفكرا فى كل ما حدث .....


انتظروا الحلقة الاخيرة  ... !!!

السبت، 27 سبتمبر 2014

حبة الفراولة #15

الحلقة الخامسة عشر
* * * * * * * * * *
تأتى ساعة الفجر , فتخرج حسناء من الغرفة لتجد حسن نائما على الاريكة .. تحاول ان تفتح باب الشقة لتهرب , و لكن يستيقظ حسن و يمسك ذراعها بقوة فتصدر صرخة عالية .. يدفعها حسن بقوة الى الاريكة فتصرخ مرة اخرى ..
يمسك حسن بوجهها ويضغط عليه ..
حسن : ليه عايزة تهربى منى ؟ .. ليه ؟؟!!!
حسناء : انت مش طبيعى , حسن عشان خاطرى ارجع لعقلك , اللى بتعمله ده هيأذيك صدقنى
حسن : كل اللى عايزه انك تكونى معايا و بس , مش عايز حاجة غير كدة , انا ما اقدرش ابعد عنك , ما اقدرش اعيش من غيرك
يتركها حسن و يحطم الزجاج بجواره و هو يصرخ ..
حسن : انتى مش بتحبيينى , مش عايزانى زى الاول , عايزانى اموت !!
حسناء : خلاص يا حسن ما تعملش كدة عشان خاطرى .. خلاص كفاية
تمسك حسناء يده و تحاول تهدأته و هى تبكى خوفا عليه .. يبدأ حسن فى البكاء بهستيرية
حسن : ما تبعديش عنى , انا بحبك
حسناء : مش هسيبك يا حبيبى , عمرى ما هبعد عنك , بس عشان خاطرى خلاص بلاش تعمل كدة ..
يضمها حسن اليه و يريح راسه الى صدرها , و يبكى و هو يحتضنها
حسن : بحبك .. اوعى تبعدى عنى
حسناء : انا معاك يا حبيبى .. كفاية ..
ينام حسن و جسده ينتفض بشدة و تحاول حسناء ان تضمه اكثر , برد الشتاء القاسى فى الاسكندرية بعثت رعشة اخرى بجسد حسناء فأخذت تضمة لتحصل على دفئه هى الاخرى , كلاهما بحاجة الى ذلك الحضن و ذلك الاحساس الان ..
تحن حسناء الى لمسة حسن و حبه و كلماته , فهى ليست مجرد فتاه تحبه , بل هى تعشقه و تعشق كل ما به , تشعر انها بحاجة شديدة الى البوح عن مشاعرها , تريد ان تخبره انها تحبه و تشتاق له بشدة , هناك شيئا يمنعها و لكنها ربما تحتاج لدفعة صغيرة , تحتاج لان يحثها هو على ذلك ..
  
* * * * * * * * *

يغلق ماجد مع هالة و يتصل على هاتف حسن ولكن يجده مغلق , يغير ملابسه و يغادر المنزل و هو يفكر طوال الطريق اين يمكن ان يكون حسن , نظر الى الموبايل مرة اخرى و تذكر التاريخ , انه يوم زواج حسناء , هل من الممكن ان يكون ذهب اليها ؟؟!!
افكار كثيرة جدا تدور فى راس ماجد , لا يعلم ماذا يفعل . هل يتصل بحسناء ليسال عن حسن ؟ , ام يكتفى فقط بترك تلك الفكرة بعيدا فربما لم يحدث شيئا سيئا و ان حسن فقط اغرق نفسه بالشراب لينسى كل شئ حتى حبه لحسناء ..
يدور ماجد فى شوارع المدينة بحثا عن حسن فى كل مكان قد يذهب اليه , و لكن دون جدوى .. يغود الى منزله و يقرر الانتظار حتى الصباح ..

 * ** * * * * * * *

يهدأ حسن فى احضان حسناء حبيبته الوحيدة التى تستطيع ان تاخذه الى ذلك العالم الاخر بمجرد لمسة صغيرة من يدها , فكيف لا يذهب الى ذلك العالم الاخر المثالى الذى يلتقى به العاشقين و هو الان فى احضان روحه و حب حياته ..
حسن : اوعدينى انك مش هتبعدى عنى تانى
حسناء : انا حاولت ابعد و ما عرفتش , انا بحبك اوى , و كل مرة بحاول انساك بحبك اكتر , انت قدرى يا حسن
حسن : طيب و فى حد بيهرب من قدره , انا عايز اتجوزك حالا
حسناء : حسن ... احنا .. انا ...
يعتدل حسن فى جلسته و يبتعد قليلا حتى يرى وجهها ..
حسن : انتى ايه ؟؟!! .. انتى مش بتحبينى ؟
حسناء : انت عارف كويس اوى انى بحبك و اموت فيك كمان
حسن : يبقي ايه المانع اننا نتجوز دلوقتى ؟
حسناء : عشان ما ينفعش يا حسن , انا عمرى ما هنسى ان عندك بيت و زوجة و طفل صغير
حسن : تحبى اطلق هالة دلوقتى عشان تكونى مرتاحة ..
و يحمل حسن التليفون سريعا و يكاد يتصل بهالة . و لكن تمنعه حسناء سريعا
حسناء : لا يا حسن انا مش قصدى كدة , ولو عملت كدة انا عمرى ما هكلمك تانى
حسن : طيب عايزانى اعمل ايه ؟ , مش انتى اللى قولتيلى اتجوز عشان ما اجرحاش , مع انى بحبك انتى , مش هنكر انى بحبها بردو , بس انتى حاجة تانية , انتى ملكتى روحى وقلبي و عقلى .. انتى اجمل حاجة ف حياتى
حسناء : القرار صعب اوى يا حسن , مفيش حل ..
حسن : نتجوز حالا , ده قرارى , مش انا يحقلى اتجوز اربعة ؟ , انا بقي مش عايز غيرك انتى , انتى عندى بكل الستات اللى ف العالم
حسناء : بس ..
حسن : من غير بس , اقبلى تتجوزينى , بلاش نبعد تانى و نرجع نندم , انا بحبك
حسناء : طب واخويا و الشخص اللى المفروض اتجوزه ؟
حسن : ما تجبيش السيرة دى تانى قدامى انا مش عايز افكر حتى انك هتتجوزى حد غيرى
حسناء : خلاص يا حبيبى ما تعصبش نفسك , بس هنعمل ايه دلوقتى ؟ , انا ما اعمل حاجة من غير احمد , ده هو اللى باقيلى ف الدنيا
حسن : انا مش بقول اننا هنعمل حاجة من وراه , بيتهيالى احمد عارف احنا بنحب بعض اد ايه صح ؟ , و اكيد مش هيمانع اننا نتجوز
حسناء : مش عارفة يا حسن ... انا مش قادرة افكر ف اى حاجة
حسن : ما تفكرييش ف اى حاجة دلوقتى , انتى لازم تنامى , انتى اكيد تعبانة , تعالى يا روحى
يمسك حسن يدها و يسير امامها و يذهب الى غرفة النوم الموجودة , و يجلسها على السرير و يجلس بجوارها
حسن : نامى يا حبيبتى و الصبح نفكر مع بعض ف كل حاجة , ده مفتاح الاوضة دى عشان تكونى نايمة و انتى متطمنة , انا هكون نايمة برا  لو عايزة اى حاجة نادى عليا بس
حسناء : حسن .. ربنا يخليك ليا يا حبيبى
حسن : و يخليكى ليا يا عمرى , تصبحى على خير
يغادر حسن الغرفة لترتاح حسناء , و يخرج ليلقى بنفسه الى الاريكة مرة اخرى و ينام

* * * * * * *** **  

يستيقظ ماجد فى الصباح الباكر و هو مازال يفكر بـ حسن وما حدث له ..
يحمل هاتفه مترددا و يتصل بمنزل احمد اخو حسناء ....

 * * * * * * * * * 

تمر ساعة او اثنين و تشعر حسناء ببرودة شديدة , تخرج من الغرفة بحثا عن اى شيئا لتدفأتها .. تجد حسن نائما على الاريكة و هو يرتعش من كثرة البرودة , تقترب منه محاولة ان توقظه و لكن تزداد رعشته و تشعر بحراره جسده لتجدها مرتفعة جداا ....




الجمعة، 26 سبتمبر 2014

حبة الفراولة #14

الحلقة الرابعة عشر
* * * * * * * * * * 
فى غرفة ما , حسناء مقيدة و نائمة على السرير و موضوع حول فمها شريط لاصق يمنعها من الكلام , هناك آثار دماء على رأسها تبدو كأنها نتيجة ضربة شديدة على الرأس ...
تنظر حولها و تحاول ان تتحرك , تسمع اصوات لا تميزها , اصوات رجال غليظة ثم تسمع صوت تعرفه جيدا , تحاول ان تتذكر ما حدث تشعر بألم شديد فى رأسها .. فتتآواااه
ـ انت ازاى تتعمل كدة ؟! لو جراالها حاجة مش هرحمكوا
ـ يا عم احنا جبناها زى ما انت قولت , هيا بس عصلجت معانا شوية و فضلت تصرخ , و بعدين دى خبطة صغيرة يعنى
ـ انا قولتلكوا محدش يمس شعرة منها , تقوم ضاربها على راسها
ـ يا عم ما قالك خلاص , ما هى كويسة و بتتنفس جوا , احنا عملنا اللى طلبته مننا , ادينا باقى حسابنا و خلينا نمشى
ـ اتفضل باقى فلوسكوا اهى , مش عايز اشوف وشكوا الفترة ى خالص , تختفوا ولو اى حد عرف حاجة انتوا عارفين انا ممكن اعمل ايه
ـ يا عم خلاص , خلصت الحكاية , سلام
ـ غوروا ف داهية
و تسمع حسناء صوت ارتطام الباب بشدة , و خطوات تقترب من باب الغرفة ليتحرك مقبض الباب .. و يقف امامها حسن فتنظر له فى خوف شديد و هى فى قمة الاستغراب فهى لم تتوقع ابدا ان يكون حسن هو من فعل ذلك .. يقترب منها حسن و تبدو على ملامحه آثار القلق و الخوف على حسناء . . يزيل الشريط اللاصق من على فمها , ويمسك يدها
حسن : حبيبتى , انتى كويسة ؟
حسناء : حسن .. انت ... ازاى ؟!!
حسن : كنتى عايزانى اسيبك تتجوزى حد تانى ؟ , انا ما اقدرش استحمل اشوفك ف حضن واحد تانى .
حسناء : لا انت اتجننت بجد , انت مش طبيعى
حسن : اتجننت بحبك , مجنون بيكى , ازاى عايزانى ابقي طبيعى
حسناء : فكنى , عايزة امشى من هنا
حسن : عايزة تمشى و تسيبينى ؟ , انا ممكن اموت لو بعدتى عنى
حسناء : انت متخيل انت عملت ايه ؟ , انت خطفتنى يوم فرحى , ما فكرتش ف البنى آدم اللى هتجوزه ؟ , ف اخويا الى اكيد قلقان عليا ؟ , ف ابنك و مراتك ؟
حسن : ازاى افكر و انا سايب قلبي و عقلى معاكى .. انا ما اقدرش ابعد عنك يا حسناء , انا بحبك
حسناء : و انا مش بحبك , سيبنى ف حالى بقي , حاولت كتير ابعدك عن حياتى , ابعد نفسى عنك , ابعد عن حبك , عن حياتك , ليه مصر انك تعذبنى
حسن : انا اسف يا حبيبتى , انا اسف .. مش قصدى انى اعذبك , انا بحبك و عايزك معايا عشان حياتى من غيرك عذاب
حسناء : بتحبنى ؟ , حب ايه ده اللى يخليك تعمل كدة ؟ , تجيب ناس يخطفونى و يضربونى ؟؟
حسن : انا اسف يا حياتى , بس مكنش فى حل غير كدة
حسناء : فكنى يا حسن انا ايدى وجعتنى مش قادرة
حسن : حاضر يا حبيتى معلش , كانت اتقطعت ايدهم قبل ما يربطوكى
يبدأ حسن فى فك قيد حسناء فتتآآواه و تشعر بالم شديد , يضع حسن يده على وجهها و ينظر مليا الى عيناها
حسناء : دماغى وجعانى اوى , حاسة بصداع جامد
حسن : معلش يا روح قلبي , هنضفلك الجرح دلوقتى و هجيبلك مسكن
تمسك حسناء يده و هو فى طريقه الى خارج الغرفة .. فيتوقف و يتراجع
حسناء : انا عايزة امشى , اخويا اكيد قلقان عليا , انا ما ينفعش افضل هنا
حسن : انا مش هسيبك يا حسناء , عشان خاطرى ما تبعديش عنى .. انا هموت من غيرك
حسناء : يا حسن اللى انت بتعمله ده غلط احنا مش لبعض بلاش نتحدى القدر , بلاش نغلط و نندم على حبنا لبعض
حسن : عايزة تسيبينى ؟ .. عاية تروحيله هو ؟! , ايه بتحبيه ؟؟ , تعرفى ايه عنه عشان تحبيه ؟؟ , هو اكيد مش بيحبك زى ما انا بحبك و ف الاخر عايزة تروحيله و تسيبينى
يصرخ حسن بوجه حسناء و يمسج ذراعها بشدة ثم يتركها و يذهب و يغلق الباب بالمفتاح بعد ان يخرج , ثم تسمع صوت ارتطام الباب .. تجلس حسناء لتبكى و هى لا تعلم تبكى منه ام تبكى عليه

تمر ساعات , و تنام حسناء دون ان تشعر من كثرة البكاء , ياتى حسن الى تلك الشقة و يدخل الى الغرفة التى حبس بها حسناء , يجدها نائمة وهى تجلس بجوار الباب .. يحملها بين ذراعيه و يضعها على السرير
يأتى بحقيبة صغيرة احضرها معه  و يخرج شاشا و قطنا و يمسح الدم من على جبينها , تفتح عيناها و تنظر له و هى لا تقوى على الحراك .. يكمل تضميد الجرح و عيناه مثبته على عيناها
تحاول حسناء الاعتدال فى جلستها فيساعدها و يضع يده اسفل كتفها حتى تستند عليه , يحاول ان يتكلم معها و لكنها ترفض الحديث فقط تنظر اليه ثم تشيح بنظرها الى ناحية اخرى
حسن : انتى كويسة دلوقتى ؟ ..
طيب ردى عليا ؟؟ ..
انا جبت اكل عشان ناكل سوا
 فاكرة لما كنا كل يوم نتغدى سوا و احنا ف الشغل ؟
 انا عايزك تأكلينى بايدك ..
هتفضلى ساكتة كدة طيب ردى عليا ؟
حسناء : مش عايزة آكل ولا عايزة حاجة منك , سيبنى لوحدى لو سمحت
حسن : انتى بتعاقبينى يا روحى ؟ , انتى عارفة انى مش هستحمل اشوفك كدة زعلانة منى ؟
حسناء : طالما مش مستحمل ده سيبنى امشى
حسن : ما تتكلميش كدة تانى ,, انا مش هسيبك تمشى من هنا ابدا .. سامعة ..
يخرج حسن من الغرفة و يغلق الباب خلفه و تنقضى ساعات اخرى

* * * * * * * * 

فى منزل احمد .. احمد و وفاء يجلسان معا
احمد : يا ترى ايه اللى حصلها , انا خايف اوى يا وفاء . خايف عليها اوى
وفاء : ان شاء الله هنلاقيها و هتكون كويسة , ما تقلقش , حسناء قوية و انت عارف كدة
احمد : عارف و محتاجها دلوقتى معايا لان هيا كانت دايما الكلمة اللى بتقوينى و بتخلينى استحمل
يبكى احمد فتقترب منه وفاء لتضمه الى احضانها و و تحاول ان تطمئنه بلمساتها

* * * * * * * * *

فى منزل حسن بالقاهرة .. هالة تنتظر حسن الذى لم يأتى الى المنزل و لم يفتح هاتفه طوال اليوم , فهى فى غاية القلق عليه , تحاول ان تنام بجوار طفلها الرضيع و لكنها لا تستطيع ان تضع حتى رأسها الى الوسادة , لا تعلم ماذا تفعل , فحملت الهاتف و اتصلت بـ ماجد صديق حسن
هالة : الو , ماجد
ماجد : ايوة
هالة : انا هالة مرات حسن .. اسفة انى بتصل ف وقت زى ده , بس مكنتش عارفة اكلم مين غيرك
ماجد : خير يا هالة فى ايه ؟!
هالة : هو حسن عندك ؟
ماجد : لا , بقالى اسبوع ما شوفتهوش اصلا , ايه اللى حصل ؟
هالة : انا مش عارفة عنه حاجة من الصبح , و تليفونه مقفول انا خايفة يكون جراله حاجة
ماجد : طيب انا هحاول اشوفه فين ما تقلقيش ان شاء الله خير , تلاقيه بس سهران مع اى حد من صحابه
هالة : ده نزل من الساعة 6 الصبح و لحد دلوقتى ما اعرفش عنه حاجة ,  انا خايفة اوى
ماجد : طيب هو ما قالش هو رايح فين ؟؟
هالة : لا , و عمره ما نزل بدرى كدة
ماجد : طيب اتطمنى انتى و انا هنزل اشوفه عالقهوة اللى بنقعد عليها
هالة : طيب طمنى اول ما تعرف اى حاجة , معلش بقي هتعبك معايا
ماجد : و لا يهمك يا هالة , انتى عارفة ان حسن يبقي اخويا
يغلق ماجد مع هالة و يتصل على هاتف حسن ولكن يجده مغلق , يغير ملابسة و ينزل و هو يفكر طوال الطريق اين يمكن ان يكون حسن , نظر الى الموبايل مرة اخرى و تذكر التاريخ , انه يوم زواج حسناء , هل من الممكن ان يكون ذهب اليها ؟؟!!

 ** * * * * * * *

تأتى ساعة الفجر , فتخرج حسناء من الغرفة لتجد حسن نائما على الاريكة .. تحاول ان تفتح باب الشقة لتهرب , و لكن يستيقظ حسن و يمسك ذراعها بقوة فتصدر صرخة عالية ......