الحلقة السادسة عشر
* * * * * * * * *
تمر ساعة او اثنين
و تشعر حسناء ببرودة شديدة , تخرج من الغرفة بحثا عن اى شيئا لتدفأتها .. تجد حسن نائما
على الاريكة و هو يرتعش من كثرة البرودة , تقترب منه محاولة ان توقظه و لكن تزداد رعشته
و تشعر بحراره جسده لتجدها مرتفعة جداا , تحاول ايقاظه و لكنه ظل يرتعد من كثرة
البرد , فهى بالتاكيد اعراض الحمى ..
لم تعلم حسناء
ماذا تفعل حاولت ايقاظه مرة اخرى و لكنه اخذ يتفوه بكلمات غريبة و مبهمه , ذهبت
الى الغرفة و احضرت لحافا ثقيلا ووضعته على جسده , ظلت تلك الرعشة ملازمة له و هو
يتفوه بكلمات معظمها تدور حول حبه لـ حسناء وخوفه من ان تتركه و تذهب , لم تجد
امامها شيئا سوى انها تحتضنه بشدة حتى يشعر ببعض الدفئ , جلست بجواره والقت بجسدها
الى صدره و احتضنته بقوة و هى تمسح بيدها على وجهه
حسن : خليكى
جمبى , ما تسيبنيش
حسناء : انا
معاك يا حبيبى , مش هبعد عنك ابداا
حسن : سقعاان
اووى , احضنينى
حسناء : حاضر
يا روحى , انا معاك
* * * * * * ** * * *
يستيقظ ماجد فى
الصباح الباكر و هو مازال يفكر بـ حسن وما حدث له ..
يحمل هاتفه مترددا
و يتصل بمنزل احمد الاخ الاكبر لحسناء ..
ماجد : الو .. حسناء موجودة ؟
احمد : ميين معايا ؟؟ .. و تعرف حسناء منين
؟.
ماجد : انا ماجد زميل حسناء , مش عارف حضرتك
فاكرنى ولا لأ ؟ .. بس انا كنت بسال على حسناء
احمد : آآه .. ماجد . اكيد فاكرك انا ما
اعرفش غيرك انت وحسن ..
ماجد : هيا حسناء مش موجودة ولا ايه ؟؟ ..
انا اعرف انها هتفضل عندكبعد كتب الكتاب
لحد ما تسافر
احمد : يا ريت يا ماجد .. احنا ما نعرفش اى
حاجة عن حسناء من امبارح
ماجد : قصدك ايه ؟ ...
احمد : حسناء مخطوفة وما نعرفش اى حاجة عنها
ماجد : معقول يكون هو .. احكيلى اللى حصل
احمد : هو مين ؟؟ .. انت تعرف حاجة و مخبيها
عنى ؟
ماجد : الكلام مش هينفع ف التليفون انا هنزل
اسكندرية دلوقتى و اجيلك .. بس عايزك تتطمن على حسناء . هى كويسة اكييد
احمد : انا مش هستنى لحد ما تيجى .. فهمنى
الحكاية
ماجد : حسن هو اللى خطف حسناء عشان ما تتجوزش
, و انت عارف انهم كانوا بيحبوا بعض , و هو عمره ما هيأذيها
احمد : ايه اللى انت بتقوله ده ؟؟ ,, انا مش
فاهم حاجة !!
ماجد : ما تقلقش انا هحاول اتصرف , هنزل
دلوقتى و اجى اسكندرية كلها 3 ساعات بالكتير و هكون عندك ان شاء الله .. بس يا ريت
ماحدش يعرف اى حاجة من اللى انا قولته .. وبلاش اى تصرف لحد ما اجى ... سلام ..
يغلق ماجد الهاتف و يهرول الى سيارته و
يقودها بسرعة جنونية الى الاسكندرية و يتصل بوائل و بعض الاصدقاء ..
اما احمد فأصابه ذهول شديد , جلس و لم يبارح
مكانه كانه قد اصابه شلل منعه من الحركة و التفكير .. " كيف ؟!! .. حسن و
حسنااء ؟! , يختطف اختى ؟!! , و لكن لما ؟؟ .. انا لم امانع حبهما , و كنت اعلم
بحبها له و اخبرتها انه شاب جيد , ان كانت تريد الزواج به لما وافقت على ذلك الشخص
" عبدالرحمن " لما فعلت كل ذلك بنا .. ؟؟!! "
تاتى وفاء لتجده على تلك الحالة , تجلس
بجانبه لتحاول ان تفهم ما حدث , يخبرها بتلك المكالمة , تحمل يده بين يداها و تربت
عليها برقة
وفاء : حسناء كانت بتحبه اووى , و لسة بتحبه
, و جوازها ده كان هروب , انا حذرتها كتير بس هيا ما سمعتش الكلام
احمد : انتى كنتى عارفة ده ؟ .. كنتى عارفة
انها مش بتحب عبدالرحمن و عايزة حسن ؟
وفاء : هيا عمرها ما قالت الكلام ده بس انا
حسيته منها , من ساعة ما كانت ف المستشفى و انا عارفة انها بتحب حسن وعايزه تبعد
عنه عشان هو متجوز و مراته تبقي صاحبتها
احمد : طيب ليه بتعمل كدة ف نفسها ؟! .. حسن
طلبها منى و هيا ف المستشفى و لما بقت كويسة قالى ما اتكلمش معاها ف الموضوع تانى
و لا احكيلها اللى حصل , استغربت اوى , مكنتش اعرف انها كمان بتحبه اووى كدة
وفاء : بتحبه وما تقدرش تبعد عنه .. ان شاء
الله خير , حسن بيحبها وعمره ما هيأذيها ولا يمس شعرة منها , نستنى ماجد ونشوف
اللى هيحصل
احمد : انا مش قادر افكر ف اى حاجة خالص , مش
عارف اعمل ايه
وفاء : اهدى يا حبيبى . ان شاء الله خير
* * * * * * * * * *
تزداد اعراض الحمى على حسن و ترتفع حرارته
اكثر و اكثر , ولا يوجد شئ بيد حسناء سوى ان تبقي بجانبه حاولت ان تخرج لتستدعى اى
احد للمساعدة ولكن الباب موصود من الداخل ولا تعرف مكان المفتاح ..
تبقي بجانبه و هى تبكى ممسكة بيده و تضع يدها
الاخرى على جبينه لتمسح عنه العرق الذى يتصبب منه بغزاره نتيجة الحمى ..
* * * * * * * * *
يصل ماجد الى شقة احمد , و يجلسا معا يتحدثان
عن كل ما حدث و ما كان بين حسن وحسناء من حب صادق , و اخبره ماجد عن شكوكه حول حسن
بسبب تصرفاته الغريبة عندما علم بزواج حسناء , و طمأنه ان حسن سيهتم بحسناء ولن
يفعل اى شئ ليضرها , ثم جاءته مكالمة هاتفيه فبدا مهتما جدا و منفعلا , فاخبر احمد
انه يعلم مكان حسناء و حسن و انهما سيذهبان معا اليها , فغادرا المنزل و ذهبا الى
ذلك العنوان ..
يصلان و يبدءاا فى الطرق على الباب و لكن لا
احد يجيب , كانت حسناء تسمع تلك الطرقات العالية ولكنها كانت تخشى ان تذهب ففى
اتجاه الباب فهى لا تعلم من الطارق و هى ايضا لا تملك المفتاح , ثم تسمع صوت ماجد
و هو يصرخ على الباب " افتح يا حسن , انا ماجد .. ما تقلقش " .. فتهرول
الى الباب و تبدأ فى الصراخ ..
حسناء : مااجد .. الحقنى .. حسن تعباان اوى و
بيموت و انا مش عارفة افتح ,, كلم الاسعاف بسرعة .. انا خايفة
احمد : حسناء .. انتى كويسة ؟؟
حسناء : احمد !! .. انت عرفت مكانى ازاى ؟؟
ماجد : انا االلى قولتله , هنخرجك دلوقتى بس
حاولى تلاقى المفتاح شوفيه ف جيب حسن , و انا هتصل بالاسعاف .. اتطمنى .. كل حاجة
هتبقي كويسة
حسناء : بسرعة يا مااجد .. بسرعة حسن بيضيع
منى ...
تركض حسناء الى حسن و تحاول البحث عن المفتاح
بجيبه و لكنها لا تجده , تحاول ان تساله اكثر من مره و لكنها غائب عن الوعى , لا
يعى اى شئ مما حوله فقط يتفوه بكلمات مبهمه .. تصل عربة الاسعاف فيبدأ ماجد
بمحاولة كسر الباب .. و ينجحوا فى ذلك .. يدخلون الى الشقة فيجدون حسن غائب عن
الوعى و حسناء بجانبه تبكى بشدة و هى تحمل يده " سيبنيش , اوعى تموت وتسيبنى
, انا مش هقدر اعيش من غيرك .. "
يحاول المسعفون افاقته , و يأخذها احمد من
ذلك المكان ليبعدها قليلا حتى يتم نقل حسن الى المشفى .. فتبكى باحضان اخيها و هى
منهارة و لا يفارقها اسم " حسن "
يصلان الى المشفى و تذهب حسناء مع حسن الى
هناك و معها ماجد و اخيها ..
ساعات طويلة و هى منتظرة درجة حراراته لتنخفض
قليلا بعد اعطاءه المضادات الحيوية و المسكنات القوية .. حسناء لم تتوقف عن البكاء
منذ ذلك الوقت .. و احمد وماجد عاجزان عن الكلام .. و لا يملكان الجرأة ليتحدثا
اليها ان تغادر المشفى لترتاح ... يفيق حسن فتجلس حسناء بجواره و هى تبكى ..
حسناء : حبيبى انت كويس ؟
حسن : اها .. انتى كويسة ؟ , جرالك حاجة ؟؟
ماجد : حمدلله على سلامتك يا حسن , قلقتنا
عليك
حسن : ماجد ؟!! .. انت .. ازاى ؟؟ ....
ماجد : لحمدلله انك كويس , كنت متاكد انك
هتعمل اى حاجة عشان تمنع جوازها .. عشان بتحبها و هيا كمان بتحبك , ان كلمت احمد و
شرحتله كل حاجة
حسن : احمد .. انا اسف . بس مكنش قدامى حل
غير ده .. انا عايز اتجوز حسناء , بموافقتك انت .. دلوقتى
احمد :
انت عايزنى اسامحك بعد اللى عملته ف اختى ؟ .. تخطفها يوم فرحها .. و تعيط
كل ده بسببك .. انا استحالة آآمن على اختى مع واحد زيك
حسن : انا بحبها , و دى الحاجة الوحيدة اللى
اقدر اقنعك بيها , اوعدك انى هحافظ عليها و عمرى ما هزعلها ..
حسناء : احمد .. انا بحب حسن اوى .. و عايزة
اكمل حياتى معاه .. عشان خاطرى . دى الحاجة الوحيدة اللى بتمناها من الدنيا
احمد : بعد كل اللى عمله هتسامحيه ؟؟!!
حسناء : انا بحبه .. يعنى مش بزعل منه ولا
بغضب عشان اسامحه اصلا ... انا عايزه
اتجوزه اعتبرها آخر امنيه ليا ف الدنيا و هموت بعدها ..
احمد : بعد الشر عليكى .. حسناء انا ..
حسناء : عشان خاطرى وافق .. دى الحاجة
الوحيدة ف الدنيا دى الى انا اخترتها بمزاجى و عايزاها من جوايا ..
احمد : انا خايف عليكى .. مش عايزك تتعبى ف
حياتك عشان خاطرى بلاش تخلينى اقلق عليكى
حسناء : دى الحاجة الوحيدة اللى هتريحنى ..
احمد : ماشى يا حسناء .. طالما ده اختيارك
انتى .. ربنا يسعدك
حسناء : بجد يا احمد ؟!! .. يعنى انت موافق
؟!
احمد : ده قراراك انتى , و انا هقف معاكى ف
اى قرار تاخديه ..
حسن : شكراي ا احمد .. انا مش عارف اقولك ايه
؟ . اوعدك ان اختك ف عنيا
ماجد : انا بقول خير البر عاجله بدل ما
يرجعوا ف كلامهم و هروح اجيب مأذون ..
حسناء : دلوقتى ؟
حسن : آآه يا ريت عايزك تبقي مراتى بقي ..
خايف تغيرى رايك ..
احمد : بس احنا كدة ...
ماجد : احنا هنكتب الكتاب بس .. لحد ما حسن
يبقي كويس و ساعتها نعمل اللى احنا عايزينه و نعملها فرح كمان يليق بيها
حسناء : ايه رايك يا احمد ؟
احمد : ماشى يا حسناء .. اللى تشوفوه .. ..
يأتى المأذون .. و تتم اجراءات الزواج .. ثم
يجلسون قليلا و ينهض احمد مودعا اياهم ..
احمد : يالا بينا يا حسناء ..
حسناء : انا هفضل مع حسن النهاردة
احمد : تفضلى فين ؟ .. انتى لازم ترتاحى و
هجيبك الصبح
حسناء : لا انا مش همشى .. اناهفضل مع حسن
حسن : هو عنده حق يا حبيبتى .. روحى معاه و
الصبح تجيلى تانى
حسناء : انا مش همشى يا حسن .. مش هسيبك و
امشى
ماجد : خلاص يا احمد .. سيبهم مع بعض و
ماتقلقش .. هيا هتبقي كويسة
احمد : ماشى يا حسناء : هجيلك الصبح .. ولو حصلت
اى حاجة كلمينى ..
يغادر ماجد و احمد المستشفى و تجلس حسناء
بجوار حسن حبيبها و زوجها .. ليفكرا فى كل ما حدث .....