الأحد، 1 سبتمبر 2013

الــضــحــايــا ( حاجز الحب 6 )

حـــاجـــــز الـــحـــــب #6
---------------------------
هالة : ااه يا اسلام .. والله العظيم ما فى راجل لمسنى .. ولا حتى مسك ايدى .. انتا اول واحد اصلا يحط ايده على كتفى ..
اسلام : وانا متأكد من كدة ...
هالة : انا عايزة اطمن على اخواتى .. اكيد مش هيسيبهم ف حالهم ..
اسلام : طيب هوا بيعمل معاكوا كدة ليه ؟؟
هالة : هحكيلك كل حاجة من الاول ... 
اسلام : طيب قومى اغسلى وشك الاول .. 
هالة : طيب .. 

وجلست هالة مع اسلام فى الغرفة .. 
هالة : انا والدى توفى من 4 سنين .. طبعا بعد صراع طويل جدا مع المرض.. انا الكبيرة .. كان عندى 16 سنة وكنت فاهمة كل حاجة .. شوفت عمى بيعامل امى ازاى .. رفض انها تشتغل .. وكان بيصرف علينا بالعافية .. دخلنى المعهد عشان رفض الكلية .. وطبعا انا دخلت المعهد بالعافية ... 
كتب شقتنا باسمه مع بعد الورث بتاع بابا .. وطبعا كل حاجة يقولها لازم ننفذها لانه بيهددنا انه يطردنا من البيت ..
كان عايز يخلى اختى زيي .. يدخلها المعهد ويدمر حياتها .. 
رفض انى حتى اشتغل عشان اصرف على تعليم سهام اختى ..
و على اخويا بيشتغل معاه ف المحل مرمطون .. 
من سنة .. اتقدم واحد لاختى .. كانت لسة عندها 17 سنة .. وطبعا الراجل دهه كان عنده فوق ال50 .. يعنى عمى كان عايز يبيعها ليه مش اكتر .. 
ساعتها انا رفضت .. وقولتله انا ممكن اتجوزه بدالها .. بس الراجل مكنش عايز واحدة اكبر من 18 سنة .. اتفقت مع عمى انه يسيب اختى تكمل دراستها وانا موافقة اتجوز اى واحد يجيلى .. 
اسلام : وانا طبعاا اللى اتقدمت .. 
هلة : لا .. كان فى ناس كتير قبلك .. بس انا كنت بطفشهم .. ولما عمى عرف كدة .. ضربنى وبهدلنى ... وبعدها انتا اتقدمت .. وما كانش طبعا بيسيبنا لوحدنا خالص عشان ما اتكلمش .. 
كنت بقعد معاك .. كأنى كلب بالنسبالهم .. وبعد كل مرة نتقابل انتا وانتا كان عمى يبهدلنى ... وده طبعا لان كل حاجة كانت واضحة ف تعاملى معاك ....
اسلام : يااه .. هوا فى حد كدة ؟... ده انتى بنت اخوه .. ليه يعمل كدة ف الناس اللى من دمه ؟؟
هالة : ياااه .. واكتر من كدة كمان ...
اسلام : وانتى  ليه تستحملى كل ده لوحدك ؟؟ 
هالة : عشان امى واخواتى .. انا حسيت انك ممكن تفهمنى لما اقولك .. بس اللى انتا ما تعرفوش ان قبل الفرح عمى ضربنى وبهدلنى وقالى انى لو عملت مشاكل هيجوز اختى لاقرب عريس يتقدملها وهيكرشنا من الشقة .. 
اسلام : طيب ليه ما قولتليش بعد ما اتجوزنا... 
هالة : مش عارفة .. كنت متعصبة اووى .. مكنتش عارفة اعمل ايه ؟.. طلعت كل اللى فيا عليك .. انا اسفة 
اسلام : خلاص .. ما تعيطيش .. 
هالة : انا عارفة انك مالكش ذنب ف كل ده .. بس انا كنت فاكرة انى هعرف اقولك قبل ما نتجوز .. بس للاسف محدش سابلى فرصة اصلا .. 
اسلام : للاسف ؟؟؟ ... هوا انا وحش ااوى كدة يا هالة ؟؟ 
هالة : انتا اطيب واحد شوفته بحياتى .. 
اسلام : شكرا يا هالة .... 
هالة : معلش .. انا هفضل معاك شوية .. هنزلاشتغل واجمع فلوس واجيب شقة ان شاء الله ايجار .. ومش هطالبك باى حاجة خالص ... وبعدها ممكن نتطلق .. ومعلكش اى التزامات 
اسلام : عيب اللى انتى بتقوليه ده ... انتى تعيشى هنا زى ما انتى عايزة ... و لو عايزة تشتغلى دى رغبتك .. بس الشقة دى بتاعتك انتى ... وممكن تعيشى فيها مع اهلك .. 
هالة : شكرابجد .. بس انا ان شاءالله هشوف شقة ايجار .. معلش استحملنى الفترة دى بس .. 
اسلام : ماشى يا هالة .. بس طول ما احنا عايشين مع بعض .. انتى مراتى ... 
 هالة : ماشى يا اسلام .. وعمرى ما هنسى وقفتك معايا ..

وبعد ايام كانت الحياه تسير بشكل طبيعى بينهم .. 
اسلام ينزل الى عمله .. وهالة تبحث عن العمل . .
وبعد ذلك يقضون باقى اليوم بشكل روتينى .. امام التلفاز .. 
ثم يذهبون للنوم ... 
كان كل منهم ينام على طرف من السرير .. ودائما المسافة كبيرة بينهم.. 
وكان ذلك قبل ان يبدأ اسلام فى عمله .. فهو طلب منها ذلك وهى لم تعارض البته .. فهذا هو منزله .. 
كانت دائما كلماتها تجرح اسلام كثيرا .. فهم سينهون ذلك العقد الذى بينهم بعد ان تجد عمل مناسب وتستقر به .. 
وفعلا وجدت عملا ما ... 
وكان ذلك يحزنه اكثر واكثر.. 
كانت دائما اللحظات التى اقتربا من بعضهم بها فى مخيلته .. 
لمساته لها اثناء مرضها .. والحضن الدافئ الذى احتواه وجعله يشعر باحساس لم يعهد له من قبل ..  انفاسها الساخنة ونظرة عينها .. حتى ذلك القميص الطويل الذى لم يراه الا مرة واحدة ولكنه ما زال يتذكر كل تفاصيله .. اللون الابيض جعلها تبدو كالملاك .. 
تذكر دموعها .. كلمة حبيبى التى لم تقال الا مرة واحدة فقط .. كان يعلم انها تمثيل ولم تكن مقصودة ... ولكنه ما زال يعيش على ذلك الامل .. 
اقترب الموعد المحدد الذى سينتهى به كل شئ ... الطلاق .. 
استأجرت هالة شقة صغيرة ... واتفقت مع والدتها على ذلك .. 
وبعد ذلك .. كان يوم الطلاق .. 
كانت اصعب لحظات على اسلام ..... 
فهو لا يريد ان يطلقها .. 
فكانوا فى الشقة ... 
هالة : خلاص ياا اسلام .. هتخلص من كل حاجة النهاردة ... 
اسلام : ااه ... هرجع لحياتى العادية ... 
هالة :ااه .. المفروض نعمل ده بالطريقة التقليدية ..
اسلام : ازاى ؟؟
هالة : طلقنى .....
اسلام : انتى طالق يا هالة .. 

وبعد اتمام الاوراق وكل شئ .. 
ذهبت هالة الى منزل والدتها وبالطبع لم يكن عمها على علم بذلك ... 
وكانوا يوضبون اغراضهم حتى ينقلوا الى الشقة التى استاجرتها هالة ..
وعندما علم عمها بذلك ذهب اليهم 
العم : انتوا ايه اللى انتوا بتعملوه ده ؟؟ 
هالة : هنسيبلك الشقة اللى ضحكت علينا فيها وكتبتهاباسمك وهنمشى .. 
العم : تمشوا تروحوا فين ؟؟
هالة : ارض الله واسعة .. دى حاجة ما تخصكش .. والفلوس اللى كنت بتذلنا بيها خلاص مش عايزينها . 
العم : ومين اللى هيصرف عليكوا بقي ؟؟.. جوزك ؟؟؟... ولا يمكن اخوكى المفعوص ..
هالة : انا يا عمى .. انا الللى هصرف عليهم من شغلى .. وعلى فكرة انا واسلام اتطلقا .. لان دى كانت جوازة بالعافية .. وانتا مالكش حاجة تانية عندنا .. اخواتى هعلمهم وادخلهم احلى كليات ... 
يهجم العم على هالة ويضربها .. 
العم : اتطلقتى يا بنت الكلب .... 
هالة : الله يرحمك يا بابا .. حرام عليك اخوك المتوفى اللى عمال تغلط فيه ... 
العم : ده انا هموتك .. اما نشوف انا ولا انتى .. 
وظل يضرب بها حتى فقدت الوعى .. 
فاقت هالة لتجد نفسها مربوطة بالسرير .. 
وحبسهم عمها فى الشقة .. وكان يغلق الباب من الخارج .. .

كان اسلام يفكر دائما فى هالة .. 
كان يشعر بالندم لانه طلقها .. 
لماذا لم اخبرها انى احبها .. يجوز بسبب رفضها لى .. فكرامتى لم تسمح لى .. فقد رفضتنى .. ولم تريد ان تتزوجنى اصلا .. كنا معا فى نفس المنزل ولم تسمح لى بان المسها .. كنت احبها .. كنت وما زلت ... اريد ان اراها .. 

كان هناك احد الرجال الكبار فى السن ... ولكن عمها  كان يعلم انه يتزوج البنات الصغيرات .. واتفق معه ان يتزوج هالة .. 
وتزوجها ... وكان يعذبها ابشع العذاب .. 
كان رجلا فى ال53 من عمره .. مع فتاه فى ال20 من عمرها ... 
خسرت هالة كل شئ .. كانت احيانا تتذكر اسلام ولمساته لها .. كانت تنظر بجانبها لتجد ذلك العجوز نائم بجوارها .. كانت تشعر بسكاكين تقطع جسدها كلما اقترب منها ...
كانت تتذكر اسلام .. وتقول لنفسها .. احببته .. ولكننا اتفقنا على الطلاق .. فهو افضل رجل فى العالم .. ولكن كرامتى لم تسمح لى ان اعبر له عما بداخلى .. فقد رفضته كثيرا .. وهو لم يكل او يمل منى .. فقط استمع لى .. واحترم قرارى ... اين انت الان يا اسلام ؟؟

قرر اسلام ان يراها .. وان يصارحها بمشاعره .. 
ذهب الى المنزل ليسأل عنهم .. ولكنه علم ان عمها باعها لرجل يكبرها سنا ...

ندم اسلام كان اكبر من كل شئ .. فهو لم يسمح لنفسه ان يخبرها بمشاعره .. لم يعارضها فيما قاله  ... 
كرامته كانت تأبى ان يذل نفسه من اجل فتاه تكره .. 

لماذا نؤجل احساسنا .. 
لماذا لا نتحدث الا عندما نشعر بضياع الشخص من بين يدينا .. 
لماذالا نفصح بمشاعرنا .. 
على الاقل .. حتى نعرف مصير ما بداخلنا .. 
هؤلاء ضاعت حياتهم بسبب الحاجز الذى وضعوه لانفسهم .. كل منهم لم يرد الافصاح عما بداخله خوفا من ان تهان كرامته .. 
هذا الحاجز الموجود بداخلنا د دمر سلفا بشر كثر .. 
بشر كتب لهم السادة مع شخص ما ولكن بسبب ذلك الحاجز .. يمر عمرهم بدون الشعور بطعم هذه السعادة  ... 

وكانوا هؤلاء ...
َضـــــحـــــــايــــــــا ... حــــــاجـــــز الــحـــــب

يا رب تعجبكوا .. 
حنان محمد 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق