مؤمن : مالك ؟؟
يترك مؤمن ما بيده و يتجة فى خطوة سريعة اشبه بقفزة الى المكان الذى تقف به دينا , يمسك يدها و يجلسها الى كرسى ..
مؤمن : انتى كويسة .. , نروح لدكتور ؟
دينا : لا يا روحى , شوية صداع بس
مؤمن : دينا انتى شكلك تعبانة جدا , تعالى نروح المستشفى ... قومى معايا ..
دينا : طيب ...
تغير دينا ملابسها و تذهب مع مؤمن الى المستشفى ..
و بعد ان يطمئن عليها و تأخذ مسكنات كثيرة جدا و مهدأ , تنام فى تلك الغرفة بالمستشفى نتيجة لكل تلك المسكنات .. ويذهب مؤمن للاطمئنان على والدته ..
* * * * * * * * * *
بعد ان يسال على غرفة العناية المركزة يصعد الى تلك الغرفة القابعة بها والدته , فيجد نهى و خالد يجلسان معا يتحدثان ..
يقترب قليلا حتى تراه نهى , و قد كان يسير مستندا الى عصا لها حلقة مستديرة اعلاها كالعكاز ...
نهى : مؤمن .. تعالا استريح ..
مؤمن : ماما عاملة ايه ؟
نهى : الدكتور بيقول انها بقت احسن الحمدلله , و شوية وهينقلها اوضة عادية ..
مؤمن : الحمدلله , كنت قلقان جدا عليها , وقلقان عليكى انتى كمان ..
نهى : انا كويسة يا حبيبى .
و التفتت حولها و قد تذكرت ان تعرف خالد و مؤمن على بعضهما .
نهى : ااه ,, نسيت اعرفك , خالد , مؤمن اخويا ..
خالد : ااه , شوفتك قبل كدة بس ما اتكلمناش , ازيك ؟
مؤمن : تمام الحمدلله , انتا كنت مع نهى امبارح و انتا اللى نقلت ماما المستشفى صح ؟
نهى : ااه .. هوا اللى كان معايا , خالد بقاله فترة كبيرة جدا معايا يا مؤمن , ساعدنى كتير اوى .
مؤمن : يبقا انا لازم اشكرك بجد على كل اللى انتا عملته .
خالد : مفيش بينا شكر انتا زى اخويا , ولا ايه ؟
مؤمن : اكيد , ده شرف ليا .
نهى : صحيح يا مؤمن , فين دينا ؟ , ما جاتش معاك ليه ؟
مؤمن : جت معايا , بس هيا تعبانة شوية للاسف , انا هنا من بدرى و كنت معاها ..
نهى : ايه ؟؟ .. تعبانة ؟ . مالها ؟؟
مؤمن : اتعورت امبارح فى راسها , و روحنا الصيدلية و خيط الجرح و كانت كويسة , و بعد كدة تعبت تانى الصبح , كانت بتصرخ من كتر الصداع ..
نهى : ايه ؟ , كل ده يحصل وما تكلمنيش ؟؟
مؤمن : انتى هتستحملى ايه ولا ايه يا نهى ؟ , كفاية اللى انتى فيه , انتى بتشيلى هم كبير لوحدك اصلا .
نهى : بردو , طيب هيا عاملة ايه دلوقتى ؟
مؤمن : لسة , عملولها اشعة وتحاليل و النتيجة لسة مش دلوقتى , و ادوها مسكن ونامت فى المستشفى هنا .
نهى : طيب انا عايزة اروح اشوفها ..
مؤمن : هيا نايمة دلوقتى , سيبيها نايمة , و الله انا ما عارف ايه كل اللى بيحصلنا ده .
نهى : معلش يا حبيبى , روح انتا خليك معاها وانا هفضل هنا , ولما ننقل ماما لاوضة عادية هقولك , بس دينا محتجاجك اكتر دلوقتى .
مؤمن : طيب , لو احتجتى اى حاجة كلمينى ..
نهى : طيب , و ابقا طمنى عليها يا مؤمن
مؤمن : حاضر , معلش بقى يا خاد احنا تاعبينك معانا , انا بجد مش عارف اقولك ايه ؟
خالد : ما تقولش حاجة , ما تقلقش انا موجود كأنك انتا موجود بالظبط ..
و يتركهما مؤمن و يذهب الى دينا ..
تمر ايام , تتحسن والدة نهى و تخرج من المستشفى , توفيق وفؤاد يعودان الى القاهرة و يبدءان العمل مرة اخرى فينشغلان طوال الوقت ..
تتحسن دينا و تخرج من المستشفى , يستمر مؤمن على العلاج الطبيعى و لكن بشكل اكثر تفائلا , و تتحسن قدمه كثيرا ..
اما عن نهى فهى ما زالت فى حيرة من امرها بشأن الرواية , فلا تعلم ماذا تكتب بعد الان , اتكمل الرواية كالواقع , ام تكتفى بتلك النهاية السعيدة التى ستكتبها ..
كانت نهى تتقابل مع خالد كثيرا , حتى اصبحا لا يفترقان عن بعضهما .. وفى يوم قابلها مراد و هى فى طريقها الى العمل , فترضخ لطلبه و تذهب معه الى احد المقاهى للتحدث ..
مراد : عاملة ايه ؟
نهى : تمام .. انتا عامل ايه ؟
مراد : تمام , لسة زعلانة منى ؟
نهى : لا , هزعل منك ليه ؟
مراد : نهى , انا عارف انى جرحتك و كدبت عليكى , بس انتى ما سمعتنيش للاخر .
نهى : مراد : الموضوع ده فات عليه كتير اووى , انسى بقى ..
مراد : انا هنساه , بس لازم تعرفى الاول اللى حصل بعد اخر مرة اتكلمنا فيها ..
نهى : صدقنى ده مش هيفيد ف حاجة ..
مراد : اسمعينى للاخر طيب , الكلام ده هيريحنى انا ..
نهى : اتفضل ..
مراد : بعد ما انتى قررتى انك ما تكلمنيش تانى حياتى تقريبا اتدمرت , انا ما قدرتش على بعدك , مقدرتش احس انى ظلمت الانسانة الوحيدة اللى حبيتها و لسة بحبها , اتكلمت مع هدى و فهمتها كل حاجة من اول ما عرفتها لحد ما عرفتك وحبيتك , طبعا الموضوع كان صعب جدا عليها بس اتفهمته ف الاخر , سيبنا بعض , كنت عايز ارجعلك , حاولت اكلمك كتير اووى بس انتى رفضتى تسمعينى , مكنتش قادر اعيش من غيرك خالص يا نهى , انتى عارفة كويس انى ما حبيتش غيرك بس انتى ادتينى ضهرك و ما رجعتيش تانى , ما سمعتيش منى اى مبرر حتى ..
نهى : انتا جاى تقولى الكلام ده دلوقتى ؟ ..
مراد : انتى اللى ما سمعتيش زمان , عارفة انا مريت باسوء سنين ف عمرى بعيد عنك , لما والدتى عرفت انى سيبت هدى تعبت و نقلناها المستشفى , بعدها باسبوع توفت , تعبت اكتر , صعب جدا ان الواحد يفقد امه و حبيبته , الفترة دى كنت محتاجك جدا معايا , بس انتى بردو رفضتى تسمعينى ..
نهى : انا اسفة , البقاء لله , انا مش عارفة اقولك ايه على كل اللى حصل بس اكيد الكلام مالوش لازمة دلوقتى ..
مراد : عارف ان الكلام مالوش لازمة خالص , بس ده هيريحنى , معلش هكمل كلامى ..
نهى : اتفضل ..
مراد : انا مش ندمان على اى حاجة خالص ف حياتى , غير انى خسرتك , اتعلمت منك حاجات كتير اوى يا نهى , و اكبر حاجة اتعلمتها التضحية و ازاى اقف جمب الانسان اللى ما ينفعش اكون معاه , انا مرتاح لان هدى مبسوطة اتجوزت واحد بيحبها ويقدرها و كنت معاها كأخ لحد ما وصلتها لبيت جوزها , ارتاحت جدا بعدها , بس كنت كل ما بشوف صورتك كنت بفتكر كل لحة لينا مع بعض , كل ضحكة , ابتسامتك الرقيقة اللى كانت بتغيير يومى كله , كل حاجة فيكى كانت بتدينى امل انى اعيش .. عارف ان الكلام مالوش لازمة بس لازم تعرفى انى ما حبيتش و عمرى ما هحب غيرك انتى , كنت اتمنى اننا نكون لبعض , كنت اتمنى ان الزمن يرجع بينا لورا عشان اغير حاجات كتير اووى , يا ريتنى كنت قبلتك من زمان اوى قبل ما اعرف اى حد ف حياتى ..
نهى : مش عارفة اقولك ايه بس ...
مراد : ما تقوليش حاجة خالص .. انا همشى , انا خلاص قولت كل اللى عندى , صدقينى هخرج من حياتك ومش هضايقك تانى , كفاية انى اعرف انك مبسوطة و مرتاحة ف حياتك , ربنا يسعدك يا اجمل انسانة فى الدنيا , ربنا يسعدك يا حبييتى و يرزقك اللى يقدرك ويسعدك , عن اذنك ..
انهى مراد كلامه و انصرف سريعا قبل ان يترك لها مجالا للتفكير حتى , فقط قال لها للمرة الاخيرة " حبيبتى " . و دعا لها بالسعادة حتى وان كانت السعادة مع شخص اخر ...
كانت نهى مشوشة جدا , تشعر بالحنين , ربما الشفقة التى تجسدت فى ذكرياتها مع مراد , تلك الذكريات السعيدة التى انتهت بالالم لكلا منها , و لكنها بالطبع كانت الاسوء على الاطلاق بالنسبة لمراد , فهو فقد والدته , وحبيبته , و حتى خطيبته .. امر مؤسف حقا .
غريب ذلك القدر الذى يحول مجرى الامور بين ليلة وضحاها , فاليوم السعادة معك و غدا التعاسة عليك , اليوم الحب و غدا الموت والفراق .. واقع مرير يجب ان نعيش به .
* * * * * * * * * * *
بعد اسابيع طويلة كانت نهى اوشكت على النتهاء من الرواية التى حيرتها , فى تلك الفترة اتفقت دينا و مؤمن على الزواج بعد انتهاء امتحاناتها , فمن اللافضل ان يتزوجا ليكونا معا دائما .
كان ذلك اليوم سعيدا على نهى , فكان اول يوم تغير فيه ذلك اللون الاسود الذى ترتديه , فقد اتفقت مع خالد ان تقابله فى ذلك " الكافيه " الذى اعتادا ان يتقابلا هناك ..
ارتدت اجمل ملابسها و ذهب اليه , كانت تحمل الرواية بين يديها , و تريد ان يطلع عليها خالد كما اتفقا , وصلت الى ذلك المقهى و كان خالد فى انتظارها , جلست و تحدثا قليلا ..
خالد : هاه . عملتى ايه بقى فى الرواية ؟
نهى : تقريبا خلصتها , مش عارفة هتعجبك ولا لا ؟
خالد : هيا عجبانى من غير ما اقراها , كفاية ان انتى اللى كاتباها .
نهى : ههههههههههه مش للدرجادى .
خالد : بردو مش مهم , المهم انى اسمع الضحكة الجميلة دى دايما .
نهى : :) :)
خالد : يالهووووووى , لالا انا ما استحملش كدة , ايه القمر ده ؟ , شكلك حلو اوى و انتى مكسوفة ..
نهى : بس بقى .. الله .
خالد : الله !! ؟؟ .. طيب خلاص , احنا جايين هنا نتكلم عن الرواية , كملى
نهى : اكمل ايه ؟
خالد : انا عايز اسمع النهاية منك انتى ,,
نهى : لا اقراها انتا ..
خالد : لا انتى اللى هتقوليها , هسمعها بصوتك ..
نهى : مممم طيب ...
" عاد مراد مرة اخرى , اخبرها بكل شئ , اخبرها انه لم يحب سواها , انه سيترك العالم من اجلها , فقط يريد ان يكون معها , ترجاها حتى تسامحه و تكون معه الى الابد , لم تكن تجيب عليه سوى بالايماء , لم يكن ذلك مفهوما , هل سامحته ؟؟ , هل ستكون له ؟ , ربما يجب ان تسامح من تحب ان كنت تريد ان تعيش تلك النهاية السعيدة التى نشاهدها فى الافلام , و كان ذلك القرار الاصعب بالنسبة لـ ياسمينة , فهى تحبه جدا و لا تستطيع ان تعيش بدونه , ولكنها ارادت ان تضع حدودا لذلك الحب حتى لا تسلب كرامتها حقها , و لكن الحب لا يعرف حدود و لا حواجز "
نهى : لالا انا تعبت , ابقى كملها انتا بقى ..
خالد : طيب ماشى , هكملها انا , بس كنت عايز اسمع صوتك وبس ..
نهى : انتا رخم على فكرة ..
خالد : عارف ... ايه المقال بتاعك بكرة صح ؟
نهى : مممم ..
خالد : كتبتى مقال حلو ولا زى كل مرة ؟؟
نهى : حلو زى كل مرة .
خالد : طيب ماشى , مش هتقوليلى بقى نهاية الرواية ؟
نهى : لا ابقى اقراها لنفسك ..
خالد : طيب انا عندى فكرة حلوة ..
نهى : ايه ؟؟
خالد : احنا نتقابل هنا بكرة ف نفس الميعاد , اقرا المقال بتاعك و اكون قريت الرواية كلها تمام ؟؟ , و هنتناقش فيها بكرة ؟
نهى : ممممم طيب ..
* * * ** * ** * ** * *
فى اليوم التالى يتقابلان فى نفس الميعاد ...
خالد : بجد كلامك ده جامد جدا ..
نهى : ميرسى .. طيب والرواية ؟؟
خالد : مممممم .. مش عارف اقولك ايه , بس محتاج كام تفسير ليها ..
نهى : ازاى ؟؟
خالد : انتى خليتى ياسمينة ترجع لمراد ف الاخر ..
نهى : ااه ..
خالد : طيب وانتى ؟؟
نهى : انا ايه ؟؟
خالد : يعنى الرواية .. مراد ..؟؟
نهى : انتا قريت المقال ؟؟
خالد : اه ..
نهى : ممكن تقراه تانى ؟؟
" ايعرف الحب حدود ؟؟.. اناس يقولون حدودى السماء .. وانا اقول الحب يتخطى كل الحدود . فقد احببت اليوم رجلا ... رجلا قد اسر كل ما بى .. قد سحر قلبي عشقا .
كان فى الامس مجرد اعجابا .. اليوم انا ااشعر بكل ما يقال عن الحب من اشعار . لم اكن لاصدق ذلك من قبل ... لم اكن لاستمع حتى الى الكلمات الرقيقة التى تعبر عن حالة العاشقين .. كنت احدث نفسى قائلة لا يوجد حب ليوصف تلك الاشعار التى لطالما قرأتها .. كنت اقرأها لمجرد الفضول .. مجرد معرفة لما يتحدث عنه العاشقين . كنت اقول لا يوجد من يستحق ان اكتب له تلك الرسائل و ان اهمس له فى الليالى .. ان اضع قلبى بين يديه .. واطبع قبلة فى كفه لنخبر بعضنا ان كل منا يتملك الاخر . و اننا قدرنا لبعضنا .. اننا فى تلك اللحظة لم نعد شخصين بل اصبحنا شخصا واحدا ينبض به قلبان .. قلبان لا ينبضان سوى معا ..
رسائل ..
لم انفك اكتب رسائل كثيرة لك ... رسائل لن ارسلها ابداا .. ليكون مقرها داخل كتاب ما من كتب الشعر الرومانسى . ..
قد تكون هناك كلمات تعبر عن حالتى . و لكنى لا استطيع ايجاد طريقى لها . او انه لا توجد كلمات تعبر عن كل ما بداخلى . فما بداخلى لا توصفه كلمات .. فالكلمات قليلة جداا لتوصف كل تلك المشاعر . .. المشاعر التى لم اعهد لها من قبل . ..
كيف بدأ الامر ؟؟ .. وكيف وصل الى تلك الحالة ؟؟ .. لا اعلم ..
فلا اريد ان افكر بالاسباب .. فقط ساترك المشاعر تحركنى .. فقد تكون تلك اخر لحظاتى ..
قد لا ياتى علىّ الغد بصباح ... قد اصبح جثة هامدة .. ولكنى واثقة ان اراد الله بى الموت . ساترك قلبى ينبض بداخلك .. ساترك قلبى وروحى معك .. فقد تملكتهما بالفعل ..
دعنا نعبر عن ما بداخلنا اليوم .. دعنا نشعر بكل لحظة تمر بنا و نحن سويا ..
فقط دعنا نكون معا .. وننسى العالم اجمع ..
فقط لنترك انفسنا لاحساس الحب ..