الخميس، 27 فبراير 2014

الرداء الاحمر


ذلك الاحساس الفريد من نوعه , فانا اشعر به للمرة الاولى , لا اعلم لما يراودنى ذلك الاحساس .

و لكن حين يأتى الحديث الى وصفه فاستعجب من حالى , هو ليس بالجميل و لا ذو الشعر الناعم ولا العيون الملونة , فهو شخص عادى جدا ليس بطويل القامة و لا مشدود الجسد , و لكنه ممتلئ قليلا , قليلا فقط , اسمر البشرة و قصير القامة , مجرد شخص عادى لا يوجد الغريب فى وصفه كأغلب الشباب المصريين الذين تحولت عضلاتهم الى دهون زائدة حول منطقة البطن , و لكن ... <3 <3

لا اعلم فـ له جاذبيه خاصة تسحر كل من يراه , فيقع فى عشقه الكثيرات , فبمجرد رؤيته تتمنى ان تتعرف عليه اكثر و اكثر , تريد ان تمضى معه كل اوقاتك , تريد ان تضمه اليك برقة , فاحيانا كثيرة تشعر انه كطفل صغير تلمع عيناه من انعكاس البراءة بهما , و احيانا اخرى تشعر انه شاب مخضرم قد طاف البلاد جميعا و اكتسب من كل ركن خبرة يزيدها الى دهاءه و حكمة .

وسامة جميلة جدا ترتسم على وجهه , طريقته فى التحدث و تلك الضحكة الرائعة التى تشعر بها تلمس بداخلك لتخلق احساسا غريبا كانه عاصفة من المشاعر القوية الاقرب الى النشوة .

لا اعلم كيف كانت البداية , فالبدايات عادة لا تكون دقيقة , فلا شئ يحدث هكذا فى طرفة عين , و لكن تلك الاحاسيس تاتى تدريجيا , فاليوم نظرة فـ ابتسامة فـ كلمة , اليوم زملاء , غدا ااصدقاء ثم تبدأ خيوط الاعجاب تنسج احلاما وردية اللون , كقطع متفرقة من السحاب اشبه بغزل االبنات , و ما ان بدأ الحب بيننا تذوقنا تلك السحب الوردية اللون , فاحساسها ناعم كتلك القطع الزغبية من غزل البنات , تجعلك تذوب مع كل قطعه تسبح فى فمك بحرية و نعومة .

دائما ما تخبرنى اننى حورية الشرق و الغرب باللون الاحمر , و لان ذلك اليوم كان مميزا جدا , ارتديت اللون الاحمر الذى لطالما عشقته , حتى طلاء الاظافر و احمر الشفاه كانا باللون الاحمر , كنت اشبه بقطعة التفاح و لكن بملامح مصرية لا امريكية .

وصلت الى ذلك المكان الذى اخبرتنى عليه , و قبل موعد اللقاء بـ ثلاث دقائق , لم ارد ان اتاخر عليك , فقد كنت احسب الثوانى حتى اقابلك , و لكنك بالطبع غلبتنى , فقد كما نت تنتظرنى قبل ذلك بكثير , ربما كانت لهفتك للقاء اقوى , و اشتياقك الىَ كان هو ما يدفعك , او ربما كانت رغبتى بأن اتجمل من اجلك اقوى بكثير , فقضيت ساعات امام المرآه اتزين بالطريقة التى تحبها , لا يهم من وصل اولا , المهم اننا سويا الان , انا و انت فقط ..

عندما وصلت الى ذلك المكان كنت تحمل باقة كبيرة من الورد الاحمر و المكان حولك ملئ بالبالونات الحمراء على شكل قلوب كتب عليها ( I Love you ) , و شموع ايضا تزين ذلك المكان , بالضبط كـ فيلم رومانسى من الدرجة الاولى , و لكن احساسنا لم يكن تمثيلا , فقد كان حقيقة مؤكدة , حقيقة تلتمسها فى تلك النظرة الساحرة , العيون التى تلمع و الابتسامة التى لا تفارق الشفاه .

اقتربت منىّ فى خطوات ثابتة , اعطيتنى باقة الورد و طبعت قبلة رقيقة على يدى ارتعش لها جسدى , نظرت مطولا الى عينيى ثم همست فى اذنى

" احبك يا اميرتى , احب تفاحتى المصرية المزينة باللون الاحمر , احبك و لا اريد اى شئ من هذا العالم سوى الزواج بك و ان اعيش ما تبقى من عمرى فى احضانك "

جلس على ركبته و انحنى امامى و امسك يدى و طلب يدى الى الزواج , لم اعلم كيف يكون رد الفعل فى تلك المواقف , فقد اكتفيت بالابتسام , و قد حركت رأسى اعرابا على موافقتى , و قد قام هو برد الفعل المناسب , فنهض سريعا و ضمنى اليه بقوه , احتضنى و رفع جسدى قليلا و انا احيط رقبته بذراعى , فأخذ يدور بى فى ذلك المكان , صارخا " احبك يا تفاحتى "

* * * 

اغلقت البوم الصور , و رفعت نظرها الى ابنتها الشابة و خطيبها , ثم اردفت فى حديثها ...

اتفقنا على ان نلتقى فى ذلك المكان كل ذكرى او مناسبة لنا , و بالطبع فى اول ذكرى زواج لنا ذهبنا الى ذلك المكان و كان ايضا مزين بالورد و البالونات الحمراء . كان يوما خياليا , فى ذلك اليوم عدت الى البيت بمفردى , و بعد ان كان ثلاثتنا اصبحنا اثنين فقط , انا و انتى يا ابنتى , فقد فارقنا والدك فى اول ذكرى زواج لنا , فارقنا فى ذلك المكان الخيالى الذى شهد كل لحظاتنا الجميلة , و حتى تلك اللحظة اذهب الى هناك فى كل ذكرى لنا , مرتدية الفستان الاحمر الذى يعشقه والدك , و انتظر طيفه فى ذلك المكان حتى يلمس قلبى و روحى , فانا ما زلت اشعر به يسير فى وريدى , و كل عام انتظر تلك الرعشة التى تصيبينى حينما اشعر به يحيطنى فى ذلك المكان , فأرواحنا متعلقة هناك معا , انا و هو و الرداء الاحمر .

انا اعلم جيدا يا بنيتى انه لا يحق لى ان اطلب منك اقامة الزفاف فى ذلك المكان , فهو ذكرى لى انا و والدك , ولا ذنب لك بها , و لكنى اطلب منك ذلك حتى اشعر بوجود والدك معنا فى مثل ذلك اليوم , اريده ان يكون متواجدا فى حفل زفاف ابنته الوحيدة , و لكن لك الاختيار يا ابنتى , كمان ان خطيبك من حقه ان يختار مكان اخر .


قاطعتها ابنتها ...

لا تقلقى يا امى , سنقيم حفل الزفاف فى ذلك المكان , و سنزينه باللون الاحمر و سترتدين الرداء الاحمر الذى يعشقه والدى - رحمه الله - فانا قطعه منكم , نصفى لك و نصفى له , و اريد ان تكونا معى بارواحكما , و حتى اشعر بوجود ابى معنا كما تريدين .
* * * 

اقيم الزفاف بذلك المكان , و كان كل شئ حولهم احمر اللون , حتى باقة الورد التى تحملها ابنتهم مع الفستان الابيض , ف الاحمر اضاف بهجة الى اليوم , فى ذلك اليوم التقى روحان على الارض , فابنتهما كبرت اخيرا و تزوجت من تحب , لا بل من تعشق , و روحان فى السماء , فلم تنتظر ان تأتى روح زوجها اليها , و لكنها صعدت اليه بعد ان اتمت مراسم زواج ابنتها , انتهت مهمتها فى الحياه , و تركت روحها لملك الموت يحملها الى حيث حبيبها و عشيقها و زوجها .

و كل ما تركت ورائها فى ذلك العالم , جسدها و الرداء الاحمر .


حنان محمد

الاثنين، 10 فبراير 2014

لا تتركنى #16 و الاخيرة

الحلقة الاخيرة 
********** 
تبكى يا سمينة و هى فى غرفتها و هى تتذكر كل تلك اللحظات الجميلة التى قضتها مع مراد , تلك الكلمات المترددة بينهم " احبك " و " اعشقك " , فكيف يكون كل ذلك خداعا وكذبا , كيف تصدق انه لها هى فقط و تكتشف غير ذلك .. كيف يخدعها كل تلك المدة لتكتشف انه مرتبط بغيرها , انه على وشك الزواج بأخرى و لكنه ما زال يخدعها بإسم الحب ليخبرها انه يحبها و لا يعشق سواها . 
أيعقل ان يكون هناك رجلا فى العالم مخادع الى هذا الحد , رجلا يشكل قلبه و يغير موضعه بين الحين و الاخر , ليضع اليوم به شخصا ويغيره فى اليوم التالى كل يوم حسب ما يمليه عليه عقله . 

                        * * * * * * * * * * * * 
خالد ونهى فى المستشفى يتحدثان .. 
خالد : ومن ساعتها وانتوا ما اتكلمتوش , لحد اليومين اللى فاتوا ؟؟
نهى : مممممممم بالظبط كدة , هوا حاول اننا نتكلم مع بعض تانى , كان بيقولى كتير انه عايز يقولى على حاجة مهمة جدا , بس انا مكنتش عايزة اسمعه , كنت خايفة اضعف تانى .. و من ساعتها ما اتكلمناش , خلصت الكلية و اشتغلت و نسيت الموضوع تمام .. لحد ما .......
خالد : ما ايه ؟؟ .........

نهى : ما بدأت اكتب الرواية الاخيرة , كنت حاسة انى محتاجة  انى اوصف كل حاجة , كنت عايزة انتقم ف روايتى , كأنى كنت بشوف نفسى ف المرايا , و مرايتى لازم ارسم فيها بنفسى , بس ...
خالد : ايه ؟ , كملى ...
نهى : معرفتش اكتب اى حاجة عن نفسى , يمكن الاحساس الاخير عرفت اكتبه , بس الاحداث كانت بشكل تانى , الاسامى هيا هيا وانا اللى اتغيرت , من نهى لـ ياسمينة , و مراد اسمه زى ما هوا و حتى هدى خطيبته زى ما هيا .
خالد : يعنى انتى كتبتى رواية بتوصف حياتك مع مراد ؟
نهى : لا انا وصفت حياه ياسمينة مع مراد , الاحداث كانت مختلفة جدا , ياسمينة مش زيي خالص , او يمكن انا مش عارفة اوصف نفسى اصلا عشان كدة الرواية اخدت شكل تانى , مش هوا الشكل اللى كنت عايزة اكتبه , بس الاحساس كان مقارب ليه , زى ما يكون الاحساس اثر عليا ..
خالد : يعنى انتى شخصيتك ف الرواية اسمها ياسمينة ؟
نهى : المفروض .. بس انا وياسمينة مش نفس الشخص , الرواية اخدت محور تانى خالص .. الاحداث مختلفة و الشخصيات اختلفت خالص ...
خالد : انا عايز اقراها ممكن ؟؟ 
نهى : طبعا , ان شاء الله هبعتهالك , بس انا لسة ما خلصتهاش ..
خالد : وصلتى لحد فين ؟؟
نهى : لسة ياسمينة مكتشفة ان مراد خاطب هدى .. 
خالد : يعنى رد الفعل لسة ما اتكتبش ؟
نهى : لسة ...
خالد : خلاص يبقى نكتبه سوا ..
ارتسمت ابتسامة على وجه نهى و قامت بالرد عليه بمجرد الايماء , فقد كان ذلك الاحساس الغريب الذى تشعر به كفيل بـ أن يجعل الكلمات تتردد فى حلقها .. 
                
                           * * * * * * * * * *  * 


تدلف دينا الى المطبخ و تبدأ فى اعداد الفطار و بعد لحظات تقف لتستند بيدها الى الطاولة و تقف و هى فى شدة الالم , و بعد لحظة تصدر صرخة عالية ممزوجة بالالم .....
مؤمن : مالك ؟؟ 
يترك مؤمن ما بيده و يتجة فى خطوة سريعة اشبه بقفزة الى المكان الذى تقف به دينا , يمسك يدها و يجلسها الى كرسى ..
مؤمن : انتى كويسة .. , نروح لدكتور ؟
دينا : لا يا روحى , شوية صداع بس
مؤمن : دينا انتى شكلك تعبانة جدا , تعالى نروح المستشفى ... قومى معايا .. 
دينا : طيب ...
تغير دينا ملابسها و تذهب مع مؤمن الى المستشفى ..
و بعد ان يطمئن عليها و تأخذ مسكنات كثيرة جدا و مهدأ , تنام فى تلك الغرفة بالمستشفى نتيجة لكل تلك المسكنات .. ويذهب مؤمن للاطمئنان على والدته ..
            
                                * * * * * * * * * *

بعد ان يسال على غرفة العناية المركزة يصعد الى تلك الغرفة القابعة بها والدته , فيجد نهى و خالد يجلسان معا يتحدثان ..
يقترب قليلا حتى تراه نهى , و قد كان يسير مستندا الى عصا لها حلقة مستديرة اعلاها كالعكاز ...
نهى : مؤمن .. تعالا استريح ..
مؤمن : ماما عاملة ايه ؟
نهى : الدكتور بيقول انها بقت احسن الحمدلله , و شوية وهينقلها اوضة عادية ..
مؤمن : الحمدلله , كنت قلقان جدا عليها , وقلقان عليكى انتى كمان .. 
نهى : انا كويسة يا حبيبى .
و التفتت حولها و قد تذكرت ان تعرف خالد و مؤمن على بعضهما . 
نهى : ااه ,, نسيت اعرفك , خالد , مؤمن اخويا ..
خالد : ااه , شوفتك قبل كدة بس ما اتكلمناش , ازيك ؟
مؤمن : تمام الحمدلله , انتا كنت مع نهى امبارح و انتا اللى نقلت ماما المستشفى صح ؟ 
نهى : ااه .. هوا اللى كان معايا , خالد بقاله فترة كبيرة جدا معايا يا مؤمن , ساعدنى كتير اوى . 
مؤمن : يبقا انا لازم اشكرك بجد على كل اللى انتا عملته . 
خالد : مفيش بينا شكر انتا زى اخويا , ولا ايه ؟
مؤمن : اكيد , ده شرف ليا .
نهى : صحيح يا مؤمن , فين دينا ؟ , ما جاتش معاك ليه ؟ 
مؤمن : جت معايا , بس هيا تعبانة شوية للاسف , انا هنا من بدرى و كنت معاها ..
نهى : ايه ؟؟ .. تعبانة ؟ . مالها ؟؟
مؤمن : اتعورت امبارح فى راسها , و روحنا الصيدلية و خيط الجرح و كانت كويسة , و بعد كدة تعبت تانى الصبح , كانت بتصرخ من كتر الصداع .. 
نهى : ايه ؟ , كل ده يحصل وما تكلمنيش ؟؟ 
مؤمن : انتى هتستحملى ايه ولا ايه يا نهى ؟ , كفاية اللى انتى فيه , انتى بتشيلى هم كبير لوحدك اصلا . 
نهى : بردو , طيب هيا عاملة ايه دلوقتى ؟ 
مؤمن : لسة , عملولها اشعة وتحاليل و النتيجة لسة مش دلوقتى , و ادوها مسكن ونامت فى المستشفى هنا .
نهى : طيب انا عايزة اروح اشوفها .. 
مؤمن : هيا نايمة دلوقتى , سيبيها نايمة , و الله انا ما عارف ايه كل اللى بيحصلنا ده . 
نهى : معلش يا حبيبى , روح انتا خليك معاها وانا هفضل هنا , ولما ننقل ماما لاوضة عادية هقولك , بس دينا محتجاجك اكتر دلوقتى .
مؤمن : طيب , لو احتجتى اى حاجة كلمينى ..
نهى : طيب , و ابقا طمنى عليها يا مؤمن
مؤمن : حاضر , معلش بقى يا خاد احنا تاعبينك معانا , انا بجد مش عارف اقولك ايه ؟
خالد : ما تقولش حاجة , ما تقلقش انا موجود كأنك انتا موجود بالظبط ..
و يتركهما مؤمن و يذهب الى دينا ..

تمر ايام , تتحسن والدة نهى و تخرج من المستشفى , توفيق وفؤاد يعودان الى القاهرة و يبدءان العمل مرة اخرى فينشغلان طوال الوقت ..
تتحسن دينا و تخرج من المستشفى , يستمر مؤمن على العلاج الطبيعى و لكن بشكل اكثر تفائلا , و تتحسن قدمه كثيرا ..
اما عن نهى فهى ما زالت فى حيرة من امرها بشأن الرواية , فلا تعلم ماذا تكتب بعد الان , اتكمل الرواية كالواقع , ام تكتفى بتلك النهاية السعيدة التى ستكتبها ..

كانت نهى تتقابل مع خالد كثيرا , حتى اصبحا لا يفترقان عن بعضهما .. وفى يوم قابلها مراد و هى فى طريقها الى العمل , فترضخ لطلبه و تذهب معه الى احد المقاهى للتحدث ..

مراد : عاملة ايه ؟
نهى : تمام .. انتا عامل ايه ؟
مراد : تمام , لسة زعلانة منى ؟
نهى : لا , هزعل منك ليه ؟
مراد : نهى , انا عارف انى جرحتك و كدبت عليكى , بس انتى ما سمعتنيش للاخر . 
نهى : مراد : الموضوع ده فات عليه كتير اووى , انسى بقى .. 
مراد : انا هنساه , بس لازم تعرفى الاول اللى حصل بعد اخر مرة اتكلمنا فيها .. 
نهى : صدقنى ده مش هيفيد ف حاجة ..
مراد : اسمعينى للاخر طيب , الكلام ده هيريحنى انا .. 
نهى : اتفضل .. 
مراد : بعد ما انتى قررتى انك ما تكلمنيش تانى حياتى تقريبا اتدمرت , انا ما قدرتش على بعدك , مقدرتش احس انى ظلمت الانسانة الوحيدة اللى حبيتها و لسة بحبها , اتكلمت مع هدى و فهمتها كل حاجة من اول ما عرفتها لحد ما عرفتك وحبيتك , طبعا الموضوع كان صعب جدا عليها بس اتفهمته ف الاخر , سيبنا بعض , كنت عايز ارجعلك , حاولت اكلمك كتير اووى بس انتى رفضتى تسمعينى , مكنتش قادر اعيش من غيرك خالص يا نهى , انتى عارفة كويس انى ما حبيتش غيرك بس انتى ادتينى ضهرك و ما رجعتيش تانى , ما سمعتيش منى اى مبرر حتى .. 
نهى : انتا جاى تقولى الكلام ده دلوقتى ؟ .. 
مراد : انتى اللى ما سمعتيش زمان , عارفة انا مريت باسوء سنين ف عمرى بعيد عنك , لما والدتى عرفت انى سيبت هدى تعبت و نقلناها المستشفى , بعدها باسبوع توفت , تعبت اكتر , صعب جدا ان الواحد يفقد امه و حبيبته , الفترة دى كنت محتاجك جدا معايا , بس انتى بردو رفضتى تسمعينى .. 
نهى : انا اسفة , البقاء لله , انا مش عارفة اقولك ايه على كل اللى حصل بس اكيد الكلام مالوش لازمة دلوقتى .. 
مراد : عارف ان الكلام مالوش لازمة خالص , بس ده هيريحنى , معلش هكمل كلامى .. 
نهى : اتفضل ..
مراد : انا مش ندمان على اى حاجة خالص ف حياتى , غير انى خسرتك , اتعلمت منك حاجات كتير اوى يا نهى , و اكبر حاجة اتعلمتها التضحية و ازاى اقف جمب الانسان اللى ما ينفعش اكون معاه , انا مرتاح لان هدى مبسوطة اتجوزت واحد بيحبها ويقدرها و كنت معاها كأخ لحد ما وصلتها لبيت جوزها , ارتاحت جدا بعدها , بس كنت كل ما بشوف صورتك كنت بفتكر كل لحة لينا مع بعض , كل ضحكة , ابتسامتك الرقيقة اللى كانت بتغيير يومى كله , كل حاجة فيكى كانت بتدينى امل انى اعيش .. عارف ان الكلام مالوش لازمة بس لازم تعرفى انى ما حبيتش و عمرى ما هحب غيرك انتى , كنت اتمنى اننا نكون لبعض , كنت اتمنى ان الزمن يرجع بينا لورا عشان اغير حاجات كتير اووى , يا ريتنى كنت قبلتك من زمان اوى قبل ما اعرف اى حد ف حياتى .. 
نهى : مش عارفة اقولك ايه بس ... 
مراد : ما تقوليش حاجة خالص .. انا همشى , انا خلاص قولت كل اللى عندى , صدقينى هخرج من حياتك ومش هضايقك تانى , كفاية انى اعرف انك مبسوطة و مرتاحة ف حياتك , ربنا يسعدك يا اجمل انسانة فى الدنيا , ربنا يسعدك يا حبييتى و يرزقك اللى يقدرك ويسعدك , عن اذنك ..

انهى مراد كلامه و انصرف سريعا قبل ان يترك لها مجالا للتفكير حتى , فقط قال لها للمرة الاخيرة " حبيبتى " . و دعا لها بالسعادة حتى وان كانت السعادة مع شخص اخر ...
كانت نهى مشوشة جدا , تشعر بالحنين , ربما الشفقة التى تجسدت فى ذكرياتها مع مراد , تلك الذكريات السعيدة التى انتهت بالالم لكلا منها , و لكنها بالطبع كانت الاسوء على الاطلاق بالنسبة لمراد , فهو فقد والدته , وحبيبته , و حتى خطيبته .. امر مؤسف حقا . 

غريب ذلك القدر الذى يحول مجرى الامور بين ليلة وضحاها , فاليوم السعادة معك و غدا التعاسة عليك , اليوم الحب و غدا الموت والفراق .. واقع مرير يجب ان نعيش به . 

                        * * * * * * * * * * * 

بعد اسابيع طويلة  كانت نهى اوشكت على النتهاء من الرواية التى حيرتها , فى تلك الفترة اتفقت دينا و مؤمن على الزواج بعد انتهاء امتحاناتها , فمن اللافضل ان يتزوجا ليكونا معا دائما . 

كان ذلك اليوم سعيدا على نهى , فكان اول يوم تغير فيه ذلك اللون الاسود الذى ترتديه , فقد اتفقت مع خالد ان تقابله فى ذلك " الكافيه " الذى اعتادا ان يتقابلا هناك .. 
ارتدت اجمل ملابسها و ذهب اليه , كانت تحمل الرواية بين يديها , و تريد ان يطلع عليها خالد كما اتفقا , وصلت الى ذلك المقهى و كان خالد فى انتظارها , جلست و تحدثا قليلا ..
خالد : هاه . عملتى ايه بقى فى الرواية ؟
نهى : تقريبا خلصتها , مش عارفة هتعجبك ولا لا ؟ 
خالد : هيا عجبانى من غير ما اقراها , كفاية ان انتى اللى كاتباها .
نهى : ههههههههههه مش للدرجادى . 
خالد : بردو مش مهم , المهم انى اسمع الضحكة الجميلة دى دايما . 
نهى : :) :) 
خالد : يالهووووووى , لالا انا ما استحملش كدة , ايه القمر ده ؟ , شكلك حلو اوى و انتى مكسوفة .. 
نهى : بس بقى .. الله . 
خالد : الله !! ؟؟ .. طيب خلاص , احنا جايين هنا نتكلم عن الرواية , كملى 
نهى : اكمل ايه ؟
خالد : انا عايز اسمع النهاية منك انتى ,, 
نهى : لا اقراها انتا ..
خالد : لا انتى اللى هتقوليها , هسمعها بصوتك .. 
نهى : مممم طيب ... 

" عاد مراد مرة اخرى , اخبرها بكل شئ , اخبرها انه لم يحب سواها , انه سيترك العالم من اجلها , فقط يريد ان يكون معها , ترجاها حتى تسامحه و تكون معه الى الابد , لم تكن تجيب عليه سوى بالايماء , لم يكن ذلك مفهوما , هل سامحته ؟؟ , هل ستكون له ؟ , ربما يجب ان تسامح من تحب ان كنت تريد ان تعيش تلك النهاية السعيدة التى نشاهدها فى الافلام , و كان ذلك القرار الاصعب بالنسبة لـ ياسمينة , فهى تحبه جدا و لا تستطيع ان تعيش بدونه , ولكنها ارادت ان تضع حدودا لذلك الحب حتى لا تسلب كرامتها حقها , و لكن الحب لا يعرف حدود و لا حواجز " 

نهى : لالا انا تعبت , ابقى كملها انتا بقى .. 
خالد : طيب ماشى , هكملها انا , بس كنت عايز اسمع صوتك وبس .. 
نهى : انتا رخم على فكرة .. 
خالد : عارف ... ايه المقال بتاعك بكرة صح ؟
نهى : مممم ..
خالد : كتبتى مقال حلو ولا زى كل مرة ؟؟
نهى : حلو زى كل مرة . 
خالد : طيب ماشى , مش هتقوليلى بقى نهاية الرواية ؟ 
نهى : لا ابقى اقراها لنفسك .. 
خالد : طيب انا عندى فكرة حلوة ..
نهى : ايه ؟؟
خالد : احنا نتقابل هنا بكرة ف نفس الميعاد , اقرا المقال بتاعك و اكون قريت الرواية كلها تمام ؟؟ , و هنتناقش فيها بكرة ؟
نهى : ممممم طيب .. 

                         * * * ** * ** * ** * *

فى اليوم التالى يتقابلان فى نفس الميعاد ...
خالد : بجد كلامك ده جامد جدا ..
نهى : ميرسى .. طيب والرواية ؟؟
خالد : مممممم .. مش عارف اقولك ايه , بس محتاج كام تفسير ليها .. 
نهى : ازاى ؟؟ 
خالد : انتى خليتى ياسمينة ترجع لمراد ف الاخر ..
نهى : ااه .. 
خالد : طيب وانتى ؟؟ 
نهى : انا ايه ؟؟
خالد : يعنى الرواية .. مراد ..؟؟ 
نهى : انتا قريت المقال ؟؟
خالد : اه ..
نهى : ممكن تقراه تانى ؟؟

" ايعرف الحب حدود ؟؟.. اناس يقولون حدودى السماء .. وانا اقول الحب يتخطى كل الحدود . فقد احببت اليوم رجلا ... رجلا قد اسر كل ما بى .. قد سحر قلبي عشقا . 
كان فى الامس مجرد اعجابا .. اليوم انا ااشعر بكل ما يقال عن الحب من اشعار . لم اكن لاصدق ذلك من قبل ... لم اكن لاستمع حتى الى الكلمات الرقيقة التى تعبر عن حالة العاشقين .. كنت احدث نفسى قائلة لا يوجد حب ليوصف تلك الاشعار التى لطالما قرأتها .. كنت اقرأها لمجرد الفضول .. مجرد معرفة لما يتحدث عنه العاشقين . كنت اقول لا يوجد من يستحق ان اكتب له تلك الرسائل و ان اهمس له فى الليالى .. ان اضع قلبى بين يديه .. واطبع قبلة فى كفه لنخبر بعضنا ان كل منا يتملك الاخر . و اننا قدرنا لبعضنا .. اننا فى تلك اللحظة لم نعد شخصين بل اصبحنا شخصا واحدا ينبض به قلبان .. قلبان لا ينبضان سوى معا ..
رسائل ..
لم انفك اكتب رسائل كثيرة لك ... رسائل لن ارسلها ابداا .. ليكون مقرها داخل كتاب ما من كتب الشعر الرومانسى  . ..
قد تكون هناك كلمات تعبر عن حالتى . و لكنى لا استطيع ايجاد طريقى لها . او انه لا توجد كلمات تعبر عن كل ما بداخلى . فما بداخلى لا توصفه كلمات .. فالكلمات قليلة جداا لتوصف كل تلك المشاعر . .. المشاعر التى لم اعهد لها من قبل . ..
كيف بدأ الامر ؟؟ .. وكيف وصل الى تلك الحالة ؟؟ .. لا اعلم ..
فلا اريد ان افكر بالاسباب .. فقط ساترك المشاعر تحركنى .. فقد تكون تلك اخر لحظاتى ..
قد لا ياتى علىّ الغد بصباح ... قد اصبح جثة هامدة .. ولكنى واثقة ان اراد الله بى الموت . ساترك قلبى ينبض بداخلك .. ساترك قلبى وروحى معك .. فقد تملكتهما بالفعل ..
دعنا نعبر عن ما بداخلنا اليوم .. دعنا نشعر بكل لحظة تمر بنا و نحن سويا ..
فقط دعنا نكون معا .. وننسى العالم اجمع ..
فقط لنترك انفسنا لاحساس الحب ..

كان خالد يقرأ المقال و تجلس نهى امامه تستمع له ..حتى وصل الى النهاية ..
خالد : فقط لنترك انفسنا لاحساس الحب .. 
نهى : ممممم ايه رايك ؟
خالد : انا قولت رايي , جميل جدا ..
نهى : طيب حاسس بيه ؟؟
خالد : كل اللى حاسه انى بحبك , ااه بحبك ,, قولتها ايه يعنى ,, ايه اللى هيحصل يعنى ؟؟
نهى : مش هيحصل حاجة , عشان انا كمان بحبك , بس انتا غبى اووى و فهمك بطئ , وانا كتبت المقال ليك انتا . 
خالد : طيب ما انا عارف ..
نهى : يا سلام ؟؟
خالد : كنت عايز اسمعها منك ...
احمر وجهها خجلا و اشاحت بنظرها بعيدا ..

جلسا يتحدثان طويلا و لم يشعرا بالوقت , و فى النهاية سالها ..
خالد : هتسمى الرواية ايه ؟
نهى : هسميها ....
خالد : ايه ما اخترتيش اسم لحد دلوقتى ؟ 
نهى : ممممم مش عارفة .. بفكر اسميها " لا تــتــركــنــى " 
خالد : مممممم .. حلو .. بس ليه الاسم ده ؟
نهى : عشان مش عايزاك تسيبنى ابداا , الاسم ده ليك انتا " لا تتركنى ابداا " 

الـــــــــــنـــــــــهــــايـــــة 

حنان محمد ...

الأحد، 9 فبراير 2014

لا تتركنى #15

الحلقة الخامسة عشر 
**************
كان مراد ونهى فى السيارة و لم يكن الصوت واضحا جدا , بسبب ذلك الهواء المندفع من النافذة ..

نهى : انتا عمرك ما حبيت بجد يا مراد ؟
مراد : ممممممممممم , لا حبيتك ...
نهى : حبيت , مين بقا .؟؟
مراد : حبيتك ..
نهى : ايوة تمام ,, حبيت ,, مين بقى ؟؟
مراد : ااه حبيت .. بحبك انتى يا نهى ...
و تنهيده دون كلام , و صمت يسود تلك اللحظة , كأنها كانت متوقعة ذلك ولكنها كانت تقنع نفسها كثيرا انه لن يقولها ابدا ...
لم تكن تعلم ماذا تفعل , فقد كانت ضربات قلبها متصارعة و اخذ صوت انفاسها تعلو ... 
مراد : طيب التنهيدة دى معناها ايه ؟
نهى : بس يا مراد من فضلك ..
و استمر الصمت حتى و صلا الى منزل نهى ..
مراد : نهى انا مش عارف ردك ايه , بس بلاش اللى انا قولته ده يأثر علينا , انا مش عارف انا قولت كدة ازاى اصلا , بس اعتبرينى ما قولتش حاجة خالص 
نهى : خلاص يا مراد , عادى و لا كأن حاجة حصلت .
مراد : بس انا فعلا بحبك , و مش بكدب عليكى , بس حسيت انى خلاص مش قادر , كان لازم اقولك عن احساسى . 
نهى : مممممم طيب , انا لازم اطلع البيت الوقت اتاخر , عن اذنك . 
                                ------------------------
نهى : بعدها فضلنا كام يوم ما نكلمش بعض اصلا , كان ممكن يكون نوع من الهروب , مكنتش عايزة اصدم نفسى , كان لازم ابعد نفسى .
خالد : طيب انا مش فاهم , طالما كنتى بتحبيه و هوا كان بيحبك , ليه هربتى ؟ 
نهى : تفتكر كان ينفع اصلا ؟؟ , مكنتش عايزاه يعرف اصلا انى بحبه , كان لازم اهرب .
خالد : طيب انتوا كدة من ساعتها ما اتكلمتوش تانى ؟
نهى : لا اتكلمنا للاسف ..
                       -------------------------------
مراد : نهى انتى مالك ؟
نهى : مفيش حاجة , انا كويسة 
مراد : لا انتى ليه بتعاملينى كدة ؟ , كل ده بسبب اللى قلته المرة اللى فاتت ؟؟ 
نهى : لا 
مراد : من ساعتها وانتى متغيرة معايا جدا , انا اسف انى قولت الكلام ده , بس مش عايزه كل ده يأثر علينا . 
نهى : مراد .....
مراد : ايه يا نهى ؟؟ .. قولى 
نهى : ااه .. كل ده بسبب اللى قولته , بس مش دى المشكله ..
مراد : امال ايه المشكله ؟؟
نهى : المشكله ان ..... انى .... عشان انا كمان بحبك ....
و سقطت دموعها بعد تلك الكلمة ..
مراد : طيب ليه اتعاملتى معايا كدة ؟؟ , انا افتكرتك بتكرهينى , رد فعلك كان غريب جداا ..
نهى : عايزنى اعمل ايه ؟؟ , انا عارفة اننا عمرنا ما هنكون لبعض اصلا . 
مراد : مين اللى قال كدة ؟؟ 
نهى : انتا ناسى هدى ؟؟ , خطيبتك .. انا عمرى ما هكون السبب ف انى اجرح حد . 
مراد : انا بحبك انتى , مش انتى كنتى دايما بتقليلى انى لازم اقولها عن حقيقة مشاعرى تجاها , انى ما ينفعش اخدعها , خلاص انا هقولها على حقيقة مشاعرى , اكيد الدنيا عمرها ما تنفع من غير حب زى ما انتى قولتى .
نهى : حتى و سيبتها ده قرارك انتا , بس انا بردو عمرى ما هكون ليك 
مراد : ليه ؟؟ 
نهى : عشان ساعتها هحس بالذنب انك سيبتها عشانى , و انا مش عايزة كدة , خلينا اصحاب احسن , انا مش عايزة اسببلك مشاكل .
مراد : وانتى ؟ 
نهى : انا ايه ؟؟
مراد : انتى مش بتحبينى ؟؟
نهى : بحبك بس افضل انى احبك زى ما انتا كدة , واحنا بعيد عن بعض , خلى قلبى يحتفظ بمشاعره لنفسه , بلاش نعقد العلاقة اللى بينا . 
مراد : ماشى يا نهى , زى ما تحبى , ولا كأننا اتكلمنا ف  حاجة 
نهى : كدة احسن .. يالا انا همشى ..
مراد : استنى هوصلك ..
نهى : لا خليك انا هاخد تاكسى 
مراد : انتى اللى قولتى , ما تخليش اى حاجة تأثر علينا , احنا زى ما احنا .
نهى : طيب , يالا . 
                         ----------------------------
نهى : بس ... و بعد كدة اتعاملنا عادى , اصحاب و بس , ااه كنا قريبين من بعض بس كنت دايما احط حاجز بينا , لانى مكنش ينفع أظهر مشاعرى .
خالد : وكنتى بتقدرى تخبى مشاعرك وانتى معاه ؟؟
نهى : ااه , انا اقوى مما تتخيل , كان لازم اقتل المشاعر اللى جوايا , كان لازم تختفى .
خالد : انتى ليه حبيتيه ؟ , يعنى فى واحدة تحب واحد وهيا ما تعرفش انه بيحبها , او حتى انها تتوقع منه يحبها ؟
نهى : انا مكنتش متوقعة منه اى حاجة اصلا , مكنتش عايزاه يحبنى , كنت فاكرة ف الاول انه اعجاب عشان مفيش واحدة بتحب فعلا حد عمرها ما كلمته , بس لما اتعاملت معاه لقيت نفسى حبيته , بس كنت بحاول اكدب نفسى , وكنت مرتاحة جدا لانى عالاقل شايفاهقدامى , كنت عارفة انه هيبقى كويس . مكنتش عايزة اى حاجة تانية , كنت عايزة اتاكد انه مبسوط عشان كدة كنت دايما بقنعه يحب هدى . 
خالد : يااااه .. انتى طول عمرك كدة ؟؟ .. بتحملى نفسك فوق طاقتك , حتى اللى حبيتيه كنتى عايزه الاحسن ليه , حتى لو مش معاكى . 
نهى : ممممم ...
خالد : طيب وايه اللى حصل بعد كدة ؟؟ 
نهى : قربنا من بعض فترة , كان بيكون محتاجلى جدا . مكنتش اقدر اتأخر عليه لو محتاج لاى مساعدة , كان دايما يقولى انه مش بيرتاح غير معايا , مكنش بيقول لاى حد على اللى تاعبه غيرى انا .. 
خالد : طيب و خطيبته ؟؟ 
نهى : كنت برضو بقنعه انه يحبها ,انه يقرب منها , بس ..
خالد : سيبتوا  بعض ليه ؟؟ 
نهى : قربنا من بعض جدا ...
                             --------------------------
مراد : تعبان يا نهى و عايزك معايا 
نهى : انا معاك اهو ..
مراد : ممكن تنسى كل حاجة ف الدنيا , نعيش اللحظة زى ما بيقولوا , احنا ما نضمنش نعيش لبكرة اصلا , ليه ما نبقاش مع بعض دلوقتى ؟؟
نهى : انتا عايز ايه يا مراد ؟ 
واخذ يدها ليضعها بين قبضتيه ...
مراد : انا بحبك ومش قادر امثل اننا لازم نبعد عن بعض , انا فعلا بحبك , انا هسيب هدى قريب , و عايز اتجوزك انتى ..
نهى : طيب قولى .. انتا ليه من الاول كنت مع هدى ؟؟
مراد : انا قولتلك مش هنكر انى كنت معجب بيها و قولت انا هتجوزها زى ما والدتى عايزة , مكنش لازم احبها , وانا ما حبيتش غيرك انتى .. 
نهى : انا دايما بقول ما تشغلش قلبك بحاجة مش صح عشان لما تقابل اللى المفروض يسكن قلبك يلاقى مكان فيه مش يلاقيه مشغول  . و ده اللى انتا عملته فى نفسك ..
مراد : خلينا ننسى كل حاجة يا نهى , تعالى نفكر ف دلوقتى و بس ...
                          ---------------------
نهى : طبعا الوضع كان صعب , ما اعرفش ازاى نسيت كل حاجة وكنت بحاول ابعد تفكيرى عن بكرة , كأنى مش عايزة اجرح نفسى .
خالد : يعنى كنتوا مع بعض ؟؟
نهى : لفترة صغيرة , مكناش بنفكر ف اى حاجة غير اننا مع بعض , سافر فترة و رجع تانى مصر و كنا بنتكلم مع بعض على النت , لما رجع مصر بعد ما كنا بعدنا عن بعض فترة حسيت انى غلطانة , قالى انه مش هيقدر يظلم هدى لانه ما عملتش اى حاجة وحشة ف حقه ولا لاقى غلطة ليها عشان يسيبها  , و انا كمان كنت شايفة كدة وده اللى خلانا نبعد خالص عن بعض . 
خالد : ومن ساعتها وانتوا ما اتكلمتوش , لحد اليومين اللى فاتوا ؟؟
نهى : مممممممم بالظبط كدة , هوا حاول اننا نتكلم مع بعض تانى , كان بيقولى كتير انه عايز يقولى على حاجة مهمة جدا , بس انا مكنتش عايزة اسمعه , كنت خايفة اضعف تانى .. و من ساعتها ما اتكلمناش , خلصت الكلية و اشتغلت و نسيت الموضوع تمام .. لحد ما .......
خالد : ما ايه ؟؟ .........

                               * * * * * * * * * * * 
تستيقظ دينا , تبعد رأسها قليلاا عن مؤمن , الالم يكاد يفتك برأسها , تذهب الى غرفة نهى , تضع رأسها على السرير و تكتم الآهات التى تصدر منها , فقد كان الالم كالمنشار يقطع فى رأسها ببطئ شديد , او كذلك الجاكوش يضرب فى رأسها فيصدر طنين عالى و قوى جدا يدوم اثره لفترة طويلة .
بعد دقائق استيقظ مؤمن , فقد كانت الساعة السادسة و النصف , بحث عن دينا فلم يجدها بجواره , خرج من الغرفة و اخذ ينظر فى ارجاء الشقة , ثم نادى باسمها , عندما سمعت صوته حاولت ان تمسح دموعها قبل ان تجيب عليه , و بعد لحظات خرجت من الغرفة 
دينا : ايه يا حبيبى , معلش كنت نايمة ..
مؤمن : قلقتينى عليكى اوى , انتى كويسة 
دينا : ااه يا حبيبى تمام , انتا عامل ايه دلوقتى ؟
مؤمن : كويس , بس انتى شكلك تعبانة 
دينا : لا عشان كنت نايمة بس ..
مؤمن : دينا ...
دينا : حبيبى مفيش حاجة .. انا هحضرلك الفطار . 
مؤمن : طيب انا هساعدك ..
تدلف دينا الى المطبخ و تبدأ فى اعداد الفطار و بعد لحظات تقف لتستند بيدها الى الطاولة و تقف و هى فى شدة الالم , و بعد لحظة تصدر صرخة عالية ممزوجة بالالم .....

                                 * * * * * * * * * * 
ياسمينة : انا بكرهك ...
مراد : بتكرهينى ؟؟ !! .. ليه كدة ؟؟
ياسمينة : عشان خليتنى احبك اوووووووى , عشان كدة بكرهك 
مراد : طيب يبقى انا كمان بكرهك , عشان بحبك وما اقدرش استغنى عنك , عشان بقيتى كل حاجة ف حياتى ...
ياسمينة : طيب انا كمان بموت فيك وبعشقك , ربنا يخليك ليا يا روحى 
مراد : الله ... احلى دعوة ف الدنيا , ربنا يخلينا لبعض و يجمعنا سوا بإذن الله ..
ياسمينة : ان شاء الله يا روحى .. 

تبكى يا سمينة و هى فى غرفتها و هى تتذكر كل تلك اللحظات الجميلة التى قضتها مع مراد , تلك الكلمات المترددة بينهم " احبك " و " اعشقك " , فكيف يكون كل ذلك خداعا وكذبا , كيف تصدق انه لها هى فقط و تكتشف غير ذلك ....

السبت، 8 فبراير 2014

لا تتركنى #14

الحلقة الرابعة عشر 
************

يستيقظ مؤمن و تكون دينا قابعة بجواره على كرسى .. يذكر اسمها فتستيقظ ..
دينا : ايه يا حبيبى ؟؟ ., محتاج حاجة ؟
مؤمن : انتى قاعدة جمبى من ساعتها ؟ , روحى نامى يا حبيبتى ف اوضة نهى , بلاش تروحى دلوقتى الساعة بقت 2
دينا : حاضر يا حبيبى , بس هستنا تاخد الدواء و بعدين هقوم .
مؤمن : ما تقلقيش نهى بتكون ظبطة المنبه على المعاد
دينا : ما هى نهى مش هنا ..
مؤمن : ايه ؟؟ .. امال نهى فين ؟؟؟
دينا : آآآ ... قصدى يعنى انها نايمة حرام نصحيها . 
مؤمن : دينا ....... فيه ايه ؟؟؟ 
دينا : يا حبيبى مفيش حاجة 
مؤمن : دينا ... مش هسال تانى .. 
نظر لها مؤمن نظرة غاضبة جدا , فهى لا تستطيع ان تكذب عليه , فهو دائما ما يكتشف كذبتها بمجرد ان ينظر الى عينيها . 
دينا : صراحة هما فى المستشفى ..
مؤمن : مستشفى ؟؟ , هما مين ؟؟ , نهى جرالها حاجة ؟؟
دينا : لا , طنط تعبت شوية و نهى راحت معاها المستشفى . 
مؤمن : ايه ؟؟ ... ماما حصلها ايه ؟
دينا : اهدى يا حبيبى , هيا كويسة الحمدلله , بس ضغطها كان واطى شوية و مفيش قلق عليها , اهدى انتا بس . 
مؤمن : انا لازم اروحلها حالا . 
دينا : يا مؤمن انتا تعبان ولازم تستريح , و كمانوجودك دلوقتى هناك مالهوش لازمة , خلينا والصبح بدرى نروحلها , هيا اكيد نايمة دلوقتى .
مؤمن : هيا راحت المستشفى من بدرى ؟
دينا : نهى كلمتنى من تلت ساعات كدة . 
مؤمن : و ما صحيتنيش ليه يا دينا ؟؟؟ . محدش قالى ليه ؟؟؟ ,, ايه خلاص شايفينى عاجز ومش هقدر اقف جمبكوا وقت ما تحتاجونى ؟؟ .. ولا ايه ؟؟ 
انهار مؤمن فأخذ يصرخ و يبكى و هوا يتحدث بكلمات كثيرة جدا , فالوضع صعب احيانا حينما تشعر بالعجز , و خاصة بالنسبة لـ مؤمن فقد كان كل يوم يشعر بعجزه اكثر من اليوم الذى يسبقه , ولم تستطيع دينا ان تحتوى كل ذلك , فلم تعلم ماذا تفعل حتى يهدأ من روعه , فقد كالثور الغاضب , اخذ يكسر و يصرخ و لا يتوقف حتى قام بدفع دينا فأرتطم رأسها فى " الكومود " و اخذ رأسها ينزف , لم يلاحظ مؤمن ذلك و حتى هى لم تضعه فى الاعتبار , فقط وضعت يدها على رأسها و رأت الدم و لكنها اخذت تهدأه مرة اخرى . 
دينا : خلاص يا مؤمن , عشان خاطرى خلاص . 
و فى تلك اللحظة سقطت قطرة دم على يده فانتبه الى جرحها , انتفض سريعا من مكانه و ادرك خطأه , كانت نظرته مليئة بالخوف والحنان و الندم ..
مؤمن : انا اسف ,,اسف ,, 
اخذ يبكى و هو يمسح جبهتها من الدماء , و يردد كلمة "اسف"
دينا : خلاص يا حبيبى محصلش حاجة , المهم انتا اهدا بس .
مؤمن : ما اخدتش بالى يا روحى , سامحينى , انا ....
دينا : خلاص يا حبيبى , مفيش حاجة .. 
مؤمن : تعالى معايا نروح اى عيادة عشان الجرج ده ؟
دينا : يا حبيبى انا كويسة خلاص محصلش حاجة 
مؤمن : هننزل انشالله الصيدلية اللى جمبنا , الجرح شكله كبير . 
دينا : طيب يا روحى .
و ذهبا معا الى الصيدلية المجاورة للمنزل , فقد كانت مفتوحة 24 ساعة و كان ذلك من حظهم , كان الجرح كبيرا فعلا و احتاج الى " خياطة " , و بعد ان انتهوا من تطييب الجرح , صعد معها مؤمن الى المنزل , و قد ادرك انه لا يستطيع ترك دينا وحدها فى الشقة ويذهب الى المستشفى لذلك اتصل بـ نهى ليطمئن على والدته . 
ثم جلس مع دينا و هو فى اشد حالات الندم , امسك يدها و وضعها بين يديه و اخذ يربت عليها بشدة ..
كانت دينا تتألم جدا و لكنها لم تكن تريد ان تشعره بالذنب , ولا تريد ان تحمله هموما فوق همه , فيكفى والدته المريضة و هو ايضا لا يتحمل فيكفى تعبه بسبب العلاج الطبيعى و التدريبات المرهقة التى يقوم بها .. 
مؤمن : انا اسف يا روحى , انا مش عارف عملت كدة ازااى .
دينا : حصل خير , المهم انتا كويس ؟ 
مؤمن : انا كويس , المهم عندى انتى ؟؟ 
دينا : ما تقلقش عليا .. 
ضمها مؤمن الى حضنه و احاطها بيده حتى استقر رأسها على كتفه و استسلمت للنوم فى احضانه , فأسند رأسه على راسها و نام هو الاخر . 

                          * * * * * * * * * * *
فى المستشفى .. 
خالد ونهى يجلسان معا بعد رحيل مراد .. 
خالد : انا كنت عارف انى هلاقيكى تعبانة كدة , انتى لازم تستريحى , تعالى اوصلك البيت و انا هفضل ف المستشفى .
نهى : لأ .. انا هبقى مرتاحة كدة .
خالد : طيب حاولى تنامى شوية ..
نهى : طيب , روح انتا اكيد عندك شغل الصبح .
خالد : لا عادى , مش هروح و اسيبك لوحدك ابدا .
نظرت له نهى نظرة اطمئنان ..
خالد : صحيح مين اللى كان معاكى لما جيت ده ؟؟ .. مراد تقريبا ؟؟
نهى : مراد .. آآ .. ده يبقا ... 
خالد : خلاص يا نهى , لو مش عايزة تقولى خلاص بلاش . 
نهى : مش قصدى و الله , بس .. يعنى ... 
خالد : نهى .... اتنفسى ... اهدى .. بس خلاص انا مش عايز اعرف . 
لحظات صمت بينهما كانت تنظر نهى الى الارضية ولم تكن تتواجه عيناهما , و كسرت نهى حاجز الصمت حينما تحدثت فى نوع من التوهم كأنها كانت تتذكر ما حدث . 
نهى : دكتور مراد .. 
خالد : ايه ؟ 
نهى : اسمه مراد المغربى , دكتور فى كلية الاعلام 
عادت بظهرها الى الوراء و سنت برأسها الى الكرسى و استطردت كلامها .. 
نهى : كنت عارفاه من ايام ما كنت طالبة , كان لسة معيد , كانت اول سنة ليه كـ معيد و اول سنة ليا كـ طالبة , عدت اول سنة و احنا ما نعرفش حاجة خالص عن بعض , كأن كل واحد فى عالم تانى منفصل عن التانى , لحد ما جه يوم وكانوا طالبين متطوعيين من الطلاب عشان تنظيم مؤتمرات للكلية , كنت انا من ضمن الطلاب و كان هوا معانا , قربنا اكتر من بعض , كنا اصحاب مع بعض على طول , و نتكلم ف التليفون و ننزل سوا وكل حاجة , كل ده واحنا بنقرب من بعض اكتر واكتر , بقى وجودنا مع بعض شئ اساسى فى يومنا , حبيته ... 
خالد : انتى مش مضطره تقولىلى كل ده يا نهى , لو هيضايقك خلاص . 
نهى : لا , انا عايزة احكيلك , انا كنت هقولك على فكرة , يعنى لولا كل اللى حصل ده انا كنت هقولك لما نتقابل الصبح . 
خالد : طيب انا مش هسالك فى الماضى , بس انتى بتحبيه ؟ 
نهى : لا .. مش بحبه , حبه انتهى من زمان اووى . 
خالد : طيب ايه اللى فكره بيكى دلوقتى ؟ 
نهى : مش عارفة ؟؟ , فاكر لما كنا مع بعض ف الكافيه و انا كنت لسة راجعة من السفر , يومها قابلته , عرفت انه راح الجريدة وسأل عليا , مش عارفة ليه سأل عليا بس ... مش عارفة .. 
خالد : ده اللى كان مخليكى متلغبطة يومها صح ؟ 
نهى : تقريبا , بس انا مكنتش متوقعة خالص انى اشوفه اصلا , اتصل بيا بعدها و انا رديت عليه , و انتا ساعتها رنيت عليا و لقيت نفسى بقفل معاه عشان ارد عليك 
خالد : قالك ايه ؟ 
نهى : ما قالش حاجة اصلا , انا مالحقتش اكلمه اصلا , وانا مكنتش عايزة اكلمه بس ... 
خالد : جت بظروفها , مكنتيش متوقعة كل ده عشان كدة مكنتيش عاملة حسابه انه يحصل ف يوم من الايام ..
نهى : بالظبط .. 
خالد : هوا كان بيحبك ؟ 
نهى : احنا كنا شبه مرتبطين .. 
خالد : فى حاجة اسمها شبه مرتبطين ؟ 
نهى : ااه , كنا زى المرتبطيين بس مكناش معترفين بده , كنا بنكابر ,  زى ما نكون مش عايزين نعترف اننا بنحب بعض ..
خالد : وايه اللى حصل بعد كدة ؟ 
نهى : هوا كان خاطب وقتها , انا معرفش حبيته ازاى , بس كنت بحاول ابعد نفسى لان علاقتنا كانت اكيد مستحيلة , كانت دايما فى مشاكل بينه وبين خطيبته , و كان دايما بيحكيلى ده ... 
                        ---------------------------
نهى : مالك يا مراد ؟؟ 
مراد : مالى ؟ , ما انا كويس اهو . 
نهى : ممممم لا مش كويس خالص , فى حاجة و انتا مخبيها عليا , هاه فيه ايه بقى ؟ 
مراد : يا بنت ما انا كويس اهو , و الله العظيم كويس . 
نهى : طيب , اكدب على نفسك , فاكر انى مش عارفاك يعنى , ااه بتضحك و تهزر وكل حاجة , بس فى حاجة مخبيها , و لو مش عايز تقول براحتك , بس ما تخليش اى حاجة مهما كانت تأثر عليك , مفيش حاجة تستاهل . 
مراد : انتى ازاى بتعرفى اللى فيا كدة من غير ما اتكلم . 
نهى : مممممم عادى بقى , هتقول مالك ولا امشى انا . 
مراد : عادى يا نهى المشاكل العادية , ضغط الشغل و كمان مشاكل مع هدى . 
نهى : كل ده وتقولى كويس ومفيش حاجة , طيب يا سيدى عالعموم انتا لازم تكبر دماغك مفيش اى حاجة تستاهل اصلا  . 
خالد : ياريت الدنيا كانت سهلة كدة زى كلامك . 
نهى : هيا سهلة بس انتا اللى بتصعبها على نفسك , يالا بقى قوم وصلنى عشان انا اتاخرت . 
خالد : طيب يالا بينا .. 
                             ------------------------ 
نهى : كنت عارفة انه مش بيحبها بس كنت دايما بحاول اخفف عنه واقوله انه بس عشان على طول مشغول او انها معاه عشان كدة مش حاسس انها مهمة ف حياته , بس كان كل مدى بيثبتلى انه مش بيحبها . 
                             ------------------------
مراد : تعبت ... 
نهى : من ايه ؟ 
مراد : من كل حاجة .. حاسس انى عايز اختفى 
نهى : طالما انتا مش بتحبها ليه خطبتها من الاول ؟
مراد : عشان والدتى .. وعشان هتجوزها .. 
نهى : بص انا قولتهالك بل كدة  اكتر من مره الدنيا ما تنفعش من غير حب , سيب قلبك يحبها , حاول تحبها عشان مش هتقدر تعيش فى العذاب ده طول عمرك , هيا كويسة جدا على فكرة امورة ومثقفة و بتحبك , فاضل  انك تحبها و بس .
مراد : مش عايز احبها , عشان قولتلك انى هتجوزها , و عمر الحب و الجواز ما بيتفقوا . 
نهى : انتا غلطان على فكرة , عمرك ما هتقدر تعيش من غير حب , لازم تحبها . 
مراد : عادى بقى , و يبقى الوضع على ما هو عليه زى ما بيقولوا نهى : ممممممم , بتحبطنى كل ما اتكلم معاك .
مراد : ههههههههههههه لالا خلاص , انا هسكت اهو . 
نهى : طيب خلاص بقى , انا اصلا عايزاك تتكلم عادى قول اللى انتا عايزه . 
                                -----------------------
خالد : هوا ايه اللى يجبره صح انه يعيش مع واحدة مش بيحبها ؟ 
نهى : كان معجب بيها و مامته عايزة تجوزهاله , خطبها بس عمره ما حبها , كان فاكر ان الحب مش موجود و كان دايما يبرر كلامه بانه مش عايز يحبها عشان هيتجوزها و ان الحب هيجى بعد الجواز . 
خالد : و طبعا بعد ما قابلك عرف ان الحب موجود . 

يقطع حديثهما اتصالا على تليفون نهى , فقد كان مؤمن يطمئن على والدته , وقد اخبرها انه سياتى لها فى الصباح الباكر . 
و بعد ان انهت المكالمة و اطمئنت على اخيها , استطردت كلامها . 
                           --------------------------
كان مراد ونهى فى السيارة و لم يكن الصوت واضحا جدا , بسبب ذلك الهواء المندفع من النافذة .. 

نهى : انتا عمرك ما حبيت بجد يا مراد ؟ 
مراد : ممممممممممم , لا حبيتك ...
نهى : حبيت , مين بقا .؟؟
مراد : حبيتك .. 
نهى : ايوة تمام ,, حبيت ,, مين بقى ؟؟
مراد : ااه حبيت .. بحبك انتى يا نهى ... 
و تنهيده دون كلام , و صمت يسود تلك اللحظة , كانها كانت متوقعة ذلك ولكنها كانت تقنع نفسها كثيرا انه لن يقولها ابدا ...
لم تكن تعلم ماذا تفعل , فقد كانت ضربات قلبها متصارعة و اخذت صوت انفاسها تعلو ... 

الجمعة، 7 فبراير 2014

لا تتركنى #13

الحلقة الثالثة عشر 
************
كانت نهى تتحدث مع مراد فى التليفون , والذى كان اتصاله مفاجئا جدا بالنسبة لها . 


فى تلك اللحظة تسمع صوت نغمة بسيطة فى الموبايل , تنظر الى الشاشة ويكون اسم خالد مكتوب عليها , فقد كان Waiting ..
لا تعلم ماذا تفعل , و لكنها اخيرا قررت ان ترد على خالد وتنهى المكالمة مع مراد 
نهى : معلش يا مراد انا مضطرة اقفل حالا عشان معايا تليفون مهم جدا , معلش نبقا نتكلم ف وقت تانى . 
مراد : اها , تمام ولا يهمك , سلام
نهى : سلام ..
تغلق مع مراد و ترد سريعا على خالد والذى كان على وشك ان يغلق ..
نهى : الو .. خالد سورى ..
خالد : و لا يهمك , انتى عاملة ايه ؟
نهى : تمام الحمدلله , انتا عامل ايه ؟
خالد : تمام , وحشتينى ..
نهى : ......
خالد : ومؤمن عامل ايه بقا ؟؟
نهى : ممممم تمام كويس الحمدلله .
خالد : يا رب دايما , كنتى بتكلمى مين بقى ؟ 
نهى : ايه ؟؟؟
خالد : هههههههههههه بهزر والله , هشوفك امتى بقى ؟
نهى : ممممم سيبنى افكر ..
خالد : ممممم شكلك هتتقلى علينا بقى . 
نهى : ههههههههههههههه لالالا انا اقدر بردو ؟
خالد : خلاص يبقا اشوفك الصبح بقى .
نهى : ممممممم عندى شغل .. 
خالد : مممممم يبقا ننزل نفطر سوا قبل الشغل .
نهى : مااشى .. اتفقنا . 
و بعد ان تنهى نهى المكالمة , تجلس تفكر قليلا .. 
فهى حقا قد القت الماضى وراء ظهرها و التفتت الى حاضرها , فقد طوت صفحات مراد من كتاب حياتها و اخذت تلون فى صفحات خالد , و لكنها مازالت بحاجة لان تمزق اوراق مراد نهائيا من كتابها , و قبل ان يسالها خالد عن آثار تلك الاوراق الممزقة يجب ان تخبره لما مزقتها و من كان يشغل تلك الصفحات القليلة من حياتها , فالطبع ستترك تلك الصفحات بقايا لها فى الكتاب و ان حاولت ان تبترها نهائيا ف سيتمزق الكتاب باكمله و ستحاول اعادة ترتيبه من جديد , لذلك قررت ان تطويها مؤقتا حتى تتخلص منها دون ان يتمزق الكتاب . 

بعد دقائق تدلف الى غرفة والدتها ..
نهى : مالك بقى يا ماما مش بتقعدى معانا ليه ؟
ماجدة : معلش يا حبيبتى تعبانة شوية بس ..
نهى : مالك يا ماما ؟ .. انتى كويسة ؟؟؟؟
ماجدة : مفيش حاجة يا حبيبتى , ما تقلقيش هما شوية ارهاق بس مش اكتر . 
نهى : ماما انتى شكلك تعبانة اووى , ممكن طيب نروح للدكتور ؟
ماجدة : يا حبيبة قلبى مفيش حاجة , انا اخدت علاج و شوية وهبقا كويسة , بس محتاجة انام عشان مصدعة شوية . 
نهى : طيب يا ماما , لو احتجتى اى حاجة نادى عليا انا هكون برا . 
ماجدة : ماشى يا حبيبتى , انا بس هتصل بـ بابا اطمن عليه وانام .
نهى : ماشى , سلميلى عليه وقوليله يرجعلنا بالسلامة . 
ماجدة : حاضر يا بنتى .

تخرج نهى من الغرفة و هى قلقة على والدتها و التى يبدو عليها التعب و الارهاق , تذهب لتطمئن على مؤمن , وتجده بحالة افضل فقد كان يضحك و يتحدث مع دينا بمنتهى التفائل والامل , لذلك انسحبت من ذلك اللقاء دون ان تتطفل عليهم , فذهبت الى عالمها الخاص , عالم تختفى فيه عن الانظار ولا يسمع فيه صوت الا صوت القلم , احيانا لا تستطيع التعبير عما بداخلها الا من خلال الكتابة , وغالبا تختلف شخصيتها التى تكتب عن شخصيتها التى تتعامل مع البشر , فهى تخاف المواجهة احيانا , وقد تكون شراستها مجرد تمثيل تخفى خلفه شخصيتها . 

و لكن الشخصية التى تكتب فهى شرسة احيانا مرحة غالبا جريئة دائما , شخصية لا تتوقف عند موقف محدد ولكنها تدور بالاحداث حتى ترغمك على متابعتها , قد تجدها تعبر عن رأيك كانك تحدث نفسك عند قرائتها وتقول " انها توصف احساسى " , شخصية رائعة حقا . 

                             * * * * * * * * * * 
كانت العلاقة بين مراد و ياسمينة تأخذ مسارا اخر فهى لم تكن علاقة معيد بطالبة ولا حتى علاقة الجيران فقد تجاوزت الصداقة بقليل , حتى اتى ذلك اليوم الذى اخبرها انه يحبها جدا ولا يستطيع ان يعيش بدونها , كان وقع تلك الكلمة على مسامعها له احساس اخر , احساس بالربيع المتفتحة ازهاره , كرؤية فتاه صغيرة لديها " غمازات " و عيون عسلية واسعة , احساس بالحب و كفى به احساس . 
                         * * * * * * * * * * * 
بعد ساعات من الكتابة لم تشعر نهى بما قضته فى عالمها , تخرج من الغرفة و تذهب الى غرفة مؤمن , تجده نائما , تتصل بـ دينا و تخبرها بـ  انها رحلت منذ ساعة بعد ان اخذ مؤمن الدواء و نام , و ان موعد الدواء القادم فى الرابعة والنصف فجرا , تنهى المكالمة مع دينا و تدخل الى والدتها لتطمئن عليها خاصة ان والدها غير موجود فقد ذهب الى اقاربه فى " البلد " ليطمئن على عمته المريضة وكان معه فؤاد اخيه لذلك كانت دينا تقضى اليوم مع نهى و تذهب الى شقتها للنوم فقط . 

تدلف الى الغرفة و ما تزال والدتها نائمة , تقترب منها ببطئ شديد خوفا من ان توقظها , ولكنها بمجرد ان اقتربت منها وجدت سماعة الهاتف ملقاه على الارض والسلك مازال معلق بيدها , تضع يدها على كتفها , وتحاول ايقاظها ولكن دون جدوى .. 
نهى : ماما .. ماما ... ردى عليا .. يا مؤمن ... حد يلحقنى . 

كان الدواء الذى يتناوله مؤمن يحتوى على نسبة كبيرة من المخدر لذلك كان نائما بعمق و بالطبع لم يسمعها , لم تعلم نهى كيف تتصرف ولكنها ركضت سريعا لتتصل بدينا و بمجرد ان امسكت الهاتف فوجته يرن ...
نهى : الو , دينا ...
مراد : لا انا مراد .. مالك يا نهى ؟؟
نهى : ماما تعبانة اوى ومش بترد عليا .
مراد : طيب انا هطلب الاسعاف , ما تقلقيش انا جايلك حالا .

كانت نهى تبكى وهى تتحدث و لم تكن تعلم اى شئ , فقد انتظرت عشر دقائق حتى وصلت سيارة الاسعاف و وصل فى نفس التوقيت مراد .. صعدت الى سيارة الاسعاف مع والدتها و تبعها مراد فى سيارته , و بسبب كل ماحدث لم تتصل بـ دينا فقد انشغلت جدا بوالدتها .. 

تصل الى المستشفى و بعد اجراء الكشف على والدتها تبين انها تعانى من ازمة قلبية حادة وتم نقلها الى غرفة العناية المركزة .
تجلس نهى على كرسى بالمستشفى و تبكى , فيجلس بجوارها مراد ويحاول ان يخفف عنها , وبمجرد ان وضع يده على يديها ابتعدت عنه , وامسكت بهاتفها واجرت اتصالا ثم عادت مرة اخرى الى المكان التى كانت تجلس به . 

مراد : ما تقلقيش ان شاء الله هتبقا كويسة 
نهى : يا رب ..
مراد : هوا ايه اللى حصل بالظبط ؟؟ 
نهى : معرفش كنت فاكراها نايمة قربت منها و حاولت اصحيها بس مكنتش بترد عليا .. 
مراد : انا هقوم اكلم الدكتور واشوف ايه الاجراءات عشان تفضلى معاها .
نهى : مفيش داعى ,انا تعبتك معايا , انا هقوم اكلم الدكتور .
مراد : مفيش تعب ولا حاجة يا نهى , مفيش بينا الكلام ده , خليكى انتى استريحى و انا هروح اشوف الاجراءات . 
لم تدعه نهى يمسك يدها او حتى يطبطب عليها ليخفف عنها فقد ابتعدت عنه كثيرا حتى لا تتقارب حتى اجسادهم و لو بنصف متر . 

وبعد لحظات وصل خالد الى المستشفى و بمجرد ان رأته نهى وقفت سريعا من مكانها حتى يراها فـ اتخذ خالد خطوات سريعة جدا فى اتجاهها , و قفت امامه تبكى و هى صامتة شعر بحاجتها و عدم قدرتها على التعبير فأكتفى بان ضمها اليه فاستسلمت له و اختبأت فى احضانه , فأخذ يربت على كتفها حتى تهدأ , و كان مراد يشاهد المنظر و هو فى حيرة بالغة , فمن يكون ذلك الشخص الذى سمحت له ان يحتضنها ؟ , هل تزوجت ؟ , ولكنه يعلم انها لم تتزوج بعد , ربما يكون خطيبها و لكن لا يوجد " دبلة " فى اصابعها , إذن فمن يكون ؟ , هل احبت شخصا اخر بعده ؟ , فقد وعدته ان لا تحب بعده احد . 

بعد لحظات ابتعدت نهى عن خالد و امسك يدها و جلست وهو بجوارها , و هنا شعر مراد ان وجوده غير محبب فقرر ان يغادر 
مراد : طيب هستأذن انا .
نهى : سورى يا مراد , نسيت اعرفكوا ببعض , خالد , مراد .. 
و صافح كل منهما الاخر و هو يحاول ان يخمن " من هذا ؟؟ " 
غادر مراد و جلست نهى مع خالد و هى تبكى , حتى تذكرت انها لم تتصل بـ دينا , فأخذت هاتفها و اتصلت بها . 

نهى : الو , ايوة يا دينا 
دينا : ايوة يا نهى , فى حاجة ولا ايه ؟؟ , صوتك ماله ؟
نهى : انا ف المستشفى مع ماما ..
دينا : طنط ماجدة كويسة ؟؟؟
نهى : فى العناية المركزة , تعبانة اووى .
دينا : ايه اللى حصل ؟ , انتى ف مستشفى ايه انا جايالك حالا 
نهى : لا خليكى , انا عايزاكى تروحى لـ مؤمن , خليكى جمبه عشان لو احتاج حاجة . 
دينا : طيب يا نهى , هوا يعرف انك ف المستشفى .؟؟
نهى : لا , بلاش تقوليله انا ماما تعبانة ..
دينا : طيب , طمنينى على طنط ماجدة والنبى يا نهى , انتى عارفة انها زى ماما بالظبط .
نهى : حاضر يا دينا , انتى معاكى نسخة من المفتاح , روحى الشقة و ما تنسيش معاد الدواء بتاع مؤمن .
دينا : حاضر..

جلست تبكى مرة اخرى و كان خالد بجوارها , فوضع يدها بين قبضتيه و اخذ لاينظر لها بحنان .
خالد : انتى لما كلمتينى مكنتش عارف اعمل ايه , لقيت نفسى جاى جرى , كنت خايف اوى عليكى عشان عارف انك بتتحملى كل حاجة لوحدك و كل ده كتير اوى عليكى .
نهى : معرفش انا ازاى كلمتك اصلا , بس حسيت انى لوحدى اوى , لقيت نفسى بكلمك . 
خالد : طيب الحمدلله انى من الناس اللى تقدرى تعتمدى عليهم , انتى ليه بتشيلى نفسك فوق طاقتك ؟ , يعنى حتى  و انتى هنا وقلقانة على مامتك بتتصلى بحد عشان يكون جمب مؤمن , انتى ازاى كدة ؟ . بتفكرى دايما ف كل اللى حواليك من غير ما تتوقعى من حد انه يفكر فيكى .
نهى : يا خالد : هما مالهومش غيرى , وانا مش بحب اشيل عزة الهموم لانى عارفة يعنى ايه واحدة متجوزة و عندها طفل , ومش معنى انى مش متجوزة انى مش هبقا عارفة مسئوليات الجواز او مش هقدر ده , بس انا اتعودت انى اهتم بأهلى . 
خالد : بس كتير عليكى كل ده لوحدك .
نهى : عادى .. 
خالد : انا كنت عارف انى هلاقيكى تعبانة كدة , انتى لازم تستريحى , تعالى اوصلك البيت و انا هفضل ف المستشفى .
نهى : لأ .. انا هبقى مرتاحة كدة . 
خالد : طيب حاولى تنامى شوية .. 
نهى : طيب , روح انتا اكيد عندك شغل الصبح .
خالد : لا عادى , مش هروح و اسيبك لوحدك ابدا . 
نظرت له نهى نظرة اطمئنان ..
خالد : صحيح مين اللى كان معاكى لما جيت ده ؟؟ .. مراد تقريبا ؟؟ 
نهى : ................

                              * * * * * * * * * * * 

يستيقظ مؤمن و تكون دينا قابعة بجواره على كرسى .. يذكر اسمها فتستيقظ ..
دينا : ايه يا حبيبى ؟؟ ., محتاج حاجة ؟
مؤمن : انتى قاعدة جمبى من ساعتها ؟ , روحى نامى يا حبيبتى ف اوضة نهى , بلاش تروحى دلوقتى الساعة بقت 2 
دينا : حاضر يا حبيبى , بس هستنا تاخد الدوا و بعدين هقوم . 
مؤمن : ما تقلقيش نهى بتكون ظبطة المنبه على المعاد 
دينا : ما هى نهى مش هنا ..
مؤمن : ايه ؟؟ .. امال نهى فين ؟؟؟
دينا : ...............

لا تتركنى #12

الحلقة الثانية عشر 
************
تمر اول ليلة لـ نهى فى مصر بعد عودتها , و فى الصباح الباكر تغادر المنزل لتذهب الى عملها , و بعد ان تذهب الى المكتب لتسال على اخبار العمل يخبرها احدهم ان شخصا قد سأل عليها و قد ترك هاتفه , تأخذ رقم الهاتف و تغادر المكتب و هى مستغربه جدا تحاول ان تتوقع من يكون ذلك الشخص الذى أبى ان يترك اسمه . تسير فى الشارع و تكون فى طريقها الى ذلك المقهى الذى اتفقت مع خالد ان تقابله هناك , فلم تكن المسافة بعيدة جدا من محل عملها لذلك فضلت ان تسير تلك المسافة على قدميها , و فى منتصف الطريق , تتفاجأ بـ مراد الذى ظهر امامها فجأة ..
مراد : نهى ....
تقف نهى وكأن الصاعقة اصابتها .
نهى : مراد .. أأ
مراد : عاملة ايه ؟؟
نهى : الحمدلله , تمام , انتا عامل ايه ؟
مراد : الحمدلله , البقاء لله , انا عرفت متاخر , و بعدها سالت عليكى كتير ف الجريدة و قالوا انك كنتى مسافرة .
نهى : ااه كنت ف المانيا , انتا اللى كنت سايب رقمك صح ؟
مراد : ااه , كنت اتمنى انك تكلمينى بس الحمدلله انى شوفتك صدفة دلوقتى , ايه اخبارك ؟
نهى : تمام , كويسة 
مراد : انتى كنتى رايحة ف حتة ولا ايه ؟ , يعنى ممكن نقعد نشرب حاجة مع بعض ؟
نهى : معلش مش هينفع , انا عندى معاد دلوقتى , ولازم امشى صراحة .
مراد : ممممم تمام , هنتقابل تانى ؟ 
نهى : ربنا يسهل .
مراد : ان شاء الله , هبقا اكلمك على رقمك القديم .
نهى : تمام , عن اذنك .

تسير نهى مبتعدة عنه , وفى عقلها الف فكرة تتصارع , ما الذى اعاده اليوم ؟؟ , لما تذكرها و حاول ان يتصل بها ؟ , لما وافقته ان يتصل بها على رقمها القديم ؟ , ومع كل تلك الافكار كانت تسير هائمة لا تعلم الى اين تذهب , فقد مرت امام المقهى الذى تقصده ولم تنتبه له , و رآها خالد فخرج من المقهى بسرعة و سار خطوتين ورائها و امسك يدها ...
انتفضت نهى و التفتت ورائها بسرعة .
خالد : نهى , مالك ؟
نهى : مفيش حاجة بس اتخضيت شوية ..
خالد : انا بنادى عليكى من بدرى وانتى مش سامعانى خالص , معش انى مسكت ايدك كدة .
نهى : ولا يهمك , انا بس كنت سرحانة شوية .
خالد : طيب تعالى نقعد ف الكافيه .. 
و ذهبا معا الى الكافيه الذى يبعد خطوات عنهما , جلسا و مازالت نهى مشردة الفكر . 
خالد : مالك ؟
نهى : هااه ؟
خالد : لا انتى مش معايا خالص .
نهى : لا معاك اهو . معلش 
خالد : انتى كويسة ؟؟
نهى : ممممم  تمام 
خالد : حمدلله عالسلامة .
نهى : الله يسلمك , انتا عامل ايه بقى ؟
خالد : تمام , ومبسوط جدا انى شوفتك طبعا .
نهى : وانا كمان , مش عارفة اقولك ايه بجد على كل اللى انتا عملته معايا , يعنى انا مش عارفة من غيرك كنت عملت ايه 
خالد : هوا احنا فيه بينا الكلام ده ؟ .. مش اتفقنا اننا اصحاب و لا انتى غيرتى رايك بقى؟؟ 
نهى : لا طبعا مغيرتش رايي , بس ...
خالد : من غير بس , و يا ريت بقى مش كل شوية لازم تحسسينى انى  غريب ماشى ؟ .. يالا بقى اعزمينى على حاجة اشربها
نهى : هههههههههه من عنيا , تشرب ايه ؟؟
خالد : لا اختارى انتى نشرب ايه و انا موافق على اللى انتى هتقوليه 
نهى : مممممممم طيب تشرب قهوة ؟ .. عشان انا وحشتنى القهوة بتاعتنا هنا .
خالد : ممممم تمام , قهوتك ايه ؟
نهى : مظبوطة 
و قام خالد بطلب فنجانيين من القهوة , و اخذ يتحدث هو و نهى مرة اخرى .
خالد : مؤمن عامل ايه دلوقتى ؟
نهى : اهو الحمدلله كويس , بس لسة طبعا مستمر ف العلاج الطبيعى , انا عارفة انه استحمل كتير بس لازم العلاج الطبيعى ده . 
خالد : ربنا يقويه , عارف ان الوضع صعب , و انتى طبعا تعبتى كتير اووى معااه , انا عايز اتعرف عليه بجد يعنى من كتر كلامك عليه حسيت انى خلاص عارفه كويس . 
نهى : ان شاء الله تتعرف عليه قريب .
خالد : ان شاء الله . 

                               * * * * * * * * * * 

تجلس ياسمينة مع هند فى المستشفى , تحاول ان تخفف عنها بعد ان انهارت فى البكاء بعد ان علمت بانها فقدت جنينها , تسال هند على ايهاب الذى لم تراه منذ ان هجم عليهم الرجال فى الشقة ... فيقف مراد وياسمينة يتبادلا النظرات دون ان يجيبا على سؤالها .
هند : ايهاب فين يا مراد ؟ , مش بترد عليا ليه ؟؟ 
مراد : ارتاحى يا هند دلوقتى , مش وقت الكلام ده . 
هند : هوا كويس ؟ . جراله حاجة ؟ 
ياسمينة : لا يا هند الحمدلله هوا كويس , ده حتى كان هنا من شوية ما تقلقيش . 
هند : طيب هوا راح فين ؟ , سابنى ليه لوحدى ؟
ياسمينة : هو انتى كدة لوحدك ؟ , احنا مش ماليين عينك بقى ولا ايه ؟
هند : مش قاصدى يا ياسمينة والله , انتى كتر خيرك اصلا , انتى كل مرة تتأذى بسببى . 
ياسمينة : بطلى بقى الهبل ده احنا اخوات ولا ايه ؟
هند : اكيد طبعا . 
مراد : يالا حاولى تنامى , انتى لازم تستريحى ماشى , انا هوصل ياسمينة البيت وهجيلك تانى ماشى 
هند : ماشى , وكلم ايهاب خليه يجى ماشى ؟
مراد : حاضر , بس استريحى انتى . 
ياسمينة : مع السلامة يا حبيبتى , ارتاحى انتى وانا هجيلك الصبح ان شاء الله . 
تغادر ياسمينة مع مراد , وكانت رأسها تؤلمها جدا ولكنها لم ذكر ذلك , فقد انشغلت بما حدث لـ هند و لم تكن تريد ان تزيد من المشكله . 
فى السيارة مع مراد ..
مراد : انتى كويسة ؟ 
ياسمينة : ااه الحمدلله , انتا جيت ف وقت غلط خالص 
مراد : الحمدلله انى جيت ولا ايه ؟
ياسمينة : ااه ..
و هنا تألمت ياسمينة من اثر الخبطة فى دماغها , و التى آلمتها حينما سندت برأسها الى زجاج السيارة . 
مراد : ايه ؟ , مالك ؟
ياسمينة : مفيش حاجة ..
مراد : لا فيه حاجة , مالك بقى ؟؟ 
ياسمينة : صدقنى مفيش حاجة . 
و توقفت السيارة فجأة .. ونظر مراد الى ياسمينة , ثم امسك برأسها .
مراد : راسك بتوجعك صح ؟ .
ياسمينة : شوية ., بس عادى ..
مراد : انتى متعورة ...
ياسمينة : خدش بسيط يا مراد مفيش حاجة .
مراد : طيب تعالى نروح اى صيدلية تطهرلك الجرح , انا مش عارف ما قولتيش ليه واحنا ف المستشفى ؟
ياسمينة : خلاص يا مراد والله انا كويسة ومفيش حاجة يعنى . 
مراد : بردو هنروح الصيدلية  . 
و لم يكن بيد ياسمينة شئ تفعله فاستسلمت للامر الواقع و ذهبت معه الى الصيدلية , قامت بتطييب الجرح و غادرت مع مراد , اوصلها الى المنزل و صعد معها حتى باب الشقة ليطمئن عليها . 
مراد : خدى بالك من نفسك بقى .
ياسمينة : حاضر . 
مراد : لو اى حد خبط عالباب اوعى تفتحى , ولو فى اى حاجة كلمينى وانا هاجيلك على طول , ماشى ؟
ياسمينة : طيب . 
اقترب منها و طبع قبلة على جبينها بقرب الجرح , و غادر .
وقفت ياسمينة مبتسمة و قد وضعت اصابعها على جبينها و بالاخص على القبلة , دلفت الى الشقة وهى ف سعادة عارمة , القت بنفسها الى السرير و لم تشعر بنفسها سوى فى الصباح الباكر .

                          * * * * * * * ** * * * 

تمر ايام و مؤمن يتابع علاجه الطبيعى , كان يسير مستندا الى عكاز , و قد ارهقه ذلك , فكانت جلسات العلاج الطبيعى تذكره بتلك الحادثة الاليمة , و ربما كانت تزيد من شقاءه , و فى يوم كان يجب ان يسير فى الشقة كما امره الطبيب , وكانت دينا ونهى يساعدانه , وكان الامر صعبا جدا عليه ان يسير بدون تلك العصا التى يستند عليها , و فجأة القى بنفسه الى الارض واخذ يبكى و يصرخ ...
مؤمن : كفاية بقى , انا تعبت , تعبت و مش قادر استحمل اكتر من كدة , كل يوم تمارين و دكتور وعلاج , انا زهقت , كل ده بيحسسنى بعجزى مش اكتر , خلاص انا مش عايز اتعالج ولا عايز ارجع زى الاول , حرام بقا كفاية , كفاااية ..
جلست نهى بجانبه تبكى ... 
نهى : بس يا مؤمن , ما تعملش ف نفسك كدة يا روحى , ان شاء الله هترجع زى الاول بس لازم تتعب شوية , لازم تستحمل شوية يا حبيبى .
مؤمن : خلاص مش قادر يا نهى , تعبت مش قادر استحمل . 
دينا : معلش يا حبيبى , يا ريتنى كنت مكانك . 
مؤمن : بعد الشر عليكى يا عمرى . انا بجد مش عارف من غيركوا كنت هعمل ايه , بس انتوا اكيد حاسيين بيا , انا تعبت بجد ..
نهى : عارفين يا حبيبى , خلاص بلاش تمارين دلوقتى , تعالى استريح . 
ساعدته نهى و دينا على النهوض ونقلاه الى الغرفة , ثم يرن هاتف نهى فتتركهم فى الغرفة وتذهب الى غرفتها .
مراد : الو ... ازيك يا نهى ؟
نهى : مراد ؟؟؟ .... 
مراد : ااه , عاملة ايه ؟
نهى : تمام الحمدلله .
مراد : مالك ؟ 
نهى : مفيش حاجة .
مراد : صوتك متغير اووى ليه ؟ 
نهى : لا عادى مفيش حاجة ..
و فى تلك اللحظة تسمع صوت نغمة بسيطة فى الموبايل , تنظر الى الشاشة ويكون اسم خالد مكتوب عليها , فقد كان Waiting ... 

الأربعاء، 5 فبراير 2014

لا تتركنى #11

الحلقة الحادية عشر 
************
تصل نهى الى المانيا و بعد ان تستقر فى الفندق تتصل بـ خالد ..
خالد : حمدلله على السلامة , عاملة ايه ؟
نهى : الله يسلمك , الحمدلله تمام 
خالد : ده رقمك ؟
نهى : ده رقم الفندق , كلمنى عليه وانا اول ما اجيب خط هكلمك منه 
خالد : تمام . اتفقنا , استريحى انتى دلوقتى , وانا هبقى اكلمك تانى .
نهى : ماشى 
خالد : خدى بالك من نفسك 
نهى : حاضر وانتا كمان , مع السلامة
خالد : مع السلامة . 
لا تعلم نهى لما اتصلت به اول شئ , فهى لم تفكر حتى ان تتصل باهلها لتخبرهم بوصولها , و لكنها شعرت بدافع قوى لتتصل به اولا , قربما كانت تريد ان تشعر بالراحة , فهو دائما ما يطمئنها و لا يشعرها انها وحيدة فى ذلك العالم .

                                    * * * * * * * * * * * 
بعد ايام من الوحدة التى عانت منها ياسمينة فى منزلها , بالرغم انها لم تكن تشعر بالوحدة اطلاقا و لكن ذلك ما ظنته والدتها , تعود واالدتها الى القاهرة و يعود معها " فريد " , بالطبع يسعد ذلك الخبر ياسمينة , فتستقر فى المنزل لمدة اربعة ايام وهى الايام التى قضاها فريد فى القاهرة , و بالطبع تتصل بمراد وتخبره بذلك . 

كانت العلاقة بينهم تطورت كثيرا , فكانا يذهبان سويا الى الجامعة و يعودان سويا , و فى معظم الاحيان كانا يذهبان الى مكان بعد الجامعة , حتى عندما عاد مراد الى شقته كان يمر عليها كل يوم ليصطحبها الى الجامعة . 

و لكن بسبب تلك الاجازة التى قررتها ياسمينة لم يتقابلا ... و بعد رحيل فريد مرة اخرى تذهب نجلاء الى الاسكندرية لمدة يومين لتزور احد اقاربها , وبالطبع لا تسافر ياسمينة معها . 

تذهب الى الجامعة فى اليوم التالى لتفاجأ مراد , ولكنها لا تجده فى ذلك اليوم فى الجامعة , فتتصل به و تتفق معه ان يتقابلا فى اليوم التالى . 

كانت فى تلك الفترة قد عاد زوج هند لذلك لم تكن تقابلها كثيرا و لم يكونا يتحدثان الا نادرا 
تعود ادراجها الى المنزل و بعد ان تدلف الى الشقة , ترتاح قليلا و تستيقظ على صوت طرقات تعلو الباب , تنتفض من مكانها و تذهب فى اتجاه الباب سريعا , تفتح الباب دون ان تفكر  , ولكنها تجد رجالا ضخام البنية مفتولى العضلات , تصدر منها صرخة عالية حينما يمد احدهم يده ليسحبها بقوة و يكمم فمها . 

                             * * * * * * * * * * * * 

ايام صعبة جدا تمر على نهى و هى فى المانيا , و بعد ان حُجز مؤمن فى المستشفى لاربعة ايام قبل اجراء  العملية كانت تقضى هى تلك الايام متجولة بين المستشفى وبين الفندق , كانت غالبا تتصل بـ خالد فى الصباح و يتصل هو بها فى المساء , كانت تستمد منه قوتها حتى اتت اللحظة المنتظرة , فيدخل مؤمن الى غرفة العمليات لاجراء تلك العملية و تجلس نهى فى قلق شديد امام الغرفة , اخذت تدعو الله و تصلى من اجله , ست ساعات و لم يخرج بعد من غرفة العمليات , تظل تدعو الله حتى يخرج من غرفة العمليات على ذلك السرير المتحرك , تتحدث نهى مع الدكتور و تساله عن حالت اخيها , ولكنه يطمئنها انه سيكون بخير و لكنه سيحتاج الى فترة من العلاج الطبيعى حتى يعود كما كان . 

                        * * * * ** * * ** 
آهات و انين يصدر من ياسمينة المكبلة فى كرسى بشقتها و امامها هند مقيدة الى كرسى اخر , تنظر حولها فتجد ذلك الرجل الذى رأته فى شقة هند منذ فترة , وهو الشخص الذى اصابها بجرح فى يدها , كان هناك رجلان آخران يجلسان فى جانب اخر بعيد عنهما . 
تحاول ياسمينة النهوض ولكنها كانت مقيدة جيدا الى الكرسى , كانت هند فاقدة الوعى لا تدرى بشيئا , فحاولت ياسمينة ان تتحرك حتى ترى ما بها , و لكن بلا جدوى . 

طرقات على الباب مرة اخرى ولكن تلك المرة لا يمكن ان يكون احد من اولئك الرجال , فهم انتفضوا من مكانهم لانهم لم يتوقعوا قدوم احد فى ذلك التوقيت , يختبأون خلف الباب بينما يفتح احدهم , وكان الطارق شخص غير متوقع بالنسبة لياسمينة , فقد كان مراد الذى اتى ليفاجأها و كان قد طرق على باب هند اولا لكنه لم يجدها , لذلك طرق على باب ياسمينة .

يسحبه اؤلئك الرجال الى الشقة عنوة و يكممون فمه . فقد كانوا ينتظرون ايهاب زوج هند , الذى من الواضح ان له " حساب تقيل " مع اولئك الرجال , تمر ساعة لا يحدث بها شئ سوى نظرات متبادلة بين ياسمينة و مراد ثم تتحول نظراتهم الى هند التى ما زالت مغشيا عليها , يقطع ذلك اتصالا هاتفيا ...
كان ذلك الاتصال من ايهاب و الذى اتصل به احد الرجال واخبره انهم يحتجزون زوجته لذلك فقد خافان يعود الى المنزل , اتصل بهم " يساومهم " على ما يريدون , كان ذلك واضحا من كلامهم حيث سمعت ياسمينة احدهم يذكر انهم سيتركونهم بعد ان يحضر لهم ايهاب الاوراق التى يريدونها . 
تبدأ هند فى التحرك رويدا رويدا , فقد كان ذلك الالم فى رأسها يمنعها من الحركة , فقد تآوت و تألمت حينما تحركت قليلا لترفع رأسها , كانت مكممة هى ايضا ,  فاخذت تنظر حولها فى حركات بطيئة . 
بعد لحظات يأتى رجل ما كانوا يتوقعون قدومه , فيحضر لهم ظرفا ما يحوى اوراقا , يتفحصون ما بذلك الظرف ثم يذهبون فى اتجاه هند و يقول لها احد الرجال 
(  قولى للمحروس جوزك يبعد عنطريقنا بعد كدة و اللى نقول عليه يتنفذ , وباقى الاوراق تكون عندنا و الا يقول عليكى وعليه يا رحمن يا رحيم , سامعانى ؟؟ ) 

يرحل الرجال ويغلقون باب الشقة و يتركونهم مقيدون , يحاول مراد ان يتحرك من مكانه  و لكنه كان مقيد جيدا فأخذ يرجع الى الوراء حتى تحرك الكرسى معه , ظل يحاول حتى فك قيده من الكرسى , تحرك سريعا و قام بحل وثاقهن ايضا , و سألهن ان كن بخير , و لكن وقعت هند على الارض بمجرد ان تحركت من على الكرسى , صرخت ياسمينة صرخة مدوية ( هندددددددد ) , نقلها مراد سريعا الى المستشفى , و لكن الخبر الذى لم يكن جيدا انها كانت حامل وقد اجهضت الطفل نتيجة لضربة قوية تلقتها من الرجال حينما تهجموا عليها . 
جاء ايهاب وهم بالمستشفى بعد ان اخبره بواب العمارة بذلك , و بمجرد ان رآه مراد عنفه فى قسوة و أمره بالرحيل , اخذت اصواتهم تتعالى قليلا و لكن وبختهم ياسمينة .
ياسمينة : بس  بقى كفاياكوا , المهم نطمن على هند دلوقتى , اللى انتوا بتعملوه ده مش حل , كفاية بقى , لو مش هتسكتوا امشوا انتوا الاتنين . 
نظر مراد الى ايهاب ...
مراد اتفضل امشى من هنا , وجودك مالهوش لازمة , واوعا تقرب من اختى مرة تانية ان كنت فاكر ان مالهاش حد يحميها و يدافع عنها فانتا غلطان ومتنساش انها تعتبر اختى و مش هسمح لاى حد انه يأذيها وانتا أذيتها بما فيه الكفاية , اتفضل امشى من هنا حالا بدل ما اطلبلك الامن . 
 يرمقه ايهاب نظرة حاقدة غاضبة و يغادر المستشفى .

                          * * ** * * * * *  *
جلس مراد فى حجرته يتذكر لحظاته مع نهى , فأخذ يبحث فى اغراضه القديمه , فتح صفحات الانترنت و اخذ يقرأ فى رسائله القديمة , و بحث عن اسمها فى كل الرسائل ..

مراد , مش عارفة اقولك ايه بقى عشان الكلام كله خلص فيك امبارح , ولا اقولك , انا هقولك بحبك , لالا بموت فيك , هتوحشنى اوووى , مش عايزاك تسافر اصلا بس ده مستقبلك , ترجعلى بالسلاة يا روح قلبى , و خد بالك من نفسك , انا هكلمك كل يوم و هصدعك , و اوعى تعاكس اى وحدة هناك هتكون ليلك سودا , عايزة اقولك هتوحشنى اووووووى اوووووووووووووى ,, بحبك 
23/5/2005 

نهى . انا راجع مصر بكرة , وحشتينى اوووووووى , هروح الكلية اول حاجة عشان اشوفك يا روحى , انا اصلا مش قادر استنا نفسى اخدك ف حضنى و اضمك جامد , بس خايف تضربينى بقا , المهم انى هشوفك ومش مهم اى حاجة تانية , بحبك اووووووووى , خدى بالك من نفسك . 
3/6/2005 

اخذ يقلب بين الرسائل , ليأتى بالرسائل الاولى بينهم ..

مراد : انا لازم اقابلك بكرة , هستناكى الصبح ف الكلية , و اول ما توصلى كلمينى .
نهى : طيب قولى فى ايه ؟ , قلقتنى ؟
مراد : لا ما تقلقيش يا حبيبتى , مش حاجة وحشة , دى مفاجأة
نهى : طيب , انا هروح انام بقى 
مراد : وانا كمان , تصبحى على خير يا عمرى 
نهى : وانت من اهله يا روحى 
28/4/2005
دمعت عيناه حينما قرأ كل تلك الرسائل , فأغلق الصفحة و القى بنفسه على السرير .

                         * * * * * * * * *  *

كان مؤمن يتحسن , فقد نجحت العملية و كانت جلسات العلاج تسير على ما يرام , كانت بالطبع كل تلك التمارين و الجلسات ترهق مؤمن كثيرا , و لكن كان لديه ذلك الحافز ان يستمر فى تلك الجلسات حتى يعود مصر كما كان قبل الحادثة , لم يكن الامر سهلا على الاطلاق , ولكنه يتحمل الوضع الجديد . 

بعد اسبوع يعود مؤمن ونهى معا الى مصر , يصلان الى مطار القاهرة ويستقبلهما حسن  يحمل اغراضهم الى السيارة وينقلهما الى المنزل , و يكون الاستقبال حافلا خاصة من دينا التى حاولت ان تكبت مشاعرها و سعادتها العارمة , ليس بعودة ابن عمها كما يتوقع الكل و لكن بعودة حبيبها .

                              * * * * * * * * * * * *
تجلس ياسمينة مع هند فى المستشفى , تحاول ان تخفف عنها بعد ان انهارت فى البكاء بعد ان علمت بانها فقدت جنينها , تسال هند على ايهاب الذى لم تراه منذ ان هجم عليهم الرجال فى الشقة ... فيقف مراد وياسمينة يتبادلا النظرات دون ان يجيبا على سؤالها ....

                             * * * * * * *** * * *
تمر اول ليلة لـ نهى فى مصر بعد عودتها , و فى الصباح الباكر تغادر المنزل لتذهب الى عملها , و بعد ان تذهب الى المكتب لتسال على اخبار العمل يخبرها احدهم ان سخصا قد سأل عليها و قد ترك هاتفه , تأخذ رقم الهاتف و تغادر المكتب و هى مستغربه جدا تحاول ان تتوقع من يكون ذلك الشخص الذى أبى ان يترك اسمه . 

تسير فى الشارع و تكون فى طريقها الى ذلك المقهى التى اتفقت مع خالد ان تقابله هناك , فلم تكن المسافة بعيدة جدا من محل عملها لذلك فضلت ان تسير تلك المسافة على قدميها , و فى منتصف الطريق , تتفاجأ بـ مرا الذى ظهر امامها فجأة .... 

الثلاثاء، 4 فبراير 2014

لا تتركنى #10

الحلقة العاشرة 
**********
تستيقظ دينا و تنظر طويلا الى سقف الغرفة , تفكر فيما قالته لـ نهى , هل كانت على صواب ام على خطأ ؟ , كيف تطلب منها ذلك الطلب و هى تعلم جيدا الظروف التى يمرون بها , الظروف التى تمر هى ايضا بها . 
تتحرك فى الغرفة وهى تفكر فى امر الاموال اللازمة للعملية , وكيف ان نهى تحمل كل شئ على عاتقها دون ان تطلب مساعدة احد . 
قبل ان تذهب دينا الى غرفة مؤمن كما طلب منها تذهب لتتحدث مع والدها . 

تستيقظ نهى قبل ذلك و تغادر المنزل , تغادر وهى لا تعلم الى اين , و لكنها كانت فى حاجة الى الهروب , و لكن الهروب من ماذا ؟ , هى فقط مشوشة ولا تعلم  ما تفعله , ذلك الصداع المزعج الذى لم يسمح لها بالنوم طوال الليل , تفكر فى ان لا تفكرلا اطلاقا , تحاول ان تقنع عقلها ان لا يفكر اطلاقا , وتلك هى المشكله الاصعب . 
تذهب الى المكتب , تكتب قليلا كنوع من الهروب لا اكثر , ثم تغادر المكتب و تسير هائمة فى الشوارع حتى يأتى موعد المستشفى فتذهب و تكمل اجراءات السفر و تعود الى المنزل , و بعد ان تستريح قليلا يطلبها عمها للتحدث معها . 
فؤاد : خدى يا نهى ..
نهى : ايه ده ؟
فؤاد : دول 100 الف جنيه , خليهم معاكى يمكن تحتاجيهم وانتى ف المانيا . 
تنظر نهى سريعا الى دينا و ترمقها بنظرة معاتبة . 
نهى : عمى انا مش محتاجة الفلوس دى , انا خلاص دبرت فلوس العملية , خليهم معاك يا عمى , لو احتجت حاجة هبقا اقولك .
فؤاد : يا بنتى انتى هتحتاجى الفلوس دى , انتى ما تضمنيش الحياه تبقا عاملة ازااى هناك , وانتى هتفضلى هناك اسبوعين عالاقل , خلى الفلوس معاكى .
نهى : يا عمى بس ....
فؤاد : نهى .. خلاص يا بنتى بلاش تحسينى انى غريب , الفلوس دى كنت شايلها عشان حمدى , و حمدى خلاص انا واثق انه مش هيحتاجها تانى . 
دمعت عيناها و استدارت فجأة حتى تخفى وجهها عنهم . 
دينا : خدى الفلوس يا نهى و خليها معاكى . 
تاخذ نهى الاموال التى اعطاها لها عمها , و كان ذلك الحديث فى منزل عمها , فقد قرر هو و دينا ان يعودا مرة اخرى الى منزلهما , فمنذ الحادث و هما يجلسان فى شقة توفيق . 

                              * * * * * * * * * *
فى الجانب الاخر .. ياسمينة 
تغلق الباب , و تنهيدة قوية توصف كل ما بها , كأنها فراشة صغيرة تطير بين الورود , قلبها يرفرف كعلم ابيض فوق سماء ارض خضراء يكللها الورد الاحمر , انه احساس الحب , والاجمل انه احساس الاهتمام , فهى تشعر باهتمام مراد الغير متوقع , فهى لم تتخيل يوما ان تتعرف على مراد بذلك الشكل , ان يتدثان و يسهران معا , حتى ان تحصل على رقم هاتفه شئ رائع , و احساس ينم على اهتمامه به و ربما الاعجاب المتبادل بينهما .
تنام و فى عقلها الف فكرة , افكار تنتج من قلبها لا عقلها .. تستيقظ قبل موعدها و تجلس على السرير تفكر بالليلة الماضية , تتحرك فى الغرفة فى منتهى النشاط و الحيوية بالرغم من انها دائما تتكاسل عن النهوض مبكرا , و لكن ربما كان الدافع هو مقابلة مراد , فكل ذلك من اجله بالطبع , و الا لما كانت وقفت امام المرآه طويلا و تقلب و تقلب خزانتها رأسا على عقب حتى تختار ما يناسبها من الملابس , و بعد ان تجهز تحمل هاتفها وهى فى شدة التوتر و الخجل و تتصل على رقم مراد , يجهز مراد ثم تذهب معه ياسمينة الى الكلية ... 

فى السيارة ....
مراد : هتفضلى ساكتة كدة ؟؟
ياسمينة : اقول ايه ؟ 
مراد : بردو هتساليى انا .. قولى اى حاجة .
ياسمينة : ممممممم طيب .
مراد : ههههههههههه انتى كدة قولتى يعنى ؟
ياسمينة : الله بقى , ما انا مش عارفة اقول ايه صراحة يعنى 
مراد : انا عايزة اسمعك بتقولى اى حاجة 
ياسمينة : طيب ما تتكلم انتا يا مراد و لا ايه ؟
مراد : انتى قولتى ايه ؟؟
ياسمينة : ايه ؟؟
مراد : قولى كدة تانى ...
ياسمينة : اقول ايه ؟
مراد : اسمى , اول مرة اسمع اسمى حلو اووى كدة 
ياسمينة : :) :) .. خضتنى على فكرة .
مراد : بس شكلك حلو وانتى مكسوفة كدة , و شك احمر , و عنيكى بتلمع , اول مرة اشوف الجمال ده بجد 
ياسمينة : احم ....
مراد : لا انا هفضل اقول كدة انتى بقيتى شبه الفراولة اصلا 
ياسمينة : ههههههههههههههههه , طيب خلاص بقى ركز ف الطريق مش هنوصل كدة . 
مراد : طيب خلاص , انتى تؤمرى 

                            * * * * * * * * * * 

مرت الايام سريعا .. و كان اليوم الذى يسبق السفر يوما حافلا بالنسبة لـ نهى , و لكن اهم حدث بها انها قد التقت بالصدفة بـ خالد امام المستشفى , فالشركة التى يعلم بها فى نفس الشارع , تحدثا طويلا و هو فى طريقه الى منزلها , فقد عرض عليها ان يوصلها وقد وافقت هذه المرة . 
ربما كانت موافقتها هذه المرة لانها تحتاج الى التحدث الى شخصا ما لا يحملها هموما و اثقالا اكثر مما تحمله على اكتافاها , فقد شعرت ان ربما خالد يخفف عنها تلك الهموم , و ربما كانت تريد ان تعوضه عن تعاملها معه فى اخر مرة . 
عرض عليها ان يجلسا سويا لنصف ساعة يشربان شيئا , فوافقت , فهى وسيلة اخرى للهروب , خاصة وان السفر فى الصباح الباكر .
جلسا فى احد " الكافيهات " الحديثة , و بدت نهى مشوشة التفكير , تائهة .. كأنها فى عالم اخر . 
خالد : انتى كويسة ؟؟
نهى : هاه ؟؟ 
خالد : انتى كويسة ؟
نهى : ممممم .. الحمدلله , انا مش عارفة اقولك صراحة على اخر مرة اتقابلنا , بس .. يعنى ... انا اسفة جدا .
خالد : مفيش اى داعى للاسف يا نهى , انا مقدر جدا , وبعدين انتى ربنا يكون ف عونك , يعنى الحادثة اللى حصلت و وفاه ابن عمك , كل ده يكسر اى حد , انتى قوية جدا و مستحملة كل ده , انا لو مكانك بجد كنت انهارت . 
نهى : انا لازم ابقى قوية عشان اهلى , ولا ايه ؟
خالد : بس حرام تشيلى كل الحمل ده لوحدك 
نهى : طيب هعمل ايه ؟؟ .
خالد : انتى معندكيش اصحاب يا نهى ؟
نهى : يعنى , ممكن زمايل ف الشغل , ز اخويا وحمدى و دينا هما اللى ليا فى الدنيا , خصوصا بعد جواز عزة , ولان الفرق بينى و بين عزة كبير شوية . 
خالد : طيب ممكن نبقا اصحاب ؟؟
نهى : طبعا يا خالد , انا مش عارفة اقولك ايه اصلا انتا خففت عنى كتير صراحة وكفاية سؤالك عليا .
خالد : مممممم مش احنا اصحاب خلاص , يعنى ده العادى بين الاصحاب بقى . 
نهى : اكيد 
خالد : قوليلى بقى , ايه اخبار روايتك ومقالاتك ؟
نهى : رواية ايه بقى ؟؟ .. انا مش بكتب اليومين دول , حتى مقال الاسبوع كتبته بالعافية , و مش مقال كمان .
خالد : لسة ما قريتهوش انا ده .. هينزل امتى ؟
نهى : بكرة هكون انا ف الطيارة ومسافرة على المانيا .
خالد : السفر بكرة ؟
نهى : ااه .. ان شاء الله 
خالد : هتسافرى انتى ومؤمن بس ؟
نهى : مممممم .. اسبوعين و هنرجع ان شاء الله , يا رب العملية تنجح و ارجع اشوف اخويا زى الاول .
خالد : يا رب . 
نهى : ممكن نمشى عشان اتاخرت اوى و لسة ورايا حاجات اخلصها قبل الصفر .
خالد : تمام , بس انا عايز ابقى اطمن عليكى وانتى هناك ؟؟
نهى : انا طبعا تليفونى هيتقفل , بس لما اوصل هبقا اكلمك و اقولك الرقم اللى تتصل عليه .
خالد : تمام اتفقنا , ده رقمى اهو , خليه معاكى عشان تكلمينى عليه .
نهى : تمام .
و يغادران الكافيه و يوصلها الى المنزل و يغادر بعد ان يسلم عليها . 
                         * * * * * * * * * * * * 
تدلف نهى الى المنزل تجد عزة و حسن يودعان مؤمن قبل السفر , ودينا و عمها فؤاد بالطبع حاضرون . 
تسلم على الحاضرون و تستأذن الى غرفتها , تذهب عزة خلفها لانها لاحظت انها ليست على ما يرام .
عزة : مالك يا نهى ؟؟ .. انتى كويسة ؟
نهى : ااه .. الحمدلله 
عزة : لا شكلك بيقول فى حاجة .
نهى : لا يا عزة مفيش حاجة , بس مرهقة شوية , يا دوب لسة جاية من المستشفى وروحت الجريدة عشان الاجازة , وعندى مية حاجة اعملها .
عزة : ربنا يقويكى يا حبيبتى , معلش , انا عارفة ان الحمل كتير اووى عليكى بس انتى اللى رافضة انى اساعدك , و بابا وماما ف دنيا تانية , و انتى شايفة ده بنفسك .
نهى : عارفة يا عزة , و مش بشتكى و الله , وانتى كفاية عليكى مروان وحسن , انا مش عايزة اشيلك فوق همك .
عزة : ربنا يقويكى يا حبيبتى , تعالى انتى استريحى شوية وانا هجهز الشنط 
نهى : لا يا وزة , روحى انتى بس اقعدى مع مؤمن شوية وانا هجهز الشنطة بسرعة واجى اقعد معاكوا .
عزة : ماشى يا حبيبتى .

                              * * * * * * * * * *
تسافر نهى ومؤمن فى الصباح الباكر ...
فى نفس اللحظة التى يقرأ بها خالد الجريدة الاسبوعية 

مقال الاسبوع ... مع نهى الصرفى 

 عزاء ..... 
اعذرونى ذلك الاسبوع , لن اكتب لكم مقالا كما تتوقعون , و لكنى سأوصف احساس يسيطر على كيانى , و يشوش على عقلى . 
      مازلت تائهه فى هذه الحياه , حزينة على ما مضى من حياتى , و قد اكون نادمة على بعض الافعال , و لكنى بالتأكيد مازلت تائهه , لا اعلم لما تأرجنا الحياه بين ضفتى الحزن والسعادة , بين الامل و التشاؤم , تكسرنا تارة و تدفعنا الى النجاح تارة اخرى , لكنها دائما تحملنا اثقالا وهموما لا نقوى على مواجهتها , كالموت فهو ليس احساس لحظى يختفى بعد وهلة , لكنه يدوم فى قلوبنا , احساس صعب موحش , قد يدمرك نهائيا و يفقد الحياه معناها , الفقدان شئ صعب جدا -  لا كتبه الله على احد - اصعب ما به لحظات التذكر , ذلك الاحساس الذى يقشعر له جسدك و تدمع له عيناك , حينما تذهب الى الاماكن التى اعتدت الذهاب اليها , لتشاهد شريط حياتك امام عينيك , ليس بالضرورة يكون الفقدان هو فقدان الحبيب , فالاصعب من ذلك هو فقدان الاهل , ان تكون عاجزا على مداواة جروح من حولك , فلا توجد كلمات تعوض منّ فُقد , و قد يسيطر علينا الضعف فيجعل كل شئ حولنا ضبابيا . 
    و الان كل شئ فعليا كالضباب امامى , لن اكتب مقالا ذلك الاسبوع , ولكنى سأكتب عزاء , عزاء لاقرب الاشخاص لى , لاخى الذى لم تلده امى , حمدى ابن عمى . 
   حمدى .. رحلت وتركتنا فى ذلك العالم دون ان تودعنا , رحلت وتركتنا دون ان ترسم لنا الخطوات التى نتبعها بعدك , لم تكمل حلمك فى الحياة , و لن تشاركنا حلمنا بعد الان , لا اعلم ان كنت ستعلم ذلك الكلام ام لا , و لكنى فى حاجة للاصفاح عنه , انت تعلم جيدا ان فى الكتابة وسيلة للهروب , و انت من يسيطر على عقلى حاليا .
    رحمك الله يا اعز ما نملك , رحمك الله و اسكنك فسيح جناته , من المؤكد ان الله له حكمه فى ان تتركنا , ربما ليست الدنيا مكانك , و ربما لا يريد الله لك الذنوب فى الدنيا فأخذك اليه .
   اخى .. شافاك الله و عافاك , سأظل ادعو لك طوال حياتى , هذا هو طلبى هذا الاسبوع , ادعو لاخى بالشفاء وابن عمى بالرحمة . 


كان ذلك المقال الذى قرأه مراد فى الجريدة الاسبوعية , اخذ يترحم على حمدى و يدعو لـ مؤمن بالشفاء , و تذكر " نهى " تلك الفتاه الرقيقة , التى كانت طالبه عنده فى يوم من الايام , و كانت حبيبته لفترة من الزمن . 
ظل يبحث عن رقم هاتفها فاتصل بالجريدة وحصل على الرقم منهم , فكر كثيرا قبل ان يتصل بها و اتصل فى النهاية , ولكن الهاتف كان " مغلق " , اتصل كثيرا ولكن بلا جدوى . 

                            * * * * * * * * 
تصل الى المانيا وبعد ان تستقر فى الفندق , تتصل بـ خالد ......