الاثنين، 12 أغسطس 2013

الــضــحــايــا ( انـسـة 3 )


انـــــســـــة #3
واستيقظ على صوت نفسى ...
هيام ... لا ... انتى لست بضعيفة .. لن تتخلى عن حياتك من اجل غريب ما .. اكلماته هذه ستؤثر على موقفك .. ستئثر على قرارك .. هذا ما يريده بالضبط .. سيؤثر علي قرارك .. سيجعلك تتخلين عن عملك مقابل لا شئ ...
هيااااااااام .....
صوت اخى وهو يهز اكتافى ..
هيام : ايوة يا ياسر ... فى حاجة ؟؟
ياسر : لا يا هيوم .. انتى فى حاجة .. كان شكلك غريب وانتى نايمة وبتكلمى نفسك
هيام : بكلم نفسي ؟؟ ..
ياسر : ااه .. فى حاجة يا هيام ؟؟.. حد مضايقك ؟؟
هيام : لا .. مفيش حاجة ما تقلقش ..
ياسر : طيب يا حبيبتى .. اقفلى الباب لما تيجى تنامى بعد كدة
هيام : حاضر ..
ويتحرك ياسر متجها الى خارج الغرفة ..
هيام : ياسر .....
ياسر : هااه ؟؟...فى حاجة ؟؟
هيام : ااه .. عايزة اتكلم معاك شوية .. محتاجة رأيك ..
وتسرد هيام ما حدث بالتفصيل ... وتنتظر رد اخيها الصغير
ياسر : بصى يا هيام .. اولا ده قرارك انتى بس الاهم انك ما تتخليش عن حياتك عشان واحد ما تعرفيهوش اصلا
هيام : بس لو وافقت ده هيبقي جوزى يعنى مش هيكون غريب عنى ..
ياسر : ايوة يا هيام بس انتى تعرفى ايه عنه عشان تتجوزيه .؟؟
هيام : يااااااه يا ياسر ؟؟.. هوا حد يعرف عنى ايه اصلا ... انا تعبت يا ياسر .. الناس مش بترحم .. ف كل مكان الكلام بيجرح اووى .. انا تعبت وعايزة حد يبقي معايا .. مش عايزة اموت وانا لوحدى
ياسر : طيب يا هيام اللى انتى عايزاه .. انا لو كدة هسال عليه واعرف اصله وفصله .. المهم انتى تكونى مبسوطة
هيام : ربنا يخليك ليا يا ياسر ...
ياسر : ويخليكى ليا يا هيوم يا قمر انتى .. يالا بقي كملى نومك عشان شغلك الصبح ..
هيام : طيب .. ..
ياسر : تصبحى على خير
هيام : وانت من اهل الخير

تنهيدة اخرى ...
اضم الوسادة لـ اعود الى احلامى ..

استيقظ كعادتى ف الثامنة صباحا .. اااه اشعر بتعب شديد ..
جسدى يشعر بالارهاق .. جفونى لم تنام جيدا .. عقلى ما زال يفكر.. ولم يغفل ابدا ..

حسنا ... قاربت على انتهاء عملى ...
صوت الهاتف فى الحقيبة ..
افتح الحقيبة بلهفة شديدة ...
هيام : الو ....
حمزة : الو .. هيام ... ازيك ؟؟.. خضتينى عليكى ..
هيام ( بابتسامة عريضة ورعشة خفيفة وخفقان ف القلب تسمع دقاته عن بعد ) ..: الحمدلله .. تتخض عليا ليه ؟؟... انا بس ما كنتش سامعة الموبايل ..
حمزة : انا برن عليكى من الصبح .. قلقت عليكى ..
هيام : انا كويسة الحمدلله... انتا عامل ايه ؟
حمزة : الحمدلله ... وحشتينى ....
هيام : ................ ( صدمة وابتسامة مع توتر ...)
حمزة : انتى فين دلوقتى ؟؟
هيام : ف الشغل ...
حمزة : كل ده ؟؟... ياه بتتعبى اووى .. انتى هتخلصى امتى ؟
هيام : لا انا خلصت بس كنت بكتب شوية حاجات قبل ما اروح
حمزة : طيب ممكن اعزمك عالغدا ؟؟
هيام : بس ....
حمزة : لا .. مش هقبل اى اعذار .. انا هعدى عليكى دلوقتى عند الشغل ... مش هتاخر ..
هيام : بس انا ....
حمزة : خلاص ... 10 دقايق واكون عندك ... ياالا سلام ..
هيام : ...... سلام ....

هيام ... ما الذى يحدث داخل قلبك ؟..
قد تركتى قلبك لذلك المجهول .. لماذا ؟؟
لا اعلم ولكنى ساقابله .. اشعر بالرغبة فى ذلك ...
وها انا ذا اسير فى اتجاه تلك الطاولة التى جلسنا عندها اليوم الماضى ..
مجرد جلوسى هنا اعاد الىّ ذلك الاحساس الرائع ..
اااااه يا حمزة ... لماذا تعلقت بك ؟؟...
لماذا وقعت بحبك ؟؟...
أهو حب ؟؟... ام انه احتياج ؟؟؟ !!!!!!
هل من الممكن ان اكون متوهمة بالحب ؟..
نعم فلم يمضى سوى يوم واحد على لقاءنا ..
ولكن ..........
تلك الكلمات ... الليلة الماضية ... اليوم ...
ويقاطع صوت عقلى خطواته تجاهى ... يحمل باقة من الورد ..
ورد ؟.. الىّ انا ؟؟....

حمزة : اسف اتاخرت عليكى .. كنت بركن العربية ..
هيام : ولا يهمك ..
حمزة : هاه بقي .. تطلبى ايه ؟؟؟
هيام : لا بجد ميرسي .. مش عايزة حاجة ..
حمزة : ازاى بقي ؟؟... انا مش بخيل ما تخافيش ..
هيام : لا انا ما قلتش كدة .. بس.....
حمزة : ممكن بلاش كلمة بس دى ... انا عايز نتعامل مع بعض كأننا نعرف بعض من زمان .. انتى خلاص هتكونى مراتى ان شاء الله ...
هيام : ............. ربنا يسهل ......
حمزة: ايه ؟... لسة ما قررتيش ؟؟
هيام : الموضوع محتاج شوية تفكير ...
يقاطع كلماتها .. وفجأة يمسك يدها بين يديه ...
حمزة : هيام احنا معندناش وقت .. انا عايز نتجوز بسرعة اووى .. عايزك تبقي مراتى دلوقتى ... ممكن تلخديلى مع والدك معاد واجى اقابله الاسبوع ده ؟؟
هيام ( وبعد ان سحبت يدها من بين يديه .) : ان شاء الله .. بس الموضوع مش بالبساطة دى ... انا لسة ما قررتش حاجة ف موضوع الشغل ده ..
حمزة : وهيا يعنى الست ليها غير بيت جوزها ... احنا نتجوز وان شاء الله ربنا يرزقنا بالاطفال وهيبقي وقتك مشغول على طول ..
هيام : بس الموضوع صعب عليا ..
حمزة : هيام من فضلك .. انا عايزك تقدمى استقالتك ونتجوز بسرعة .. وانا ممكن اديكى المرتب اللى كنتى بتاخديه .. وبعدين انتى هتبقي مراتى يعنى كل حالى ومالى ليكى انتى ..
هيام ( وقد اعجبتهاا تلك الكلمات ) : انا شاء الله .. انا بس هقول لاهلى علي الموضوع وهاخد ميعاد مع بابا ....
حمزة : يعنى خلاص موافقة يا هيام ؟؟ ..
هيام ( وهى تلوح بنظرها بعيدا وتهز راسها بالايجاب ) : ممممم موافقة ..
حمزة : ده اسعد يوم ف حياتى ...

ويمر اليوم ...
واذهب الى شاشة العرض الخاصة بحياتى ...
الى ذلك السقف الذى احدق به وحيدة ..
وبعد ان ارى احداث اليوم امام ناظرى ...
ماذا فعلتى يا هيام ؟؟... ما الذى حدث اليوم ؟؟..
كيف وافقت على مطلبه بسهوله ...
وكلماته تلك ... (الست مالهاش غير بيت جوزها )
لماذا ينظر المجتمع للمرأة على انها زوجة فقط ؟؟
لماذا تعتبر مهمة المرأة هى ان تصبح زوجة وأم ؟؟..
فى صغرنا نلعب بالعرائس لنمثل دور الأم .. نشعر بالامومة الغريزية حين نلمس اصابع طفل صغير .. ثم نكبر للمراهقة المليئة بالاحلام عن فتى الاحلام .. ألم نلتفت لانفسنا اننا نحلم ؟؟..(فتى الاحلام) .. فهو ليس حقيقة .. ولا يمس الواقع بشئ..
لما تكون العلاقة بين الرجل والمرأة مهمة لهذا الحد .. العلاقة العاطفية .. والعلاقة الجسدية ..
اعلم انها غريزة ... ولكن ماذا يحدث ان لم اتزوج ابدا .. لم يقدر لى الزواج مثلا ؟؟..
أأطلب من شخص ما ان يشبع تلك الغريزة .. لم افكر بذلك قط ..
ولكن حديث الفتيات عن العلاقة يجرحنى جداا .. حين انهيت لقائى مع حمزة اليوم ذهبت الى اجتماع العائلة من اجل خطبة بنت عمتى .. وجرحتنى تلك الكلمات التى تفيد انى لا استطيع ان اعطى النصيحة لانى ما زلت أنــــــســـــة ...
ااااااه .. ايختلف رأى المتزوجة عن الانسة .. ؟؟...
لقد جن عقلى ...
سأعود الى احلامى ... وسأفكر جيدا غدا .. بعد ان اخبرت اخى بقرارى وسانتظر منه الرد عند اخبار امى وابى ...

‫#‏نهاية‬ اليوم الثانى


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق