الأربعاء، 14 أغسطس 2013

الــضــحــايــا ( انـسـة 5 )

انـــــــــــســـــــــة #5
~~~~~~~~~~~~
ويأتى اليوم التالى ..

لتوقظنى امى مبكرا ..
الام : هيام .. قومى بقي اتاخرتى على شغلك ؟ 
هيام : شغل ايه يا ماما ؟.. انا قدمت استقالتى ..
الام : ايه ؟؟ .. قدمتى استقالتك ؟؟ ... ليه ؟؟
هيام : عشان هتجوز يا ماما 
الام : الله .. ومال الشغل بالجواز ؟؟..
هيام : خلاص يا ماما انا تعبت من الشغل .. عايزة ارتاح بقي ..
الام : طيب وما قلتيش ليه من الاول ؟
هيام : نسيت يا ماما .. وبعدين حصل خير .. خلاص الشغل مالوش لازمة ..
الام : طيب يا بنتى براحتك .. طالما انتى شايفة ان ده احسنلك .

ويمر اليوم بطيئا جداا .. كأن كل شئ ثابت فى موقعه .. لا شئ يتحرك سوى قلبى .. فقد كان يرقص فرحا .. 
اعلم ان عملى كان يشغل كل وقتى .. وقد يكون سببا فى تاخر زواجى الى الثلاثين .. نعم .. فقد كان عملى مع الاطفال .. حتى ان قابلت رجلا ما فى عملى فيكون متزوجا وابا لـ طفل ما .. 
فلم اتوقع يوما ان يكون عملى سببا فى زواجى .. ولكن شاء القدر ان تكون احدى زميلاتى عاملا فى ذلك .. فالفضل لها بعد الله سبحانه وتعالى .. 

وتدق الساعة السادسة .. 
وبعدها بدقيقة يطرق الباب .. لـ يفتح ابى واخى ياسر ويقابل حمزة ووالدته .. فوالده لم يعد موجود .. 
وبعد دقائق كثيرة اسمع صوت ابى ينادى علىّ .. ودقات قلبى مسموعة فى اذنى ... ما هذا التوتر ؟؟!!!

وها انا اسير فى اتجاههم ..
والدته : بسم الله ما شاء الله .. 
وابدأ فى السلام والقاء التحية وانا فى قمة خجلى ..
ويبدأ الكلام المعتاد بين ابى وحمزة .. وينتهى بالاتفاق على كتب الكتاب بعد يومين .. وتقرأ الفاتحة .. ويخرج حمزة علبة من جيب بدلته ..
و خاتم ودبلتين بهذه العلبه .. 
ويمسك يدى .. وتتعالى صوت الزغاريط من امى ووالدته .. 
ويلبسنى ذلك الخاتم الذى يعنى لى الكثير .. ثم يطبع قبلة صغيرة على يدى .. 
ويضع الدبلة الفضية فى يدى لاضعها انا فى يده .. 
و ترتعش يداى .. و يساعدنى هو لاضع الخاتم فى يده اليمنى .. 
وتبدأ كلمات التهانى من الوالدين ووالدته .. واخى ياسر .. 

يمر ذلك اليوم .. وبعد ان اذهب الى غرفتى .. اجد هاتفى يرن ..
هيام : الو ..
حمزة : الو .. حبيبتى عاملة ايه ؟؟ 
هيام : حبيبتك ؟؟..
حمزة : ااه .. حبيبتى و خطيبتى ... وكلها يومين وهتبقى مراتى كمان ..
هيام : كدة كتير اووى عليا .. 
حمزة : مفيش حاجة كتير عليكى ابدا .. انا بجد بحبك يا هيام.. واتعلقت بيكى بسرعة اووى ..
هيام : بالسرعة دى ؟؟
حمزة : ااه .. مش عارف ازاى .. بس يمكن عشان احنا الاتنين محتاجين بعض .. كل واحد فينا كان بيدور على التانى .. انا بجد اول مرة احس بالراحة كدة مع حد ..
هيام : ممممم ....طيب 
حمزة : انتى مكسوفة منى ولا ايه ؟ .. لا خلاص مفيش فرق بينا.. مش عايزك تتكسفى منى خالص .. عايزك تتكلمى معايا وتقولى كل اللي انتى حاساه ...
هيام : حاضر ..
حمزة : بردو ؟... طيب يا ستى .. اتكلم انا .. على فكرة ماما حبتك اووى .. بتقول عليكى هادية جداا و طيبة .. وهيا مبسوطة جداا ان ربنا رزقنى بواحدة زيك ..
هيام : بجد ؟.. يعنى مش معترضة عشان سنى وكدة ؟؟ 
حمزة : ماله سنك ؟؟.. انتى لسة صغيرة يا هيام .. وبعدين الفرق بينا 8 سنين يعنى حلو ااوى .. وعلى فكرة انتى شكلك اصلا يجيب 22 سنة مش اكتر .. 
هيام : يا سلام ؟.. 22 سنة بس ؟ 
حمزة : ايوة .. 22 سنة بس .. وبعدين السن مش بيفرق ف حاجة .. احنا ممكن نعتبر اننا لسة عندنا سنة واحدة بس .. ونبدأ حياتنا سوا من اول وجديد .. كأننا اتولدنا من جديد واحنا مع بعض ..
هيام : ممم .. كلامك حلو اووى يا حمزة ..
حمزة : ايوة كدة .. اتكلمى بقي ؟؟.. 
هيام : احم .....
حمزة : هنرجع للكسوف تانى .. ماشى يا ستى .. المهم انا هعدى عليكى ان شاء الله الصبح .. هتيجى معايا انتى وياسر نشوف الشقة وتقولى كل اللي انتى عايزة تعمليه فيها .. انا عارف انك هتضايقى عشان هتفضلى قاعدة عند والدتى لحد ما الشقة تخلص .. بس هنعمل ايه بقي ؟؟ .. مفيش وقت اننا نستنى الشقة لما تخلص..
هيام : لا عادى .. مفيش مشكله.. وبعدين حلو انى هتابع الشقة بنفسي... 
حمزة: طبعا .. مش هتبقى شقتك .. انتى بقي مسئولى تعمليها على ذوقك .. اختارى الالوان اللى انتى عايزاها .. 
هيام : ان شاء الله ... 
حمزة : ان شاء الله يا حبيبتى ... يالا بقي انا عايزك تنامى عشان تبقى فايقة كدة الصبح .. ورانا حاجات كتير اووى نعملها بكرة .. 
هيام : حاضر .. 
حمزة : تصبحى علي خير يا  حبيبتى ..
هيام : وانتا من اهله .. سلام
حمزة : سلام .. 

ويأتى اليوم التالى ... 
واذهب انا واخى الى شقة حمزة .. عش الزوجية .. 
شقة كبيرة واسعة .. اعجبتنى كثيرا .. وشعرت انى اصبحت مسئولة عن هذا البيت ..

ثم نمضى فى طريقنا ليطلب حمزة من اخى ان نتغدا سويا .. انا وهو فقط .. ويرحل اخى ...
واذهب انا وحمزة الى مطعم فاخر ..  نتناول الطعام ثم نرحل معا ..
ونسير سويا فى شوارع مدينة نصر .. وحينما اقتربت يداه من يدى محاولا ان يشبك ايدينا معاا .. نفضت يدى بسرعة .. و توتر جسدى كله .. لاشعر بضربات قلبى السريعة و تعرق جبينى ... واطيح بنظرى بعيداا فى توتر وانا العب بأظافرى كمن لا يجد شيئا يفعله .. ولا شيئا يتحدذ به .. 
وينظر حمزة الىّ ...
حمزة : مالك ؟؟
هيام ( بتوتر ) : مفيش حاجة ..
حمزة : بعدتى ايدك ليه ؟؟
هيام : مفيش ..
حمزة : طيب هاتى ايدك ..
هيام : ايه ؟...
حمزة : عايز امسك ايدك ؟؟.. ايه بلاش ؟..
هيام : لا .. مش هينفع .
حمزة : ليه ؟... احنا مش خلاص اتخطبنا .. وبعدين كتب كتابنا بكرة ان شاء الله .. خايفة منى ليه ؟؟ 
هيام : مش خايفة .. بس ...
حمزة : بس ايه ؟؟..
هيام : اول مرة حد يمسك ايدى .. 
حمزة : هوا انا اى حد بردو ؟؟.. انا خطيبك .. 
هيام : مش عارفة بقي ..
حمزة : طيب ممكن بقى بلاش التوتر اللى انتى فيه ده ؟؟.. خلاص مش عايزانى امسك ايدك خلاص .. بس بلاش توتر كدة 
هيام : طيب .. خلاص ..
حمزة : اول مرة اشوف واحدة بتتكسف اووى كدة .. وعلى فكرة شكلك حلو اووى كدة وانتى متوترة ..
هيام ( بتنهيدة خفيفة .. لا تجد ما تقول ) :... طيب ... 
حمزة : طيب .. مش هتكلم اهو .. 

واعود الى المنزل .. وتلك اللحظات ما زالت امام عينى .. 
ياله من احساس رائع ... احساس جميل جداا .. ما زلت اشعر بيده وهى تلامس يدى .. يرتجف قلبى .. سعادة وليس خوفا .. 
غدااا ... غدا ساصبح زوجته ... غدا ستتغير حياتى .. 


لم استطع النوم فى تلك الليلة .. افكار كثيرا تجول خاطرى ..
مشاعر كثيرة تدق قلبى .. وابتسامة عريضة ترتسم على وجهى 

يأتى المساء .. ويأتى معه زوجى المستقبلى .. 
ويبدأ المأذون فى اجراءات الزواج .. 
و الان اصبحت متزوجة ... 
حقا يختلف الاحساس كثيرا .. اصبحت متزوجة .. 
ينتهى اليوم سريعا كأن الزمن يتسابق معنا ... 
وفى اليوم التالى اذهب معه لتناول الغذاء فى بيت والدته .. 
لم اكن وحدى .. ولكن كان اهلى فى سيارة اخى .. وانا فى سيارة زوجى .. 
ونصل الى بيت والدته .. وكان رائع جداا .. الديكورالكلاسيكى .. والتحف واللوحات التى تملء المكان .. 
وبعد الانتهاء من الاكل ... يصطحبنى حمزة الى غرفته لأرى ان المكان الذى سأظل به فترة حتى الانتهاء من شقتنا .. 
وبعد ان نصل الى باب الغرفة لاطل على ما بها .. يذهب حمزة لوالدته التى كانت تنادى عليه .. ادخل انا الى الغرفة لمعرفة تفاصيلها .. 
سرير كبير .. صور كثيرة على الحائط .. معظمها صور فن تجريدى .. و مكتب كبير تعلوه مكتبه صغيرة مليئة بالكتب .. وارفع انا ذلك الكتاب الموضوع على المكتب .. وياتى حمزة من خلفى .. 
حمزة : عجبتك الاوضة ؟؟ 
توترت .. فوقع الكتاب .. ومعه كتابين اخرين كانا على حرف المكتب .. 
حمزة : سيبيهم .. انا هشيلهم .. 
كان تحت تلك الكتب اوراق تحاليل واشعة .. وكان الاسم مكتوب عليها  اسم حمزة ...
هيام : تحاليل ايه دى ؟؟..
ويرد حمزة بعد ان لاحظت توتره ..
حمزة : تحاليل عادية ..
هيام : ايوة يعنى ايه؟؟.. انتا كنت تعبان ؟
حمزة : لا مش تعبان بس كان مجرد اطمئنان ..
هيام : ممم .. طيب تمام  ....
وتفتح هيام تلك الاوراق ليسحبها حمزة من يدها ..
حمزة : سيبك من الورق ده .. ملوش لازمة .. خلينا ف المهم ..
هيام : ممممم .. طيب .. 
حمزة : هااه .. عجبتك الاوضة ؟؟ 
هيام : ااه .. جميلة اووى .. 
حمزة : لو عايزة تغيريها كلها انا معنديش مانع .. بس يعنى انا قلت بلاش نغيرها لانى عارف اننا مش هنفضل هنا على طول ..
هيام : ااه .. مالهاش لازمة اننا نغير حاجة 
حمزة : ان شاء الله بكرة هنعمل حفلة صغيرة نعلن فيها جوازنا .. وبعدها نسافر انا وانتى على شرم الشيخ .. نقضى احلى اسبوعين هناك ..
هيام : ان شاء الله ... انتا معاد سفرك امتى؟؟.
حمزة : كمان 20 يوم بالظبط ..
هيام : طيب كويس ... 
حمزة : ااه .. من بكرة هتكونى ليا انا وبس ..
هيام ( يحمر وجهها خجلا ) :... ممممم .....
حمزة: بردو هتتكسفى .. انا بقيت جوزك على فكرة .. 
هيام : طيب ... 
وصوت والدته تنادى عليه .. 
وحينما يخرج من الغرفة .. افتح انا تلك الاوراق .. 
و ارى نتائج التحاليل .. لاكتشف ............
حمزة ... بس ... ازاى ؟؟.... 
واقفل الاورق سريعا ...
ويأتى حمزة .. 
هياام : حمزة ممكن نتكلم مع بعض بصراحة ..
حمزة : طبعا ..
هيام : انتا عندك اى مشاكل ؟؟..
حمزة : ازاى يعنى ؟ 
هيام " يعنى .. عندك مشاكل صحية يعنى ؟؟ 
حمزة : قصدك ايه ؟؟.. ما انا كويس اهو .. هيام .. اتكلمى بوضوح وقولى على طول .. فى ايه ؟؟ 
هيام : انتا عندك مشاكل ف الخلفة ؟؟ 
حمزة : مين اللي قالك ؟؟
هيام : يعنى ده صحيح ؟؟..
حمزة : اه يا هيام .. انا عندى مشاكل ف الخلفة .. 
هيام : والمشاكل دى .. ليها حل ؟ .. ولا مفيش امل ؟ 
حمزة : كنت بتعالج ... بس مفيش امل .. 
هيام ( بعد ان نزلت الدموع من عنيها ) : ليه ما قولتليش من الاول ؟؟ 
حمزة : كنت خايف تسيبينى زى اللى قبلك 
هيام : هوا كان فى قبلى ؟؟
حمزة : ايوة وسابتنى بعد الجواز بشهر
هيام : ليه مخيرتنيش .. ليه ضحكت عليا ؟؟
حمزة : .......
هيام : كنت ناوى تقولى امتى .؟؟.. وكدبت عليا ف ايه تانى ؟
حمزة: انا ما كدبتش عليكى ... 
هيام : بس ما قلتش الحقيقة .. انا اكتر حاجة بكرها ف حياتى الكذب .. 
حمزة : هيام خلاص .. هتفرق معاكى ايه حكاية الخلفة دى ؟؟..
هيام : هتفرق كتير .. كنت سالتنى الاول .. كنت سالتنى ان كنت اقدر اضحى بحقى انى اكون ام .. يمكن كنت وافقت .. بس انتا كدة خدعتنى .. وانا ما اقدرش اعيش مع واحد كداب ..
حمزة : يعنى ايه ؟؟ 
هيام : يعنى طلقنى .. 
حمزة : هيام ايه اللي بتقوليه ده ..؟؟ 
هيام : زى ما سمعت ...

واخرج سريعا من الغرفة والدموع تسيل على خدى .. ولم استطيع ان اجيب على اسألة والداى .. و ينتهى كل شئ
اعود الى منزلى .. واحكى ما حدث ... ويتعصب اخى كثيرا لما حدث .. وكيف له ان يخدعنى .. 

الام : وهتعملى ايه دلوقتى ؟؟ 
هيام : انا طلبت منه الطلاق ... مش هقدر اكمل حباتى مع واحد خدعنى 
ياسر : ده انا هبهدله ... ازاى يعمل كدة ؟؟.. هوا فاكر ايه ؟؟. بنات الناس لعبه ... 
هيام : خلاص يا ياسر ...... انا بس عايزة اتطلق منه .. مش عايزة مشاكل اكتر من كدة ...
الاب : رايحة فين يا بنتى ؟؟
هيام : محتاجة ابقي لوحدى شوية .. هدخل انام .. 

وادخل الى غرفتى .. كل شئ يبدأ وبنتهى هنا .. 
وها انا ذا .. اعود الى وحدتى .. الى كهفى .. لادفن كل شئ بداخلى .. لاتوقف عن الحلم .. لاتحوا الى ضحية .. 
ولكنى لست ضحيه ذلك الرجل ......
ولكنى ضحية المجتمع الذى ارسخ كلماته بنفوسنا .. ليخبرنا ان الزواج هوا اهم شئ للبنت .. وان كل شئ بعد ذلك ليس له قيمة .. وان الفتاه لا تقدر بعملها ولكن تقدر بزواجها .. 
وانا ... خسرت كل شئ .. خسرت عملى ومنصبى .. حتى فرصتى ف الزواج مرة اخرى .. فمن سيقدم على الزواج بمطلقة .. ويا ريت انى كنت مطلقة لاسباب مقنعة .. 
ولكن المجتمع سيقول غير ذلك .. فتزوجت لاحمل لقب مطلقة بعد يومين .. والمجتمع لن يعيب الرجل .. فالمرأة فقط هيا من تعاب وتعاتب على كل شئ .. 
ولم اكسب ان شئ .. فقد خسرت حياتى كلها ... 
وفوق كل ذلك .. 
فقد ما زلت ............. انـــــــــــــــســــــــــــة


#نهاية الضحية الاولى ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق